أهم التطورات في علاج أمراض البصر

350 ورقة عمل في «مؤتمر البحر الأحمر الثالث لطب وجراحة العيون»

شعار المؤتمر
شعار المؤتمر
TT

أهم التطورات في علاج أمراض البصر

شعار المؤتمر
شعار المؤتمر

افتتح الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة فعاليات مؤتمر البحر الأحمر الثالث للعيون الذي يقام في الفترة ما بين 4 و7 يناير (كانون الثاني) الحالي بجدة وذلك بحضور الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز رئيس الجمعية السعودية لطب العيون. وتنظم هذا المؤتمر الجمعية السعودية لطب العيون ومستشفى الحرس الوطني بجدة بالتعاون مع ‏مستشفى العيون بجدة.
وأشار الدكتور سعيد عبد الله الغامدي رئيس اللجان العلمية للمؤتمر ومدير البرنامج التدريبي لطب وجراحة العيون بالمنطقة الغربية في حديث لـ«صحتك» إلى أن هذا المؤتمر هو أحد المؤتمرات الطبية المتخصصة المهمة في المنطقة وقد لاقى نجاحا كبيرًا في دورتيه الأولى والثانية. ‏وتقدم في المؤتمر أكثر من 350 ورقة عمل في 80 جلسة علمية، ويضم أكثر من 50 دورة تدريبية وورشة عمل يقدمها أكثر من 30 متحدثًا دوليًا إضافة إلى قرابة 150 متحدثًا من داخل المملكة ويتوقع أن يتجاوز حضور المؤتمر 2500 من أطباء العيون وأخصائيي وفنيي البصريات ‏ومساعدي وممرضي العيون والمهتمين بطب العيون بصفة عامة.
* أمراض العيون
وتدور محاور المؤتمر حول أمراض وجراحة القرنية ومقدمة العين - الجراحات الانكسارية لتصحيح النظر - جراحة الماء الأبيض (الكاتاراكت) وزراعة العدسات - الماء الأزرق (الغلوكوما) - إضافة إلى موضوع أمراض وجراحة الشبكية والجسم الزجاجي، بالإضافة إلى آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في طب وجراحة العيون والطب المبني على البراهين وخدمة التعليم الطبي المستمر.
‏‏وشاركت الأكاديمية الأميركية لطب وجراحة العيون AAO في المؤتمر بإقامة دورة حول المراجعة الشاملة في طب العيون لمدة يوم كامل من أيام المؤتمر الأربعة. وهي تستهدف أطباء العيون العاملين والمتدربين الذين يُحَضِّرون لامتحانات البورد في طب وجراحة العيون. كما تقدم الأكاديمية الأميركية لطب العيون اليوم الجمعة جلستين علميتين عن الماء الأزرق (الغلوكوما) وأمراض‏ القرنية لا سيما القرنية المخروطية وطرق العلاج الحديثة.
‏كما شهد المؤتمر مشاركة فعالة ودورات مكثفة مقدمة من المدرسة الأوروبية للجراحات المتقدمة في طب العيون إيساسو ESASO. وتطرق الباحثون إلى الأبحاث الجديدة في مجال ضمور مركز البصر الشيخوخي من حيث التشخيص والعلاج. كما استعرض المؤتمر أمراض واعتلال الشبكية لدى الخدج وعمليات جراحة الشبكية والجسم الزجاجي الحديثة.
وبحث المؤتمر أيضًا أمراض الشبكية مثل اعتلال الشبكية السكري والطرق الحديثة في التشخيص والعلاج مثل الليزر والحُقَن العينية واستطباباتها، ‏كما بحث بصفة مستفيضة أمراض القرنية المخروطية وطرق العلاج وآخر ما توصلت إليه الأبحاث في هذا المجال، إضافة إلى الطرق الحديثة في تصحيح النظر، وعلاج الماء الأبيض بالفيمتو ليزر (كالفمتو ليزك والفمتواسمايل والفمتوفيكو)، ويتطرق لعلاج حرج البصر الشيخوخي وعلاج النظر القريب في سن ما بعد الأربعين (البرسبايوبيا) وآخر الأبحاث في هذا المجال.
