«القسّام» توسّع نشاطها العسكري في جنوب لبنان نحو القطاع الشرقي

أعلنت عن استهداف مقرات عسكرية قرب كريات شمونة

آثار الأضرار في منازل في كفر كلا بجنوب لبنان إثر ضربات إسرائيلية (د.ب.أ)
آثار الأضرار في منازل في كفر كلا بجنوب لبنان إثر ضربات إسرائيلية (د.ب.أ)
TT

«القسّام» توسّع نشاطها العسكري في جنوب لبنان نحو القطاع الشرقي

آثار الأضرار في منازل في كفر كلا بجنوب لبنان إثر ضربات إسرائيلية (د.ب.أ)
آثار الأضرار في منازل في كفر كلا بجنوب لبنان إثر ضربات إسرائيلية (د.ب.أ)

جددت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، الاثنين، إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وأعلنت عن استهداف منطقة قريبة من كريات شمونة الواقعة في القطاع الشرقي، في أول توسيع من نوعه لأهداف «القسام» التي درجت في استهدافات سابقة على إطلاق الصواريخ من القطاع الغربي الساحلي.

وتبنت «القسام»، الاثنين، هجوماً صاروخياً على موقع عسكري في شمال إسرائيل، وقالت في حسابها على تطبيق «تلغرام» إنها «قصفت من جنوب لبنان مقر قيادة اللواء الشرقي 769» في شمال إسرائيل «برشقة صاروخية مركزة رداً على مجازر العدو الصهيوني في غزة الصابرة والضفة الثائرة».

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق أكثر من 30 قذيفة من لبنان نحو كريات شمونة والمنطقة. وأفاد الجيش الإسرائيلي، من جهته، برصد «نحو 20 عملية إطلاق من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، تم اعتراض معظمها» من دون الإبلاغ عن إصابات أو أضرار. وقال إنه «ردّ على مصادر النيران».

ويعد هذا القصف من القطاع الشرقي، الأول من نوعه منذ بدء الحرب، فقد درجت «القسام» والفصائل الفلسطينية الأخرى على إطلاق الصواريخ من القطاع الغربي القريب من الساحل، بينما يعد الدخول إلى القطاع الشرقي أكثر تعقيداً على ضوء موانع وقيود الجيش اللبناني و«اليونيفيل» على دخول الأجانب إلى المنطقة الحدودية.

وليست هذه المرة الأولى التي تطلق فيها «القسام» الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل. وبعد انقطاع من فبراير (شباط) الماضي، استأنفت في الأسبوع الماضي إطلاق الصواريخ نحو قصف ثكنة شوميرا في شمال إسرائيل «بعشرين صاروخ غراد». وكررته الاثنين بقصف القاعدة العسكرية، كما قالت.

وجاء القصف في وقت كان ينتظر أن تُقدّم حركة «حماس» ردّها، الاثنين، على مقترح للتوصل إلى هدنة في الحرب التي تخوضها مع إسرائيل في قطاع غزّة المحاصر والمهدّد بمجاعة، تشمل إطلاق سراح رهائن.

مشاهد الدمار في بلدة كفركلا المقابلة لمستعمرة المطلة الإسرائيلية بجنوب لبنان (د.ب.أ)

يأتي هذا القصف بموازاة التصعيد العسكري المتواصل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية أغارت على أهداف لـ«حزب الله» في منطقتي راشيا الفخار والخيام في جنوب لبنان، من بينها «مواقع إطلاق قذائف وبنى إرهابية ومبنى عسكري كان يستخدمه التنظيم في المنطقة». كما أعلن أن مدفعيته شنت هجمات لـ«إزالة تهديدات محتملة انطلاقاً من منطقة عيتا الشعب جنوب لبنان».

وكان الجيش أكد صباحاً أن طائراته الحربية هاجمت ليل الأحد - الاثنين، أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان. وذكر أن بين الأهداف التي جرى مهاجمتها، «بنية تحتية عملياتية» في جبل بلاط إلى جانب مبانٍ عسكرية في مروحين.

في المقابل، تحدثت مصادر ميدانية عن إطلاق 3 صواريخ موجهة نحو المطلة بعد الظهر، فيما أعلن الحزب عن هجوم ناريّ مركّز على قاعدة خربة ماعر ومواقع مدفعيتها. كذلك «تم استهداف انتشار جنود العدو وآلياته في محيطها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية على أنواعها»، كما قال في بيان، معلناً عن «استهداف تجمع ‏لجنود العدو في محيط موقع ‏رويسات العلم بقذائف ‏مدفعية‏».

ولم يهدأ القصف الإسرائيلي، فتعرضت أطراف بلدتي علما الشعب والناقورة لقصف مدفعي متقطع تزامن مع إطلاق القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف بلدات زبقين وياطر وكفرا.

كما أطلقت مسيّرة إسرائيلية صاروخين باتجاه محيط «الملعب» في بلدة عيتا الشعب. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين استهدفتا منطقة المسلخ في بلدة الخيام.


مقالات ذات صلة

حرب استنزاف في جبهة الجنوب اللبناني... وإسرائيل تسعى لـ«منطقة عازلة» عسكرياً

المشرق العربي الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)

حرب استنزاف في جبهة الجنوب اللبناني... وإسرائيل تسعى لـ«منطقة عازلة» عسكرياً

تحوّلت المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل إلى «حرب استنزاف» مع تصاعد المواجهات بشكل غير مسبوق وبوتيرة مرتفعة مقارنة مع الأشهر الأولى للمواجهات.

كارولين عاكوم (بيروت) «الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً سفراء «الخماسية» في مقر رئاسة النواب الشهر الماضي (مجلس النواب)

سفراء «اللجنة الخماسية» يضعون خريطة طريق لانتخاب رئيس للبنان

وضع سفراء «اللجنة الخماسية» خريطة طريق لانتخاب رئيس للجمهورية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في القمة العربية (رئاسة مجلس الوزراء اللبناني)

لبنان يطالب بضمانات دولية لتطبيق القرار 1701... ومعالجة ملف النازحين السوريين

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، التزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية، مطالباً بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
يوميات الشرق صورة من مهرجانات بعلبك (وزارة الثقافة)

مصير مهرجانات لبنان الصيفية على المحك... «بيت الدين» تعلق أنشطتها و«بيبلوس» و«بعلبك» تتريثان

بات مصير مهرجانات الصيف الفنية في لبنان على المحك مع اقتراب الموعد المعتاد للإعلان عن برامجها في ظل استمرار حرب غزة والمواجهات في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من بلدة علما الشعب إثر استهدافها في قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

تصعيد محدود في جنوب لبنان بعد اغتيال قيادي بـ«حزب الله»

تصاعدت وتيرة المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل، الأربعاء، إثر اغتيال الأخيرة قيادياً في الحزب، مساء الثلاثاء، في منطقة صور – الحوش، في عمق الجنوب اللبناني.


حرب استنزاف في جبهة الجنوب اللبناني... وإسرائيل تسعى لـ«منطقة عازلة» عسكرياً

الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
TT

حرب استنزاف في جبهة الجنوب اللبناني... وإسرائيل تسعى لـ«منطقة عازلة» عسكرياً

الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)

تحوّلت المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل إلى «حرب استنزاف» مع تصاعد المواجهات بشكل غير مسبوق وبوتيرة مرتفعة، مقارنة مع الأشهر الأولى للمواجهات من دون أن تصل إلى الحرب الشاملة.

