بعد أقوى ارتفاع أسبوعي في أكثر من عام... النفط يقلّص مكاسبه

مضخة رفع لاستخراج النفط الخام من حقل ييتس النفطي في حوض بيرميان غرب تكساس (رويترز)
مضخة رفع لاستخراج النفط الخام من حقل ييتس النفطي في حوض بيرميان غرب تكساس (رويترز)
TT

بعد أقوى ارتفاع أسبوعي في أكثر من عام... النفط يقلّص مكاسبه

مضخة رفع لاستخراج النفط الخام من حقل ييتس النفطي في حوض بيرميان غرب تكساس (رويترز)
مضخة رفع لاستخراج النفط الخام من حقل ييتس النفطي في حوض بيرميان غرب تكساس (رويترز)

قلّصت أسعار النفط مكاسبها في التعاملات المبكرة، يوم الاثنين، بعد أن سجلت، يوم الجمعة، أكبر ارتفاع أسبوعي لها في أكثر من عام، وسط ازدياد مخاطر اندلاع حرب إقليمية بالشرق الأوسط. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتاً، بما يعادل 0.5 في المائة، إلى 77.62 دولار للبرميل، بحلول الساعة 00:15 بتوقيت غرينتش. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 35 سنتاً أو 0.5 في المائة إلى 74.03 دولار للبرميل. وكان برنت قد ارتفع، الأسبوع الماضي، بأكثر من 8 في المائة، وهو أكبر ارتفاع أسبوعي له منذ يناير (كانون الثاني) 2023، في حين ارتفع غرب تكساس الوسيط 9.1 في المائة، في أكبر ارتفاع أسبوعي منذ مارس (آذار) 2023. ومع ذلك، ومع استمرار تطور الرد الإسرائيلي، من المرجح أن يبيع بعض المستثمرين العقود الآجلة؛ لتأمين مكاسبهم من ارتفاع الأسبوع السابق.

وقالت بريانكا ساشديفا، المحللة الرئيسية للسوق في «فيليب نوفا»، عن تراجع أسعار النفط، يوم الاثنين: «يبدو أن جني الأرباح الفنية هو التفسير الأكثر منطقية».

من جهتها، قالت محللة الأسواق المستقلة تينا تنغ: «ربما جاء التراجع بفعل البيع لجني الأرباح بعد ارتفاع الأسعار، الأسبوع الماضي». وأضافت: «ومع ذلك، من المرجح أن تظل سوق النفط تواجه ضغوطاً تتسبب في ارتفاع الأسعار بسبب المخاوف من رد إسرائيلي على إيران... التوتر الجيوسياسي يلعب الآن دوراً رئيسياً في تحديد اتجاه السوق».

لكن بنك «إي إن زد» للأبحاث قال، يوم الاثنين، إنه على الرغم من ارتفاع أسعار النفط، الأسبوع الماضي، فإن تأثير الصراع على إمدادات النفط سيكون صغيراً نسبياً. وأضاف: «نرى أن الهجوم المباشر على منشآت النفط الإيرانية هو الرد الأقل احتمالاً بين خيارات إسرائيل... وعلاوة على ذلك، شهدنا تأثيراً متضائلاً للأحداث الجيوسياسية على إمدادات النفط. وقد أدى هذا إلى تطبيق علاوة مخاطر جيوسياسية أصغر بكثير على أسواق النفط، في السنوات الأخيرة، وتوفر الطاقة الاحتياطية لمنظمة (أوبك) البالغة 7 ملايين برميل يومياً حاجزاً إضافياً».

وتمتلك منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا وكازاخستان، وهي مجموعة تُعرف باسم «أوبك بلس»، ملايين البراميل من الطاقة الاحتياطية، منذ خفّضت الإنتاج في السنوات الأخيرة، لدعم الأسعار، وسط ضعف الطلب العالمي.

وفي اجتماعها الأخير، في 2 أكتوبر (تشرين الأول)، أبقت «أوبك بلس» على سياسة إنتاج النفط دون تغيير، بما في ذلك خطة لزيادة الإنتاج ابتداء من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وقال ساشديفا، من «فيليب نوفا»، إنه إلى جانب الوتيرة غير المؤكَّدة للتعافي الاقتصادي في الصين؛ أكبر مستورد للخام، فإن زيادة الإنتاج يمكن أن تحمي السوق بسهولة من انقطاع الإمدادات، وتستمر في الحد من ارتفاع أسعار النفط. وقصفت إسرائيل أهدافاً لـ«حزب الله» في لبنان وقطاع غزة، يوم الأحد عشية الذكرى السنوية الأولى لهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن جميع الخيارات مطروحة للرد على إيران. جاء ذلك بعد أن شنت إيران هجوماً صاروخياً على إسرائيل، في ردٍّ منها على العمليات الإسرائيلية في لبنان وغزة. وفي الوقت نفسه، قالت الشرطة الإسرائيلية، في وقت مبكر من يوم الاثنين، إن صواريخ أطلقها «حزب الله» أصابت حيفا؛ ثالث أكبر مدينة في إسرائيل.


