«أطفال أوزمبيك»... علاج سحري للبدانة يتسبب في حالات حمل مفاجئ

علبة من عقار «أوزمبيك» في بريطانيا (رويترز)
علبة من عقار «أوزمبيك» في بريطانيا (رويترز)
TT

«أطفال أوزمبيك»... علاج سحري للبدانة يتسبب في حالات حمل مفاجئ

علبة من عقار «أوزمبيك» في بريطانيا (رويترز)
علبة من عقار «أوزمبيك» في بريطانيا (رويترز)

في اتجاه جديد أطلق عليه الكثيرون اسم «أطفال أوزمييك»، أبلغ عدد من النساء على وسائل التواصل الاجتماعي أنهن أصبحن حوامل بعد استخدام أدوية إنقاص الوزن التي تحاكي هرمون GLP-1 (الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1) مثل «أوزمبيك»، والشهيرة بأنها «علاج سحري للبدانة».

وأفادت سيدات عبر منصة «تيك توك» بأنهن أصبحن حوامل بعد سنوات من العقم. وفي منشور رد، شاركت سيدة باسم حساب @dkalsolive قالت إنها تعاني العقم بعد ولادتها القيصرية الثانية وإنها أصبحت حاملاً أيضاً بعد أربعة أشهر من بدء تناول «أوزمبيك».

ومع ذلك، ردت أخريات على المنشور قائلات إنهن حملن على الرغم من اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وقال حساب باسم @haleyfriend11: «لقد حملت أيضاً بعد استخدام (أوزمبيك) وكنت أتناول حبوب منع الحمل!»، وكتبت: «من المقرر أن يولد الطفل في يونيو (حزيران)».

وعلى الرغم من أن الأطفال الذين يتم الحمل بهم في أثناء استخدام الدواء يُطلق عليهم غالباً اسم «أطفال أوزمبيك»، فإن بعض الأمهات الحوامل، مثل @Chelsea، كن يُعلنَّ نجاحهن مع أدوية أخرى من أدوية إنقاص الوزن التي تحاكي هرمون GLP-1.

وقالت سيدة أخرى :«عانيت من العقم لمدة 8 سنوات. بدأت بمونجارو، وبعد 10 أشهر حامل بطفلنا المعجزة»، حسبما نقل موقع «هيلث لاين».

وتعمل علاجات فقدان الوزن المحقونة مثل «ويغفوي» و«أوزمبيك» على تضخيم تأثيرات هرمون GLP-1 (الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1)؛ فهي تبطئ سرعة مرور الطعام عبر المعدة، ما يجعل الناس يشعرون بالشبع لفترة أطول.

كيف تعمل أدوية «جي إل بي»؟

وأكدت د.نيها لالاني، إخصائية الغدد الصماء من «أوستن» بولاية تكساس الأميركية، أن هذه الظاهرة حقيقية بالتأكيد، وقالت: «لقد شهدنا حالات فشل في وسائل منع الحمل عن طريق الفم، فضلاً عن زيادة الخصوبة باستخدام أدوية مثل منبهات هرمون GLP-1».

وفيما يتعلق بفشل حبوب منع الحمل، قالت لالاني إن «الأمر يتعلق بكيفية عمل منبهات هرمون GLP-1، وكذلك منبهات GIP/GLP-1، إذ تعمل هذه الأدوية على إبطاء إفراغ المعدة، وبالتالي تؤثر في كيفية امتصاص الطعام والأدوية».

وأوضحت: «هذا يتسبب في عدم امتصاص حبوب منع الحمل عن طريق الفم بشكل مستمر، خصوصاً في كل مرة تتم فيها زيادة جرعة منبهات GLP-1/GIP+ GLP-1، وهذا يؤدي إلى فشل حبوب منع الحمل عن طريق الفم».

وتنصح لالاني الأشخاص بضرورة استخدام طرق بديلة لتحديد النسل عند استخدام هذه الأدوية.

كيف يمكن أن تتأثر الخصوبة بأدوية مثل «أوزمبيك»؟

وفيما يتعلق بأي تأثيرات مباشرة على الخصوبة، أشارت لالاني إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل أن نتمكن من تحديد كيفية تأثير منبهات GLP-1 على الوظيفة الإنجابية.

ومع ذلك، توقعت لالاني أن التأثير قد يكون بسبب حقيقة أن هذه الأدوية تسبب فقدان الوزن. وقالت: «لقد تم الإبلاغ عن زيادة الخصوبة والحمل المفاجئ بشكل جيد لدى المرضى الذين يعانون العقم سابقاً، حتى مع فقدان الوزن القليل (نحو 5%)، ومع تعديل نمط الحياة بالإضافة إلى أدوية أخرى لإنقاص الوزن».

وأضافت لالاني أن التحسينات في صحة المبايض الناتجة عن فقدان الوزن يمكن أن تكون قادرة على استعادة وظيفة المبيض.

واتفق د.جيمي غريفو، مدير البرنامج في مركز لانغون للخصوبة بجامعة نيويورك في مدينة نيويورك، مع هذا التقييم، قائلاً: «كثير من مريضات مؤشر كتلة الجسم المرتفع لا تحدث لديهن إباضة، وبعضهن يعانين متلازمة تكيس المبيض، ويعاني البعض من مشكلات في التبويض، وكثير منهن لا يقمن بالإباضة بانتظام».

وأوضح: «مع فقدان الوزن بسبب هذه الأدوية، يبدأ كثير من النساء اللاتي يعانين انقطاع التبويض في حدوث إباضة وحيض منتظمين، مما ينقلهن من حالة الخصوبة المنخفضة إلى حالة خصوبة أكثر طبيعية».

ما تأثير تناول «أوزمبيك» على الحمل؟

وأضاف غريفو أن هناك مخاطر جسيمة على الحمل عند تناول هذه الأدوية، وتحتاج النساء إلى المراقبة عن كثب، خصوصاً إذا كنّ يحاولن الحمل.

وفي السياق، قامت شركة «نوفو نورديسك»، الشركة المصنِّعة للعلامات التجارية «أوزمبيك» و«ويغفوي» وعقار «سيماغلوتيد Semaglutide» الذي تمت الموافقة عليه لعلاج مرض السكري من النوع الثاني والسمنة، بالتوضيح في بيان أنه من غير المعروف حالياً مدى أمان هذه الأدوية للاستخدام في النساء الحوامل.

جرى استبعاد النساء اللاتي كنّ حوامل أو يحاولن الحمل من تجارب «سيماغلوتيد»، لذلك لا تتوفر بيانات بشرية كافية لتحديد ما إذا كان «سيماغلوتيد» مرتبطاً بالعيوب الخلقية الرئيسية أو الإجهاض أو النتائج الضارة سواء بالنسبة للأم أو الطفل.

ومع ذلك، تشير الدراسات التي أُجريت على الحيوانات باستخدام «ويغفوي» إلى أنه قد تكون هناك مخاطر لاستخدامه. ولا تزال الدراسة التي تبحث في سلامة «ويغفوي» في أثناء الحمل البشري مستمرة، وليس من المقرر أن تكتمل حتى أغسطس (آب) 2027.

حالياً، تنص معلومات وصف دواء «أوزمبيك» على أنه يجب التوقف عن تناول الدواء لمدة شهرين على الأقل قبل الحمل لإتاحة الوقت الكافي للتخلص من الدواء من الجسم.

يقدم «ويغفوي» تحذيراً مشابهاً، بينما يذكر أيضاً أنه قد يسبب ضرراً للجنين ويجب إيقافه بمجرد أن المعرفة بالحمل.

ونصحت شركة الأدوية بأنه «يجب اتخاذ القرارات الفردية للمريض بالتعاون مع مقدم الرعاية الصحية، كجزء من عملية صنع القرار المشتركة».


مقالات ذات صلة

نصائح للتحكم في النفس بنجاح

يوميات الشرق الثقة هي الأساس لأي علاقة ذات مغزى وتعمل كأساس حيوي يعزز الألفة والارتباط العاطفي (رويترز)

نصائح للتحكم في النفس بنجاح

قدَّم موقع «سيكولوجي توداي» نصائح للتحكُّم في النفس؛ حيث قال إن التحكم في النفس يشير إلى مقاومة الرغبات

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سيدات يلتقطن الصور وسط الأضواء الموسمية المعروضة للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة في أسواق بيروت (إ.ب.أ)

هل ترغب في تقوية جهازك المناعي خلال العطلات؟ كل ما عليك معرفته

يسلِّط كل هذا النشاط الضوء على أهمية الحفاظ على صحة أنظمتنا المناعية. فما بعض العادات التي يجب على الجميع تبنيها؟

