الأسهم العالمية تتراجع تحت ضغط قيود الرقائق الأميركية على الصين

شاشة تعرض رسماً بيانياً يتتبع مؤشر داو جونز الصناعي على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض رسماً بيانياً يتتبع مؤشر داو جونز الصناعي على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسهم العالمية تتراجع تحت ضغط قيود الرقائق الأميركية على الصين

شاشة تعرض رسماً بيانياً يتتبع مؤشر داو جونز الصناعي على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض رسماً بيانياً يتتبع مؤشر داو جونز الصناعي على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)

تراجعت معظم الأسهم العالمية، يوم الأربعاء، متأثرةً بانخفاض أسهم شركة إنفيديا وشركات تقنية أخرى نتيجة تشديد القيود الأميركية على صادرات رقاقات الحوسبة المتقدمة المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1.2 في المائة، بينما تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.6 في المائة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وسجّلت «إنفيديا» هبوطاً بنسبة 6.3 في المائة، خلال تعاملات ما بعد الإغلاق، عقب إعلانها أن الولايات المتحدة فرضت قيوداً جديدة على صادرات إحدى رقاقاتها المصممة لتقنيات الذكاء الاصطناعي. كما تراجعت أسهم شركة إيه إم دي المنافِسة بنسبة 7.1 في المائة، بعد إغلاق الأسواق الأميركية.

في الوقت نفسه، عادت المخاوف بشأن تصاعد التوترات التجارية إلى الواجهة، بعدما أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترمب فتح تحقيق بشأن واردات المعادن الأساسية، بما في ذلك المعادن النادرة المستخدمة في الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية، وغيرها من المنتجات.

وفي أوروبا، تراجع مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بنسبة 0.2 في المائة إلى 8,233,10 نقطة، عقب إعلان الحكومة تراجع معدل التضخم، للشهر الثاني على التوالي في مارس (آذار) الماضي، نتيجة انخفاض أسعار الغاز. كما انخفض مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.7 في المائة إلى 21,107,68 نقطة، ومؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 0.6 في المائة إلى 7,289,67 نقطة.

أما في آسيا فقد تصدرت الأسهم الصينية الخسائر الإقليمية، رغم تسجيل ثاني أكبر اقتصاد في العالم نمواً سنوياً قوياً بنسبة 5.4 في المائة، خلال الربع الأول، مدعوماً بالإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة والصادرات. غير أن وتيرة النمو ربع السنوية تباطأت إلى 1.2 في المائة، مقارنة بـ1.6 في المائة، خلال الربع الأخير من 2024.

وانخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 2 في المائة إلى 20,922,54 نقطة، بينما قلّص مؤشر «شنغهاي المركب» بعض خسائره مرتفعاً بنسبة 0.1 في المائة إلى 3,271,19 نقطة.

جاء هذا في وقتٍ خفّض فيه خبراء اقتصاديون توقعاتهم، بعد أن رفع الرئيس ترمب الرسوم الجمركية على معظم الواردات من الصين إلى 145 في المائة، وردّت بكين بالمِثل فارضة رسوماً بنسبة 125 في المائة على المنتجات الأميركية.

وقال محللو بنك «إيه إن زد» للأبحاث إن التأثير الأكبر ناجم عن حالة عدم اليقين بشأن هذه السياسات، وليس الرسوم نفسها، لافتين إلى أن تصريحات ترمب أضعفت ثقة الأعمال وأثّرت على النشاط الاقتصادي.

وفي طوكيو، تراجع مؤشر «نيكي 225» بنسبة 1 في المائة إلى 33,920,40 نقطة، وسط ضغوط من شركات التكنولوجيا، حيث هبط سهم «أدفانتست» المصنِّعة لأجهزة اختبار الرقائق بنسبة 6.6 في المائة، و«ديسكو كورب» بنسبة 8 في المائة.

كما تراجع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 1.2 في المائة إلى 2,447,43 نقطة، في حين خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز/ إيه إس إكس 200» الأسترالي أقل من 0.1 في المائة ليغلق عند 7,758,90 نقطة. أما مؤشر «سينسكس» الهندي فاستقرّ دون تغير يُذكر، بينما انخفض مؤشر بورصة بانكوك بنسبة 0.1 في المائة.

وفي تعاملات الثلاثاء، أغلق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» على انخفاض بنسبة 0.2 في المائة، وتراجع مؤشر «داو جونز» بنسبة 0.4 في المائة، في حين هبط مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة تقل عن 0.1 في المائة.

ولا يزال الغموض يخيّم على توقعات الأسواق، في ظل استمرار ترقب نتائج الحرب التجارية. وهدأت سوق السندات الأميركية بعد تقلبات حادة، الأسبوع الماضي، أثارت الشكوك حول مكانتها بوصفها ملاذاً آمناً.

واستقر العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.33 في المائة، منخفضاً من 4.38 في المائة الاثنين، و4.48 في المائة بنهاية الأسبوع الماضي، مقارنة بـ4.01 في المائة قبل أسبوع. ويُعد تراجع العائدات عادةً مؤشراً على ازدياد القلق بين المستثمرين.

وبقي الدولار الأميركي مستقراً بعد انخفاضه في الأسبوع الماضي، وهو ما زاد المخاوف من فقدان العملة الأميركية مكانتها بوصفها أصلاً آمناً.

على صعيد آخر، ارتفع سهم «بالانتير تكنولوجيز» بنسبة 6.2 في المائة، لليوم الثاني على التوالي، بعد أن أعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» أنه سيستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طوّرتها الشركة في عملياته.

