«هدنة غزة»: إلى أي مدى تؤثر الضربات الإسرائيلية لإيران على المحادثات؟

مصر وقطر تبحثان جهود التوصل لوقف إطلاق النار في القطاع

أطفال فلسطينيون ينتظرون الطعام عند نقطة توزيع في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون ينتظرون الطعام عند نقطة توزيع في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: إلى أي مدى تؤثر الضربات الإسرائيلية لإيران على المحادثات؟

أطفال فلسطينيون ينتظرون الطعام عند نقطة توزيع في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون ينتظرون الطعام عند نقطة توزيع في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

ضربة إسرائيلية مفاجئة لإيران، جاءت بعد أيام من حديث واشنطن عن أن طهران جزء من مفاوضات قطاع غزة، والتي كانت تشهد محادثاتها تسريبات إعلامية إسرائيلية عن «فرصة لتقدم حقيقي» وتأكيد مصادر في «حماس» تسلمها «أفكاراً» بشأن الهدنة.

تلك التطورات الجديدة، تلقي بـ«ظلال صعبة» على مسار الهدنة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، إذ إن الأقرب أن تتعثر تلك المحادثات عاجلاً أو آجلاً، خصوصاً أن إسرائيل ستشدد مطالبها بوصفها تحقق انتصارات في المنطقة، وكذلك «حماس» ستتمسك بإبرام صفقة شاملة مرة واحدة، ولن تنجر لاتفاقات جزئية قد تفقدها ورقة الرهائن الأهم لديها حالياً في ظل عدم وجود ضمانات حقيقية لوقف الحرب بغزة مستقبلاً.

وشنّت إسرائيل، الجمعة، هجوماً في إطار عملية سمتها «الأسد الصاعد»، بهدف ضرب البرنامج النووي والعسكري في أنحاء متفرقة من إيران، وأسفرت عن مقتل قادة كبار في القوات المسلحة الإيرانية، بحسب بيانات للجيش الإسرائيلي، ذكرت لاحقاً بدء اعتراض طائرات مسيّرة عن بُعد أُطلِقت من إيران، بينما نفت وسائل إعلام إيرانية الأمر نقلاً عن مسؤولين.

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بضربة جيش بلاده في إيران، وقال في رسالة مصوّرة: «لقد نفذنا ضربة افتتاحية ناجحة للغاية، وسنحقق المزيد، وستستمر هذه العملية لأيام للقضاء على هذا التهديد»، بينما عدته حركة «حماس» في بيان «عدواناً غاشماً يشكل تصعيداً خطيراً يُنذر بانفجار المنطقة، ويعكس إصرار حكومته المتطرفة على جرّ الإقليم إلى مواجهات مفتوحة».

وجاءت تلك التطورات غداة حديث مصادر في وفد «حماس» المفاوض بقطر خلال تصريحات صحافية عن أنه «تم تداول عدد من الأفكار الأيام الماضية مع الوسطاء بشأن اتفاق وقف إطلاق النار»، وموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في الحرب الدائرة في قطاع غزة، ومحادثات وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بشأن «المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني وجهود الوسطاء من أجل سرعة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة» وفق ما ذكره بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية»، الخميس.

أشخاصٌ يتفقدون أنقاض مبنى مُدمَّر إثر قصفٍ إسرائيليٍّ على مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

كما جاءت الضربة الإسرائيلية بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء الاثنين، أن «غزة الآن في خضم مفاوضات ضخمة بيننا وبين (حماس) وإسرائيل، وإيران مشاركة بالفعل، وسنرى ما سيحدث مع غزة. نحن نريد استعادة الرهائن»، رغم نفي مصادر إسرائيلية وبالحركة الفلسطينية لتلك الأنباء.

وانهارت الهدنة الثانية في 18 مارس (آذار) الماضي بعد شهرَيْن من انطلاقها، ولم تحقق مفاوضات مباشرة بين «حماس» وواشنطن في الدوحة مطلع الشهر الحالي أي اختراق.

أستاذ العلوم السياسية في مصر، الدكتور أحمد يوسف أحمد، يرى أن مشهد التصعيد الإسرائيلي وما سيتبعه من ردود فعل إيرانية، لا يخدم مسار وقف إطلاق النار في غزة، سواء بالتجميد أو التعجيل به، «وسبق أن شهدنا ضربات مماثلة في إيران ولبنان منذ حرب غزة، ولم تكن ذات تأثير مباشر على مفاوضات الهدنة».

