الرسوم الجمركية الأميركية تثير الذعر في الأسواق الآسيوية

امرأة تمر أمام شاشة تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)
امرأة تمر أمام شاشة تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)
TT
20

الرسوم الجمركية الأميركية تثير الذعر في الأسواق الآسيوية

امرأة تمر أمام شاشة تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)
امرأة تمر أمام شاشة تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)

تراجعت الأسهم الآسيوية، الجمعة، مع انخفاض المؤشرات الرئيسية في اليابان وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية بأكثر من 2 في المائة، وذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب المضي قدماً في فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى مضاعفة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 20 في المائة، مما أثار حالة من الذعر بين المستثمرين.

وفي طوكيو، خسر مؤشر «نيكي 225» نحو 2.9 في المائة ليصل إلى 37.155.50 نقطة، متأثراً بتراجع أسهم شركات التكنولوجيا. وانخفضت «أدفانتست»، المتخصصة في تصنيع معدات اختبار الرقائق، بنسبة 8.8 في المائة، بينما هبطت «ديسكو كورب» بنسبة 10.3 في المائة، وتراجعت «طوكيو إلكترون» بنسبة 4.5 في المائة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

أما في هونغ كونغ، فقد انخفض مؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 3.4 في المائة إلى 22.905.52 نقطة، بينما تراجع مؤشر «شنغهاي» المركب في الصين بنسبة 2 في المائة إلى 3.320.90 نقطة.

وأكد ترمب، الخميس، أن «الرسوم الجمركية المقترحة ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس (آذار) كما هو مقرر» على الواردات الكندية والمكسيكية.

وفي استجابة سريعة، أصدرت وزارة التجارة الصينية، الجمعة، بياناً أعربت فيه عن رفضها قرار ترمب رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 10 في المائة، عادّة أن ذلك انتهاك لقواعد التجارة الدولية، وسيزيد من «العبء على الشركات والمستهلكين الأميركيين، ويهدد استقرار سلاسل الإمداد العالمية».

وتراجع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 3.4 في المائة ليصل إلى 2.532.78 نقطة، بينما انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز/ إيه إس إكس 200» الأسترالي بنسبة 1.2 في المائة إلى 8.172.40 نقطة.

أداء الأسواق الأميركية

امتدت الخسائر إلى الأسواق الأميركية، حيث انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، يوم الخميس، بنسبة 1.6 في المائة إلى 5.861.57 نقطة، بينما تراجع متوسط «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.4 في المائة إلى 43.239.50 نقطة. أما مؤشر «ناسداك» المركب فقد خسر 2.8 في المائة ليصل إلى 18.544.42 نقطة.

وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» في 5 من آخر 6 جلسات تداول بعد تسجيله أعلى مستوى له على الإطلاق الأسبوع الماضي. ويرجع هذا الهبوط بشكل أساسي إلى المخاوف المتزايدة بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي، خصوصاً مع تأثير التعريفات الجمركية والتسريح الجماعي للعمال الحكوميين، مما قد يرفع معدلات البطالة.

وفي «وول ستريت»، سجل سهم «إنفيديا» انخفاضاً بنسبة 8.5 في المائة، على الرغم من بداية قوية عقب إعلان أرباح تفوقت على التوقعات. ورغم أن الشركة اعتادت على تحقيق أرباح قوية، فإن إعلان شركة «ديب سيك» الصينية تطوير نموذج ذكاء اصطناعي منافس دون الحاجة إلى الرقائق الأميركية المتقدمة أثار قلق المستثمرين.


مقالات ذات صلة

أسهم الرقائق تتراجع بعد إعلان «إنفيديا» خسائر باهظة بسبب الضوابط الأميركية

الاقتصاد متداول يراقب شاشة للأسهم ببورصة نيويورك (أ.ف.ب)

أسهم الرقائق تتراجع بعد إعلان «إنفيديا» خسائر باهظة بسبب الضوابط الأميركية

انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا، بعد إعلان شركة إنفيديا أن الضوابط الأميركية الجديدة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي ستكلفها 5.5 مليار دولار إضافية.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد شاشة تعرض رسماً بيانياً يتتبع مؤشر داو جونز الصناعي على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)

الأسهم العالمية تتراجع تحت ضغط قيود الرقائق الأميركية على الصين

تراجعت معظم الأسهم العالمية، يوم الأربعاء، متأثرةً بانخفاض أسهم شركة إنفيديا وشركات تقنية أخرى نتيجة تشديد القيود الأميركية على صادرات رقاقات الحوسبة المتقدمة.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الاقتصاد احتفظ «غولدمان ساكس» بتاج تداول الأسهم (رويترز)

​أفضل أداء لها منذ أكثر من عقد... بنوك «وول ستريت» تجني 37 مليار دولار بسبب ترمب

حققت أكبر بنوك «وول ستريت» ما يقرب من 37 مليار دولار من إيرادات التداول بالربع الأول من العام - وهو أفضل أداء لها منذ أكثر من عقد

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مستثمر يراقب شاشات التداول في سوق دبي المالية (رويترز)

مؤشر «تاسي» يصعد 0.2 %... وارتفاع جماعي للأسواق الخليجية

سجلت مؤشرات الأسواق الخليجية ارتفاعاً طفيفاً مدعومة بأسهم قيادية مثل «مصرف الراجحي» و«مصرف أبوظبي الإسلامي» وسط استقرار الأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يمر بجانب شاشة إلكترونية تعرض لوحة أسعار الأسهم في طوكيو (رويترز)

الأسواق الآسيوية ترتفع بدعم من تخفيف الرسوم ومكاسب «وول ستريت»

ارتفعت معظم الأسواق الآسيوية، يوم الثلاثاء، مدفوعةً بمكاسب في «وول ستريت»، بعد أن خفّف الرئيس ترمب مؤقتاً بعض الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

عوائد السندات اليابانية تلتقط الأنفاس بعد ارتفاع قياسي

أحد المارة يسير في شارع بالعاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض تحركات الين أمام الدولار (رويترز)
أحد المارة يسير في شارع بالعاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض تحركات الين أمام الدولار (رويترز)
TT
20

عوائد السندات اليابانية تلتقط الأنفاس بعد ارتفاع قياسي

أحد المارة يسير في شارع بالعاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض تحركات الين أمام الدولار (رويترز)
أحد المارة يسير في شارع بالعاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض تحركات الين أمام الدولار (رويترز)

تراجعت عوائد سندات الحكومة اليابانية طويلة الأجل يوم الأربعاء، بشكل حاد عن أعلى مستوياتها في عقدين التي كانت قد بلغتها في وقت سابق من الأسبوع، مقتفيةً أثر انخفاضات نظيرتها الأميركية، حيث عدّل المستثمرون مراكزهم وسط هدوء في عناوين التعريفات الجمركية.

وانخفضت عوائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 20 و30 عاماً عن أعلى مستوياتها يوم الاثنين، عقب انخفاضات طفيفة يوم الثلاثاء، مع عودة بعض الهدوء عقب التراجع الكبير في ديون الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

وتعرضت العوائد اليابانية طويلة الأجل لضغوط تصاعدية إضافية الأسبوع الماضي، نتيجة خطط الحكومة للإنفاق المالي واسع النطاق قبل انتخابات مجلس الشيوخ في يوليو (تموز)، مع احتمال أن تشمل التدابير تخفيضات في ضريبة الاستهلاك أو حتى توزيعات نقدية.

ومع ذلك، تراجع صانعو السياسات هذا الأسبوع عن فكرة توزيع الأرباح، وظهرت اقتراحات بإطار زمني أطول قبل تطبيق التحفيز. لكنَّ خبراء اقتصاديين في «ميزوهو» للأوراق المالية قالوا في مذكرة: «ما دامت المناقشات الرامية إلى اتخاذ تدابير اقتصادية واسعة النطاق قائمة، فإن الضغط من أجل ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل لن يتغير بسهولة».

وانخفض عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً بمقدار 9 نقاط أساس ليصل إلى 2.725 في المائة، بعد انخفاضه بمقدار 3 نقاط أساس يوم الثلاثاء، بعدما ارتفع إلى 2.84 في المائة يوم الاثنين، لأول مرة منذ يوليو 2004.

وانخفض عائد سندات الأعوام العشرين بمقدار 7 نقاط أساس ليصل إلى 2.255 في المائة، بعد أن بلغ 2.345 في المائة، يوم الاثنين، وهو أيضاً أعلى مستوى له منذ يوليو 2004.

