الأسواق الآسيوية ترتفع بدعم من تخفيف الرسوم ومكاسب «وول ستريت»

رجل يمر بجانب شاشة إلكترونية تعرض لوحة أسعار الأسهم في طوكيو (رويترز)
رجل يمر بجانب شاشة إلكترونية تعرض لوحة أسعار الأسهم في طوكيو (رويترز)
TT
20

الأسواق الآسيوية ترتفع بدعم من تخفيف الرسوم ومكاسب «وول ستريت»

رجل يمر بجانب شاشة إلكترونية تعرض لوحة أسعار الأسهم في طوكيو (رويترز)
رجل يمر بجانب شاشة إلكترونية تعرض لوحة أسعار الأسهم في طوكيو (رويترز)

ارتفعت معظم الأسواق الآسيوية يوم الثلاثاء، مدفوعةً بمكاسب في «وول ستريت»، بعد أن خفّف الرئيس دونالد ترمب مؤقتاً بعض الرسوم الجمركية، ما أسهم في تهدئة التوترات في سوق السندات الأميركية.

وصعد مؤشر «نيكي 225» الياباني بنسبة 0.8 في المائة ليغلق عند 34,267.54 نقطة، مدعوماً بمكاسب قوية في قطاع السيارات؛ حيث قفز سهم «تويوتا موتور» بنسبة 4.7 في المائة، وارتفع سهم «هوندا موتور» بنسبة 3.9 في المائة. كما حققت أسهم «سوني»، عملاق الإلكترونيات والترفيه، مكاسب بنسبة 2.4 في المائة، في حين ارتفعت أسهم «طوكيو إلكترون» المُصنّعة لأشباه الموصلات بنسبة 1.3 في المائة، وسهم «رينيسانس» بنسبة 1.5 في المائة.

وسجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز-إس إكس 200» الأسترالي ارتفاعاً بنسبة 0.2 في المائة، ليصل إلى 7,761.70 نقطة، في حين ارتفع مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 0.9 في المائة، ليصل إلى 2,477.41 نقطة.

أما الأسواق الصينية فشهدت تذبذباً، حيث تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.3 في المائة إلى 21,364.72 نقطة، في حين انخفض مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 0.2 في المائة إلى 3,257.72 نقطة.

وعلّق الشريك الإداري في «إس بي آي» لإدارة الأصول، ستيفن إينيس، قائلًا: «المشهد بات مألوفاً؛ خطوة للأمام، خطوتان إلى الوراء، ثم انعطافة مفاجئة نحو دبلوماسية العصا والجزرة. لقد أصبحت هذه الاستراتيجية سمة مميزة للبيت الأبيض: ضربات سياسية حادة يليها تخفيف انتقائي أو هدنة مؤقتة. إنه نهج عشوائي لإدارة الأسواق».

وكانت «وول ستريت» قد أغلقت على ارتفاع يوم الاثنين؛ إذ صعد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.8 في المائة إلى 5,405.97 نقطة، وارتفع مؤشر «داو جونز الصناعي» بالنسبة نفسها إلى 40,524.79 نقطة، في حين أضاف مؤشر «ناسداك» 0.6 في المائة ليصل إلى 16,831.48 نقطة.

وجاءت المكاسب بقيادة قطاع التكنولوجيا، بعد أن أعلن ترمب إعفاء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الإلكترونيات من بعض الرسوم الجمركية الصارمة، التي كان من شأنها مضاعفة أسعار السلع المستوردة من الصين. ونتيجة لذلك، لن يُضطر المستوردون الأميركيون إلى تمرير التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين أو التضحية بهوامش أرباحهم.

وارتفعت أسهم «أبل» بنسبة 2.2 في المائة و«ديل تكنولوجيز» بنسبة 4 في المائة. كما صعدت أسهم شركات صناعة السيارات بدعم من تصريحات ترمب التي ألمح فيها إلى احتمال تجميد الرسوم الجمركية على هذا القطاع مؤقتاً، حيث قفز سهم «جنرال موتورز» بنسبة 3.5 في المائة، و«فورد» بنسبة 4.1 في المائة.

لكن محللين حذّروا من أن هذه الإعفاءات قد تكون مؤقتة، في ظل النهج المتقلب الذي تتبعه إدارة ترمب فيما يخص السياسات التجارية، مما يُبقي الشركات والمستهلكين في حالة من عدم اليقين بشأن خططهم طويلة الأجل.

وفي خضم هذه التقلبات، كان التراجع في سوق السندات الأميركية بمثابة بصيص أمل للمستثمرين، بعد موجة من الاضطرابات الأسبوع الماضي.

