محمد بن حسين الدوسري

غفلة المخابرات الإنجليزية عن المناظرات اللندنية

كلٌ يبحث في عن حقيقة «داعش»، وكيف ظهر التطرف، ولم أصبح هذا التطرف بهذه الوحشية ولم فُقدت الإنسانية من ضمائر المتطرفين، وأين يكمن الخلل الحقيقي فيما تُعانيه البشرية المعاصرة، وهل هناك فكر معتدل يمكن أن يُحارب الفكر الداعشي المتطرف.

الود والعطاء في حقيقة أهل محاسن الأحساء

فقد حدثتني والدتي وضحى بنت فجحان التي تبلغ من العمر أكثر من ثمانين عامًا أنها كانت طفلة مع والدتها تتردد على أسواق الهفوف والمبرز بعدما يأتي الصيف (القيظ بمسمى أهلنا العامية في الأحساء)، وذلك للادخار واستقبال شتاء قارس البرودة في صحراء الدهناء عندما يذهبون لطلب الكلأ لإبلهم وماشيتهم، وكانت رؤيتها لأهل الأحساء (أهلنا وناسنا) تخلو من الغل والحقد والحسد والكراهية، ولم تحدثني قط عن أي حادثة حقد أو حسد أو غل من تلك الأحساء وأهلنا بل إن كيانها ينطق دومًا بأن الأحساء (وأهله أهل خير وبركة وأرضه مبروكة)، وتلك رؤية كل من عرفته من كبارنا في السن ممن أدركتهم وقد أدركوا جلهم الحكم العثماني ثم الحكم المبارك

التنديد بمن تباكى وتصدى للأحكام القضائية بالتشغيب والتهديد

إن الأحكام القضائية لها طريق نظامي قانوني تسير وفق إجراءاتها التي قد تم التوافق عليها بين الدولة والمواطنين، وذلك لتنظيم الطرق التي يعرف بها المواطن كيف تسير الأمور القضائية في جميع الأمور ابتداءً من رفع الدعاوى وكيفية الاعتراض على الأحكام ومن ثم طرق الطعن عليها، وهذا ما غفل عنه المطبلون وضلت فهومهم عنه عندما تصدوا لرد أحكام الإعدام القضائية على رؤوس الإرهاب الفكري والإجرامي المادي في السعودية، بأن جعلوا تلك الأحكام القضائية أحكامًا جائرة لا تمثل الشريعة الإسلامية ولا قواعدها، وهذا خلط متعمد بين ما هو مُراد شرعًا ويحمل في طياته مصالح حقيقية ويتوافق مع مقاصد ومصالح الشريعة، وبين ما هو ديني تشري

الاستقرار الأمين بتنفيذ الأحكام على الإرهابيين

في فيلم «Bridge of Spies» يتقمص الممثل الأميركي المميز توم هانكس شخصية محامٍ متخصص في شؤون التأمين والتعويضات، وخلال الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية كانت حرب الجواسيس بين القوتين الأميركية والروسية قائمة على قدم وساق، وقد بلغت ذروتها بين القوتين في تلك الفترة، وخلال الخمسينات يتم القبض على جاسوس روسي، ولأن الدستور الأميركي من أعظم ما اخترعه الإنسان خلال القرون الثلاثة الأخيرة فقد حفظ هذا الدستور ورسخ نظرية «Due Process»، أي تمتع أي متهم بإجراءات محاكمة عادلة مهما كانت التهم، فقد انتُدب المحامي لتمثيل هذا الجاسوس الروسي. وقد واجه المتعصبون محامي هذا الجاسوس بأنه خائن لأنه يمثل جاسوسًا

إيقاظ الإنسان الهيمان من خيال البغدادي الوهمان

بدايةً، هذا التسجيل دليل يقيني وقطعي على أن هذا الفكر المسمى «داعش» هو فكر منحرف يتبنى التكفير والتأصيل له والتأسيس لقواعده والترسيخ لأسسه وأركانه، فهو يتبنى التركيز والترسيخ لفكرة تصور تقسيم العالم الكوني إلى فسطاطَين (فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان)، وهي استجلاب للنصوص الغيبية في استغلال مفضوح لركيزة إيمانية لدى المسلمين بما يُسمى بعلامات القيامة الأخروية والأحداث التي تسبق تلك العلامات وتوظيفها لأغراض سياسية بعثية من قبل رؤوس البعث المتأسلم، وربط ذلك الإنسان المراد إيقاظه من قبل البغدادي بأن حربهم هي قتال طاعة لله وترغيبًا من قبل الله عز وجل، وأنه لم يكلف بالنصر، وأن أمم الكفر اجتمعت عليه، ويقر