ويعتقد أن نتنياهو بعد هذه الضربة ستزداد شعبيته داخلياً، ويتجاوز الضغوط الداخلية ضده، لافتاً إلى أن «حماس» في ظل هذا التصعيد لن تقبل على اتفاق جزئي، وستكون متمسكة أكثر بصفقة شاملة مرة واحدة، وهذا سيُرفض إسرائيلياً، وبالتالي لا مجال لتقدم حقيقي وبقاء الأمور كما هي.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، أن «(حماس) ليست في موقف قوي حالياً، وإذا تفاقمت الأمور أكثر بين إيران وإسرائيل سيكون هناك تخفيف في العمليات بالقطاع، لكن لن تؤثر إيجابياً في محادثات الهدنة»، متوقعاً أن «تزداد الحركة الفلسطينية في تمسكها بالصفقة الشاملة وعدم القبول بتجريدها من أقوى ورقة لديها وهي ورقة الرهائن، ويزداد نتنياهو غروراً وتصعيداً».

طفل فلسطيني يبكي خلال جنازة ضحايا القصف الإسرائيلي قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة (أ.ف.ب)

ردود الوسطاء شهدت انحيازاً من جانب أميركا لإسرائيل وعدم الحديث عن الوضع بغزة، وتحذير الوسيطين المصري والقطري من توسيع الصراع في المنطقة.

ووصف ترمب الهجوم الإسرائيلي على إيران بـ«الممتاز»، قائلًا إن مزيداً من الهجمات قادم، وفق ما أفادت بها «ABC News» الأميركية، بينما حذر طهران في منشور على منصته، «تروث سوشيال»: بأن الأمر «سيزداد الأمر سوءاً إن لم يتم الاتفاق النووي».

بينما رأت مصر أن هذا الهجوم «سيؤدي إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة، ويقود إلى صراع أوسع في الإقليم»، وعدته قطر «يعرقل الجهود الرامية إلى خفض التصعيد»، وفق بيانيين لـ«الخارجية» بكل البلدين الوسيطين في مفاوضات غزة.

وجرى اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري، ورئيس الوزراء وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تناول التصعيد بإيران وتطورات الجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، بحسب بيان لـ«الخارجية المصرية».

ويرى أحمد يوسف أحمد أن الموقف الأميركي ليس جديداً في انحيازاته لإسرائيل، ومهما تعددت المواقف الرافضة لذلك المنحنى التصعيدي، فإن محادثات الهدنة سترتبط بصمود المقاومة، واستمرار عمليات الاستنزاف، وتراجع الموقف الإسرائيلي، ونتائج تلك الأمور لن تتضح إلا بعد وقف الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران.

ويعتقد نزار نزال أن الموقف الأميركي الذي يعد داعماً لإسرائيل حتى النخاع، يبرز أن هناك فجوة كبيرة بين أحاديث وقف التصعيد والواقع، وأن ثمة تصعيداً سيتواصل وأنه لا أفق نحو التوصل لاتفاق بغزة أو تهدئة قريبة بالمنطقة.


مقالات ذات صلة

أولمرت: «المدينة الإنسانية في رفح» ستكون بمثابة معسكر اعتقال للفلسطينيين

المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت (أ.ف.ب)

أولمرت: «المدينة الإنسانية في رفح» ستكون بمثابة معسكر اعتقال للفلسطينيين

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت بأن «المدينة الإنسانية» التي اقترح وزير الدفاع بناءها على أنقاض رفح ستكون «معسكر اعتقال» للفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي شاب يحمل جثة طفل كان ضمن ضحايا قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين كانوا ينتظرون أمام نقطة لتوزيع الماء في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

إسرائيل تكرّس مجازرها بقتل أطفال عطشى

كرّست إسرائيل مجازرها في غزة بقتل أطفال عطشى كانوا ينتظرون الحصول على المياه، وسط القطاع، بينما برر الجيش الإسرائيلي الهجوم بأنه بسبب «خلل فني».