وعادة ما تشير تراجعات عوائد سندات الخزانة إلى تزايد المخاوف في الأسواق، نظراً إلى اعتبارها من أكثر الأصول أماناً عالمياً. ومع ذلك، فقد ارتفعت العوائد بشكل غير معتاد الأسبوع الماضي، بالتزامن مع تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية، مما عكس قلقاً متزايداً من الولايات المتحدة بصفتها مركزاً آمناً للاستثمار.

وكان ترمب قد أعلن الأسبوع الماضي تجميداً مؤقتاً للكثير من الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، في محاولة لتهدئة الأسواق المتوترة.

وانخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.35 في المائة صباح الثلاثاء، بعد أن كان قد قفز إلى 4.48 في المائة يوم الجمعة، مقارنة بـ4.01 في المائة في الأسبوع السابق.

وتلقّى سوق السندات دفعة إيجابية من بيانات التضخم، حيث أظهر استطلاع أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن توقعات الأسر الأميركية للتضخم على مدى ثلاث وخمس سنوات إما استقرت وإما تراجعت، رغم ارتفاع التوقعات على المدى القصير.

ويمثّل ذلك تطوراً إيجابياً للبنك المركزي، الذي يسعى لكبح توقعات التضخم طويلة الأجل؛ إذ إن تسارعها قد يدفع المستهلكين إلى تسريع الإنفاق، ما يُغذّي ضغوط الأسعار.

وفي تداولات السلع صباح الثلاثاء، ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 20 سنتاً إلى 61.73 دولار للبرميل، في حين زاد سعر خام برنت العالمي بمقدار 18 سنتاً إلى 65.06 دولار للبرميل.

وفي سوق العملات، ارتفع الدولار الأميركي بصفة طفيفة إلى 143.09 ين ياباني، في حين انخفض اليورو إلى 1.1346 دولار من 1.1351 دولار.


مقالات ذات صلة

الأسهم الآسيوية تتباين وسط دعم من أرباح أميركية قوية

الاقتصاد شاشة تُظهر بيانات مالية في غرفة التداول ببنك «هانا» في سيول (إ.ب.أ)

الأسهم الآسيوية تتباين وسط دعم من أرباح أميركية قوية

شهدت الأسهم الآسيوية تبايناً في تعاملات الأربعاء، عقب مكاسب جديدة للأسهم الأميركية، مدفوعة بإعلانات أرباح تجاوزت التوقعات.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد يتابع مستثمرون في قطر أسعار الأسهم على شاشة التداول ببورصة الدوحة (رويترز)

«نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات» يرفعان بورصات الخليج... والسوق السعودية تتراجع

ارتفعت بورصات الخليج بدعم من «نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات التجارية»، فيما تراجعت السوق السعودية بضغط من خسائر «أكوا باور» و«كيان» وعدد من الأسهم القيادية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

تخفيف مرتقب للرسوم على السيارات يدعم العقود الآجلة الأميركية

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأميركية بشكل طفيف يوم الثلاثاء، في الوقت الذي أشار فيه مسؤولو إدارة ترمب إلى إمكانية تخفيف الرسوم على قطاع السيارات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مستثمران في السوق المالية السعودية يراقبان شاشة التداول (أ.ف.ب)

أسواق الخليج ترتفع مع ترقب المستثمرين لنتائج الأعمال

ارتفعت أسواق الأسهم الرئيسية في الخليج خلال التعاملات المبكرة يوم الاثنين، مع ترقب المستثمرين إعلانات أرباح الشركات، رغم أن حالة عدم اليقين حدّت من المكاسب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تجار العملات داخل غرفة التعاملات في بنك «كيب هانا» بسيول (أ.ب)

ارتفاع طفيف في الأسواق الآسيوية مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم

ارتفعت الأسواق الآسيوية بشكل طفيف يوم الاثنين، في تداولات حذرة، حيث يترقب المستثمرون نتائج مفاوضات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)

ألمانيا تتجنّب الركود... والبطالة تبلغ أعلى مستوى منذ الجائحة

موظفون يرتدون أقنعة واقية في خط تجميع «فولكسفاغن» بفولفسبورغ (رويترز)
موظفون يرتدون أقنعة واقية في خط تجميع «فولكسفاغن» بفولفسبورغ (رويترز)
TT
20

ألمانيا تتجنّب الركود... والبطالة تبلغ أعلى مستوى منذ الجائحة

موظفون يرتدون أقنعة واقية في خط تجميع «فولكسفاغن» بفولفسبورغ (رويترز)
موظفون يرتدون أقنعة واقية في خط تجميع «فولكسفاغن» بفولفسبورغ (رويترز)

حقّق الاقتصاد الألماني نمواً طفيفاً في الربع الأول من العام، مدعوماً بزيادة الاستهلاك والاستثمار، مما ساعده على تجنّب الدخول في ركود بعد انكماش سجله في نهاية عام 2024.

