يلين: ممارسات الصين «الغامضة» في الإقراض يجب أن تتوقف

بكين الدائن الأكبر في العالم تستدين من البنك الدولي

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ف.ب)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ف.ب)
TT

يلين: ممارسات الصين «الغامضة» في الإقراض يجب أن تتوقف

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ف.ب)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ف.ب)

انتقدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين ممارسات الإقراض «الغامضة» التي تنتهجها الصين، وحثت المؤسسات المالية العالمية والدائنين الآخرين على تسريع تخفيف أعباء الديون عن البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، في مقابلة أجريت يوم الاثنين.

جاءت تعليقاتها قُبيل الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي بدأت في واشنطن.

ولقد تراجع التضخم، لكن الحرب في الشرق الأوسط هددت بزعزعة أسواق الطاق، وفق صحيفة «نيويورك تايمز». كما تلاحق أسعار الفائدة المرتفعة الاقتصادات الأكثر فقراً، التي تكافح من أجل متابعة مبادرات التنمية الحاسمة بالنظر إلى أعباء الديون الزائدة.

عن أعباء الديون على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، قالت يلين: «إنها عبء كبير، ويمكن أن تعيق استثماراتها في أمور من شأنها تعزيز التنمية المستدامة، أو التعامل مع الأوبئة، أو تغير المناخ».

واجه صندوق النقد والبنك الدوليان ردود فعل عنيفة في السنوات الأخيرة بسبب تحركهما ببطء شديد في جهودهما لمساعدة الاقتصادات المتعثرة، ودفع الدول إلى سن تدابير الإصلاح الاقتصادي، مثل التخفيضات الحادة في الإنفاق، والتي جلبت المقاومة والاضطرابات الاجتماعية.

وسلّط خطابها الضوء على توسيع القدرة على الإقراض والموافقة السريعة على المشاريع الجديدة تحت إشراف إدارة بايدن، كما أشادت وزيرة الخزانة بعلامات التقدم في المؤسسات المتعددة الأطراف، مثل صندوق النقد والبنك الدوليين.

لا يزال الدين العالمي يشكل مشكلة، ومع ذلك كانت الولايات المتحدة تدفع من أجل مبادرة إغاثة دولية أوسع نطاقاً تتجاوز الجهود المبذولة لمساعدة البلدان التي على وشك التخلف عن سداد قروضها. وقدّر صندوق النقد الدولي هذا الشهر أن الدين العام العالمي سيتجاوز 100 تريليون دولار هذا العام، فيما حذّر البنك الدولي من أن جهود الحد من الفقر وصلت إلى طريق مسدودة بسبب ضعف النمو في البلدان الفقيرة التي تضررت بشدة من الوباء.

ويقدر البنك الدولي أن ما يقرب من 700 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع، الذي يُقدّر بأنه العيش على أقل من 2.15 دولار في اليوم. ومن المتوقع أن ينخفض ​​هذا العدد إلى 622 مليوناً بحلول عام 2030، لكن وتيرة التخفيف من حدة الفقر أبطأ بكثير مما كانت عليه خلال العقد الذي سبق الوباء.

وأشارت يلين إلى إطار عمل كشفت عنه الولايات المتحدة وكينيا هذا العام بوصفه مثالاً لكيفية إعادة تصور وتوسيع تخفيف أعباء الديون والمساعدات الاقتصادية.

في مايو (أيار)، أعلنت إدارة بايدن عن «رؤية نيروبي واشنطن» عندما زار الرئيس الكيني ويليام روتو البيت الأبيض، ودعا إلى إنشاء حزم مساعدات منسقة لـ«الدول ذات الطموح العالي» التي تريد الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة.

وأوضحت يلين أنه بسبب أسعار الفائدة المرتفعة لم تتمكن بلدان كثيرة من القيام باستثمارات مناخية، أو الاستعداد للأوبئة المستقبلية.

ورغم جهود تخفيف أعباء الديون، تعثرت المبادرات التي نظمتها «مجموعة العشرين» لمساعدة البلدان الفقيرة على تجنب التخلف عن السداد وسط مقاومة من الصين، ولأنها أكبر دائن في العالم، اتُّهمت الصين بتعطيل محادثات إعادة هيكلة القروض مع دول، مثل زامبيا وغانا وسريلانكا.

وقالت يلين: «يميل الإقراض الصيني إلى الغموض. عندما تحتاج البلدان إلى إعادة هيكلة ديونها، يكون الأمر صعباً للغاية، وغالباً ما تكون الصين عائقاً أمام تحقيق تقدم سريع».

وفي حين أن الصين هي أكبر اقتصاد في العالم، فإنها تواصل أيضاً الاقتراض من البنك الدولي - وهي الممارسة التي قالت يلين إنها يجب أن تتوقف.

وكانت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، مدينة للبنك الدولي بمبلغ 15 مليار دولار بداية من أغسطس (آب). وتستمر في تلقي قروض بقيمة مئات الملايين من الدولارات لمشاريع الطاقة النظيفة.


مقالات ذات صلة

بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها إلى مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القرض

الاقتصاد  مئذنة مسجد قيد الإنشاء في القاهرة (رويترز)

بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها إلى مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القرض

اختتمت بعثة صندوق النقد الدولي زيارتها إلى مصر وأحرزت تقدماً كبيراً في المناقشات المتعلقة بالسياسات نحو استكمال المراجعة الرابعة لبرنامج القرض، وفق الصندوق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيس سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكي مغادراً بعد حفل افتتاح البرلمان العاشر للبلاد في البرلمان الوطني بكولومبو (أ.ف.ب)

سريلانكا تتوقّع اتفاقاً على مستوى موظفي صندوق النقد الدولي الجمعة

قال الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي، أمام البرلمان الجديد، إن بلاده تتوقّع أن يعلن صندوق النقد الدولي يوم الجمعة، اتفاقاً بشأن برنامج إنقاذ البلاد.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد علم أوكراني يرفرف بالقرب من المباني التي دمرتها الضربة العسكرية الروسية بكييف في 15 فبراير 2023 (رويترز)

في اليوم الألف للحرب... أوكرانيا تحصل على دعم جديد من صندوق النقد

أعلن صندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، أن موظفيه والسلطات الأوكرانية توصلوا إلى اتفاق يتيح لأوكرانيا الوصول إلى نحو 1.1 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)

ارتفاع التضخم السنوي في الكويت 2.44 % خلال أكتوبر

سجل معدل الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين، وهو ما يعرف بالتضخم، ارتفاعاً بنسبة 2.44 في المائة خلال شهر أكتوبر الماضي، على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد سفينة وحاويات شحن في ميناء ليانيونغو بمقاطعة جيانغسو (رويترز)

صندوق النقد الدولي يحذر من تأثير التعريفات الجمركية الانتقامية على آفاق نمو آسيا

حذر صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء من أن التعريفات الجمركية الانتقامية «المتبادلة» قد تقوض الآفاق الاقتصادية لآسيا، وترفع التكاليف، وتعطل سلاسل التوريد.

«الشرق الأوسط» (سيبو )

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.