«الشرق الأوسط» (عواصم)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش (وسائل إعلام إسرائيلية) play-circle

تقرير: نتنياهو يعد سموتريتش باستئناف الحرب بعد الهدنة في غزة

ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أن رئيس الوزراء وعد وزير المالية، خلال اجتماعات عُقدت مؤخراً، بأن إسرائيل ستستأنف حربها ضد «حماس» بعد اتفاق وقف النار لمدة 60 يوماً

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي ستيف ويتكوف (إ.ب.أ) play-circle

ويتكوف «متفائل» بشأن محادثات غزة

عبّر ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، الأحد، عن «تفاؤله» حيال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مبانٍ مدمرة بسبب الحرب في شمال قطاع غزة (أ.ب) play-circle

ما حجم القتل والدمار في غزة بعد 21 شهراً من الحرب؟

اجتاحت إسرائيل قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 رداً على هجوم عبر الحدود شنته حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (غزة)

اتهامات متبادلة تهدد بانهيار مفاوضات «هدنة غزة»

فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)
فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)
TT

اتهامات متبادلة تهدد بانهيار مفاوضات «هدنة غزة»

فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)
فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)

اتهامات متبادلة جديدة تتصاعد وتيرتها بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحركة «حماس»، ألقت بظلالها على مفاوضات وصلت لليوم الثامن في الدوحة، دون نتائج، مع خلافات بشأن رفض الحركة خريطة الانسحابات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وبينما تشكو «حماس» من «تعنت ومماطلة» نتنياهو تحت ضربات الجيش الإسرائيلي التي تحصد أرواح العشرات من الفلسطينيين يومياً، يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن واشنطن ستحاول منع انهيار المفاوضات عبر الضغط على إسرائيل، كما سيعمل الوسيطان مصر وقطر على دفع «حماس» للاستمرار بالمحادثات، والسعي لإبرام صفقة تنهي الأوضاع الكارثية بالقطاع، شريطة تقديم إسرائيل هي الأخرى تنازلات خاصة في بند الانسحابات.

وأفاد مصدر فلسطيني مطلع على مسار المفاوضات بالدوحة لـ«الشرق الأوسط»، الأحد، بأنه «من المبكر الحديث عن فشل المفاوضات التي لا تزال مستمرة وسط حراك من الوسطاء، رغم عراقيل نتنياهو ومحاولة المماطلة في الذهاب لحلول».

وأكد أن «(حماس) طلبت تحسينات محدودة على بعض البنود، خصوصاً ما يتعلق بضمان الانسحاب الإسرائيلي من مدينة رفح، والحركة أجرت مشاورات معمقة مع جميع الفصائل الفلسطينية، وكان هناك إجماع على هذا الموقف».

وفي خطاب متلفز، مساء الأحد، قال نتنياهو إن «الإعلام الإسرائيلي يتهمني بإفشال مساعي إنجاز صفقة تبادل ويردد دعاية (حماس)، و(الحركة هي من) رفضت مقترح الصفقة (60 يوماً) وتصر على البقاء في غزة وإعادة التسلح، وهذا غير مقبول»، مضيفاً: «نريد صفقة؛ لكن ليس صفقة تترك (حماس) قادرة على تكرار ما فعلته من جرائم، وعازمون على إعادة المخطوفين، لكن مع القضاء على (حماس) كذلك».

ويستكمل نتنياهو جملة اتهامات إسرائيلية كررها مسؤول سياسي، مساء السبت، ونقلتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، مؤكداً أن «(حماس) رفضت مقترح الوسطاء، وتضع عقبات، وترفض التنازل، وتواكب المحادثات بحملة حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات».

وهذا قريب مما ذكره مسؤول إسرائيلي لقناة «آي نيوز 24» الإسرائيلية، رداً على «التقارير المتشائمة خلال الـ24 ساعة الماضية عن انهيار في محادثات الصفقة بين (حماس) وإسرائيل»، مؤكداً أن «(حماس) تثير الصعوبات، ولا تتنازل، وترافق المحادثات بحرب توعوية تهدف إلى تخريب المفاوضات».

وتلك الاتهامات تأتي مع شكوى «حماس» في بيان، الخميس، من «تعنت» نتنياهو، واتهامه بوضع «عراقيل» أمام التوصل لاتفاق، وسعيه المتعمد لإفشال أي جهود لإطلاق سراح الأسرى، مؤكدة أنه لا يزال «يماطل ويضع المزيد من العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق».