مقالات ذات صلة

«برنت» يقترب من 80 دولاراً وسط مخاوف من توسع الصراع بالشرق الأوسط

الاقتصاد شعلة غاز على منصة إنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (أرشيفية - رويترز)

«برنت» يقترب من 80 دولاراً وسط مخاوف من توسع الصراع بالشرق الأوسط

قفزت أسعار النفط، يوم الاثنين، فوق أعلى مستوى لها الأسبوع الماضي وسط مخاوف متزايدة من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «شل» خلال معرض ومؤتمر الطيران التجاري الأوروبي في جنيف (رويترز)

هوامش التكرير لشركة «شل» في الربع الثالث تنخفض بشكل حاد

قالت شركة «شل» يوم الاثنين إن هوامش أرباح التكرير تراجعت بنحو 30 في المائة في الربع الثالث مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة مع تراجع الطلب العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مصفاة لتكرير النفط في فادينار بولاية غوجارات الغربية بالهند (رويترز)

وزير النفط الهندي يحذر من تأثر الإمدادات العالمية بسبب الوضع في الشرق الأوسط

قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري الاثنين إن توفر الطاقة قد يتضرر إذا ساء الوضع في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام النرويج ترفرف فوق مبنى في أوسلو (رويترز)

النرويج تعزّز إنفاق صندوق الثروة السيادية مع اقتراب الانتخابات

قالت حكومة الأقلية في النرويج، الاثنين، إنها تخطط لزيادة الإنفاق في عام 2025 من صندوق الثروة السيادية البالغ 1.8 تريليون دولار لدفع الإنفاق العام.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
الاقتصاد شعار شركة «بريتش بتروليوم» بمحطة بنزين في بينكوف ببولندا (رويترز)

«بي بي» تتخلى عن هدف خفض إنتاجها من النفط بحلول 2030

قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن شركة «بي بي» تخلت عن هدف خفض إنتاجها من النفط والغاز بحلول عام 2030، في وقت قلّص رئيسها التنفيذي استراتيجية التحول بمجال الطاقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هوامش التكرير لشركة «شل» في الربع الثالث تنخفض بشكل حاد

شعار شركة «شل» خلال معرض ومؤتمر الطيران التجاري الأوروبي في جنيف (رويترز)
شعار شركة «شل» خلال معرض ومؤتمر الطيران التجاري الأوروبي في جنيف (رويترز)
TT

هوامش التكرير لشركة «شل» في الربع الثالث تنخفض بشكل حاد

شعار شركة «شل» خلال معرض ومؤتمر الطيران التجاري الأوروبي في جنيف (رويترز)
شعار شركة «شل» خلال معرض ومؤتمر الطيران التجاري الأوروبي في جنيف (رويترز)

قالت شركة «شل» يوم الاثنين إن هوامش أرباح التكرير تراجعت بنحو 30 في المائة في الربع الثالث مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة مع تراجع الطلب العالمي، في حين ضعفت أيضاً أرباح تداول المنتجات النفطية.

ومن المتوقع أن يؤثر انخفاض هوامش التكرير في الأشهر الأخيرة نتيجة لتباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي وبدء تشغيل مصافٍ جديدة على أرباح الربع الثالث لأكبر شركات الطاقة في العالم.

وفي تحديث للتداول قبل نتائجها الفصلية في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، قالت «شل» إن هوامش التكرير الإرشادية انخفضت إلى 5.5 دولار للبرميل في الأشهر الثلاثة حتى نهاية سبتمبر (أيلول) من 7.7 دولار للبرميل في الفترة السابقة.

وتوقعت أن تكون نتائج التداول لقسم الكيميائيات والمنتجات النفطية أقل من الربع الثاني.

وعالجت «شل» نحو 1.4 مليون برميل يومياً من النفط الخام في مصافيها في الربع الثاني، أي ما يقرب من 1.2 في المائة من الطلب العالمي على النفط كما رفعت «شل»، وهي أكبر تاجر للغاز الطبيعي المسال في العالم، إرشاداتها لإنتاج الغاز الطبيعي المسال للربع إلى نطاق يتراوح بين 7.3 مليون و7.7 مليون طن متري من توقعات سابقة تتراوح بين 6.8 مليون و7.4 مليون طن. ومن المقرر أن تكون نتائج تداول الغاز الطبيعي المسال متوافقة مع الربع السابق.

وفي الأسبوع الماضي، حذرت «إكسون موبيل» من أن انخفاض أسعار النفط من المقرر أن يؤثر على نتائج الربع الثالث. وانخفضت أسعار النفط بنسبة 17 في المائة في الربع الثالث، وهو أكبر انخفاض ربع سنوي في عام، بسبب المخاوف بشأن توقعات الطلب العالمي على النفط. واستقرت العقود الآجلة لخام برنت عند 71.77 دولار للبرميل في آخر يوم تداول من الربع.

وقال المحلل جياكومو روميو من «جيفريز» إن أرباح «شل» المعدلة حسب إجماع المحللين للربع قد تنخفض بنحو 10 في المائة من نحو 5.5 مليار دولار بعد التحديث.

ورفعت الشركة المدرجة في لندن توقعاتها لإنتاج النفط والغاز في الربع الثالث من العام إلى ما بين 1.74 مليون و1.84 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً من 1.58 مليون إلى 1.78 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً.