«الطوفان»... بدأ بـ70 من «نخبة النخبة» و5 مسؤولين خططوا له

«الشرق الأوسط» تكشف عن تفاصيل هجوم 7 أكتوبر

فلسطينيون في خان يونس أعلى مركبة عسكرية إسرائيلية تم الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» (د.ب.أ)
فلسطينيون في خان يونس أعلى مركبة عسكرية إسرائيلية تم الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» (د.ب.أ)
TT

«الطوفان»... بدأ بـ70 من «نخبة النخبة» و5 مسؤولين خططوا له

فلسطينيون في خان يونس أعلى مركبة عسكرية إسرائيلية تم الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» (د.ب.أ)
فلسطينيون في خان يونس أعلى مركبة عسكرية إسرائيلية تم الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» (د.ب.أ)

كشفت مصادر فلسطينية قريبة من قيادة «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، عن تفاصيل جديدة عن هجوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي غيّر وجه المنطقة، وطوى حقبة وفتح حقبة أخرى على احتمالات لا تنتهي.

وأدى الهجوم المفاجئ الذي شنته «حماس» إلى مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واختطاف أكثر من 200 آخرين في مستوطنات وكيبوتزات ومواقع عسكرية في منطقة غلاف غزة. في المقابل، تقول إسرائيل إنها قتلت كثيراً من منفذي عملية «الطوفان» (ما لا يقل عن 1500 عنصر من «حماس»). وإضافة إلى هؤلاء، قتلت إسرائيل أكثر من 23 ألف فلسطيني في حربها الانتقامية المتواصلة على قطاع غزة.

تقول المصادر الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن «الطوفان» بدأ بـ70 مقاتلاً فقط نفذوا هجوماً مباغتاً انطلاقاً من عدة مناطق على طول حدود القطاع من شماله إلى جنوبه. وهؤلاء هم الذين تجاوزوا العائق الحدودي الإسرائيلي في اللحظات الأولى عبر تفجير عبوات ناسفة أعدت خصيصاً لتفجير فتحات في جدار سميك بعد تحديد نقاط الضعف فيه، وعبر استخدام طائرات شراعية ومظلات أسقطت مقاتلين وراء المواقع الإسرائيلية وفوقها وحولها.

دبابة ميركافا إسرائيلية قرب الحاجز الفاصل بين جنوب إسرائيل وقطاع غزة... حركة «حماس» اخترقت السياج خلال عملية «طوفان الأقصى» (رويترز)

وقالت المصادر إن هؤلاء تم اختيارهم من مختلف مناطق القطاع من بين مئات من عناصر «وحدة النخبة»، وقد تلقوا تدريبات مكثفة على مدار سنوات، وكانت تجري اختبارات خاصة لهم كل فترة لتحديد قدراتهم وتطوير مهاراتهم القتالية.

وأكدت المصادر أن خطة اقتحام مستوطنات غلاف غزة ليست بجديدة، بل تم التفكير فيها وبدء الإعداد لها قبل حرب عام 2014. وعندما اندلعت تلك الحرب تم تجميد الخطة، قبل أن تتجدد المساعي بعد عام. وما إن وقعت معركة «سيف القدس» عام 2021، حتى تقرر في الجناح العسكري لـ«حماس» الاستعداد لها وتنفيذها حين تحين الظروف.

بعد قليل من بدء تدريبات غير معروفة السبب بالنسبة للمشاركين فيها، أدى عناصر النخبة الأكثر تميزاً والذين تم اختيارهم للعملية، قسَماً خاصاً أمام قادتهم على عدم إفشاء أي سر عن تدريباتهم، وعدم الحديث عن أي خطط تتعلق بتلك التدريبات، وذلك على الرغم من أن هؤلاء العناصر لم يكونوا على علم بوجود مخطط واضح وقريب لتنفيذ أي هجوم، وإنما تلقّوا فقط تدريبات خاصة حول اقتحام المستوطنات.

جانب من احتجاج نظمه ذوو إسرائيليين خطفتهم «حماس» إلى داخل قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي (رويترز)

وأكدت المصادر أن العديد من قادة الكتائب في مناطق قطاع غزة، لم يكونوا على علم بأي تفاصيل، أو حتى على علم بوجود نيات عن هجوم قريب، بينما اطلع بعضهم على معلومات محدودة تتعلق بمهامهم.

وقالت المصادر إن ذلك كان جزءاً من خطة أمنية تم وضعها لمنع تسريب أي معلومات قد تصل إلى المخابرات الإسرائيلية التي اعترفت لاحقاً بفشلها في منع وقوع ما حصل في السابع من أكتوبر.

أما قرار تنفيذ الهجوم وتوقيته، بحسب ما تقول المصادر ذاتها، فقد اتخذ من قبل 5 أشخاص فقط، هم: قائد حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار، وقائد «كتائب القسّام» محمد الضيف، وأحد أهم مساعديه وأبرز المطلوبين لإسرائيل، محمد السنوار (شقيق يحيى)، والقيادي في الحركة روحي مشتهى، وهو المقرب من السنوار، إلى جانب أيمن نوفل أحد المقربين من الضيف والمسؤول السابق عن «استخبارات القسّام» وقائد «لواء الوسطى» في الكتائب والمسؤول عن غرفة العمليات المشتركة للمقاومة، واغتالته إسرائيل خلال الحرب الحالية.

قيادي «حماس» يحيى السنوار الذي يُعتقد أنه وراء عملية «طوفان الأقصى» (رويترز)

وتابعت المصادر أن المسؤولين عن التحضير للعملية أعلموا لاحقاً قادة ألوية «كتائب القسّام» بالتجهيزات التي تم وضعها وبمخطط الهجوم ولكن ليس توقيته، وتم إخطارهم قبل 3 أيام بالاستعداد النهائي، ثم اجتمعوا مع قادة كتائب المناطق وأعطوا كل قيادي مهام محددة من دون تحديد «نقطة الصفر». وقام قادة الكتائب بدورهم في تجهيز قواتهم المختارة للمهمة، فيما تلقى أيمن صيام، قائد الوحدة الصاروخية على مستوى قطاع غزة (اغتيل أيضاً خلال هذه الحرب)، تعليمات خاصة بالتجهز لإطلاق مئات الصواريخ تزامناً مع بدء الهجوم.

وشرحت المصادر كيف تم تحديد يوم السابع من أكتوبر، إثر تقارير ميدانية من وحدات الرصد أكدت وجود حالة سكون تام على الحدود، ثم قرر المسؤولون الخمسة، يوم الجمعة، أن أنسب وقت هو صباح يوم السبت (العطلة الرسمية في إسرائيل)، وانتظروا دخول منتصف الليل (عشية يوم السابع من أكتوبر) وأعطوا الأمر بالتجهز، فتلقى القادة الميدانيون ومقاتلو «قوات النخبة» التعليمات وبدأوا بالتحرك حتى ساعات الفجر، ثم انطلقت العملية.