وفي أسواق الطاقة، تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 69 سنتاً إلى 60.64 دولار للبرميل، وانخفض خام برنت القياسي العالمي 65 سنتاً إلى 64.01 دولار.

ويرى محللون أن تصاعد الرسوم الجمركية يُعزز المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، مما يضغط على الطلب على النفط والسلع الأخرى.

وفي أسواق العملات، انخفض الدولار إلى 142.26 ين ياباني، من 143.24 ين، بينما ارتفع اليورو إلى 1.1377 دولار أميركي، من 1.1283 دولار.


مقالات ذات صلة

تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية وسط ضبابية السياسة التجارية

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية وسط ضبابية السياسة التجارية

تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية الخميس مع انحسار موجة الصعود القصيرة في الأسواق بينما يقيّم المستثمرون تقلبات السياسة التجارية لإدارة ترمب

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداول في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تسجل أعلى مستوياتها في أسبوع

ارتفعت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» إلى أعلى مستوياتها خلال أسبوع، يوم الأربعاء، مدفوعةً بآمال تهدئة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مستثمران في السوق المالية السعودية يراقبان شاشة التداول (أ.ف.ب)

ارتفاع أسواق الخليج بنهاية التداولات بعد تهدئة التوترات في أميركا وصعود الأسهم الآسيوية

صعدت أسواق الأسهم الخليجية في ختام تداولات الأربعاء بدعم من تصريحات ترمب بشأن باول والتجارة مع الصين، مع ارتفاع ملحوظ لأسهم البنوك والعقارات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولو العملات يراقبون شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» بمقر بنك كيب هانا في سيول (أ.ب)

الأسهم الآسيوية ترتفع بدعم من تصريحات ترمب بشأن بقاء باول

سجلت الأسهم الآسيوية ارتفاعاً جماعياً خلال تعاملات يوم الأربعاء، مدعومة بحالة من الارتياح في الأسواق، عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

قفزة في الأسهم الأوروبية بدعم أرباح «ساب» وتراجع تهديدات ترمب لـ«الفيدرالي»

ارتفعت الأسهم الأوروبية بشكل حاد، يوم الأربعاء؛ مدعومة بأرباح قوية من أكبر شركة برمجيات في أوروبا «ساب».

«الشرق الأوسط» (لندن)

رئيسة «فيدرالي» كليفلاند تدعو إلى الصبر في السياسة النقدية

بيث هاماك رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند (أ.ب)
بيث هاماك رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند (أ.ب)
TT

رئيسة «فيدرالي» كليفلاند تدعو إلى الصبر في السياسة النقدية

بيث هاماك رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند (أ.ب)
بيث هاماك رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند (أ.ب)

دعت بيث هاماك، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، يوم الخميس، إلى التريّث في اتخاذ قرارات السياسة النقدية، في ظل حالة عدم اليقين المرتفعة، دون أن تستبعد إمكانية إجراء تغييرات، بحلول يونيو (حزيران) المقبل، إذا أظهرت البيانات ضرورة ذلك.

وقالت هاماك، في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي»: «سنتابع البيانات من كثب، وأدخل كل اجتماع بعقل منفتح بشأن ما إذا كان الوقت مناسباً للاستمرار في نهج الانتظار، أو الشروع في اتخاذ إجراء». وأضافت: «إذا كانت لدينا بيانات واضحة ومقنعة بحلول يونيو، فأعتقد أن اللجنة ستتحرك، بشرط أن نملك تصوراً دقيقاً للمسار الذي ينبغي اتباعه»، وفق «رويترز».

وتطرقت هاماك إلى احتمالات خفض أسعار الفائدة في سياق سياسي بالغ التعقيد، إذ يرى عدد من الاقتصاديين أن السياسات التجارية التي يتبناها الرئيس دونالد ترمب قد تؤدي إلى رفع التضخم - المرتفع أصلاً - مع زيادة البطالة وإضعاف النمو الاقتصادي. ويذهب بعض المحللين إلى توقع دخول الاقتصاد في حالة ركود.

وفي ظل هذه التوقعات، لم يتضح بعدُ ما إذا كانت هناك مبررات كافية تدفع «الاحتياطي الفيدرالي» لاتخاذ خطوات حاسمة، ولا سيما أن البنك المركزي ملتزم قانوناً بتحقيق استقرار الأسعار، وضمان التوظيف الكامل. وفي هذا السياق، أكدت هاماك، إلى جانب عدد من صانعي السياسات، أن الوقت لا يزال مناسباً للترقب وتقييم انعكاسات التحولات في السياسات التجارية على الاقتصاد، رغم أن الأسواق المالية بدأت تُسعّر سلسلة من تخفيضات محتملة في معدل الفائدة المستهدف، الذي يتراوح حالياً بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة.

وعندما سُئلت هاماك عمّا إذا كانت تتوقع أن يُقْدم «الاحتياطي الفيدرالي» على خفض الفائدة، في اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية المقرر في 6 و7 مايو (أيار) المقبل، أبدت تحفظاً واضحاً على ذلك. وقالت: «أعتقد أنه من المبكر جداً التفكير في تغيير السياسة النقدية، خلال الشهر المقبل».

وأضافت: «أعتقد أننا بحاجة إلى التحلي بالصبر، فهذا هو الوقت المناسب للتأكد من أننا على المسار الصحيح». وتابعت: «أُفضل أن نمنح أنفسنا الوقت الكافي ونراقب أداء الاقتصاد».

كما أشارت إلى أنها لا تتبنى حالياً تصوراً اقتصادياً أساسياً محدداً، بل تفكر في المستقبل من خلال سيناريوهات متعددة محتملة.