السوداني يزور تركيا لبحث «طريق التنمية» العراقي

وزير تركي يكشف عن مشروعين «مهمين» مع بغداد ودمشق

إردوغان مستقبلاً السوداني خلال زيارته لتركيا 2024 (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً السوداني خلال زيارته لتركيا 2024 (الرئاسة التركية)
TT

السوداني يزور تركيا لبحث «طريق التنمية» العراقي

إردوغان مستقبلاً السوداني خلال زيارته لتركيا 2024 (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً السوداني خلال زيارته لتركيا 2024 (الرئاسة التركية)

يزور رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تركيا قريباً لبحث التفاصيل النهائية لمشروع «طريق التنمية»، بحسب ما أعلن مسؤولون أتراك وعراقيون.

وقال وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو إن السوداني سيزور تركيا قريباً، كما يخطط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لزيارة العراق في النصف الأول من العام الحالي لبحث تنفيذ عدد من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في 22 أبريل (نيسان) العام الماضي.

وأضاف أورال أوغلو، في تصريحات لصحيفة «حرييت»، القريبة من الحكومة، الأربعاء، أن بلاده قطعت «مرحلة مهمة» على صعيد مشروعين منفصلين «مهمين»، الأول يمر من العراق والثاني يقطع الحدود مع سوريا وصولاً إلى العاصمة دمشق.

ولفت إلى أن المشروع الأول، وهو «طريق التنمية»، كان قد تم الإعلان عنه لأول مرة خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تركيا في مارس (آذار) 2023.

ويسمح هذا المشروع للعراق باستغلال موقعه الجغرافي والتحول إلى نقطة عبور للبضائع والتجارة بين الخليج وتركيا ثم أوروبا، فضلاً عن إعادة تأهيل البنية التحتية في البلاد.

وذكر أورال أوغلو أن المشروع الثاني هو إنشاء شبكة سكك حديدية من تركيا إلى دمشق مروراً بمحافظة حلب.

وزيرا النقل التركي والعراقي خلال اجتماع في إسطنبول في أغسطس 2024 لمناقشة مشروع طريق التنمية (من حساب الوزير التركي في إكس)

وأشار أورال أوغلو إلى الانتهاء من مرحلة مهمة في مشروع «طريق التنمية»، الذي يربط تركيا بميناء الفاو، عبر سكة حديد وطريق سريع بطول 1200 كيلومتر.

وأضاف أن السوداني سيزور تركيا في الأيام المقبلة، لبحث التفاصيل النهائية المتعلقة بهذا المشروع.

بدورها، أكدت السفارة العراقية في أنقرة أن السوداني سيزور تركيا خلال الأيام المقبلة، وأن الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

وقال السفير العراقي في تركيا، ماجد اللجماوي، الأربعاء: «نترقب زيارة مهمة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا خلال الأيام المقبلة، التي ستسهم في دفع التعاون الاقتصادي والاستثماري إلى مستويات جديدة».

وأضاف اللجماوي أن «المباحثات المرتقبة بين الجانبين ستركز على ملفات استراتيجية، أبرزها مشروع (طريق التنمية)، الذي يعزز الترابط الاقتصادي ويؤسس لشراكة متينة بين العراق وتركيا، إضافة إلى ملفات الطاقة والنقل والتبادل التجاري».

إردوغان التقى السوداني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر 2024 (الرئاسة التركية)

ونقلت «وكالة الأنباء العراقية» عن اللجماوي أن «الزيارة تأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية مهمة، ما يجعلها فرصة لتعزيز التعاونين الأمني والاقتصادي»، مؤكداً «حرص العراق على بناء علاقات متوازنة قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل».

وقطعت تركيا والعراق، خلال العامين الماضيين، خطوات واسعة على طريق تعزيز العلاقات في مجالات الأمن والمياه والطاقة والتجارة والتنمية.

واتفقت أنقرة وبغداد على التنسيق ضد حزب «العمال الكردستاني» عبر مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، وقعها وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره العراقي ثابت العباسي، في ختام الاجتماع الرابع لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين البلدين، في أنقرة في أغسطس 2024، عدت جزءاً من استكمال التفاهمات التركية - العراقية بشأن تثبيت الأمن على الحدود بين البلدين، والتعاون في تحييد حزب «العمال الكردستاني» ومقاتليه.

وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي خلال زيارته لبغداد في يناير 2024 (رويترز)

وزار وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، العراق أواخر يناير الماضي، ضمن سلسلة من الزيارات المتبادلة على المستوى الوزاري، وتناولت مباحثاته في بغداد سبل تعزيز العلاقات التجارية مع العراق، الذي يعد من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين لتركيا بحجم تبادل يبلغ 20 مليار دولار، وإزالة الحواجز المصطنعة أمام التجارة الثنائية، كما أكد استمرار دعم تركيا لمشروع «طريق التنمية» الاستراتيجي، والعمل على تسريعه.


مقالات ذات صلة

السوداني: تشكيل ائتلاف الإعمار والتنمية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق

المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يحضر القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد 17 مايو 2025 (إ.ب.أ)

السوداني: تشكيل ائتلاف الإعمار والتنمية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق

أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، الثلاثاء، عن تشكيل ائتلاف الإعمار والتنمية لخوض الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في العراق في نوفمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)

عون يشكر العراق على مبادرته بمساعدة لبنان

تقدم الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون بالشكر إلى الحكومة العراقية على مبادرة تقديم مبلغ 20 مليون دولار للبنان خلال اتصاله برئيس الحكومة محمد شياع السوداني.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس وزراء العراق يصافح محافظ البصرة لدى وصوله في زيارة - نوفمبر الماضي (إعلام رسمي)

«إزالة التجاوزات» تُفجّر «أزمة صلاحيات» بين البصرة وبغداد

أثارت حملة لإزالة التجاوزات عن الأراضي شنَّها محافظ البصرة، أسعد العيداني، أزمة «صلاحيات» بين الحكومة الاتحادية في بغداد والمحافظة الواقعة بجنوب العراق.

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالقصر الرئاسي في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

«تطابق» تركي - عراقي بشأن الاستقرار في سوريا

عكست مباحثات رفيعة المستوى بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تطابقاً في المواقف بشأن استقرار سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي صورة مركبة للرئيس السوري أحمد الشرع (يمين) ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني

السوداني: حضور الشرع قمة بغداد مهم للجميع

مع بدء العد التنازلي لانعقاد القمة العربية في بغداد، أكد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، أن حضور الرئيس السوري فيها «مهم جداً».

حمزة مصطفى (بغداد)

تمسك «حزب الله» بلدياً ببنت جبيل يقلق مغتربيها الأميركيين

مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
TT

تمسك «حزب الله» بلدياً ببنت جبيل يقلق مغتربيها الأميركيين

مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)

اتُّخذت كل الاستعدادات اللوجيستية والإدارية والأمنية ليكتمل عقد المجالس البلدية والاختيارية، السبت، 24 مايو (أيار)، لإنجاز المرحلة الأخيرة من السباق البلدي في محافظتي الجنوب والنبطية التي تشهد منافسة تكاد تكون أشدها سخونة في صيدا، وتتسم بطابع «كسر عظم»، بالمفهوم السياسي للكلمة، لاختبار الأحجام الانتخابية استعداداً لخوض «النيابية» في ربيع 2026، فيما تغيب، إلى حد كبير، المواجهات البلدية في البلدات والقرى الخاضعة لنفوذ تحالف «حزب الله» وحركة «أمل» الذي قطع شوطاً على طريق تأمين فوز مجالسها بالتزكية، وتحديداً في تلك الواقعة على الحافة الأمامية قبالة إسرائيل ولم يبقَ منها سوى قلة من المجالس تدفع بـ«الثنائي الشيعي» للنزول بكل ثقله لإقناع مرشحين منفردين بإخلاء الساحة لتفادي حصول مبارزة لن تبدّل من واقع الحال بإحداث مفاجآت تهدد لوائح «التنمية والوفاء» المدعومة منه بغطاء من العائلات.

لكن الهدوء البلدي على محور «الثنائي الشيعي» مرجّح ألا يحضر في قضاء جزين وقراه في حال أن الجهود التوافقية لم تتوصل إلى نتائج ملموسة تبعد عنها المواجهة البلدية.

ومع أن الاستحقاق البلدي الجنوبي يجري على وقع استمرار الخروق الإسرائيلية باستهداف عناصر من «حزب الله»، فإنها لن تؤدي إلى تعطيل اليوم الانتخابي في ظل إصرار الحكومة على إنجازه بدعم من «الثنائي الشيعي» والقوى والتيارات السياسية على اختلافها في الجنوب عموماً، حتى بغياب الضمانات بإلزام إسرائيل أميركياً بصرف النظر عن خروقها ولو ليوم واحد لمنعها من تعطيلها بتقطيعها لأوصال الجنوب التي تعيق حركة الإقبال على صناديق الاقتراع، وبالأخص في البلدات التي تشهد منافسة.

لكن الطريق، وإن كانت معبّدة سياسياً أمام إحكام سيطرة «الثنائي الشيعي» على البلديات، التي هي من لون واحد في محافظتي الجنوب والنبطية لتجديد شرعيته الشعبية في ظل الحملات التي تستهدف «حزب الله»، فإنه يقف أمام مشكلة، كما علمت «الشرق الأوسط»، تكمن في إصرار الحزب على ترشيح أحد مسؤوليه، محمد ناظم بزي، لرئاسة المجلس البلدي لمدينة بنت جبيل، المؤلف من 21 عضواً تتمثل فيه «أمل» بـ6 أعضاء يدور معظمهم في فلكها، وتشكل مركزاً للقضاء الذي يحمل اسمها.

وكشفت مصادر جنوبية وثيقة الصلة بـ«الثنائي الشيعي» عن أن الاتصالات بـ«حزب الله» لم تنقطع لإقناع أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، باستبداله بمرشح آخر غير حزبي يحظى بتأييد مباشر منهما، وقالت إن الاعتراض على ترؤس بزي للائحة «التنمية والوفاء» لا يعود لأسباب شخصية، وإنما لضرورات سياسية تتطلب التحسُّب منذ الآن للمحاذير التي يمكن أن تترتب على رئاسته للمجلس البلدي وردود فعلها على العدد الأكبر من سكان البلدة المنتشرين بالألوف في ولاية ميتشيغن الأميركية، ولفتت إلى أن للبلدة امتداداً سكانياً لا يستهان به في هذه الولاية يفوق تعداده عدد المقيمين بداخلها، وهم يساعدون أقاربهم للتغلب على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمرون بها، وهذا يمكن أن يعرّضهم للملاحقة في حال تحويلهم المساعدات النقدية إلى أقاربهم في ظل الحصار المالي المفروض أميركياً على «حزب الله» وأصوله، المُدرج على لائحة العقوبات الأميركية، وهذا ما يشغل بالهم ويقلقهم في حال لم تتجاوب قيادة الحزب مع رغبتهم، بصرف النظر عن ترشيح حزبي معروف لرئاسة البلدية. وقالت إنها ما زالت تأمل في تجاوب قيادة الحزب باستبداله، آخذة بعين الاعتبار مخاوف أبناء البلدة المنتشرين في الولاية الأميركية، وبالتالي التجاوب مع رغبتهم لتجنُّب أي ارتدادات سلبية على مصالحهم حيث يقيمون.

فأبناء البلدة، كما تقول المصادر، المنتشرين في ميتشيغن، هم في طليعة المهاجرين منذ عقود طويلة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهم من الجيل الثالث، ويتراوح عددهم بين 30 و35 ألفاً، هذا عدا أبناء بلدة تبنين، مسقط رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذين يوجدون في الولاية نفسها بأعداد كبيرة، وهم إلى جانب مغتربي بنت جبيل على تواصل دائم مع أقاربهم في الجنوب، ويمضون عطلهم في الربوع اللبنانية، ما يؤدي إلى تحريك العجلة الاقتصادية في الجنوب امتداداً إلى مناطق أخرى.

لبنانيون يلقون بحبات الأرز على «جيب» تتبع الجيش اللبناني في بنت جبيل بينما تظهر رايات «حزب الله» خلفه (د.ب.أ)

وبالنسبة للانتخابات البلدية في صيدا عاصمة الجنوب، فهي جامعة للعدد الأكبر من الطوائف اللبنانية، ويتوقع بأن تشهد أشد المنازلات البلدية بغياب التوافق بين نائبيها أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، وأنصار تيار «المستقبل»، رغم عزوف رئيسه سعد الحريري عن خوض الانتخابات ومعهم المجموعات التي تدور في فلك الحريرية السياسية، إضافة إلى «الجماعة الإسلامية» التي تخوضها منفردة، فيما بدأ يتراجع نفوذ «قوى التغيير» على اختلافها، وأبرزها مَنْ شارك في الانتفاضة على المنظومة الحاكمة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ولن يكون وضعها أفضل حالاً من الصعوبات التي واجهتها في خوضها للمراحل الثلاث من الانتخابات.

ويبدو من خلال مواكبة «الشرق الأوسط» للحراك البلدي الصيداوي أن المنافسة، بعد تعذُّر التوافق على لائحة جامعة، تدور بين ثلاث لوائح مكتملة، الأولى تحمل اسم «نبض البلد» برئاسة محمد دندشلي ومدعومة من سعد. والثانية «صيدا بدا ونحن قدا» يتزعمها عمر مرجان ويرعاها البزري. أما الثالثة فتحمل اسم «سوا لصيدا» برئاسة مصطفى حجازي، وتحظى بتأييد جمهور «المستقبل» وتدور في فلكه ويدعمها الرئيس السابق للمجلس البلدي محمد السعودي ورجل الأعمال مرعي أبو مرعي والمرشح السابق للنيابة يوسف النقيب، وكان خرج من تيار «المستقبل» ليعود حالياً إلى هواه الحريريّ بعد أن تصالح مع النائبة بهية الحريري بوساطة تولاها رجل الأعمال مصطفى الحريري.

وفي المقابل تخوض «الجماعة الإسلامية» المنافسة في لائحة غير مكتملة تضم 16 عضواً من 21 يتشكل منهم المجلس البلدي، وتحمل اسم «صيدا بتستاهل» ويغيب عنها أي تمثيل للشيعة والمسيحيين وهما يتساويان بعضوين لكل منهما في البلدية، فيما يحاول المرشح مازن البزري تشكيل لائحة تجمع المرشحين المنفردين وتحمل اسم «صيدا تستحق». ولدى السؤال عن موقف الثنائي الشيعي حيال المنافسة الصيداوية، أكدت مصادره لـ«الشرق الأوسط» بأنه قرر الاقتراع للائحة خاصة به، وهو يعد حالياً تشكيلة مكتملة من 21 عضواً تتوزع على اللوائح الثلاث المتنافسة من دون أن تستبعد احتمال مبادرة «حزب الله» إلى مراعاته لـ«الجماعة الإسلامية» كونها كانت شريكته بإسناده لغزة.