صورة وزعها الجيش الإسرائيلي في 17 ديسمبر الماضي لمحمد السنوار، شقيق يحيى، في سيارة داخل أحد أنفاق «حماس» قرب معبر إيرز شمال قطاع غزة (الجيش الإسرائيلي - رويترز)

وطال غطاء السريّة التي عمل بها مسؤولو «القسام» المسؤولين السياسيين في «حماس»، كما يبدو. فقد قالت المصادر ذاتها إن قادة «حماس» في داخل القطاع وخارجه تلقوا إحاطة قبل ساعات من العملية، وطُلب منهم الاختفاء الكامل، وفق الخطوات الأمنية المتبعة عند الطوارئ.

وأضافت المصادر أن قادة الحركة الكبار وبينهم رئيسها إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، أحيطوا علماً بوجود خطة لهجوم استثنائي، ولكن من دون تفاصيل دقيقة أو موعد ذلك، وعلموا بالتوقيت قبل ساعات قليلة ومحدودة، مثل البقية.

وشددت على أن هدف الخطة الأساسي كان تنفيذ «هجوم نوعي كبير» وأسر مجموعة من الجنود الإسرائيليين، ولكن حدثت مفاجآت جعلت الهجوم أوسع. وقالت إن المقاتلين فوجئوا بسهولة سقوط خطوط دفاع القوات الإسرائيلية، ما أدى إلى قتل وإصابة وأسر عدد كبير من الجنود فوراً. وبعد مرور ساعة ونصف على الهجوم الأوّلي، تقرر استنفار بقية أفراد «وحدات النخبة» في «القسّام» ووصلت رسائل لهم بالتجمع في نقاط مختلفة، والانطلاق كقوات إسناد للعناصر الموجودة داخل مستوطنات الغلاف. وفي وقت لاحق، أبلغ منسق الأجنحة العسكرية في «كتائب القسام» بقية الأجنحة المسلحة للفصائل بإمكانية مشاركتها في العملية، وحدد لكل فصيل مهام معينة، ثم توسع الهجوم ونجح المئات من المسلحين والمواطنين، وحتى الصحافيين، بالدخول إلى مستوطنات الغلاف بعد انهيار القوات الإسرائيلية.

وأكدت المصادر أنه بعد أسر عشرات الإسرائيليين ووسط فوضى كبيرة، طلبت قيادة «القسّام» من المقاتلين في المستوطنات إشغال القوات الإسرائيلية قدر الإمكان، مستغلة ذلك للتركيز على عملية جمع المختطفين وإخفائهم.

أحد مؤيدي «حماس» يضع قناعاً عليه صورة أبو عبيدة الناطق باسم «كتائب القسام» (إ.ب.أ)

ونجحت «حماس» وفصائل فلسطينية وجماعات وعائلات في نقل نحو 240 مختطفاً إسرائيلياً وغير إسرائيلي (مثل العمال التايلانديين) إلى داخل قطاع غزة. وتبقى منهم الآن نحو 136 بعد إجراء عمليات تبادل أسرى ومحتجزين في وقت سابق. كما عثر الجيش الإسرائيلي على جثث بعض المخطوفين ونقلهم إلى داخل إسرائيل خلال العمليات البرية الجارية في القطاع.


مقالات ذات صلة

«القسام» تعلن إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح شرق رفح

شؤون إقليمية مشيعون يحملون نعش الجندي الإسرائيلي الرقيب حاييم ساباخ، الذي قُتل على جبهة القتال... الصورة في بات يام، إسرائيل، 9 مايو 2024 (رويترز)

«القسام» تعلن إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح شرق رفح

قالت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، إنها استهدفت جنوداً إسرائيليين شرق رفح وأوقعتهم بين قتيل وجريح.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي قوة إسرائيلية في رفح أمس (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

إسرائيل توسّع «عملية رفح»... وتطمئن مصر

وسّعت إسرائيل أمس (الأربعاء) عمليتها في رفح غداة سيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر، في خطوة أثارت كما يبدو غضباً أميركياً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة - تل أبيب)
المشرق العربي مركز لتوزيع المساعدات الغذائية شرق مدينة رفح اليوم الأربعاء (رويترز)

السلطة ترفض أي «وصاية» على معبر رفح... والفصائل تهدد أي قوة تتسلمه

رفضت السلطة الفلسطينية أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح، فيما هددت فصائل بالتعامل مع أي قوة هناك باعتبارها قوة احتلال.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام» أبو عبيدة (أرشيفية - رويترز)

«القسام» تعلن وفاة أسيرة نتيجة قصف إسرائيلي

أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، وفاة أسيرة متأثرة بجروح أصيبت بها في قصف إسرائيلي قبل شهر.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود ومسعفون إسرائيليون يتجمعون بالقرب من معبر كرم أبو سالم (إ.ب.أ)

«القسام» تستهدف مجدداً الجيش الإسرائيلي عند معبر كرم أبو سالم

«كتائب القسام» تعلن مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على موقع عسكري قرب معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

إدانات أممية وأوروبية لـ«الهجمات» على «الأونروا» في القدس الشرقية

عناصر أمن يعملون في مقر «الأونروا» بالقدس اليوم الجمعة (رويترز)
عناصر أمن يعملون في مقر «الأونروا» بالقدس اليوم الجمعة (رويترز)
TT

إدانات أممية وأوروبية لـ«الهجمات» على «الأونروا» في القدس الشرقية

عناصر أمن يعملون في مقر «الأونروا» بالقدس اليوم الجمعة (رويترز)
عناصر أمن يعملون في مقر «الأونروا» بالقدس اليوم الجمعة (رويترز)

أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا اليوم (الجمعة) «الهجمات» ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس الشرقية، داعية إسرائيل إلى ضمان حماية الوكالة الأممية بعدما حاول متظاهرون إسرائيليون إحراق مكاتبها أمس (الخميس)، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت وزارة الخارجية الألمانية عبر منصة «إكس»: «ندين تصاعد التظاهرات العنيفة ضد الأونروا في القدس الشرقية. على إسرائيل ضمان حماية منشآت الأونروا وموظفيها في الأراضي الفلسطينية المحتلة».

وأكدت ضرورة أن «تكون الأمم المتحدة قادرة على أداء دورها المهم في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية».

كذلك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على منصة «إكس» بالهجوم، قائلاً «إن استهداف عاملين في المجال الإنساني ولوازم إنسانية أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف».

بدوره، ندّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل «بحزم» بالهجوم على مقار الوكالة الأممية، وقال على «إكس»: «من مسؤوليات إسرائيل ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني».

وأضاف: «الأونروا هي شريان حياة لا يمكن أن يستغني عنه ملايين الأشخاص في غزة والمنطقة».

من جهتها، نددت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا المكلّفة من قبل غوتيريش ترؤس لجنة تقيّم «حياد» الأونروا، «بأعمال عنف غير مبررة».