ووفقاً للتقديرات الأولية الصادرة عن مكتب الإحصاء، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بما يتماشى مع توقعات المحللين، مقارنة بانكماش نسبته 0.2 في المائة في الربع الأخير من العام الماضي، الذي أثار -حينها- مخاوف من ركود اقتصادي وشيك. ويُعرف الركود عادةً بأنه تسجيل نمو سلبي لربعَيْن متتاليَيْن.

ورغم هذا التعافي الطفيف، تبقى ألمانيا الدولة الوحيدة ضمن مجموعة السبع الكبرى التي لم تسجّل نمواً خلال العامَيْن الماضييْن. وتُهدد الرسوم الجمركية الأخيرة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بتوجيه ضربة إضافية إلى اقتصادها، قد تضعه على مسار ثالث عام من الركود؛ وهو أمر غير مسبوق في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب.

وفي السياق نفسه، ارتفع عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا خلال أبريل (نيسان) بأقل من المتوقع، إلا أن معدل البطالة صعد إلى أعلى مستوياته منذ «جائحة كورونا»، في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية على سوق العمل رغم النقص المزمن في العمالة.

وأعلن مكتب العمل الاتحادي، يوم الأربعاء، أن عدد العاطلين ارتفع، بعد التعديل الموسمي، بمقدار 4 آلاف شخص ليصل إلى 2.92 مليون، وهو تقريباً مستوى شهر مارس (آذار) نفسه. وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا زيادة بنحو 15 ألفاً.

وارتفع معدل البطالة المعدّل موسمياً إلى 6.3 في المائة مقابل 6.2 في المائة خلال الشهر السابق، وهو أعلى مستوى يُسجّل -باستثناء فترة الجائحة- منذ ديسمبر (كانون الأول) 2015.

التحديات الاقتصادية أمام الحكومة الجديدة

تأتي هذه البيانات في الوقت الذي تستعد فيه حكومة جديدة بقيادة المحافظين لتولي مهامها الأسبوع المقبل مع «الاشتراكيين الديمقراطيين». وسيكون إنعاش أكبر اقتصاد في أوروبا أحد تحدياتها الرئيسية. ولتجنّب عام ثالث من الانكماش في عام 2025، يقول الاقتصاديون إن تعزيز الاستهلاك في ألمانيا أمر بالغ الأهمية.

ورغم تسجيل مبيعات التجزئة نتائج إيجابية خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)، أظهرت بيانات نُشرت الأربعاء تراجعها بنسبة 0.2 في المائة خلال مارس مقارنة بالشهر السابق، وسط ارتفاع في أسعار الواردات، ما يُنذر بعودة الضغوط التضخمية. وكان محللون قد توقعوا انخفاضاً أكبر نسبته 0.4 في المائة.

وقال كبير الاقتصاديين في بنك «هامبورغ التجاري»، سايروس دي لا روبيا: «بعد عامَيْن من الركود، وسيل الأخبار المقلقة التي تلاحق المواطنين يومياً، من الصعب توقّع عودة الثقة سريعاً، أو تحفيز المستهلكين على الإنفاق بسخاء».

في الوقت ذاته، يعاني قطاع الأعمال حالة من عدم اليقين، على خلفية الرسوم الجمركية الأميركية. وقد سحبت «مرسيدس-بنز»، الأربعاء، توقعاتها لأرباح العام، في حين حذّرت «فولكسفاغن» من أن هوامش الربح قد تنخفض إلى أدنى مستوياتها هذا العام.

وأشار مكتب الإحصاء الألماني إلى أن أسعار الواردات ارتفعت في مارس بنسبة 2.1 في المائة على أساس سنوي، وهي نسبة أقل من التوقعات البالغة 2.6 في المائة. ونظراً إلى اعتماد الاقتصاد الألماني على واردات المواد الخام والسلع الوسيطة، فإن هذا الارتفاع ينعكس على التضخم المحلي بفارق زمني.

ومن المنتظر أن تصدر، في وقت لاحق من الأربعاء، بيانات التضخم الوطنية لشهر أبريل، وسط توقعات بتباطؤ المعدل إلى 2.1 في المائة مقارنة بـ2.3 في المائة في مارس.