وشهدت جبهة الجنوب تصعيداً كبيراً عبر قصف قام به «حزب الله» وإسرائيل، طال مناطق للمرة الأولى، وهو ما يصفه الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو، بـ«حرب استنزاف» تسعى خلاله إسرائيل لإنشاء «منطقة عازلة»، في ظل الواقع الذي يفرض على الطرفين عدم الدخول في حرب واسعة ووصول مفاوضات التهدئة إلى حائط مسدود.

ويقول الحلو لـ«الشرق الأوسط»: في ظل الضغوط الأميركية لمنع إسرائيل من عمل عسكري واسع في لبنان وسعي إيران و«حزب الله» بعدم الوصول إلى عملية كبيرة، في موازاة فشل مفاوضات التهدئة، سيبقى الوضع على ما هو عليه مع تصعيد وتدمير ممنهج تقوم به إسرائيل في جنوب لبنان في عمق بين 5 و7 كلم، بحيث تسعى لإنشاء المنطقة العازلة التي تفشل في إنشائها عبر المفاوضات، وذلك عبر استهداف المنازل عند الحدود الجنوبية، إضافة إلى مداخل أنفاق «حزب الله» ومراكز القيادة والذخيرة والمراكز القتالية.

ويضيف: «في حين لا يزال (حزب الله)، رغم تصعيد وتيرة عملياته، يختار أهدافه بدقة، ولا يستهدف مثلاً وسط إسرائيل بصواريخ بعيدة المدى، ولا منصات النفط والغاز في البحر، لعدم إعطاء تل أبيب ذريعة لتجاوز الضوء الأخضر، يبدو واضحاً أن إسرائيل ليس لها حدود للعمليات الجوية وهي تحوّل لبنان إلى مسرح عمليات يشبه مسرح العمليات السوري، حيث لا تزال تقصف أهدافاً سورية منذ 12 عاماً من دون اجتياح»، واصفاً ما يحصل بـ«الحروب الصغيرة بين حربين»... «وهي حروب ليس لها حدود ولا خسائر ولا تكلفة دبلوماسية، أو ثمن إعلامي على اعتبار أنها تستهدف المراكز والأهداف العسكرية بشكل أساسي».

وأخذت المواجهات بعداً جديداً، بعد العمليات العسكرية التي نفذها «حزب الله»، الأربعاء، وطالت 3 قواعد عسكرية إسرائيلية إحداها قرب طبريا؛ «ردّاً» على «اغتيالات» نفّذتها إسرائيل كان آخرها القائد الميداني حسين مكي، حيث ردّت الأخيرة بقصف هو الأعنف منذ بدء الحرب بين الطرفين، مستهدفة نقاطاً عدة في شرق لبنان، بينها معسكر تابع لـ«حزب الله»، ومناطق تستهدف للمرة الأولى، مثل «بريتال» و«النبي شيت». مع العلم أن الهجوم على غرب طبريا، هو الأعمق داخل إسرائيل منذ بدء الحرب، وقال الحزب إنه نفذه «بعدد من الطائرات المسيّرة الانقضاضية» واستهدف «جزءاً من منظومة المراقبة والكشف الشاملة لسلاح الجو».

وصباحاً، عاد «حزب الله» ورد على الرد، بهجوم بأكثر من 60 صاروخاً في الجولان السوري، وقال في بيان له إنه «ردّاً على اعتداءات العدو الإسرائيلي ليل أمس على منطقة البقاع، شنّ مجاهدو المقاومة (...) هجوماً صاروخياً بأكثر من ستين صاروخ كاتيوشا» على مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان.

واستمرت المواجهات بين الطرفين الخميس، حيث نفّذ الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت سيارة على طريق الرمادية - قانا، ما أدى إلى «سقوط شهيدين»، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة كذلك إلى جرح راعي ماشية نتيجة القصف الإسرائيلي على سهل مرجعيون.

وبعدما كانت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» قالت إن «صافرات الإنذار دوت الخميس في بلدة المطلة قرب الحدود اللبناني»، أعلن «حزب الله» أنه هاجم، الخميس، موقع المطلة ‏وحاميته وآلياته بمسيّرة هجوميّة مسلّحة بصاروخي «‏S5‏»، مشيراً إلى أنها أطلقت الصاروخين، ثم أكملت انقضاضها على الموقع المستهدف، علماً بأنها المرة الأولى التي يستخدم فيها الحزب هذا النوع من الطائرات التي تحمل الصواريخ التقليدية غير الموجهة.

وجاء هجوم «حزب الله» على الجولان بصواريخ الكاتيوشا، بعد ساعات على سلسلة غارات جوية استهدفت نقاطاً عدة في شرق لبنان، بينها معسكر تابع لـ«حزب الله»، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الحزب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

طائرة مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)

وكان مصدر مقرّب من «حزب الله» أفاد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «غارات إسرائيلية استهدفت نقاطاً عدة في محيط بلدة بريتال، طالت إحداها معسكراً للحزب»، مضيفاً أنّ وتيرة هذه الغارات «هي الأعنف» منذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل.

في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، بأن «حزب الله» اللبناني قصف الليلة الماضية موقعاً تابعاً لسلاح الجو وصفته بأنه «حساس للغاية» في شمال إسرائيل، مشيرة إلى أن طائرة مسيرة قصفت موقع «تل الشمايم» التابع لسلاح الجو بالقرب من مفرق جولاني في الجليل الأسفل.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت في وقت سابق عن الجيش تأكيده بأن «حزب الله» أطلق طائرة مسيرة انفجرت بالقرب من موقع أمني حساس، على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود مع لبنان.

واعترف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، الخميس، بأن طائرة مسيرة أطلقها «حزب الله»، أمس، استهدفت قاعدة عسكرية وأصابت منطاد المراقبة الذي تطلق عليه تسمية «طال شمايم» (طل السماء) قرب مفترق غولاني (مسكنة) في شمال إسرائيل. وقد حذر مسؤولون إسرائيليون من خطورة هذه العملية واعتبروها «تجاوزاً لخطوط حمراء أخرى». وطالب جنرالات سابقون من أنصار اليمين بالرد على ذلك بعملية حربية ضخمة تصل إلى حد تدمير الضاحية الجنوبية في بيروت وتدمير البنى التحتية في الجنوب، وقطع الماء والكهرباء عنه.

ووجهت «القناة 14»، التي تعتبر ناطقة بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أصابع الاتهام إلى الإدارة الأميركية أيضاً بالمسؤولية عن هذه الضربة؛ كونها «تقيد أيدي إسرائيل وتمنعها من توجيه ضربة لـ(حزب الله) تؤدي إلى وقف حرب الاستنزاف التي يديرها ضد إسرائيل».

وقال يعقوب بردوغو، الذي يعتبر صديقاً مقرباً لعائلة نتنياهو، إن «إدارة بايدن تفرض إملاءات غير معقولة على إسرائيل أيضاً في الموضوع اللبناني ولا تتأثر من رؤية الخراب والدمار في بلدات الشمال».

وقال الجنرال رون طال إن «هناك ضرورة ملحة لتصعيد الضربات ضد (حزب الله). فهو يفرض على الشمال الإسرائيلي الرعب والفزع ويجعل إسرائيل تبدو ضعيفة ومهانة. وعلينا أن نرد بقوة على قصف (حزب الله)، ليس بالشكل البائس الذي يفعله الجيش اليوم، بل بتفعيل قدرات إسرائيل الجبارة وتوسيع القصف ليشمل بعلبك والضاحية الجنوبية في بيروت ورموزاً للدولة اللبنانية التي لا تفعل شيئاً لكبح (حزب الله)». واقترح تدمير البنى التحتية، وخصوصاً الماء والكهرباء، عن الجنوب اللبناني.