وقالت على «إكس»: «يجب أن تتمكن الأونروا من القيام بمهمتها ويجب حماية مبانيها. وفقاً للقانون الدولي، تقع هذه المسؤولية في القدس الشرقية على عاتق إسرائيل».

وكان المفوّض العام للوكالة فيليب لازاريني قال عبر «إكس» الخميس: «مساء هذا اليوم، أضرم إسرائيليون النار مرتين في محيط المقر الرئيسي للأونروا في القدس الشرقية المحتلة»، مضيفاً: «تعرضت حياة موظفي الأمم المتحدة لخطر جسيم».

وقال: «حدث هذا في أثناء وجود موظفي الأونروا ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة في المجمع. هذا تطور شنيع... اتخذت قراراً بإغلاق مجمعنا حتى إرساء الأمن مجدداً بشكل مناسب».

وأكد أنه «على مدى الشهرين الماضيين، ينظم متطرفون إسرائيليون احتجاجات خارج مجمع الأونروا في القدس»، لافتاً إلى نوع من التصعيد هذا الأسبوع «عندما ألقى متظاهرون حجارة على موظفي الأمم المتحدة ومباني المجمع».

وأوضحت الناطقة باسم الأونروا جولييت توما لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، أن المجمع «سيبقى مغلقاً حتى استعادة الأمن بشكل صحيح»، مضيفة: «لا نعرف كم من الوقت سيستغرق ذلك».

وتواجه الأونروا التي تنسق القسم الأكبر من المساعدات لغزة، أزمة منذ يناير (كانون الثاني) عندما اتهمت إسرائيل نحو 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفاً في القطاع، بالتورط في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

ودفع ذلك كثيراً من الدول المانحة، بما فيها الولايات المتحدة، إلى تعليق تمويلها الوكالة، وهو ما يهدد جهودها لتقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة، رغم أن العديد من الدول استأنف تمويله في وقت لاحق.

وكشف تقرير لفريق مراجعة مستقل برئاسة كولونا في عمل الأونروا عن «قضايا متعلقة بالحياد»، لكنه أفاد بأن إسرائيل لم تقدم بعد أدلة على مزاعمها الرئيسية.

أُسست الأونروا عام 1949 وهي توظف نحو 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا.


البرلمان العراقي يمدد 30 يوماً لانتخاب رئيسه

صورة البرلمان العراقي من مدخل مقره الرئيسي (أ.ف.ب)
صورة البرلمان العراقي من مدخل مقره الرئيسي (أ.ف.ب)
TT

البرلمان العراقي يمدد 30 يوماً لانتخاب رئيسه

صورة البرلمان العراقي من مدخل مقره الرئيسي (أ.ف.ب)
صورة البرلمان العراقي من مدخل مقره الرئيسي (أ.ف.ب)

«اختلفوا على التمديد ظهراً ثم اتفقوا مساءً»... بهذه العبارة رد أحد النواب العراقيين على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بشأن الملابسات التي جعلت البرلمان يدخل عطلته التشريعية بعد رفض كل محاولات التمديد، قبل أن يقرر تأجيل عطلته شهراً كاملاً.

ومع أن تبرير التمديد كان «عزم الحكومة إرسال جداول الموازنة المالية للعام الحالي 2024 والتي تأخرت كثيراً»، فإن - طبقاً للنائب الذي طلب عدم الكشف عن اسمه - «الإرباك يسيطر على العمل التشريعي الآن، بين جداول الموازنة وبين انتخاب رئيس جديد للبرلمان بعد إعلان قوى (الإطار التنسيقي) منح الكتل السنية مدة أسبوع لحسم مرشحها لرئاسة البرلمان».

الأحزاب العراقية فشلت مرات كثيرة في اختيار بديل لرئيس البرلمان المقال محمد الحلبوسي (رويترز)

وقال النائب: «حتى في العطلة التشريعية هناك إمكانية لعقد جلسات استثنائية سواء لحسم جداول الموازنة أو انتخاب رئيس جديد، لكن على ما يبدو فإن الاتفاق حصل أخيراً بتمديد الفصل 30 يوماً».

وكان البرلمان دخل، ظهر الخميس، عطلته التشريعية في وقت لم تنفع محاولات التمديد التي طالب بها بعض أعضاء البرلمان ومنهم النائب السني مثنى السامرائي الذي جمع تواقيع لهذا الغرض غير أن طلبه قوبل بالرفض.

وقال عضو اللجنة القانونية النيابية رائد المالكي في تصريح صحافي، إن «مجلس النواب أنهى الفصل التشريعي الأول من السنة التشريعية الثالثة، وابتداء من الجمعة سيتمتع المجلس بالعطلة التشريعية لغاية شهر حزيران (يونيو) المقبل».

وأوضح المالكي أن «الفصل التشريعي الثاني سيبدأ يوم 9 حزيران المقبل، بالتالي فإن مجلس النواب سيتمتع بالعطلة لمدة شهر واحد فقط».

ولفت إلى أنه «في حال الاتفاق على منصب رئيس مجلس النواب أو إرسال جداول الموازنة إلى المجلس، فإن البرلمان سيعقد جلسة استثنائية أو طارئة لمناقشة أي حدث مهم خلال العطلة التشريعية».

صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)

مفاجأة التمديد

وفي وقت لاحق، وطبقاً لبيان مقتضب صادر عن رئاسة البرلمان، فقد تقرر تمديد الفصل التشريعي لمدة 30 يوماً، وبناء على البيان فإن «القرار جاء استناداً للمادة (58) من الدستور».

وينص الدستور على «تمديد الفصل التشريعي لدورة انعقاد مجلس النواب بما لا يزيد على ثلاثين يوماً، لإنجاز المهمات التي تستدعي ذلك، بناءً على طلبٍ من رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء أو رئيس مجلس النواب أو خمسين عضواً من أعضاء المجلس».

وأفادت نائبة في البرلمان العراقي لـ«الشرق الأوسط»، طالبة هي الأخرى عدم الكشف عن اسمها، بأنه «خلال الجلسة التي عُقدت ظهر الخميس طالب عدد كبير من النواب بتمديد الفصل التشريعي لتلبية استحقاقين مهمين، وهما جداول الموازنة وانتخاب رئيس جديد للبرلمان، لكن لم تحصل الموافقة من قبل رئاسة المجلس».

وقالت النائبة إن «ذلك بدا متناقضاً مع ما أقرته قوى (الإطار التنسيقي) بشأن منح السنة مهلة أسبوع لاختيار مرشح من بينهم لتولي منصب رئيس البرلمان، وهو ما يعني حكماً أن هناك اتفاقاً داخل القوى الشيعية التي تملك الأغلبية داخل البرلمان لتمديد الفصل التشريعي لحسم هذا الأمر، فضلاً عن جداول الموازنة».