وتقام أيضًا على هامش المؤتمر عدة دورات وورش عمل في البحث الطبي والطب المبني على البراهين وطرق البحث، إضافة إلى ورش عمل في التعليم الطبي. ما تم لأول مرة استحداث عدة جلسات للأطباء الناشئين تحت مسمى Young Ophthalmology Sessions لتقديم ما لديهم من أوراق عمل وأبحاث طبية تم اختيارها بعناية. هذا إضافة لاستحداث منصة لعرض الملخصات الطبية (Posters).
* مشكلات العين الشائعة
تعتبر المياه البيضاء والمياه الزرقاء من مشكلات العين الشائعة، فما هو الفرق بينهما؟ ولماذا تصاب العين بالمياه؟ وأيهما أشد خطورة على المصاب؟
- المياه البيضاء. أوضح الدكتور سعيد بن عبد الله الغامدي، أن المياه البيضاء (الكاتاراكت أو الساد الأبيض) هو حدوث عتامة تؤدي إلى فقدان العدسة الطبيعية لشفافيتها وليس لها علاقة بـ«الماء» الوارد مجازًا في التسمية.
وهناك عدة أسباب للإصابة بالماء الأبيض وأكثرها شيوعًا التقدم بالسن (كبياض الشعر الأسود أو الشيب إن صح التشبيه)، وهناك الماء الأبيض (الولادي) الناتج عن بعض مضاعفات الحمل كبعض الالتهابات والأمراض المعروفة طبيًا، ومنها ما هو ناتج عن إصابات العين المباشرة أو التهابات داخل العين (الالتهابات العنبية) أو ما هو ناتج عن بعض الأدوية مثل الكورتيزون أو كمضاعفات لبعض الأمراض المزمنة مثل السكري، أو نتيجة التعرض لبعض العوامل البيئية كالأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة أو التعرض للأشعة العلاجية في منطقة الرأس والرقبة أو ممارسة بعض العادات غير الصحية كالتدخين وشرب الكحوليات.
ويتم التشخيص بجهاز الفحص في عيادة العيون مع توسيع بؤبؤ العين بالقطرات الطبية، وفي الحالات المتقدمة يمكن ملاحظة تغير لون نون العين (البؤبؤ وهو الفراغ في وسط قزحية العين الملونة) حيث يتغير من اللون الأسود إلى اللون الأبيض.
أما الأعراض فتشمل شكوى المريض من تدنٍ تدريجي في الرؤية في إحدى أو كلتا العينين غير مصحوب بألم أو احمرار، وفي المسنين قد يلاحظ تغير مستمر في مقاسات النظارات. أيضًا قد يلاحظ المريض تدنيًا في الرؤية الليلية أو عدم القدرة على تحمل الأنوار الصادرة من السيارات المقبلة في حال قائدي المركبات ليلاً. أيضًا قد يعاني المريض من ازدواجية أو تعددية في رؤية الصور والأشكال. ويلاحظ طبيب العيون تغيرًا في شفافية العدسة الطبيعية وظهور عتامات عليها.
يكون علاج الماء الأبيض بإزالة العدسة المعتمة (غير الشفافة) واستبدالها بعدسة صناعية شفافة وصافية بديلة يتم زراعتها بدقة داخل العين مدى الحياة. وتتم إزالة العدسة بعدة طرق (مثل الشق الجراحي أو بالموجات فوق الصوتية أو بالفمتو ليزر لبعض الحالات) يقررها الطبيب الجراح. وليس هناك وقت محدد للتدخل الجراحي وإنما يعتمد ذلك حسب شكوى المريض ومدى تأثير تدني النظر على النشاط اليومي والقيام بالوظائف اليومية وهذا يختلف من مريض لآخر، فقد يكون التدخل مبكرًا لقائدي السيارات مثلاً حيث يحتاجون لحدة إبصار عالية.
- الغلوكوما