يوميات الشرق المقر الرئيسي لإدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) في ميريلاند (رويترز)

إدارة الغذاء والدواء الأميركية تحدث تعريف الأطعمة «الصحية»

اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) يوم الخميس تغييرات جديدة والتي بموجبها سيتعين على الأطعمة المعلبة في الولايات المتحدة اتباع قواعد جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 6 مأكولات بحرية... قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية

6 مأكولات بحرية... قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية

دون الحديث عن الأسماك، فإن عالم مأكولات الحيوانات البحرية متنوع بشكل كبير، ويكاد أن يكون واسعاً مثل سعة المحيطات نفسها.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

كشفت دراسة لعلماء من السويد عن احتمالية وجود ارتباط بين استئصال اللوزتين، وكذلك إزالة اللحمية وخطر الإصابة باضطرابات نفسية مرتبطة بالقلق في وقت لاحق من الحياة

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

«وكالة الأدوية الأميركية» تجيز دواء للسمنة لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
TT

«وكالة الأدوية الأميركية» تجيز دواء للسمنة لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)

أعلنت السلطات الصحية الأميركية أنها أجازت علاجا مضادا للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم بمستوياته المتوسطة إلى الشديدة لدى الأشخاص الذين يعانون من البدانة، ما قد يشكّل ثورة بالنسبة لأميركيين كثيرين.

وقالت المسؤولة في «وكالة الأدوية الأميركية» (إف دي إيه) سالي سيمور في بيان أمس (الجمعة) إنّ هذا الترخيص «يُعدّ إنجازا كبيرا للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم».

والعلاج، الذي يتم تسويقه تحت اسم «زيب باوند» Zepbound، مصرح به بالفعل للمرضى الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد ولديهم في الوقت نفسه مشكلة صحية ذات صلة (كمرض السكري من النوع الثاني أو ارتفاع الكولسترول في الدم أو ارتفاع ضغط الدم).

وتابعت سيمور: «هذا هو العلاج الدوائي الأول الذي يُقدَّم للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم».

وتؤثر متلازمة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم على حوالى 30 مليون بالغ في الولايات المتحدة، وفقا للأكاديمية الأميركية لطب النوم.

وتتّسم هذه المتلازمة بحدوث نوبات متكررة بشكل غير طبيعي من انقطاع التنفس أو انخفاضه أثناء النوم.

وبحسب دراسات عدة، فإن هذا الوضع يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وحتى الاكتئاب. وحتى الآن، اقتصرت العلاجات المتوافرة على أقنعة أو أجهزة محدّدة أو عمليات جراحية للمرضى.

وقالت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» إنه في تجربتين سريريتين، تبيّن أن علاج Zepbound يقلّل من تكرار نوبات انقطاع التنفس أثناء النوم. ومن المحتمل أن يكون هذا التحسّن مرتبطا بفقدان الوزن الذي سجّله المرضى، بحسب «إف دي إيه»، ووفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مدير مختبرات «إيلاي ليلي» باتريك جونسون في بيان إن هذا «يُعدّ إنجازا كبيرا في تخفيف عبء هذا المرض والمشاكل الصحية الناجمة عنه».

وقد جرى توسيع ترخيص Zepbound ليشمل الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة المترافقة مع انقطاع التنفس أثناء النوم بشكله المعتدل إلى الشديد.

وتقول «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» إن العلاج الذي يتم تناوله عن طريق الحقن مرة واحدة في الأسبوع يجب أن يقترن بالتمارين الرياضية واتّباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.

وينتمي هذا الدواء إلى جيل جديد من العلاجات التي أحدثت في السنوات الأخيرة ثورة في إدارة البدانة، وهي آفة صحية عامة.

تعتمد هذه العلاجات على محاكاة هرمون الجهاز الهضمي (GLP-1) الذي ينشّط المستقبِلات في الدماغ التي تؤدي دورا في تنظيم الشهية.

ويتم أيضا تسويق جزيء «تيرزيباتايد» tirzepatide من مختبرات «إيلاي ليلي» تحت اسم «مونجارو» للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، منذ ترخيص «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» في عام 2022.

ويطلق على نظيره اسم «أوزمبيك» Ozempic، وهو علاج لاقى رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب خصائصه في إنقاص الوزن.