رئيس البرلمان العراقي بالنيابة محسن المندلاوي (وكالة الأنباء العراقية)

قصة الرئيس

وبينما ينتظر البرلمان جداول الموازنة خلال الأيام المقبلة لكي يحسمها خلال فترة التمديد، فإن أصعب مهمة هي انتخاب رئيس جديد للبرلمان في ظل استمرار الخلافات السنية ـ السنية التي انعكست تالياً على الإطار الشيعي المنقسم هو الآخر، طبقاً لما يرى الباحث والأكاديمي الدكتور يحيى الكبيسي في حديثه لـ«الشرق الأوسط».

من جهته، قال النائب المستقل في البرلمان العراقي حسين عرب، لـ«الشرق الأوسط»، إن «كل المؤشرات تؤكد أن قصة انتخاب رئيس جديد للبرلمان باتت وشيكة حتى مع استمرار الخلافات داخل البيت السني».

وأضاف عرب: «بعيداً عن طبيعة تلك الخلافات وكيف ستنعكس على سير عملية الانتخاب، فمن المؤكد أن العملية لن تحسم بجولة واحدة، بل نحتاج إلى عدة جولات لصعوبة الموضوع وعدم إمكانية حصول اتفاق على مرشح متفق عليه بين السنة».

يشار إلى أن 3 مرشحين سنة يتنافسون حالياً على المنصب، وهم سالم العيساوي، وقد حصل على 97 صوتاً خلال الجلسة الأولى التي عُقدت خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، ومحمود المشهداني الذي حصل على 48 صوتاً، وطلال الزوبعي الذي حصل على صوت واحد.

في السياق، قال الباحث العراقي يحيى الكبيسي لـ«الشرق الأوسط»، إن «ثمة انقساماً شيعياً - شيعياً حاداً بشأن من يكون رئيساً لمجلس النواب، وهو ما يعطل انتخاب الحلبوسي (رئيس البرلمان المقال)».

وأضاف الكبيسي أن «هناك رأياً لبعض الفاعلين الشيعة بالإبقاء على المنصب شاغراً إلى نهاية الدورة البرلمانية، ما يفسر قرار المحكمة الاتحادية بالإطاحة بالدستور وبالنظام الداخلي لمجلس النواب اللذين قررا أن يكون انتخاب رئيس مجلس النواب في أول جلسة».

وبشأن ملابسات تمديد الفصل التشريعي، قال الكبيسي إن «عدم التمديد في الوقت المناسب والاضطرار إلى تمديده بعد نهاية الجلسة، هو نتيجة للانقسامات الشيعية - الشيعية»، مؤكداً أن «هذا الانقسام هو ما سيحول دون انتخاب رئيس لمجلس النواب في الجلسة القادمة».


ازدياد الجرائم في مناطق سيطرة الحكومة السورية

عصابة مراهقين مع سكين ضبطت معهم (وزارة الداخلية السورية)
عصابة مراهقين مع سكين ضبطت معهم (وزارة الداخلية السورية)
TT

ازدياد الجرائم في مناطق سيطرة الحكومة السورية

عصابة مراهقين مع سكين ضبطت معهم (وزارة الداخلية السورية)
عصابة مراهقين مع سكين ضبطت معهم (وزارة الداخلية السورية)

في جريمة هي الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوع يرتكبها سوريون، قتلت طفلة (ثلاث سنوات) على يد والدها الذي حاول قتل أطفاله الستة بالسم لخلافات مع زوجته التي طردها من المنزل قبل تسميم أطفاله، بحسب مصادر محلية في حمص، قالت إنه جرى توقيف الأب من قبل الأجهزة الأمنية لدى محاولته الانتحار، كما جرى إسعاف الأطفال ونجا منهم خمسة.

وازدادت بشكل ملحوظ الجرائم الأسرية الناجمة عن احتدام الخلافات العائلية نتيجة الأوضاع المعيشية القاسية التي يعاني منها السوريون والأوضاع النفسية المرضية، ففي منتصف أبريل (نيسان) الماضي أقدم رجل في حرستا بريف دمشق على قتل زوجته وأخيها وأختها وأصاب والدة زوجته بإطلاق النار، ولكنها نجت وقامت بالتبليغ عنه.

عصابة مسلحة للسرقة (وزارة الداخلية السورية)

«المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أكد، الجمعة، مقتل طفلة ونجاة خمسة أطفال من محاولة قتل بالسم على يد والدهم في ريف حمص الشمالي، قال إن شاباً من بلدة بيانون التابعة لمدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، أقدم على قتل نفسه بتناول حبة «غاز».

مصادر متابعة في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط» إن كثيراً من حوادث الشروع بالقتل تجري يومياً ولا يتم الإعلان عنها، وما يتم الإعلان عنه هو الحوادث والجرائم التي تسفر عن قتلى، وأشارت المصادر إلى ازدياد الشجارات التي يستخدم فيها السلاح الأبيض، المنتشر بشكل كبير بين الشباب، لا سيما المراهقين، وذلك رغم وجود قانون يجرم حمل سلاح كهذا، كما ينتشر حمل القنابل اليدوية والمسدسات وبالأخص لدى عناصر الميليشيات والمتطوعين المدنيين لدى الأجهزة الأمنية، وأقل مشكلة تحصل في الشارع مثل خلاف على موقف سيارة، أو عدم إفساح المجال لمرور سيارة يمكن أن تؤدي إلى شجار عنيف وإشهار سلاح ووقوع إصابات أو قتلى، وأشارت المصادر أيضاً إلى الخلافات الأسرية وحالات الخيانة والغيرة، التي قد تنتقل إلى الأماكن العامة كتلك التي تحصل بين حين وآخر في مطاعم دمشق، ناهيك من عمليات السرقة التي تؤدي إلى مواجهات وقتلى جراء رمي قنابل يدوية.

وارتفع معدل ارتكاب جرائم القتل في المناطق الحكومية، وسجل «المرصد السوري» وقوع 121 جريمة قتل بشكل متعمد منذ مطلع العام الحالي، قال إن بعضها ناجم عن عنف أسري أو بدوافع السرقة وأخرى لا تزال أسبابها ودوافعها مجهولة، وقد راح ضحية تلك الجرائم 132 شخصاً، هم: 7 أطفال، و20 امرأة، و105 رجال وشباب. وكان المرصد قد سجل خلال الفترة ذاتها من العام الماضي وقوع نحو 91 جريمة قتل، بزيادة عشرين جريمة قتل هذا العام.

مهربا مخدرات مع المضبوطات (وزارة الداخلية السورية)

وقال «المرصد» إن الجرائم تتواصل ضمن مناطق سيطرة الحكومة في مختلف المحافظات، في ظل عجز الأجهزة الأمنية عن «وضع حد للفوضى والفلتان الأمني المستشري في عموم مناطقها، بدوافع مختلفة».

ونالت درعا العدد الأكبر من الجرائم بمعدل 35 جريمة قتل فيها 30 رجلاً و3 أطفال و7 سيدات. تلاها ريف دمشق بـ26 جريمة قضى فيها 22 رجلاً وطفلان و7 سيدات. ثم حمص بـ14 جريمة والسويدا 10 ودير الزور 7 جرائم وحماة 6 جرائم وطرطوس 6 جرائم ودمشق 5 جرائم واللاذقية 4 جرائم وحلب ثلاث جرائم والحسكة جريمتان والقنيطرة جريمة واحدة.