تكرار التنزيل لوقائع التقتيل

مصادفةً كنتُ استجمع العالم بقبضة واحدة في آلة صغيرة من صنع بني الأصفر وتقنيات بني الأحمر، فأذهب متنقلاً بروحي وعقلي - ويُخيل لي أن جسدي كذلك - بين فرنسا ولندن ودبي ونيويورك والدوحة والقاهرة، وذلك من خلال ثوان معدودة، فسرى إلى مسامعي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق، فيخرج إليهم جلب من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سُبُوا منا نقاتلهم.

مُغالبة النفس على التسامح وأثر الفكر الصحوي في زرع الكراهية

إن الخلط بين الأفعال والتصرفات التي تقع في المجتمعات المختلفة في واقعنا المعاصر وعدم التمييز بينها وعزلها عن ثقافة مجتمعاتها وإسقاطها على فهوم العامة من الناس لسطحيات التدين وإسقاط ما قصدته الصحوة بفكرها خلال ثلاثة عقود من محاصرة أفراد المجتمع بفكرها ومقاصدها اللاعقلانية الهلامية، يوضحُ بشكل عنيف وصادم أن ما تم بثه في مجتمعاتنا العربية والسعودية على وجه الخصوص كان له الأثر العميق لدى البعض في ترسيخ صور الكراهية والعنف والحقد والحسد وتمني الدمار للآخر. ولقد تم استئصال فكر التسامح والتعاطف الانساني مع بني البشر الأبرياء الذين لا علاقة لهم لا بالسياسات ولا بالفكر سواءً الفلسفي العلماني أو الديني الأصولي المسيحي أو اليهودي لدى الآخر.

الفكر الانعزالي وتطوره

في عالم تتجاذبه الأحداث المفتعلة والطبيعية ليتكون من خلالها الرأي في عالمنا المعاصر؛ وذلك عند حدوث مجموعة من التصرفات التي قد تهز الوجدان الإنساني المعتدل بيد أن تكويناً انسانيا آخر يجد في تلك التصرفات أنها انتقام وعدل الهي، فتنشأ عن ذلك حالات فكرية وكتابية تتجه إلى التبرير والتسويغ دينياً لتلك الأحداث فرحاً بها وتمسكاً في كونها بشائر للخير! ومن ذلك حادث تحطم الطائرة الروسية وموت جميع ركابها، وكذلك تلك الاحداث الطبيعية التي تنقل وسائل الاعلام اخبارها والتي تُخلف كثيرا من الدمار المدني والبشري على حد سواء.

قوة الضعف في مسار التحول

عبر الزمن، وتراكم التجارب، ومرور التاريخ على النفس البشرية، تكون هناك وقفة تحول مع الذات تجعل كل ذلك الكيان الممتلئ بيقينياته أمام شكوكٍ وظنون، وتلك الظنون والشكوك توقف تلك اليقينيات المتضخمة عند مرحلة التحول، مرورًا بنشأة مرحلة التغير الفكري والسلوكي لتلك الذات والنفس المحملة بتلك اليقينيات. كانت هناك تحولات فكرية لكثير من علماء الفكر والتدين، وكذلك كانت هناك تحولات عميقة لكثير من الفلاسفة من اليقين إلى الشك، وكذلك من الشك إلى اليقين، وهي مراحل تاريخية وزمنية لا يعيها إلا من لحِظَها ومسته بضوئها ونورها، فتلك لحظات نورانية تفيض على تلك النفس والروح، كي تصبح تلك الذات واعية لما يترتب على تلك ال

فوضى المعرفات الإرهابية الوهمية

لقد هالني ما قرأت وما رأيت من معرفات هدفها التصفية، ومن شرور تخطت الذبح والقتل إلى التفجير لإحداث فوضى عارمة تحصد الأخضر واليابس، وإن تلك المعرفات الحربية العسكرية (لأنها في حرب مع وطننا) تمزج تلك الفوضى بمطالبات تزعم زورا وكذبا أنها حقوقية وإنسانية وقانونية، وهذا هو عين الخطر والخطأ والتزوير، وذلك أن تلك الدعوى بوجود حركات مطالبة إنسانية قد تنطلي على عدد من الشباب السعودي، وينساق وراء تلك الفوضى بتلك التقارير المزورة والمكذوبة.