المعروف أن منطاد التجسس المتطور «سكاي ديو»، دخل إلى الخدمة في إسرائيل في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد تحضير دام سنتين. وهو يستخدم لأغراض عسكرية بحتة، وفي مهام تجسسية ودفاعية، للمراقبة وجمع المعلومات، ويحلق على ارتفاعات شاهقة.


مقتل شخصين بقصف إسرائيلي على سيارة في جنوب لبنان

الدخان يتصاعد فوق قرية بجنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد فوق قرية بجنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

مقتل شخصين بقصف إسرائيلي على سيارة في جنوب لبنان

الدخان يتصاعد فوق قرية بجنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد فوق قرية بجنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

قُتل شخصان، اليوم (الخميس)، جراء غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، وفق ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» ومسعفون من هيئة صحية مرتبطة بـ«حزب الله»، بعد ساعات من قصف الحزب مواقع إسرائيلية بأكثر من ستّين صاروخاً ردّاً على غارات ليلية طالت شرق لبنان.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي. ويعلن الحزب في الأيام الأخيرة عن أسلحة يستخدمها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد عبر الحدود.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية» في لبنان عن غارة نفّذتها مسيرة إسرائيلية على سيارة على طريق يربط بلدتي قانا بالرمادية في قضاء صور، ما أسفر عن «سقوط شهيدين».

وأبلغت غرفة العمليات في «الهيئة الصحية الإسلامية»، التابعة لـ«حزب الله»، «وكالة الصحافة الفرنسية» عن «استشهاد شابين، أحدهما من حزب الله، جراء الغارة على السيارة».

وجاء استهداف السيارة بعدما كان «حزب الله» شن «هجوماً صاروخياً بأكثر من ستين صاروخ كاتيوشا» على مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل «ردّاً على اعتداءات العدو الإسرائيلي ليل أمس (الأربعاء) على منطقة البقاع».

وشّنت إسرائيل، ليل الأربعاء، وفق «الوكالة الوطنية»، خمس غارات استهدفت تخوم سلسلة جبال لبنان الشرقية في قضاء بعلبك، مشيرة إلى إصابة «مواطن بجروح طفيفة» ونشوب حرائق في المكان المستهدف.

وقال مصدر مقرّب من «حزب الله» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» ليلاً إن إحدى الغارات الإسرائيلية استهدفت «معسكراً للحزب» في محيط بلدة بريتال، مضيفاً أنّ وتيرة الغارات كانت «الأعنف» منذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل.

وأعقبت تلك الغارات هجمات شنّها الحزب على قواعد عسكرية إسرائيلية.

وفي وقت لاحق، الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي «رصد إطلاق نحو أربعين قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة هضبة الجولان»، مشيراً إلى «اعتراض قذائف صاروخية عدّة بنجاح» من دون تسجيل إصابات. وقال إنه رد على مصادر إطلاق النيران.

وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، «تنفيذ غارة جوية في عمق لبنان ضد هدف إرهابي تابع لحزب الله مرتبط بمشروع الصواريخ الدقيقة».

وأعلن الجيش كذلك تنفيذه ضربات على مبنيين تابعين لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، في حين تبنى «حزب الله» استهداف خمسة مواقع على الأقل، آخرها موقع المطلة «بمسيّرة هجوميّة مسلّحة».


تركيا تكثف ضربتها في العراق ضد «العمال الكردستاني»

عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)
TT

تركيا تكثف ضربتها في العراق ضد «العمال الكردستاني»

عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)

​بينما تصعد القوات التركية ضرباتها ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أهمية الخطوات التي تتخذها بغداد وأربيل لمكافحة نشاط الحزب.

وقال فيدان إن «تركيا طورت تفاهماً مع أربيل وكذلك مع بغداد في إطار مكافحة الإرهاب، ومن المهم بالنسبة لنا الخطوات التي اتخذناها ضد المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني)».

وأضاف فيدان، أن زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى بغداد وأربيل، في أبريل (نيسان) الماضي كانت مهمة، مشيراً إلى أن العراق مر بعملية مؤلمة خلال السنوات العشرين الماضية، وكان هناك وضع مضطرب استغلته المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني).

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (أ.ف.ب)

خطوات ضد «الكردستاني»

وشدد فيدان، خلال مقابلة تلفريونية ليل الأربعاء – الخميس، على أن تركيا ليست لديها أطماع في أراضي أي بلد، قائلاً: «نمارس سيادتنا على أكمل وجه، وبينما لا يستطيع حزب العمال الكردستاني السيطرة على سنتيمتر واحد من تركيا، احتل العديد من المناطق في العراق وسوريا».

وتابع وزير الخارجية التركي: «الإرهاب يمنع تطور العراق، هناك مسافة قطعناها في الحرب ضد الإرهاب مع العراق، والعراق يمتلك النفط والموارد لكنه لا يستطيع حل مشكلاته الأساسية في مجال الطاقة والمياه والصحة والبنية التحتية، وليس من الممكن تحسين هذه الأمور في بلد تتفشى فيه الجماعات المسلحة، قلنا، إذا كنت معنا، فلندمر المنظمات الإرهابية معاً».

وقال فيدان: «المهم بالنسبة لنا الخطوات التي اتخذوها ضد (العمال الكردستاني)، تركيا دولة كبيرة، وقد تمكنت من حل مشكلة بنيتها التحتية في العشرين عاماً الماضية، كل هذه الدماء! الحرب يجب أن تتوقف الآن، لهذا، نحن بحاجة للذهاب إلى المشروعات المخطط لها، موارد الجغرافيا متوفرة، الناس يريدون هذا أيضاً، وفي أثناء القيام بذلك، لا نريد أن يساء فهمنا من قبل جيراننا ولا نريد الدخول في صراع معهم».

ووقع العراق وتركيا اتفاق إطار استراتيجياً تضمّن 26 مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد ومشروع طريق التنمية، خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى بغداد في 22 أبريل (نيسان) الماضي.

وأكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن بلاده لن تسمح باستخدام أراضيها منطلقاً للاعتداء على دول الجوار، ولن تسمح أيضاً بالاعتداء على سيادتها، لافتاً إلى أن أمن تركيا والعراق وحدة واحدة لا تتجزأ.

وقال إردوغان إنه ناقش مع السوداني الخطوات المشتركة التي يمكن أن يتخذها البلدان ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، ورحّب بتصنيف العراق للحزب «جماعة محظورة».

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن «تركيا تعتزم تطوير التعاون مع العراق في مختلف المجالات بما فيها مكافحة الإرهاب».

تصعيد للضربات

وصعّدت تركيا من ضرباتها لمواقع «العمال الكردستاني» في شمال العراق عقب زيارة إردوغان، وبينما لم يعلن بشكل واضح عن إنشاء مركز مشترك للعمليات بين أنقرة وبغداد جرى الحديث عنه قبل الزيارة، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن تركيا ستواصل عملياتها في إطار مفهوم جديد لمكافحة الإرهاب.