وانخفض عائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار 5.5 نقطة أساس ليصل إلى 1.31 في المائة، مع ارتفاع العقود الآجلة المقابلة بمقدار 0.45 ين لتصل إلى 140.90 ين. وتتحرك العوائد عكسياً مع أسعار السندات.

وانخفض عائد السندات لأجل 5 سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس ليصل إلى 0.855 في المائة، وخسر عائد السندات لأجل عامين نقطتَي أساس ليصل إلى 0.62 في المائة، وذلك نتيجةً للمخاوف بشأن التأثير الاقتصادي للرسوم الجمركية الأميركية، مما دفع المتداولين إلى تأجيل رهاناتهم على رفع بنك اليابان المركزي أسعار الفائدة مرة أخرى.

وفي مقابلة مع صحيفة «سانكي» نُشرت يوم الأربعاء، صرّح محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، بأن تشديد السياسة النقدية سيستمر بـ«وتيرة مناسبة» إذا سارت التطورات الاقتصادية والأسعار بما يتماشى مع توقعاته، «لكننا سندرس دون أي تصورات مسبقة مدى الضرر الذي قد تُلحقه الرسوم الجمركية الأميركية بالاقتصاد»... وقال: «قد يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات في السياسة النقدية».

وكان من المقرر أن تنطلق محادثات التجارة بين اليابان والولايات المتحدة في واشنطن في وقت لاحق من يوم الأربعاء.

وفي سوق الأسهم، هبط المؤشر «نيكي» الياباني لأول مرة هذا الأسبوع يوم الأربعاء، مع هبوط أسهم قطاع تصنيع الرقائق، بعد قول شركة «إنفيديا» الأميركية إن حكومة الولايات المتحدة تحدّ من تصدير رقائقها الرئيسية إلى الصين.

وهبط سهم شركة «أدفانتيست» لتصنيع معدات اختبار الرقائق، وهي مورِّد لـ«إنفيديا»، 6.6 في المائة لتسجل ثاني أسوأ أداء بين الشركات المدرجة على المؤشر «نيكي». وهوى سهم شركة «ديسكو» لتصنيع معدات اختبار الرقائق 8 في المائة.

وخسر المؤشر «نيكي» واحداً في المائة ليغلق عند 33920.40 نقطة، كما تراجع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.6 في المائة.

وانخفض مؤشر قطاع شركات تصنيع معدات الاختبار 2.1 في المائة، مما يجعله من أسوأ القطاعات أداءً بين 33 مؤشراً فرعياً في البورصة.

ورقائق الذكاء الاصطناعي (إتش20)، التي تستهدفها الحكومة الأميركية، هي الرقائق الأكثر تقدماً من «إنفيديا»، وتباع حالياً في الصين، ولها دور محوري في جهود الشركة لمواصلة المشاركة في قطاع الذكاء الاصطناعي المزدهر في الصين.

و«إنفيديا» محور رئيسي لضوابط التصدير الأميركية، إذ يسعى المسؤولون إلى منع بيع أحدث الرقائق إلى الصين. ونتيجة لذلك، دأبت «إنفيديا» على تصميم رقائق تقترب قدر الإمكان من الحدود المفروضة من الولايات المتحدة.

وقال كايل رودا، كبير محللي الأسواق المالية لدى «كابيتال دوت كوم»: «تشكل أخبار (إنفيديا) تطوراً هائلاً بالنسبة إلى التكنولوجيا الأميركية وشركات التكنولوجيا في كل مكان». وأضاف: «يشير هذا إلى أن أي ابتكار تتوصل إليه الشركة للالتفاف على القيود الأميركية سيفرض عليه واضعو السياسات قيوداً صارمة في نهاية المطاف... وسيؤدي هذا إلى خنق أو تقييد نمو مبيعات (إنفيديا) وحصتها في السوق وإمكانات النمو الإجمالية».

وباستثناء أسهم قطاع الرقائق، لم تشهد الأسهم اليابانية سوى تحركات طفيفة مع انتظار المستثمرين أنباء جديدة بشأن سياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ومن بين الأسهم المدرجة على المؤشر «نيكي» البالغ عددها 225، انخفض 142 سهماً، وارتفع 81 سهماً، واستقر سهمان.

وفي إشارةٍ إلى أن مخاوف الرسوم الجمركية لا تزال في صدارة الاهتمام، سجَّل قطاع الشحن أسوأ أداء في بورصة طوكيو بتراجعه 3.2 في المائة.