* المياه الزرقاء. أوضح الدكتور سعيد الغامدي أن المياه الزرقاء (الغلوكوما) مرض مختلف كليًا وأيضًا ليست له علاقة بالمياه الواردة مجازًا في التسمية، وهو عبارة عن ارتفاع الضغط داخل العين مما قد يؤدي إلى تلف دائم وغير مرتجع في ألياف العصب البصري الذي يصل الشبكية بالدماغ. وله عدة أنواع وقد يظهر بعدة أشكال وصفات أهمها ارتفاع في ضغط العين مصحوب بتغيرات في شكل عصب البصر وتغيرات في مجال البصر (الرؤية المحيطية). وهناك أنواع كثيرة من المياه الزرقاء منها الولادي (منذ الولادة) ومنها المكتسب خلال سنوات العمر، ومنها مفتوح الزاوية المزمن وغير المصحوب بألم ومنها ضيق أو مقفل الزاوية المصحوب عادة بألم في العين وفقد حاد للرؤية، غير أن معظم الأنواع تشترك في ارتفاع ضغط العين وتدهور في النظر يبدأ عادة من الأطراف حتى يصل إلى مركز النظر في الحالات المتأخرة، ويعزى ارتفاع ضغط العين لعدة أسباب وتغيرات داخل العين أهمها بطء تصريف السائل الشفاف داخل العين ينتج عنه تجمع الماء وارتفاع الضغط داخل العين.
وتشمل الأعراض ملاحظة المريض تغيرًا في الرؤية الطرفية في الحالات المتقدمة، وفي أغلب الحالات لا يشعر المريض بألم أو احمرار وإنما يتم التشخيص في العيادة. وهنا تكمن أهمية الفحص الدوري (الروتيني) لدى طبيب العيون لا سيما بعد سن الأربعين أو قبل ذلك للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للغلوكوما. ويلاحظ الطبيب ارتفاع ضغط العين عن المعدل الطبيعي (10 - 21 مم زئبق) مصحوبًا بتغيرات في شكل عصب العين وتدهور في مجال الرؤية المحيطية عند فحص مجال البصر.
ويتم العلاج بعدة طرق تختلف باختلاف نوع الغلوكوما وعمر المريض ومدى التلف الحاصل في عصب البصر. فهناك العلاج الدوائي باستخدام القطرات الطبية الخافضة لضغط العين أو باستخدام أدوية عن طريق الفم في بعض الحالات. وهناك العلاج بالليزر أو العلاج الجراحي لعمل تصريف لسائل العين ومن ثم خفض ضغط العين.
* ما الفئات العمرية المعرضة للإصابة بالمرضين؟ أجاب د. الغامدي بأن جميع الأعمار معرضون، وللاختصار فإن أكثر أنواع الماء الأبيض شيوعًا هو ما له علاقة بتقدم السن senile cataract حيث يقدر بأن نصف سكان الولايات المتحدة الذين جاوزوا الثمانين إما أن لديهم الماء الأبيض أو أنهم خضعوا لعمليات الماء الأبيض قبل ذلك السن، وأكثر أنواع الماء الأزرق شيوعًا هو المزمن مفتوح الزاوية Chronic Open Angle Glaucoma ويظهر أيضًا مع تقدم السن ولا سيما بعد العقد الخامس أو قبل ذلك في الأشخاص ذوي البشرة السمراء أو من لديهم تاريخ عائلي للمرض.
وينصح د. الغامدي باتباع العادات الصحية والغذائية الصحيحة من أجل صحة العينين، ولبس النظارات الشمسية لا سيما عند التعرض للشمس لفترات طويلة، والابتعاد عن التدخين وشرب الكحوليات. أيضًا ينصح بالمتابعة الدورية لدى طبيب العيون روتينيًا بعد سن الأربعين أو قبل ذلك لمن يعانون من أمراض مزمنة تسبب مضاعفات بالعين كالسكري أو من لديهم تاريخ عائلي لبعض أمراض العيون كالجلوكوما أو من يعانون من أعراض أو تغيرات في النظر وعدم التساهل في ذلك.



10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.