تحث معظم القوى والأحزاب الكردية هذه الأيام الخطى لبلورة موقف موحد حيال الاستحقاقات الحكومية المقبلة، سواء على مستوى الإقليم أو على المستوى الاتحادي، خصوصاً بعد مرور أكثر من عام على إجراء انتخابات برلمان الإقليم وإعلان نتائج الانتخابات العامة التي جرت في 11 من الشهر الحالي.
وشأن تكتل القوى الشيعية تحت مظلة «الإطار التنسيقي» وإعلان القوى السنية تشكيل «المجلس السياسي الوطني»، تميل معظم الأحزاب والفعاليات الكردية إلى ضرورة عمل القوى والأحزاب الكردية المختلفة تحت مظلة «قومية» جامعة للتحرك باتجاه معترك تشكيل الحكومة الاتحادية في بغداد، وأيضاً الاستدارة داخلياً لحسم ملف حكومة الإقليم التي تأخر تشكيلها لأكثر من عام.
تحرك أميركي
في موازاة تحركات ومقابلات يقوم بها القائم بأعمال السفارة الأميركية ببغداد، جوشوا هاريس، لمختلف الزعماء الكرد لحسم ملف حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، تحدث القيادي في «الاتحاد الإسلامي الكردستاني»، مصطفى عبد الله، الأربعاء، عن تقديم مقترح جديد للأطراف السياسية الفائزة في انتخابات مجلس النواب العراقي، بهدف «توحيد الموقف الكردي تحت مظلة سياسية واحدة».
وقال عبد الله، خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، إن حزبه «قدّم مقترحاً سيُرسل إلى جميع الأطراف السياسية الفائزة في الانتخابات، من شأنه أن يوحّد البيت الكردي ضمن إطار واحد، على غرار التحالف السُّني والإطار الشيعي، وبشكل يضمن الاستحقاق الكردي باعتباره مكوّناً أساسياً وكبيراً في بنية الدولة العراقية».
وقالت وسائل إعلام كردية إن وفداً من الحزب الديمقراطي قام بزيارة إلى المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي الكردستاني، الأربعاء، وعقد مباحثات بشأن تشكيل حكومتي بغداد وأربيل. ويفترض أن يزور وفد من الاتحاد الإسلامي لاحقاً «جماعة العدل» الكردستانية.
في المقابل، عقد الاتحاد الوطني أيضاً، اجتماعاً سياسياً مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الإسلامي في مقر المكتب السياسي للاتحاد الوطني في مدينة السليمانية.
وخصص الاجتماع طبقاً لبيان صادر عن حزب الاتحاد لـ«مناقشة مبادرة من الاتحاد الإسلامي» بهدف تعزيز التنسيق السياسي بين القوى الكردية.
وشدد الطرفان على «أهمية وحدة الصف وتوحيد الموقف الكردستاني في مواجهة التحديات وحماية المكتسبات الوطنية، وضمان استقرار الساحة السياسية في الإقليم».

انقسامات
ويقر كفاح محمود، المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، بـ«الآثار السلبية» التي تسببت فيها الانقسامات السياسية بين الأحزاب الكردية رغم «عمل بعض الفعاليات الكردية على صيانة المصالح العليا للإقليم».
وقال المستشار الإعلامي لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوى الكردية بحاجة إلى وفد تفاوضي وبصلاحيات واسعة تقدمها المؤسسات التنفيذية والتشريعية والزعامات السياسية في الإقليم، يفاوض في بغداد ويتبنى خطاباً موحداً».
ويعتقد محمود أن «التلكؤ في تشكيل الحكومة واجتماع البرلمان في الإقليم أعطى مردوداً سلبياً، خصوصاً مع حالة الأوضاع الاقتصادية السلبية التي يمر بها العراق والإقليم، وهذا التلكؤ ألقى بظلاله القاتمة على الإقليم ويجدر بالقوى والفعاليات الكردية تجاوز ذلك».
ويعترف محمود بـ«حالة الاستقطاب الشديدة والحدة في المنافسة بين الأحزاب الكردية التي سبقت الانتخابات العامة، لكننا اليوم أمام وضع جديد ربما يمكن من خلاله التوصل إلى صيغة للتفاهم بين الأحزاب الكردية، خصوصاً مع الفوز الكبير الذي حققه الحزب الديمقراطي، ومع ترحيبه بمقترح حزب الاتحاد الإسلامي».
ويرى أن «أمام الأحزاب الكردية اليوم فرصة للعمل بمنظور التفاهم ووحدة الخطاب وبما يخدم المصالح العليا لكردستان، أنا متفائل بأن هناك مرونة في موقف الحزبين الرئيسيين بالذهاب إلى تشكيل الحكومة الإقليمية وثم الذهاب إلى بغداد بموقف موحد حيال معظم المشاكل القائمة بين بغداد وأربيل».
