في الرابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، كان يقف على خط الملعب لاعب في العشرين من عمره اسمه سالم الدوسري، ينتظر دوره في المشاركة الأولى مع فريق الهلال في الديربي الكبير أمام الغريم التقليدي النصر، بعد أن تلقى التعليمات من توماس دول، مدرب الفريق، ليشارك في الدقائق الأخيرة من المواجهة.
احتاج الدوسري دقائق قليلة حتى يضع بصمته بهدف ثالث جعل اسمه يتردد في أذهان الجماهير رغم صغر سنه في قائمة تزخر بأسماء مثالية في الفريق حينها، علاوة على وجود أسماء شابة تسجل حضوراً متصاعداً في قائمة الفريق مثل عبد العزيز الدوسري، وأحمد الفريدي، وحتى نواف العابد. لم يكن هدف سالم الدوسري محض صدفة وحضوراً عرضياً في مواجهة تعدّ ذات قيمة وتاريخ بين الناديين، بل على صعيد الكرة السعودية، لكن الدوسري منذ ذلك الهدف وهو يبرهن أنه النجم القادم بقوة إلى الساحة.
بعد هدفه في شباك النصر انطلق سالم الدوسري نحو مدربه توماس دول، وقام بتحيته على الفرصة التي منحه إياها بالحضور الأول في قائمة الفرق الأزرق الذي بات بعد سنوات هو نجمه الأبرز محلياً.
الدوسري الذي أكمل عامه الثالث والثلاثين بات النجم الأول في فريقه الهلال وكرة القدم السعودية بصورة عامة، علاوة على أفضليته القارية وحضوره المؤثر في دوري يزخر بالنجوم العالميين إلا أن الدوسري ظل علامة فارقة ومؤثرة.
منذ بداية مشواره الكروي لم يعرف سالم الدوسري إلا الحضور بقوة، بزغ سريعاً وحجز خانته الأساسية وأكمل نجوميته بحضوره في قائمة المنتخب السعودي، ولم يغب عن كافة المحافل الدولية والمباريات القوية، ووضع بصمته في كأس العالم حتى بات هداف المنتخب السعودي رفقة سامي الجابر بثلاثة أهداف لكل منهما.
سالم الدوسري الذي يحمل شارة قيادة فريق الهلال منذ رحيل سلمان الفرج، آخر من ارتدى شارة القيادة، يقدم نفسه بصورة مثالية هذا الموسم، كان آخرها التألق الكبير واللافت الذي بدأ عليه في مواجهة العين الإماراتي، بعد أن سجل هاتريك وقاد فريقه لانتصار كبير بخماسية مقابل أربع أهداف.
بزوغ الدوسري بوصفه نجماً شاباً واعداً كان في كأس العالم للشباب 2011، بعد أن بلغ الأخضر الشاب دور الستة عشر وتأهل عن دور المجموعات قبل أن يودع بخسارته أمام البرازيل بثلاثية، ووضع الدوسري بصمته بهدف في شباك غواتيمالا.
قائد الهلال الحالي بدأ مسيرته سريعاً مع الفريق الأول، ولم يتدرج كثيراً مع الفئات السنية، وأمضى سنواته مع الفريق الأول حتى بات نجم الفريق الكبير، وخاض تجربة احترافية قصيرة في يناير (كانون الثاني) 2018، مع فياريال الإسباني، واستمرت لستة أشهر؛ إذ عاد للأزرق العاصمي في يونيو (حزيران) من العام ذاته.
ووفق إحصائيات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، فإن سالم الدوسري الذي يلعب جناح مهاجم وصانع ألعاب ولاعب خط وسط، شارك مع الهلال في 251 مباراة، سجل خلالها 69 هدفاً، وساهم في صناعة 46 هدفاً، ونجح مع فريقه في تحقيق لقب الدوري ست مرات منذ بدء مشاركته مع الفريق بصورة أساسية.