وسجل شهر آذار (مارس) أعلى رقم في ارتكاب الجرائم، حيث وصلت إلى 38 جريمة، في حين ارتكبت في الشهر الأول من العام 28 جريمة، وفي فبراير (شباط) 25 جريمة، تلاه أبريل بـ23 جريمة قتل، بينما تم تسجيل خمس جرائم في الشهر الحالي.

معظم الجرائم المرتكبة إما طعن بالسكين أو بإطلاق النار، وأغلب الأسباب السرقة أو خلافات مالية، وشجارات لأسباب لا تستدعي القتل بسبب ضغوط نفسية ناجمة عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والفقر والبطالة. وذلك في ظل فوضى انتشار السلاح، وتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات، واللصوصية في ظل شبه غياب للقانون. ناهيك من استفحال انتشار الأمراض النفسية، لا سيما الكآبة، حيث تشير أرقام تقارير طولية إلى أن أكثر من 60 في المائة من السوريين يعانون من اضطرابات انفعالية، فيما لا يتوافر العلاج النفسي اللازم.


جنود إسرائيليون يتدربون لحرب كبرى محتملة مع لبنان

جنود إسرائيليون خلال تدريبات على عمليات عسكرية في لبنان (موقع الجيش الإسرائيلي)
جنود إسرائيليون خلال تدريبات على عمليات عسكرية في لبنان (موقع الجيش الإسرائيلي)
TT

جنود إسرائيليون يتدربون لحرب كبرى محتملة مع لبنان

جنود إسرائيليون خلال تدريبات على عمليات عسكرية في لبنان (موقع الجيش الإسرائيلي)
جنود إسرائيليون خلال تدريبات على عمليات عسكرية في لبنان (موقع الجيش الإسرائيلي)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن جنوده يتدربون تحسباً لاحتمال نشوب حرب كبرى مع لبنان. وذكر الجيش أن قوات الاحتياط في أحد الألوية تجري تدريبات متنوعة على مدار الأسبوع «لتسريع الاستعداد لعملية في هذه الساحة».

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الهدف هو الجاهزية العملياتية والاستعداد «لسيناريوهات قتالية متنوعة في الشمال»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وجرى إجراء التدريب في الجليل شمال إسرائيل ضمن محاكاة لمواقف القتال في لبنان، وتدربت قوات المشاة والمدرعات معاً، بينما من المقرر أن يعمل جنود من وحدات الإمداد والاتصالات معاً في تضاريس وعرة.

وتدربت قوات أخرى مع القوات الجوية «للتدرب على سيناريو إعادة الإمداد الجوي السريع للقوات البرية التي تعمل في أراضي العدو».

ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة بين حركة «حماس» الفلسطينية وإسرائيل، اندلعت مواجهات عسكرية يومية مع جماعة «حزب الله» وفصائل أخرى لبنانية وفلسطينية تعمل من جنوب لبنان.

وتشن إسرائيل هجمات جوية ومدفعية على مواقع جماعة «حزب الله» اللبنانية، وتستهدف بعض الشخصيات القيادية في الجماعة والفصائل الأخرى منها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الموجودة في لبنان.

ويجب ألا تكون مواقع جماعة «حزب الله» قريبة جداً من الحدود، بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي.

وتسببت شهور من القصف المتبادل بالفعل في دمار شديد للقرى على جانبي الحدود. واضطر نحو 150 ألف شخص من الجانبين إلى مغادرة منازلهم.


إسرائيل اعتقلت أكثر من 8 آلاف فلسطيني من الضفة الغربية والقدس منذ أكتوبر

جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينياً خلال مداهمة في قرية دير الغصون بالضفة الغربية (أ.ب)
جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينياً خلال مداهمة في قرية دير الغصون بالضفة الغربية (أ.ب)
TT

إسرائيل اعتقلت أكثر من 8 آلاف فلسطيني من الضفة الغربية والقدس منذ أكتوبر

جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينياً خلال مداهمة في قرية دير الغصون بالضفة الغربية (أ.ب)
جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينياً خلال مداهمة في قرية دير الغصون بالضفة الغربية (أ.ب)

قالت مؤسستان فلسطينيتان، اليوم (الجمعة)، إن عدد المعتقلين الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس بلغ 8665 منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، جرى تحويل عدد كبير منهم للاعتقال الإداري.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك: «غالبية من اعتقلوا في حملات الاعتقال المستمرة بعد 7 أكتوبر، جرى تحويلهم إلى الاعتقال الإداريّ، ومنهم نساء وأطفال وجرحى ومرضى وكبار في السن».

وتستخدم إسرائيل قانوناً بريطانياً قديماً يتيح لها اعتقال الفلسطينيين دون محاكمة لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر تكون قابلة للتجديد بدعوى وجود ملف أمني سري للمعتقل.

وأوضحت المؤسستان اللتان تتابعان قضايا المحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «رويترز»، أن عدد المعتقلين الإداريين وصل إلى 3600 معتقل منهم 40 طفلاً و25 من النساء، وهو رقم غير مسبوق.

ولم يصدر تعقيب من السلطات الإسرائيلية على البيان. وتشير الإحصاءات الفلسطينية الرسمية إلى أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية تجاوز 9 آلاف.


السوداني للأمم المتحدة: العراق لا يحتاج إلى «يونامي»

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
TT

السوداني للأمم المتحدة: العراق لا يحتاج إلى «يونامي»

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)

وجّهت الحكومة العراقية انتقادات حادة لبعثة الأمم المتحدة، وقال رئيسها محمد شياع السوداني، إن بلاده لم تعد بحاجة إلى «دورها السياسي بعد 20 عاماً من التحول الديمقراطي»، في حين طالب برحيل البعثة في موعد أقصاه 31 يناير (كانون الثاني) 2025.

وبعث السوداني، (الجمعة)، برسالة مفصلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تضمّنت اعتراضات على فريق تابع للأمم المتحدة «تواصَل مع جهات غير رسمية، لديها وجهات نظر تمثل نفسها» بشأن تقييم حالة العراق.

وذكّر السوداني، في رسالته، بطلب سابق للعراق لتقليص ولاية البعثة الدولية في العراق، لكن مجلس الأمن قرر «تشكيل فريق الاستعراض الاستراتيجي المستقل؛ لبيان الحاجة إلى استمرار عمل البعثة».

«لا نحتاج إلى يونامي»

وجاء في نص رسالة السوداني: «لم يقتصر تشاور الفريق كما كان متوقعاً مع الحكومة العراقية، بل امتد إلى أطراف لم يكن لها دور عند إنشاء البعثة عام 2003».

ورغم ذلك، تقول الحكومة إنها قدمت للفريق «جميع التسهيلات لإنجاز مهمته احتراماً لقرارات مجلس الأمن، وانسجاماً مع عمق العلاقة مع المنظمة التي يفتخر العراق بأنه أحد مؤسسيها».