وعبر غولر عن ارتياحه لتعاون بغداد مع بلاده في مكافحة الإرهاب، رغم أنَّ الحكومة العراقية لم تصنّف بعد حزب العمال «منظمة إرهابية».

في السياق ذاته، قال مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، في إفادة صحافية الخميس، إن القوات التركية تمكنت من القضاء على 931 من عناصر العمال الكردستاني في إطار عملية «المخلب – القفل» المستمرة في شمال العراق منذ 17 أبريل (نيسان) 2022، وقضت على 47 منهم في الأسبوع الأخير.

وأضاف أنه تم ضبط مغارة مكونة من 4 حجرات عائدة للإرهابيين (عناصر الكردستاني) في منطقة العملية شمال العراق، كانت تحوي مضادات طائرات ودبابات وقاذفات صاروخية وقنابل هاون وبنادق عادية ورشاشة وبندقية قناصة، إضافة إلى ذخائرها، وقنابل يدوية ومنظار وأجهزة اتصال لاسلكي.

عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)

في الوقت ذاته، كشفت المخابرات التركية عن القضاء على اثنين من عناصر العمال الكردستاني بمنطقة هاكورك شمال العراق، كانا يستعدان لشن هجوم على القوات التركية المشاركة في عملية «المخلب - القفل».

وقالت مصادر أمنية إن المخابرات تلقت معلومات تفيد بأن كلّاً من «أحمد بايار»، الملقب بـ«طوفان كوجر»، و«أحمد إبراهيم الأحمد»، الملقب بـ«مروان زارافان»، تلقيا تعليمات بالتسلل إلى منطقة وجود قواعد القوات المسلحة التركية، ونُفذت عملية أسفرت عن قتلهما.

ولفتت المصادر إلى أن «بايار» انضم إلى «العمال الكردستاني» عام 2012، وعمل في سوريا سابقاً، كما عمل حارساً شخصياً لأعضاء رفيعي المستوى في التنظيم، أما «الأحمد»، وهو سوري الجنسية، فانضم إلى «العمال الكردستاني» عام 2014، وتلقى تدريبات على الاغتيالات في معاقله بجبال قنديل عام 2017.


إصابة 3 جنود إسرائيليين في هجوم بطائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان

مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)
مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

إصابة 3 جنود إسرائيليين في هجوم بطائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان

مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)
مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، إصابة 3 جنود بموقع «المطلة» في هجوم بطائرة مسيرة أطلقت من لبنان.

وقال الجيش في بيان إن إصابة أحد الجنود خطيرة للغاية، في حين كانت إصابة الجنديين الآخرين طفيفة، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وفي وقت سابق (الخميس)، أعلن «حزب الله» أنه شن هجوماً بأكثر من 60 صاروخ «كاتيوشا» على قيادة الفرقة العسكرية الإسرائيلية بالجولان وثكنتين عسكريتين إسرائيليتين.

وقال الحزب في بيان إن الهجوم طال «قيادة فرقة الجولان ‌‏210 في نفح وثكنة الدفاع الجوي في كيلع وثكنة المدفعية لدعم المنطقة الشمالية في يوآف»، مشيراً إلى أن الهجوم جاء دعماً لقطاع غزة ورداً على هجمات إسرائيل ليل أمس على منطقة البقاع.

وفي وقت لاحق من اليوم، أعلن «حزب الله» قصف موقع «المطلة» الإسرائيلي مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، مشيراً إلى أن مسيرة هجومية قصفت بصاروخين آلية إسرائيلية وعناصر تجمعوا حولها.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن قصف منصة انطلقت منها الصواريخ صوب هضبة الجولان، لافتاً إلى إنه رصد إطلاق حوالي 40 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية خلال الهجوم.


سفراء «اللجنة الخماسية» يضعون خريطة طريق لانتخاب رئيس للبنان

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً سفراء «الخماسية» في مقر رئاسة النواب الشهر الماضي (مجلس النواب)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً سفراء «الخماسية» في مقر رئاسة النواب الشهر الماضي (مجلس النواب)
TT

سفراء «اللجنة الخماسية» يضعون خريطة طريق لانتخاب رئيس للبنان

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً سفراء «الخماسية» في مقر رئاسة النواب الشهر الماضي (مجلس النواب)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً سفراء «الخماسية» في مقر رئاسة النواب الشهر الماضي (مجلس النواب)

وضع سفراء «اللجنة الخماسية» خريطة طريق لانتخاب رئيس للجمهورية، داعين إلى مشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل السياسية للاتفاق على مرشح أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، على أن يذهب بعدها النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان، مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد للبنان.

وجاء موقف السفراء بعد لقاءات عقدوها مع الأفرقاء السياسيين في لبنان، مؤكدين أن الكتل النيابية مستعدة للمشاركة في جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة، وبعضها مستعد لإنجاز ذلك بحلول نهاية شهر مايو (أيار) الحالي.

وقال السفراء في بيانهم: «بعد أكثر من 18 شهراً من الفراغ الرئاسي في لبنان، يعيد سفراء مصر وفرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة التأكيد على الوضع الحرج الذي يواجه الشعب اللبناني والتداعيات، صعبة التدارك، على اقتصاد لبنان واستقراره الاجتماعي بسبب تأخير الإصلاحات الضرورية»، مشددين على أنه «لا يمكن للبنان الانتظار شهراً آخر، بل يحتاج ويستحق رئيساً يوحد البلد ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنيه ويشكل تحالفاً واسعاً وشاملاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية. كذلك، فإن انتخاب رئيس لهو ضروري أيضاً لضمان وجود لبنان بفاعلية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية، وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية».

ولفت البيان إلى أن «الشهر الماضي، اختتم سفراء دول الخماسية اجتماعاتهم مع الكتل السياسية اللبنانية الكبرى لمناقشة الفراغ الرئاسي المستمر، وقد أظهرت المحادثات بأن هذه الكتل متفقة على الحاجة الملحّة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وهي مستعدة للمشاركة في جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة، وبعضها مستعد لإنجاز ذلك بحلول نهاية شهر أيار 2024».

وبالتالي، يرى السفراء «أن مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي. وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان، مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد»، داعين النواب اللبنانيين إلى المضي قدماً في المشاورات والوفاء بمسؤوليتهم الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية.

وجدد السفراء تأكيدهم على موقف بلدانهم الموحد «لدعم حكومة وشعب لبنان، كما تم التعبير عنه في بيان الدوحة الصادر في يوليو (تموز) الماضي»، مشددين على «التزامهم باحترام سيادة لبنان ودستوره، ويواصلون جهودهم الصادقة والمحايدة لمساعدة لبنان على الخروج من أزماته الحالية، واستعادة عافيته السياسية والاقتصادية».

ويأتي موقف «سفراء الخماسية» بعد جولات ولقاءات عقدوها مع الأفرقاء اللبنانيين في موازاة مبادرة من تكتل «الاعتدال الوطني» التي كانت تتركز على لقاء تشاوري أو حوار يجمع الكتل النيابية للاتفاق على مرشح، ومن ثم عقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس، بمعزل عن نتائج الحوار، لكنها اصطدمت باختلاف في وجهات النظر «الشكلية»، وتحديداً لجهة من سيترأس الحوار؛ إذ في حين يتمسك رئيس البرلمان بري بـ«حق الدعوة وترؤس الحوار»، ترفض الكتل المعارضة هذا الأمر.


مقتل 3 فلسطينيين في مداهمات إسرائيلية بالضفة الغربية

أقارب أحد الفلسطينيين الثلاثة الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية في مستشفى طولكرم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية... 16 مايو 2024 (إ.ب.أ)
أقارب أحد الفلسطينيين الثلاثة الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية في مستشفى طولكرم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية... 16 مايو 2024 (إ.ب.أ)
TT

مقتل 3 فلسطينيين في مداهمات إسرائيلية بالضفة الغربية

أقارب أحد الفلسطينيين الثلاثة الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية في مستشفى طولكرم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية... 16 مايو 2024 (إ.ب.أ)
أقارب أحد الفلسطينيين الثلاثة الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية في مستشفى طولكرم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية... 16 مايو 2024 (إ.ب.أ)

ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية ومسؤولون فلسطينيون أن قوات إسرائيلية قتلت ثلاثة شبان خلال مداهمات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، مساء الأربعاء وصباح الخميس شهدت تفتيش محال صرافة.

وأوضحت وزارة الصحة أن أيمن أحمد مبارك (26 عاما) وحسام عماد دعباس (22 عاما) ومحمد يوسف نصر الله (27 عاما) قتلوا في أثناء توغل قوات إسرائيلية في مدينة طولكرم وتمركزها في مناطق بوسط المدينة.

ومدينة طولكرم هي إحدى البؤر الساخنة في الضفة الغربية، حيث تزايدت بالفعل الاشتباكات العنيفة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين قبل اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول).

وأشارت سلطة النقد الفلسطينية في بيان إلى وقوع مداهمات في رام الله والخليل وجنين ونابلس وطوباس وقلقيلية شملت أكثر من 10 اعتقالات.

وينذر تزايد العنف في الضفة الغربية، وهي أكبر الأراضي الفلسطينية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي وأكثرها اكتظاظا بالسكان، بتصعيد أوسع نطاقاً في المنطقة مع احتدام الحرب في قطاع غزة.

ومنذ اندلاع الصراع بعد هجوم مسلحين فلسطينيين على إسرائيل في السابع من أكتوبر، شن الجيش الإسرائيلي مداهمات متكررة على جماعات مسلحة، فيما هاجم مستوطنون يهود قرى فلسطينية، كما شن فلسطينيون هجمات في الشوارع على إسرائيليين.

واعتُقل آلاف الفلسطينيين وقتل المئات خلال العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة الإسرائيليان. وكان كثير من القتلى أعضاء في جماعات مسلحة، فيما قُتل آخرون من الشباب الذين يرشقون القوات الإسرائيلية بالحجارة ومدنيين غير متورطين.

وأدانت سلطة النقد الفلسطينية في بيان مداهمة محال الصرافة كما استنكرت «الاستيلاء على مبالغ مالية واستجواب عدد من العاملين».

وجاء في البيان الصادر عن محافظ سلطة النقد فراس ملحم أن «محلات الصرافة... خاضعة لرقابة سلطة النقد، وتخضع لمعايير امتثال صارمة».

وقال هاني أبو مويس صاحب محلات «الخليج» للصرافة التي لديها 11 فرعا إن عددا من موظفيه اعتقلوا.

وتعد محال الصرافة ضمن المكونات الهامة في القطاع المالي بالضفة الغربية. ويفضل كثير من الفلسطينيين في المنطقة الدولار الأميركي أو الدينار الأردني في إجراء المعاملات المالية الكبيرة مثل شراء الأراضي أو المنازل أو السيارات رغم استخدام الشيقل الإسرائيلي في الحياة اليومية.

ولدى كثير منهم أيضا أقارب يعيشون ويعملون في الخارج ويستخدمون محال الصرافة لإرسال الأموال إلى بلدهم.


وزير الخارجية التركي: ندرس مع أميركا اتفاقاً لوقف النار في غزة

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال حديثه لقناة «إن تي في» التركية (موقع قناة إن تي في)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال حديثه لقناة «إن تي في» التركية (موقع قناة إن تي في)
TT

وزير الخارجية التركي: ندرس مع أميركا اتفاقاً لوقف النار في غزة

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال حديثه لقناة «إن تي في» التركية (موقع قناة إن تي في)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال حديثه لقناة «إن تي في» التركية (موقع قناة إن تي في)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن إسرائيل لا تعترف بحدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وإنها ارتكبت جرائم ترقى إلى الإبادة الجماعية اعتماداً على الدعم الأميركي غير المشروط سياسياً وعسكرياً.

وأضاف فيدان أن إسرائيل تواصل رفضها جميع الصيغ التي يتم التوصل إليها من أجل وقف إطلاق النار على الرغم من قبول حركة «حماس»، وآخرها تلك التي تم التوصل إليها بجهود مصر وقطر مع الولايات المتحدة، وأن المشكلة الأساسية هي أن إسرائيل لا تريد الالتزام بالسلام الدائم والعادل على أساس حل الدولتين.

انتقاد للدعم الأميركي

وأكد فيدان، في مقابلة تلفزيونية ليل الأربعاء - الخميس، أنه لولا الدعم العسكري والسياسي الأميركي لما أمكن لإسرائيل القيام بمثل هذه الممارسات التي ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية في غزة. وأشار إلى أن الرئيس جو بايدن، قال بنفسه ما كنا نقوله في أول أسبوعين من الحرب في غزة، وهو أن الغرب وأميركا على وجه الخصوص يفقدون تفوقهم الأخلاقي، وأن هذه القسوة والمذبحة ممكنة بفضل مساعدتها، وهذه هي النقاط التي نختلف عليها.

وأضاف أن إحدى نقاط الاختلاف بين أنقرة وواشنطن هي أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل دون قيد أو شرط فيما يتعلق بغزة، وتركيا تدعم فلسطين دون قيد أو شرط، ومع ذلك توصلتا إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار لا يزال قيد الدراسة. ولفت فيدان إلى أنه أجرى اتصالاً مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، حول هذا الموضوع، واتفقنا على مسألة إيصال المساعدات الإنسانية وأن المساعدات التي ترسل حالياً غير كافية. وأكد أن أنقرة وواشنطن متفقتان على أن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي سيستمر في ظل غياب حل الدولتين.

وزير الخارجية التركي ناقش مع نظيرته الكندية في أنقرة تطورات غزة وحل الدولتين (الخارجية التركية)

أمر «غير مقبول»

وكان فيدان أجرى اتصالين منفصلين مع بلينكن ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، الأربعاء، وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن فيدان أكد للوزير الأميركي أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة أمر «غير مقبول». وأضافت أن الاتصال تناول أهمية تحقيق وقف إطلاق نار دائم في أقرب وقت في غزة، وضرورة رفع العوائق أمام وصول المساعدات الإنسانية الكافية.

كما بحث فيدان مع هنية آخر المستجدات في قطاع غزة، والتطورات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وأشار فيدان إلى أن الولايات المتحدة اتخذت بعض الخطوات البسيطة وقالوا في فترات معينة إنهم سيوقفون إرسال الأسلحة إذا كانت هناك «عملية» ضد رفح.

وتابع: «أعتقد أن البيروقراطية الأميركية والشؤون الخارجية تفتقد القوة الناعمة على الأرض، وهناك أيضاً السياسة الداخلية التي تنعكس على السياسة الخارجية، هناك نشاط احتجاجي هائل في الجامعات الأميركية، وهذا يبعث برسائل معينة للسياسيين».

فلسطينيون لجأوا إلى دير البلح بعد فرارهم من رفح في جنوب قطاع غزة يحملون المياه إلى خيامهم في مخيم مؤقت 12 مايو 2024 (أ.ف.ب)

حل الدولتين

وذكر فيدان أنه تناول خلال مباحثاته مع نظيرته الكندية، ميلاني جولي، في أنقرة، الأربعاء، كيفية تحقيق حل الدولتين، و«علينا جميعاً أن نطرح سؤالاً على إسرائيل هو هل تقبل الحدود التي أعطاها النظام الدولي عام 1967؟ المشكلة هي أن إسرائيل لا تقبل حدودها وتستمر في محاولة سرقة أرض شعب آخر، وهذه المرة لم يتمكنوا من العثور على أي حجة أخرى لطرحها».

وتابع أن الجانب الفلسطيني، بكل مكوناته، يريد دولة عاصمتها القدس الشرقية، لكن إسرائيل لم تقبل بهذه الحدود التي منحتها لها الأمم المتحدة من خلال قراراتها المختلفة، وهذه هي النقطة التي انهار فيها النظام الدولي، فالنظام يعود إلى البداية ويكافئ الجشعين والمعتدين.

وعدّ أن المشكلة المستمرة في فلسطين هي في الأساس مشكلة قائمة على القوة، لافتاً إلى أن تركيا والدول الأخرى لديها أدوات قانونية يمكنها استخدامها دبلوماسياً بخلاف القوة. ورأى أن جنوب أفريقيا هي الدولة المثالية لتقديم طلب إلى محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بإسرائيل؛ لأنها دولة خرجت من نظام الفصل العنصري، وعرفت ما يعنيه القمع، وعانت ظلم الرجل الأبيض، وهي دولة تمثل الفضيلة والحياد والضمير النظيف، وطرف في قضية فلسطين والقدس.

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

دعوى جنوب أفريقيا

وأشار إلى أن تركيا انضمت إلى دعوى جنوب أفريقيا بعد دارسة جميع الأبعاد العسكرية والاستخبارية والاقتصادية، وأن انضمام مصر، وهي الدولة التي تواجه وتتحمل أكبر عبء من المخاطر أعلنت انضمامها إلى الدعوى وكذلك ليبيا، ومن المهم كيف سيؤثر ذلك.

محادثات وقف إطلاق النار

وفيما يتعلق بمحادثات وقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل في القاهرة، لفت فيدان إلى أن مناطق الخلاف بين الطرفين أوسع بكثير من مناطق الاتفاق، وأن مصر وقطر تعملان بجد كبير، كما يبذل الأميركيون جهوداً في هذا الصدد.

وأوضح أن الفارق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كان كبيراً في البداية، فالمنطقة الكبيرة التي تبقى إسرائيل عالقة فيها هي الرغبة في عدم الالتزام بسلام دائم، لكن ما تريده «حماس» هو السلام الدائم، وتبدي استعداداً لحل مسألة الرهائن، لكن هناك أيضاً عقبة أمام ذلك، وأمام قضايا أخرى، لكن إذا كنت لا أتوقع وقف إطلاق النار، ولا التزاماً من الجانب الآخر فلماذا سأدخل مفاوضات؟

وذكر فيدان أنه في هذه المرحلة كانت هناك صيغة مؤقتة لذلك وقبلتها «حماس»، لكن في اللحظة الأخيرة تخلّت إسرائيل عن قبولها، مضيفاً: «لا توجد صيغة جديدة بعد، لكنني متأكد من أن الأطراف تحاول العثور على شيء ما، وعلى أميركا بشكل خاص أن تفعل المزيد بشأن هذه القضية، ويتعين عليها إجبار إسرائيل على عدم التدخل في رفح».


«دكتور فود» ملاحق بجرائم «تصنيع المخدرات والاتجار بها وتهريبها»

جورج ديب الملقب «دكتور فود» متهم بالاتجار بالمخدرات (الوكالة الوطنية للإعلام)
جورج ديب الملقب «دكتور فود» متهم بالاتجار بالمخدرات (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

«دكتور فود» ملاحق بجرائم «تصنيع المخدرات والاتجار بها وتهريبها»

جورج ديب الملقب «دكتور فود» متهم بالاتجار بالمخدرات (الوكالة الوطنية للإعلام)
جورج ديب الملقب «دكتور فود» متهم بالاتجار بالمخدرات (الوكالة الوطنية للإعلام)

تحوّل رجل الأعمال اللبناني جورج ديب، الملقّب «دكتور فود»، من أحد أبرز المشاهير، إلى ملاحق بجرم تصنيع المخدرات والاتجار بها، بعد قرار قاضي التحقيق في جبل لبنان القاضي زياد الدغيدي بالادعاء عليه بهذه الجرائم الخطيرة.

وأكد مصدر قضائي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن الدغيدي «استدعى ديب إلى جلسة تحقيق يعقدها يوم الاثنين في مكتبه في قصر العدل في بعبدا، لاستجوابه وتقديم دفاعه تجاه الجرائم المنسوبة إليه، ومواجهته بالأدلة التي تعزز الشبهات حول تورطه بجرائم المخدرات».

وادعى الدغيدي على جورج ديب وشخص سوري لم يكشف اسمه، بجرائم «تصنيع المخدرات والاتجار بها وتهريبها إلى الخارج، وذلك سنداً للمادة 125 من قانون المخدرات، معطوفة على المادة 13 منه، والتي تنصّ على الأشغال الشاقة المؤقتة التي تتراوح ما بين 5 و10 سنوات»، وذلك بناء على معلومات توفرت لقاضي التحقيق بأن ديب «يستغلّ شهرته ومؤسسته المخصصة لتصنيع الطعام والحلوى للاتجار بالمخدرات».

وبدأت خيوط هذه القضية تتكشّف قبل أربعة أشهر، عندما ضبط جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي مطلع العام الحالي، مواد غذائية وأطعمة مصنّعة لدى معامل «دكتور فود»، محشوّة بالمخدرات ومعدّة للتصدير إلى إحدى الدول الخليجية. وقد جرى استجواب جورج ديب الذي نفى حينها نفياً قاطعاً أن تكون البضاعة عائدة له أو مصنّعة في معامله، زاعماً أنها مقلّدة وأن هناك من استخدم الاسم التجاري لمؤسسته في هذه العملية. لكنه اعترف بأنه يتعاطى المخدرات ولا يتاجر بها، وعندها ادعت عليه النيابة العامة في جبل لبنان بجرم تعاطي المخدرات فقط وأفرجت عنه.

ويعدّ جورج ديب رجل أعمال ناجحا، واشتهر بتقديم الاستشارات حول الطهي، وهو صاحب رأي مؤثر في الطعام الذي تقدّمه مطاعم لبنانية وأجنبية وفي إدارة هذه المطاعم، ويمتلك مصنعاً للحلوى، وهو مشهور بتصدير منتجاته إلى الخارج، خصوصاً الدول العربية، ولديه ملايين المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ولم تكن إفادة جورج ديب كافية لدى قاضي التحقيق، الذي عدّ أن المسألة تحتاج إلى أدلة لتأكيد كلام ديب أو نفيه. وأكد المصدر القضائي أن القاضي الدغيدي «لدى تسلّمه الملفّ، سطّر استنابة إلى الأجهزة الأمنية، طلب بموجبها إخضاع البضاعة المضبوطة للفحص والتحليل، والتثبّت مما إذا كانت مقلّدة وغير عائدة لمصانع جورج ديب»، مشيراً إلى أن «نتائج التحاليل التي تأخرت لأكثر من ثلاثة أشهر، بيّنت أن المواد الغذائية عائدة فعلاً لمصنعه، فجرى الادعاء عليه مع شخص سوري ضبطت البضاعة بحوزته في المطار أثناء شحنها».