أما على صعيد كأس الملك، فقد لعب سالم الدوسري في 30 مباراة سجل خلالها سبع أهداف، وساهم في صناعة 6 أهداف، وحقق اللقب مع فريقه 5 مرات، وفي بطولة كأس ولي العهد (التي ألغيت لاحقاً)، شارك الدوسري في 17 مباراة، وسجل خلالها هدفين مقابل صناعته 5 أهداف، وحقق لقب البطولة رفقة الهلال ثلاث مرات.
في كأس السوبر السعودي، شارك سالم الدوسري في 9 مباريات وسجل 3 أهداف مقابل مساهمته في صناعة هدف وحيد، ونجح بتحقيق اللقب رفقة فريقه في خمس مرات.
على صعيد البطولات الخارجية، شارك سالم الدوسري مع فريقه الهلال في 96 مباراة بدوري أبطال آسيا، وخلالها سجل 27 هدفاً وصنع 21 هدفاً، وتوج باللقب القاري مرتين، أما في دوري أبطال العرب فقد شارك في 15 مباراة، سجل خلالها هدفين وساهم بصناعة هدفين دون تحقيق اللقب.
في كأس العالم للأندية، شارك الدوسري في تسع مباريات، سجل خلالها أربعة أهداف وصنع هدفين، وبلغ رفقة فريقه نهائي مونديال 2023، وخسر المباراة أمام ريال مدريد الإسباني بنتيجة 5 - 3.
تعدّ شباك النصر، الغريم التقليدي لفريق الهلال، أكثر الشباك استقبالاً لأهداف سالم الدوسري بعدد 11 هدفاً، ومثلها الاتحاد، فيما يحضر الفتح ثالثاً بعدد ثمانية أهداف، ثم شباك الاتفاق بسبعة أهداف، وبالتساوي بينهما يحضر فريقا العين الإماراتي، والأهلي السعودي، بعدد ستة أهداف. الدوسري الذي توج بجائزة أفضل لاعب في قارة آسيا 2022 سجل مع الأزرق العاصمي 114 هدفاً، وساهم في صناعة 83 هدفاً، كما سبق للدوسري التتويج بجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا نسخة 2021. على صعيد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، كانت مباراة أستراليا ضمن تصفيات كأس العالم 2014 في 29 فبراير (شباط) 2012 هي الأولى رسمياً لسالم الدوسري، وخسرها الأخضر بأربعة أهداف مقابل هدفين ليخوض حتى اللحظة 87 مباراة دولية سجل خلالها 22 هدفاً، بينها أربع ضربات جزاء، ولم يحصل سوى على 9 بطاقات صفراء في مسيرته الدولية.
وشارك أساسياً في 79 مواجهة من أصل 87، فيما شارك بديلاً في 8 لقاءات، واستبدل في 34 مباراة، بينما شارك في 45 مباراة كاملة.
ويحتاج الدوسري إلى 11 هدفاً ليكون ضمن أكثر خمسة لاعبين تسجيلاً للمنتخب السعودي، مع ماجد عبد الله 72 سجلها في 117 مباراة، وسامي الجابر 46 هدفاً سجلها في 156 مباراة، وياسر القحطاني 42 هدفاً في 112 مباراة، وعبيد الدوسري 41 هدفاً في 94 مباراة، وطلال المشعل 32 هدفاً في 66 مباراة، ومحمد السهلاوي 28 هدفاً في 42 مباراة، وخالد مسعد 27 هدفاً في 117 مباراة، وفهد المهلل 26 هدفاً في 87 مباراة، وإبراهيم سويد 24 هدفاً في 86 مباراة، وسعيد العويران 24 هدفاً في 75 مباراة، كما يحتاج إلى 25 هدفاً ليكون ثاني هدافي المنتخب السعودي بعد ماجد عبد الله.
ونجح سالم الدوسري في المساهمة مع الأخضر ببلوغ نهائيات كأس العالم 2018 و2022.