ربما يرتدي نواه لايلز عباءة يوسين بولت، لكن العداء الأميركي يدرك أكثر من الجميع أن أي شخص يريد أن يكون واجهة ألعاب القوى العالمية يحتاج إلى مزيج من الحضور والموهبة.
ومنذ اعتزال بولت قبل 7 سنوات تقريباً، ظلت ألعاب القوى تبحث عن خليفة للعداء الجامايكي دون نجاح يُذكر.
وتفاخر هذه الرياضة بشخصيات مثيرة للاهتمام، لكن لاعبي دفع الجلة ومتسابقي سباقات قفز الموانع لا يحظون بإعجاب عالمي.
لكن اللقب الأسطوري لأسرع رجل في العالم هو ما يجذب الانتباه، وسيكون الأمر أفضل إذا جرى تحقيقه بأناقة وإبداع.
جلب بولت شخصية جذابة وسرعة خارقة إلى المضمار الذي أنتج كنزاً من الميداليات الذهبية، بما في ذلك 8 ميداليات من 3 دورات أولمبية، وأرقام قياسية لا تزال قائمة، ليصبح من المشاهير العالميين.
هذا هو المستوى الذي يواجهه لايلز في أولمبياد باريس، حيث يجري وضعه بالفعل بوصفه رجلاً أول في ألعاب القوى. ومن وجهة نظر تسويقية، يفي لايلز بكل المعايير.
والعداء الأميركي السريع هو رجل استعراض بطبيعته يجذب الأضواء، ويعبر عن آرائه، ويعرف كيف يجذب الانتباه، ويشعر بالراحة في أكبر المحافل في باريس تماماً كما يفعل على منصات بداية السباقات.
ولكن بالمقارنة مع بولت، فإن إنجازاته على المضمار تبدو متواضعة.
وحقق لايلز 3 ذهبيات (100 متر، 200 متر، 4 في 100 متر) في بطولة العالم، العام الماضي، في بودابست، لكنه حصل على برونزية واحدة في دورة الألعاب الأولمبية الوحيدة التي شارك فيها حتى الآن، وهي بالكاد السيرة الذاتية التي تثير اهتمام الجماهير.
وفي التصنيف العالمي على مدار التاريخ لسباق 100 متر، يحتل لايلز المركز 15 بزمن قدره 9.83 ثانية، وهو رقم لا يقترب من الرقم القياسي العالمي لبولت البالغ 9.58 ثانية.
وسبق لـ6 أميركيين تحقيق أزمنة أسرع، ومن بينهم الغريمان الحاليان كريستيان كولمان (بطل العالم في سباق 100 متر لعام 2019)، وفريد كيرلي (بطل العالم في سباق 100 متر لعام 2022).
وإذا لم تكن قد حققت أرقاماً تخطف الأنظار، فحدد أهدافاً جريئة.
وبالنسبة إلى لايلز، يقوم بتوسيع سجله في العدو ليشمل سباق 400 متر، ما سيتيح للعداء البالغ عمره 26 عاماً فرصة الحصول على مكان في التتابع، والفوز بـ4 ميداليات ذهبية في باريس (100 متر، 200 متر، 4 في 100 متر، 4 في 400 متر)، وهو شيء لم يتمكن حتى بولت العظيم من تحقيقه.