واستكمالاً للمعطيات التي تتكوّن منها الأدلة، سطّر القاضي الدغيدي استنابة إلى الأجهزة الأمنية، طلب فيها «دراسة حركة الاتصالات العائدة إلى رقمين هاتفيين تحوم حولهما شبهات، وبيان ما إذا كان الرقمان تواصلا مع الشخص السوري الذي أوقف في مطار بيروت خلال شحن البضاعة».

ولفت المصدر إلى أن «الشخص المذكور كان نفى أي علاقة للمدعو (دكتور فود) بالشحنة المحشوة بالمخدرات، وأعطى اسماً وهمياً لصاحب البضاعة وادعى أنه يجهل كامل هويته».


«الشعبة الخامسة»... أشهر سجون صدام إلى حدائق ومتحف

عناصر أمن في نقطة تفتيش بالكاظمية قرب معسكر «الشعبة الخامسة» (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر أمن في نقطة تفتيش بالكاظمية قرب معسكر «الشعبة الخامسة» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«الشعبة الخامسة»... أشهر سجون صدام إلى حدائق ومتحف

عناصر أمن في نقطة تفتيش بالكاظمية قرب معسكر «الشعبة الخامسة» (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر أمن في نقطة تفتيش بالكاظمية قرب معسكر «الشعبة الخامسة» (أرشيفية - أ.ف.ب)

أثار قرار حكومي بتحويل ما يعرف بـ«الشعبة الخامسة» في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين جدلاً بين موافق ومشكك ومعارض.

و«الشعبة الخامسة» هي مقر الاستخبارات في حقبة النظام السابق، وذاع صيته بوصفه مركز اعتقال شديد التحصين، وأثيرت حوله قصص حول تعذيب معارضين للنظام آنذاك.

ويخضع الموقع الآن لإدارة كلّ من لواء بغداد وجهاز مكافحة الإرهاب التابعين لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وكانت الحكومة قررت تحويل مبنى «الشعبة الخامسة» إلى متحف كبير، فضلاً عن فنادق ومتنزهات.

انقسام عراقي

وعلى إثر ذلك، انقسم العراقيون بين مؤيد للفكرة بوصفها جزءاً من الجهد الخدمي الحكومي الذي يتبناه السوداني، وبين مشكك في أصل المشروع واحتمالية أن يكون إحدى طرق الفساد، خصوصاً أن المنطقة التي من المقرر أن يشملها المشروع هي الأغنى في بغداد.

لكن معارضين للمشروع يعتقدون أنه «سيقضي على أحد الشواهد التي تذكّر العراقيين بما تعرضوا له من تعذيب وقمع خلال فترة صدام حسين».

وفي هذا السياق، اضطرت الحكومة إلى توضيح خلفيات المشروع والهدف منه، وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي، إن «الحكومة حرصت، منذ تشكيلها، على الانطلاق بمشاريع خدمية وتطويرية نوعية تحقق النفع العام لأبناء شعبها، ومن بين المناطق التي شملها البرنامج الحكومي الخاص بمشاريع خدمات الزيارات المليونية مدينة الكاظمية؛ لإظهارها بالمظهر اللائق، وتوفير كل وسائل الراحة لزائريها».

آلاف الزائرين داخل مرقد الإمام الكاظم وسط بغداد (أ.ف.ب)

وتابع العوادي أن «مجلس الوزراء اتخذ قراراً بإخلاء وفتح المنطقة العسكرية المغلقة منذ عقود، وتخصيص أراضيها لإقامة مرافق خدمية ومراكز ثقافية ودينية ومدن استراحة متعددة للذين يفدون إلى المدينة من مختلف مناطق العالم وللأهالي من أبناء الكاظمية، وكذلك إقامة منشآت تعليمية وطبية ورياضية وأسواق تجارية تحاكي إرث المدينة، وسيتم ربط المنطقة (الجديدة) بمنطقة الكريعات بجسر معلق حديث، وكذلك ربطها بالمنطقة المحيطة بمرقد الإمام الكاظم، بسكة قطار، ضمن رؤية معمارية تحديثية متكاملة».

ونوه البيان بأنه «سيتم تحويل المبنى الخاص بمقر ما كان يعرف بـ(الشعبة الخامسة) إلى متحف كبير؛ ليكون شاهداً على إجرام النظام البعثي ضد العراقيين، ولأنه أيضاً يجسد تضحيات معارضي النظام الديكتاتوري، حيث سيحتفظ هذا المتحف بكل الوثائق والأدلة التاريخية وأدوات التعذيب والشواهد الأخرى، لتكون شاهداً حياً للأجيال وللتاريخ على مآسي حقبة الطغيان ونضالات شعبنا وتضحياته».

ورداً على الشائعات التي رافقت الإعلان عن المشروع، أكد البيان أن «الحكومة تجدد منهجها الثابت وحرصها الأكيد على مسابقة الزمن لإطلاق هكذا مشاريع كبيرة ونوعية؛ خدمة لكل أبناء بلدنا العزيز».

معارضو المشروع

لكن معارضي المشروع يرون أن تحويل المعسكر إلى مركز ترفيهي يعد محاولة لمحو تاريخ الاضطهاد في العراق، وقال القيادي في حزب «الدعوة الإسلامية»، خلف عبد الصمد، في تصريح صحافي، إن «تحويل (الشعبة الخامسة) في مدينة الكاظمية شمالي بغداد إلى مرافق ترفيهية ينطوي على جهل»، على حد تعبيره.

وأضاف عبد الصمد أن «قرار إخلاء (الشعبة الخامسة) هو محو للسجل الزمني لحقبة الاضطهاد والقمع، وأن شعار (كي لا ننسى) ينبغي أن يرفع للأجيال على أطلال (الشعبة الخامسة)».

ودعا عبد الصمد الحكومة إلى «تحويل هذه الأرض أو جزء منها إلى متاحف تروي قصصاً لا تنتهي من العذابات والويلات تحت سياط وأدوات تعذيب الجلادين؛ لتبقى شاهدة للأجيال على إجرام سلطة البعث».

منظر من الجو لبغداد (رويترز)

في المقابل، عدّ السياسي إياد السماوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «مشروع الحكومة في هذه المنطقة يهدف إلى إظهارها بالشكل اللائق، وتوفير وسائل الراحة لزائريها، وتحويل أرضها إلى مرافق ترفيهية وتعليمية وثقافية وفنادق ومستشفيات، إضافة إلى متحف يخلّد ضحايا جرائم نظام البعث».

وأكدت عضوة البرلمان عن «دولة القانون»، عالية نصيف، تأييدها لمشروع الحكومة، وقالت في منشور على موقع «إكس»، إن «أبناء الكاظمية يريدون أن تخرج مدينتهم من سجن الأطواق الأمنية التي فرضت عليها طوال سنوات».

«شبهة» في عقد الاستثمار

لكن الصحافي والناشط منتظر ناصر شكك بالطريقة التي أعلن بها المشروع. وقال في منشور على موقع «إكس» إنه «بعد الاستيلاء على المزيد من عقارات الدولة، بينها قصور وفلل النظام السابق، جاء بيعها لشاغليها السياسيين أو للاستثمار فيها بطريقة عشوائية ومريبة تذهب إلى صناديق اقتصادية مرتبطة بأحزاب سياسية نافذة».