وقال السوداني، إن الحكومة أوضحت للفريق أن «العراق لم يعد بحاجة لاستمرار بعثة يونامي» التي تقودها الهولندية جنين بلاسخارت، رغم تأكيده «أهمية التعاون مع الوكالات الدولية المتخصصة العاملة في العراق، البالغ عددها 22 وكالة دولية، وفق آلية المنسق المقيم».

وعبّر السوداني عن أسفه لأن «تقرير الفريق الدولي لم يفرّق بين وجهة نظر الحكومة ووجهات نظر أطراف غير رسمية يمثلون آراءهم الشخصية».

وقال السوداني: «بعثة الأمم المتحدة تمثل شكلاً من أشكال التعاون الثنائي بين العراق والأمم المتحدة، الذي من الضروري أن يكون قائماً على التشاور الثنائي واحترام رغبة وسيادة العراق».

واستند السوداني في رسالته إلى «التطورات الإيجابية والإنجازات التي حققتها الحكومات العراقية المتعاقبة بمساعدة الدول الصديقة»، ليقول إن «مسوغات وجود بعثة سياسية في العراق لم تعد متوافرة بعد الآن».

رئيسة بعثة «يونامي» جنين بلاسخارت خلال زيارة سابقة للنجف (أ.ف.ب)

آخر موعد

وطالب السوداني «استناداً إلى الحق السيادي لجمهورية العراق (بصفتها الدولة المستضيفة) وبعد الأخذ بعين الاعتبار حجم بعثة يونامي وعدد موظفيها وحاجتها إلى وقت كافٍ لغرض التصفية، فإن العراق يدعو إلى إنهاء ولاية البعثة بشكل نهائي بتاريخ 31 يناير 2025».

وزاد السوداني طلبه بأن «يقتصر دور البعثة خلال الفترة المتبقية على ملفات الإصلاح الاقتصادي، وتقديم الخدمات، والتنمية المستدامة، والتغير المناخي».

ونشرت «يونامي» نهاية أبريل (نيسان) الماضي، تقريراً لتقييم عملها في العراق، ووضعت فيه جملة حول التهديدات التي لا تزال قائمة في العراق، رداً على طلب تقدمت به الحكومة العراقية للبدء «بتخفيف» عمل البعثة وصولاً إلى إنهاء أعمالها في غضون عامين.

وشدد غوتيريش، الأسبوع الماضي، على أن «القيادة العراقية إذا وجدت أنها لم تعد في حاجة إلى مساعدة (يونامي)، فيجب أن تستعد إلى تولي زمام الأمور، وينبغي للأمم المتحدة أن تبقى مستعدة للدعم».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)

3 تحديات

وسجّل المسؤول الأممي مجموعة ملاحظات رأى أنها ما زالت تمثل تهديداً للبلاد، ومن ضمن تلك التحديات «هشاشة المؤسسات»، ويشير إلى مشكلة الفصائل والجماعات المسلحة التي يعبّر عنها بـ«انتشار الجهات المسلحة الفاعلة» بوصفها أحد عوامل عدم الاستقرار، وكذلك الخشية من إمكانية ظهور «داعش» أو إرهاب جديد.

وتأسست «يونامي»، وهي بعثة سياسية خاصة في عام 2003، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1500، بناءً على طلب حكومة العراق بعد إطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين، وقد اضطلعت البعثة بمهامها منذ ذلك الحين، وتوسّعَ دورُها بشكلٍ كبير في عام 2007 بموجب القرار 1770.

وطبقاً للنشرة التعريفية بمهامها التي تنشرها على موقعها، فإن «تفويض (يونامي) يتمثل بمنح الأولوية لتقديم المشورة والدعم والمساعدة إلى حكومة وشعب العراق بشأن تعزيز الحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية والمجتمعية».


واشنطن وباريس تنصحان لبنان بإنجاز الاستحقاق الرئاسي فور وقف النار

كرسي الرئاسة اللبنانية في قاعة السفراء بقصر بعبدا (غيتي)
كرسي الرئاسة اللبنانية في قاعة السفراء بقصر بعبدا (غيتي)
TT

واشنطن وباريس تنصحان لبنان بإنجاز الاستحقاق الرئاسي فور وقف النار

كرسي الرئاسة اللبنانية في قاعة السفراء بقصر بعبدا (غيتي)
كرسي الرئاسة اللبنانية في قاعة السفراء بقصر بعبدا (غيتي)

يُمضي الاستحقاق الرئاسي إجازة قسرية يمكن أن تمتد إلى ما بعد توصل «اللجنة الخماسية» إلى وضع استراتيجية جديدة لإخراج انتخاب رئيس الجمهورية من الدوران في حلقة مفرغة، بينما يرتفع منسوب النصائح الأميركية والفرنسية للكتل النيابية بالكف عن هدر الوقت والاستمرار في الرهانات الخاطئة، والذهاب إلى انتخاب الرئيس فور التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة الغزاوية، لعله ينسحب على جنوب لبنان.

وكشفت مصادر أوروبية أن باريس وواشنطن تنصحان بالالتفات، فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إلى إنهاء الشغور الرئاسي؛ بانتخاب رئيس للجمهورية، لأن لبنان لم يعد يحتمل المزيد من الاهتراء الذي يصيب المؤسسات الدستورية التي تشكو من الترهُّل بغياب الرئيس، وهذا ما تبلغته الكتل النيابية والقيادات السياسية المعنية بانتخابه من قبل كبار الدبلوماسيين العاملين في السفارتين الأميركية والفرنسية في لبنان.

انتخاب رئيس على وجه السرعة وإلا...

وقالت المصادر إن الدبلوماسيين يحثون الكتل النيابية على ضرورة وقف تعطيل انتخاب الرئيس بإنجاز الاستحقاق الرئاسي على وجه السرعة، انطلاقاً من تقديرهم بأن تمديد الفراغ في رئاسة الجمهورية يمكن أن يمتد إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرَّرة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لأن الإدارة الأميركية الحالية ستنصرف، بدءاً من مطلع يوليو (تموز) المقبل، لضمان انتخاب الرئيس جو بايدن لولاية رئاسية ثانية، وبالتالي ستضطر للالتفات إلى الداخل وعدم الاهتمام كما يجب بالملفات السياسية والأمنية المتراكمة في المنطقة، وهذا ما يكمن وراء إصرارها على وقف إطلاق النار في غزة، اليوم قبل الغد، نظراً لضيق الوقت.

جهد أميركي - فرنسي لمنع توسعة الحرب

وأكَّدت المصادر ذاتها أن الوسيط الأميركي تواصل مع مسؤولين في دائرة الشرق الأوسط بالخارجية الفرنسية، ووضعهم في أجواء التهديد الإسرائيلي للبنان، وبحث معهم ما يمكن القيام به من جهد مشترك لمنع إسرائيل من تنفيذ تهديدها قبل حلول الصيف، وكشفت أن التنسيق بين باريس وواشنطن على أشدِّه لتهيئة الأجواء السياسية لتطبيق القرار «1701»؛ كونه يؤدي إلى حشر إسرائيل ومنعها من استهداف جنوب لبنان.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن الملاحظات التي وضعها رئيس المجلس النيابي نبيه بري على الورقة الفرنسية بنسختها الثانية، بالتنسيق مع «حزب الله»، تأتي في سياق رفع السقوف من قبل «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل») استعداداً للتفاوض لتطبيق القرار «1701»، مع أن هذه المصادر تنظر إلى ملاحظاته على الورقة الفرنسية بنسختها الأولى على أنها أكثر مرونة وانفتاحاً، وصولاً للأخذ والرد.

ورأت أن الملاحظات التي أدرجها بري على الورقة الفرنسية الثانية التي تسلمتها السفارة الفرنسية في بيروت، تتيح للوسيط الأميركي، مع استعداده لتشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب سعياً لتطبيق القرار «1701»، فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، التعامل معها لإيجاد المخارج لتذليل ما لدى «الثنائي الشيعي» من اعتراضات.

عودة لودريان مرتبطة باستراتيجية «الخماسية»

ورداً على سؤال، قالت المصادر نفسها إن الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، يربط عودته إلى بيروت بالاستراتيجية التي يُفترض أن تتوصل إليها «اللجنة الخماسية» المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، انطلاقاً من رسمها خريطةَ الطريق لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية؛ كون «الخماسية» تشكل مجموعة دعم ومساندة للكتل النيابية، من أجل أن تتوصل إلى إحداث خرق في الحائط المسدود الذي يعطل انتخاب الرئيس بإعادة فتح أبواب البرلمان لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وأكدت المصادر أن الكتل النيابية أُحيطت علماً من قبل واشنطن وباريس بوجوب تعبيد الطريق سياسياً أمام انتخاب الرئيس، لئلا يتمدد الشغور الرئاسي إلى ما بعد إنجاز الانتخابات الرئاسية الأميركية، أي إلى العام المقبل، وهذا ما يأخذ لبنان إلى قعر الانهيار، وشدّدت على أنها تراهن على واقعية الرئيس بري وانفتاحه ومرونته، رغم أنه يدعم ترشيح رئيس تيار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، لرئاسة الجمهورية.

«حزب الله» مع ترحيل انتخاب الرئيس

وسألت المصادر: هل باتت الظروف ناضجة لترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث؟ وماذا عن موقف «حزب الله» ومدى استعداده للسير فيه، خصوصاً أن سفراء «الخماسية» باتوا على قناعة بأنه يؤمّن سترة النجاة الوحيدة، بالمفهوم السياسي للكلمة، لانتشال البلد من الغرق قبل أن يستحيل إنقاذه؟

فـ«حزب الله»، وإن كان يعطي الأولوية، وحتى إشعار آخر، لعدم الفصل بين جبهتَي غزة والجنوب، وضرورة التلازم في التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الجبهتين، فإنه مع ترحيل الاستحقاق الرئاسي إلى ما بعد وضوح الصورة، وهذا ما يفسر تركيزه على مساندته لحركة «حماس».

لكن، هل يعني مجرد وضوح الصورة على امتداد هاتين الجبهتين أن الحزب سيتفرغ لمواكبة الاتصالات الجارية لإخراج انتخاب الرئيس من التأزم؟ أم أنه ليس في عجلة من أمره، وإن كان يفضل ولا يمانع انعقاد البرلمان لانتخاب فرنجية رئيساً دون سواه؟

وبكلام آخر، فإن الحزب، كما تقول مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، ينظر إلى الاستحقاق الرئاسي من زاوية إقليمية، ويتطلع إلى ترحيل انتخاب الرئيس إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، أي أن يأتي برئيس على قياس توجهات الرئيس الأميركي العتيد، وهذا ما ينطبق على موقف إيران لتحسين شروطها في التفاوض مع واشنطن، على قاعدة مقايضتها بتدخُّلها لدى حليفها لوضع حد للشغور الرئاسي.


روسيا تسحب 32 طفلاً... العراق يستعد لإغلاق «الهول»

مخيم «الهول» في سوريا (أرشيفية - رويترز)
مخيم «الهول» في سوريا (أرشيفية - رويترز)
TT

روسيا تسحب 32 طفلاً... العراق يستعد لإغلاق «الهول»

مخيم «الهول» في سوريا (أرشيفية - رويترز)
مخيم «الهول» في سوريا (أرشيفية - رويترز)

بدأت 24 دولة بإجراءات سحب رعاياها من مخيم «الهول» السوري، في حين سحبت روسيا بالفعل 32 طفلاً ينتمون لعائلات «داعش».

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، الجمعة، إن 24 دولة من أصل 60 بدأت بسحب رعاياها من أُسر عناصر التنظيم من المخيم في سوريا.

وأوضح الأعرجي، في منشور على «إكس»، أن «مخيم (الهول) يضم عائلات (داعش) لـ60 دولة، وبعد جهود العراق المستمرة بدأت 24 دولة بعملية سحب رعاياها».

ومن تلك الدول روسيا التي سحبت أخيراً 12 فتاة و20 فتى تتراوح أعمارهم من 5 - 17 سنة، وفقاً للأعرجي.

وقال المسؤول العراقي: «في الوقت الذي نشكر موقف الحكومة الروسية، نطالب بقية الدول بسحب رعاياها تمهيداً لغلقه».

زوجات وأطفال مقاتلي «داعش» يمضون يومهم في القسم الأجنبي من مخيم «الهول» شمال سوريا بالقرب من الحدود العراقية (غيتي)

إغلاق «الهول»

وتسلَّم العراق، نهاية أبريل (نيسان) الماضي، 185 عائلة عراقية من مخيم «الهول»، تم نقلهم إلى مخيم «الجدعة» الذي يقع في بلدة القيارة، جنوب الموصل.

وتثير عودة الأسر من مخيم «الهول» إلى العراق مشكلات كثيرة للسلطات العراقية، بالنظر لاعتراض بعض الاتجاهات الحزبية والشعبية على وجودهم في مخيم «الجدعة»، والمخاطر التي قد تنجم عن ذلك، بالنظر لارتباط كثير من تلك العوائل بتنظيم «داعش»، إلى جانب المشكلات المتعلقة بتسجيل الأطفال الذين وُلدوا لآباء غير عراقيين.

ويقول العراق إنه يسعى لإغلاق المخيم الذي يؤوي عشرات الآلاف من زوجات وأبناء مسلحي «داعش»، وكانت الحكومة أعدت برنامجاً على مراحل لتحقيق ذلك.

وأعلنت إدارة الرئيس جو بايدن، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة استعادت 11 من مواطنيها، بينهم 5 أطفال، من مخيمي «الهول» و«الروج» بشمال شرقي سوريا.

