بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

السواك وأهميته
يعتبر المسواك أو السواك من أقدم أدوات ووسائل تنظيف الفم والأسنان التي عرفها الإنسان، ويستخدمه الكثيرون قديماً وحديثاً، والقليلون هم من يعرفون مصدره ومكوناته.
السواك، علمياً هو سالفادونا بنسيكا (Salvadona Pensica)، ومصدره نبات الأراك، تلك الشجرة المعمرة ذات الأغصان الزاهية والأزهار البيضاء المرتفعة 4 أمتار فوق الأرض والجذور الطويلة الناعمة الممتدة عرضاً تحت سطح الأرض. ومن تلك الجذور نحصل على السواك الذي نستعمله كالفرشاة حديثاً.
ويحتوي السواك، ضمن مكوناته، على فلوريدات أهمها مركب سلفارورين وتراي ميثايل أمين ونسبة عالية من الكلوريد والفلوريد والسيليكا، والكبريت وفيتامين سي وكميات قليلة من الصابونين والعفص والفلافونيدات. كما يحتوي السواك على كميات كبيرة من السيتوستيرول ومن المواد الراتنجية.
ومن أهم فوائد السواك واستعمالاته:
• ثبت علمياً أن للمسواك تأثيراً على وقف نمو البكتيريا بالفم، وذلك بسبب وجود المادة التي تحتوي على الكبريت.
• ثبت أيضاً أن مادة «تراي ميثايل أمين» تخفض من الأس الأيدروجيني في الفم، وهو أحد العوامل الهامة لنمو الجراثيم، وبالتالي فإن فرصة نمو هذه الجراثيم تكون قليلة جداً.
• وكون الأراك يحتوي على فيتامين سي ومادة السيتوستيرول، وهما مادتان معروفة أهميتهما في تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة، وبذلك يتوفر وصول الدم إلى اللثة بالكمية الكافية، علاوة على أهمية فيتامين ج في حماية اللثة من الالتهابات.
• يحتوي الأراك على الكلوريد والفلوريد والسيليكا وهي مواد معروفة بأنها تزيد من بياض الأسنان.
• طلاء الأسنان بمسحوق الأراك يجلو الأسنان ويقويها، ويصلح اللثة وينقيها من الفضلات والجراثيم.
تنويم المرضى ومشكلات العدوى
هناك سلوك غير صحي يواجه مقدمي الخدمات الصحية بالمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية للأمراض المزمنة بشكل خاص، وذلك بإصرار ذوي المرضى بإبقاء مرضاهم في أقسام التنويم لفترات طويلة وحتى يتماثلون للشفاء كاملاً. إنهم لا يعون مدى الخطورة المرتبطة ببقاء المريض في المستشفى لفترة طويلة وتعرضه للإصابة بأنواع من العدوى قد تكون أشد وطأة من المرض الذي تم تنويمهم من أجله.
وفي مسح استقصائي حديث، أجري على نطاق واسع في دول الاتحاد الأوروبي، قدر أن هناك 4.2 مليون إصابة إضافية مرتبطة بالرعاية الصحية تحدث سنوياً في مرافق الرعاية طويلة الأجل في أوروبا، بالمقارنة مع ما يقدر من 3.5 مليون إصابة من النوع نفسه تحدث في المستشفيات التي تعالج الحالات الحادة «قصيرة التنويم». وقد لاحظ الباحثون أن هناك على الأقل حالة واحدة تصاب بالعدوى النشطة في كل يوم من أيام المسح، بين المنومين في مراكز الرعاية طويلة الأجل لفترات طويلة جداً. وبلغ عدد المصابين المشاركين في هذه الدراسة 116 ألفاً و400 مريض.
كما أظهرت النتائج أنه في أي يوم من الأيام، كان هناك أكثر من 150 ألفاً و650 مريضاً من الذين يتلقون الرعاية طويلة الأجل يوصف لهم، على الأقل، نوع واحد من المضادات الحيوية المضادة للميكروبات.
وتم عرض النتائج الإحصائية المستمدة من هذه الدراسة المسحية حول عدوى الرعاية الصحية المرتبطة بالرعاية طويلة المدى في المؤتمر الأوروبى «للميكروبيولوجيا السريرية والأمراض المعدية» الذي عقد أخيراً في النمسا.
• واتضح للباحثين في هذه الدراسة أن ما يقرب من نصف مجموع المرافق التي شاركت في الدراسة والبالغ عددها 1118 مرفقاً لم تكن قد التزمت بتنفيذ أي من العناصر الرئيسية العشرة المعتمدة للإشراف الجيد على مضادات الميكروبات. ولم يتمكن مركز واحد من كل 10 مراكز من الحصول على المشورة الخاصة بمكافحة العدوى والوقاية منها.
• وتعليقاً على هذه النتائج، صرح الدكتور بيت كينروس من المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (Eu - CDC) معترفاً بأن الإصابات المرتبطة بالرعاية الصحية تشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة في مرافق الرعاية طويلة الأجل في أوروبا. ويجب وضع استراتيجيات لمنع ومكافحة هذه الإصابات، بالإضافة إلى الاستخدام الحكيم لعوامل مضادات الميكروبات، لحماية صحة سكان هذه المرافق. ومن خلال نتائج هذه الدراسة، نسعى إلى توعية الناس للعمل على إخراج مرضاهم من المستشفيات فور تماثلهم للشفاء واستقرار حالتهم الصحية، كما يمكن استكمال ما تبقى من خطوات علاجية بالمنزل تلافياً لحدوث مثل هذه الإصابات الخطيرة.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».