شاب يحمل فلسطينياً مصاباً في غارة إسرائيلية خارج مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)

وهذا التصعيد الإسرائيلي، لا سيما من نتنياهو، يتواصل مع اقتراب دخول الكنيست إجازته الصيفية التي تبدأ في الـ24 من الشهر الجاري وتستمر نحو ثلاثة أشهر، والتي تحول دون إسقاط حكومته.

الخبير في الشؤون السياسية بـ«مركز الأهرام للدراسات»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن تبادل الاتهامات وتصاعد وتيرتها يمسان استمرار المفاوضات بقوة، وهذا سيدفع الوسطاء للتدخل بضغوط لإنقاذ مسار المحادثات، مستبعداً أن نتنياهو يناور من أجل دخول الكنيست في إجازة لعدم سحب الثقة من حكومته، خاصة وأن هناك وقائع سابقة ضمنت له عدم حدوث ذلك.

بينما يتهم المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، نتنياهو بأنه يريد التهرب من الاتفاق وكسب الوقت وانتظار إجازة الكنيست لعدم سحب الثقة من حكومته، متوقعاً استمرار المفاوضات الجارية والتدخل الأميركي للضغط على الجانبين، مع السماح لنتنياهو بهامش للنجاة بحكومته، وأن وقت إبرام الصفقة سيتأخر مع تصعيد من نتنياهو الفترة الحالية لمزيد من الضغوط على «حماس».

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون، أن «تصريحات نتنياهو الأخيرة تكشف عن تناقضه وتخبطه السياسي، ومحاولة تحميل المسؤولية للطرف الآخر، كما تأكد على أنه غير معني أصلاً بإنجاح المسار التفاوضي، وأنه لا يرغب به».

وكانت القناة «12» الإسرائيلية، أكدت، السبت، أن «المحادثات لم تنهر، ولا يزال الفريق التفاوضي الإسرائيلي في الدوحة»، تزامناً مع حديث مصادر فلسطينية وإسرائيلية مطلعة لـ«رويترز» ولـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن المحادثات «تتعثر» حول مسألة نطاق انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ووصلت إلى «طريق مسدود» على ما يبدو مع انقسام الجانبين حول نطاق الانسحاب و«إصرار إسرائيل على إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وإبقاء قواتها على أكثر من 40 في المائة من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه (حماس)».

أشخاصٌ يتفقدون أنقاض مبنى مدمر إثر قصف إسرائيلي على مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين في وقت سابق (أ.ف.ب)

وتحدث موقع «واللا» الإسرائيلي، الأحد، أنه إذا فشلت المفاوضات مع «حماس» فإن الجيش الإسرائيلي سيشن مناورة في قلب غزة وتطويق المناطق المركزية، مشيراً إلى أن، يوم الأحد، هو اللحظة الحاسمة.

وفي وقت تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، في بيان، مقتل 43 فلسطينياً في غارات جوية إسرائيلية الأحد في مناطق مختلفة من القطاع، معظمهم في سوق وفي نقطة توزيع مياه.

وفي ضوء تلك التطورات، يرى عكاشة أن الاتفاق سيبقى في «غرفة الإنعاش» في مفاوضات الدوحة ومعرض للانهيار، والرهان سيكون على بذل الوسطاء جهوداً إضافية لإنقاذه، والضغط أكثر على «حماس» التي ستكون أكثر الخاسرين حال انهار وقبلها الشعب الفلسطيني.

ويرجح الرقب أن يتدخل الوسطاء بقوة لمنع انهيار المفاوضات، والضغط لتقديم تنازلات من الجانبين تحقق هدنة مؤقتة، متوقعاً أن يلعب الرئيس الأميركي دونالد ترمب دوراً أكبر الأيام المقبلة.

ووفق المدهون فإن «(حماس) قدمت تنازلات واضحة: وافقت على هدنة محدودة، وقبلت إطلاق سراح عشرة أسرى في المرحلة الأولى، بل وتراجعت عن مطلب وقف إطلاق النار الدائم باعتباره بنداً أساسياً. لكن يبدو أن نتنياهو يصر على استمرار المجازر، مستفيداً من حالة الضعف الدولي والتواطؤ الأميركي»، مرجحاً تدخل الوسطاء لحل الأزمة.