وأضاف: «بات الأمر خطيراً إلى درجة التحرك على أهم عقارات الدولة، ومنحه لاستثمار غامض جداً، وهو موقع (الشعبة الخامسة)، الذي يعد من أغلى العقارات في بغداد، إن لم يكن أغلاها على الإطلاق».

ويضيف ناصر أن «هذه المنطقة سوف تكون مربحة لأي مستثمر مهما كان استثماره، لا سيما أن الأمر لم يبدأ الآن، فقد سبقته محاولات أخرى لمستثمرين مرتبطين بجهات سياسية استغلوا مشروع كورنيش الكاظمية القريب من الموقع، والذي قامت الحكومة بترميمه وتدشينه من الموازنة العامة بوصفه منتجعاً للعوائل والزائرين، لكن مستثمرين سيطروا على الموقع من خلال مطعم قام بضم واحد من أهم المشاريع التي روجت لها وزارة النقل، وهو التاكسي النهري، والذي لا يمكنك الوصول إليه إلا من خلال ذلك المطعم».


احتكار نقل الفوسفات السوري يعيد للواجهة ملف الهيمنة الإيرانية - الروسية

منجم خنيفس للفوسفات في محافظة حمص وسط سوريا
منجم خنيفس للفوسفات في محافظة حمص وسط سوريا
TT

احتكار نقل الفوسفات السوري يعيد للواجهة ملف الهيمنة الإيرانية - الروسية

منجم خنيفس للفوسفات في محافظة حمص وسط سوريا
منجم خنيفس للفوسفات في محافظة حمص وسط سوريا

أعاد الجدل المثار حول احتكار أحد المتنفذين في سوريا خطوط نقل الفوسفات، إلى الواجهة ملف الهيمنة الإيرانية - الروسية على الفوسفات السوري.

وسرَّب مصدر في وزارة النقل السورية معلومات تتعلق باحتكار أحد أصحاب رؤوس الأموال المعروفين في سوريا، ومن «المقربين جداً من مراكز القرار»، لخطوط نقل الفوسفات داخل الأراضي السورية، ودخل نحو 400 شاحنة جديدة لنقل الفوسفات إلى الخدمة، سيتبعها دخول نحو 600 شاحنة أخرى لاحقاً.

ونقل موقع «هاشتاغ» المحلي عن أحد مالكي الشاحنات العاملة منذ سنوات على خطوط نقل الفوسفات تعبير العاملين في هذا القطاع عن الاستياء من احتكار سوق نقل الفوسفات. والقول إن لهذا الأمر «آثاراً سلبية جمة، أهمها احتكار السوق في يد شخص واحد وتحكمه بها بشكل شبه تام».

وزير النفط والثروة المعدنية المهندس بسام طعمة في زيارة لمنجم الفوسفات (أرشيفية)

وبيَّن المصدر في وزارة النقل السورية لموقع «هاشتاغ» أن ألف شاحنة جديدة ستعمل في مجال نقل الفوسفات من الداخل السوري إلى ميناء طرطوس وميناء طرابلس في لبنان، ومنهما إلى «الدول الصديقة المستفيدة»، دون تسمية الدول المستفيدة.

وقال المصدر إن المستثمر الذي تتبع له تلك الشاحنات حصل على «جميع الموافقات والتسهيلات اللازمة التي ستتيح له تشغيل آلياته ضمن جميع أراضي البلاد»، فيما يشبه «احتكار» الاستثمار في نقل الفوسفات الذي كانت تنتفع منه عشرات رؤوس الأموال.

وعدّت مصادر محلية تلك «التسريبات» رسائل موجهة من أطراف في الحكومة تفيد بوجود خلاف على تقاسم عائدات خطوط نقل الفوسفات بين الأطراف المسيطرة على هذا القطاع، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن تكلفة كل شحنة فوسفات تتراوح بين الألفين والألفين وخمسمائة دولار، وفضلاً عن أن أموالاً طائلة ستصب لدى طرف واحد، في حال الاحتكار، فإن ذلك لا شك سيلحق الضرر بسائقين سينقطع مورد رزقهم، لصالح آخرين يتبعون للطرف المحتكر، إلا أن الأهم في هذا التسريب صفة التحاصص الجديدة، التي قد لا تكون مرضية لأطراف أخرى تستفيد من عائدات نقل الفوسفات، منها الميليشيات المسلحة التي تحمي قوافل شحن الفوسفات في البادية وحواجز القوات الحكومية والجهات الأمنية السورية.

منجم الفوسفات في حمص بسوريا (سانا)

ويعاني قطاع النقل عموماً في سوريا من شحّ الوقود وارتفاع أسعاره، بالإضافة إلى معاناة قطاع الشحن بشكل خاص من مخاطر أمنية على الطرق الدولية، بسبب انتشار المجموعات المسلحة، وخلايا تنظيم «داعش»، وانتشار الحواجز للقوى المسيطرة، حسب المناطق، الأمر الذي يضاعف تكاليف النقل، علماً بأن هناك شركات نقل خاصة تتولى بموجب عقود مع الشركات التي تستخرج الفوسفات لصالح إيران وروسيا، عمليات نقل الفوسفات من منجمي الصوانة وخنيفيس في بادية تدمر وسط سوريا إلى مرفأي طرطوس على الساحل السوري ومرفأ طرابلس اللبناني، وبراً إلى معبر البوكمال ثم العراق ثم إيران.

كما تقوم الميليشيات التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني في سوريا بحماية عبور الفوسفات المتوجه إلى العراق ولبنان، حيث تم تركيز معظم القواعد العسكرية والميليشيات التابعة لإيران في البادية السورية ومناطق الحدود مع لبنان بريفي حمص ودمشق، ومروراً بالبادية شرق تدمر، وصولاً إلى دير الزور والحدود مع العراق، حيث تمر خطوط الإمداد التي تُعدّ شريان المصالح الإيرانية في المنطقة.

وتشرف إيران على استخراج الفوسفات من منجم «خنيفس» باحتياطي يبلغ 300 مليار طن، فيما تشرف موسكو على استخراجه من منجم «صوانة - الشرقية» باحتياطي يُقدَّر حجمه بـ1.5 مليار طن من صخور الفوسفات، وتقوم موسكو التي تحصل على 70 في المائة من الإنتاج مقابل 30 في المائة للحكومة السورية، بتسويق الفوسفات السوري إلى عدة دول أوروبية رغم العقوبات.

فيما تسعى إيران إلى زيادة واردتها من الفوسفات السوري من 400 ألف طن سنوياً، قبل الحرب والتدخل الإيراني في سوريا عام 2011، إلى 800 ألف طن من سنوياً، بحسب وثيقة إيرانية مسربة نشرها موقع «إيران إنترناشيونال» قالت إن «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية» طلبت «زيادة كمية الفوسفات السوري المستوردة (لاستخراج اليورانيوم وصنع الكعكة الصفراء)».

وتُعدّ سوريا الأولى عالمياً في احتياطي الفوسفات المقدَّر بأكثر من 2.1 مليار طن، والقسم الأكبر منه في منجمَي «الصوانة - الشرقية وخنيفيس»، جنوب غربي مدينة تدمر، المنطقة الواقعة تحت السيطرة الإيرانية والروسية.