ورأت واشنطن أن هذه «أكبر عملية إعادة تقوم بها حتى الآن من المخيمين»، وفقاً لتصريح أدلى به وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

مخيم «الهول» الذي يؤوي عائلات مقاتلي «داعش» بحراسة «قسد» (الشرق الأوسط)

«قنبلة بشرية»

وقال النائب وعد القدو، عضو لجنة الأمن والدفاع، إن «مخيم (الهول) قنبلة بشرية تهدد أمن منطقة الشرق الأوسط بشكل مباشر ومنها العراق؛ كونه يضم متطرفين ينتمون إلى قرابة 60 دولة».

وأوضح القدو، في تصريحات صحافية، الجمعة، أن «العراق أدرك خطورة المخيم منذ إنشائه؛ لأنه يحمل أجندة متعددة تستهدف بالأساس الأمن والاستقرار في المنطقة، وبغداد أكثر المتضررين».

ورأى القدو أن «سحب دول لرعاياها من المخيم سيسهم في تفكيك المشكلة، وخلق رأي عالمي بضرورة سحبهم وإلغاء بيئة تصنع التطرف الذي لن يقف عند حدود جغرافية محددة، بل يمثل تهديداً لكل الدول».


دبابات إسرائيلية تطوّق النصف الشرقي من رفح... ونتنياهو: سنقاتل بأظافرنا

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على شرق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على شرق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

دبابات إسرائيلية تطوّق النصف الشرقي من رفح... ونتنياهو: سنقاتل بأظافرنا

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على شرق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على شرق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

سيطرت دبابات إسرائيلية، اليوم (الجمعة)، على الطريق الرئيسية التي تفصل بين النصفين الشرقي والغربي لرفح بجنوب قطاع غزة، مما أدى فعلياً إلى تطويق كامل للجانب الشرقي للمدينة.

وأفاد سكان بوقوع انفجارات وإطلاق نار دون انقطاع تقريباً شرق وشمال شرقي المدينة اليوم (الجمعة)، مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحي «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي».

وقالت «حماس» إنها نصبت كميناً لدبابات إسرائيلية قرب مسجد شرق المدينة، مما يشير إلى أن القوات الإسرائيلية توغّلت كيلومترات عدة من الشرق إلى مشارف منطقة البنايات.

وأمرت إسرائيل المدنيين بإخلاء النصف الشرقي من رفح؛ مما أجبر عشرات الآلاف على البحث عن مأوى خارج المدينة التي شكّلت من الأصل الملاذ الأخير لأكثر من مليون فروا من مناطق أخرى من القطاع خلال الحرب، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

سيدة تودع أحد أقاربها الذي قتل في غارة إسرائيلية على رفح (أ.ب)

وتقول إسرائيل إنها لن تتمكّن من تحقيق النصر في الحرب دون شنّ هجوم على رفح للقضاء على آلاف من مسلحي «حماس» تعتقد بأنهم يختبئون هناك. وتقول «حماس» إنها ستقاتل دفاعاً عن المدينة. وتقول وكالات إغاثة إن المعركة تُعرّض مئات الآلاف من المدنيين النازحين للخطر.

وقال أبو حسن (50 عاماً) من سكان تل السلطان غرب رفح لوكالة «رويترز» للأنباء عبر تطبيق للتراسل: «ما فيش أمان، كل رفح مش آمنة والقذائف تسقط في كل مكان من امبارح». وأضاف: «أنا بحاول أطلع أنا وعائلتي بس ما فيش معي 2000 شيقل ثمن الخيمة... حركة النزوح من رفح حتى من المناطق الغربية في رفح في ازدياد رغم أنه هاي مناطق مش مناطق حمرا أو جزء من تصنيف الاحتلال». وتابع: «الجيش بيستهدف كل رفح مش بس المنطقة الشرقية سواء من الدبابات أو الطيارات».

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته في شرق رفح عثرت على مداخل عدة لأنفاق، وإن القوات الإسرائيلية مدعومة بضربة جوية اشتبكت من مسافة قريبة مع مجموعات من مسلحي «حماس» وقتلت عدداً منهم.

وأضاف أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مواقع عدة انطلقت منها صواريخ وقذائف هاون صوب إسرائيل في الأيام القليلة الماضية، من بينها ما استهدف معبر كرم أبو سالم.

وأغلقت دبابات إسرائيلية شرق رفح من ناحية الجنوب بالفعل، وسيطرت على المعبر الوحيد بين قطاع غزة ومصر. وأسفر تقدم القوات الإسرائيلية اليوم (الجمعة) صوب طريق صلاح الدين الذي يقسم القطاع عن استكمال تطويق «المنطقة الحمراء» التي أمروا السكان بإخلائها.

وتسبب الهجوم على رفح خلال الأيام القليلة الماضية واحتمال اجتياحها بالكامل في نشوب أكبر خلاف منذ أجيال بين إسرائيل وحليفتها الأقرب الولايات المتحدة، التي حجبت شحنة أسلحة عن إسرائيل لأول مرة منذ بدء الحرب.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس (الخميس)، إن الإسرائيليين «سيقاتلون بأظافرهم» إذا لزم الأمر. وقال في مقابلة تلفزيونية مع برنامج في محطة أميركية، إنه يأمل في أن تتجاوز إسرائيل خلافاتها مع الرئيس جو بايدن.

وانهارت محادثات وقف إطلاق النار، أمس (الخميس)، دون التوصّل إلى اتفاق لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن، وقالت «حماس» إنها وافقت في مطلع الأسبوع على مقترح طرحه وسطاء من مصر وقطر وقبلته إسرائيل في السابق. لكن إسرائيل قالت إن مقترح «حماس» يتضمن بنوداً لا يمكن قبولها.


غوتيريش يحذّر: الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي إلى «كارثة إنسانية»

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش يحذّر: الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي إلى «كارثة إنسانية»

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، من أن هجوماً برياً إسرائيلياً على رفح سيؤدي إلى «كارثة إنسانية هائلة»، في حين تواصل إسرائيل قصف غزة بعد أن غادر المفاوضون القاهرة من دون اتفاق.

وقال غوتيريش خلال زيارة إلى العاصمة الكينية نيروبي إن «هجوماً برياً واسع النطاق في رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن تصورها ويوقف جهودنا لدعم الناس مع اقتراب المجاعة»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف «نعمل بنشاط مع جميع الأطراف المعنية من أجل استئناف إدخال الإمدادات المنقذة للحياة - بما في ذلك الوقود الذي تشتد الحاجة إليه - عبر معبري رفح وكرم أبو سالم»، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق النار.

وشهد صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية ضربات مدفعية على رفح، بعد أن تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة وقف تسليم قذائف مدفعية وغيرها من الأسلحة لإسرائيل إذا شنت هجوماً واسع النطاق على المدينة.

لكن رغم المعارضة الدولية، دخلت القوات الإسرائيلية، الثلاثاء، القطاع الشرقي من رفح، قائلة إنها تلاحق مقاتلي حركة «حماس» والفصائل الفلسطينية.