مع نهاية الأسبوع الماضي، ناقش صحافيون أميركيون كيف غطوا أحداث الأسبوع الماضي العاصفة: قتل شرطة بيضاء لسود، وقتل سود لشرطة بيضاء، وزيادة اعتقالات داعشيين أميركيين، وزيادة حرارة المنافسة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
قال تلفزيون «سي إن إن»، بعد أن قدم طريقة تسلسل تغطية قتل أسود لـ5 رجال شرطة وجرح 5 آخرين في دالاس (ولاية تكساس): «وأخيرًا، يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تفوز على الصحافيين المهنيين». وأشار التلفزيون إلى أن أول خبر عن القتل كان في صفحة في موقع «فيسبوك». وأول فيديو كان في صفحة في موقع «تويتر».
وسأل تلفزيون «سي إن إن»: «هل تغطية الصحافيين المثيرة لاشتباكات الشرطة والسود تعكس ما يحدث، أم تزيده»؟ لم يقدم إجابة محددة، كأنه يطرح الموضوع للنقاش وسط الصحافيين، وغيرهم.
في نهاية الأسبوع، عقدت السوداء فانيسا براون، عضو كونغرس ولاية بنسلفانيا، مؤتمرًا صحافيًا، انتقدت فيه الصحافيين الأميركيين لأنهم «ينشرون صورًا تدعو للتقزز لآبائنا وأولادنا وإخواننا السود بعد أن يقتلهم رجال الشرطة قتلاً وحشيًا». وقالت إن هذه الصور «في الحقيقة، تزيد غضب السود، وتجعل بعضهم يريد الانتقام».
وكان هناك جدل عن تغطيات إعلامية أخرى مثيرة، وفيها مبالغات.
وتنوعت الموضوع التي اهتمت بها الصحف الأوروبية ما بين ملفات تتعلق بحوادث ذات صلة بالإرهاب والعنف، وأخرى تتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية، ومنها قمة حلف الناتو في وارسو وانعقاد قمة أوروبية أميركية على هامش الاجتماعات. ونبدأ جولتنا من لندن حيث خلت الصحافة البريطانية تقريبًا من قضايا الشرق الأوسط، باستثناء تداعيات تقرير تشيلكوت، وركزت على التنافس على زعامة حزب المحافظين وأحداث دالاس. في صحيفة «تايمز» نطالع تقريرا أعده شون أونيل بعنوان «الجواسيس الحريصون على إرضاء رئاسة الوزراء.. خدعتهم مصادرهم». ويستهل الكاتب تقريره بالحديث عن تقرير أعدته الاستخبارات البريطانية في الذكرى الأولى لأحداث سبتمبر (أيلول)، يتحدث عن تخطيط العراق لإنتاج واستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية. كان التقرير هو ما يحتاج إليه رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت، توني بلير، لتبرير المشاركة في الحرب ضد العراق.
وفي صحيفة «غارديان» تكتب دبورا أور مقالاً بعنوان «حزب العمال.. حزب النساء الذي يقوده رجال». تقول الكاتبة: «منذ الانهيار الاقتصادي قالوا لبريطانيا أن تلتزم الهدوء وتتابع طريقها، وكان السياسيون هم من أخذوا هذه النصيحة بشكل حرفي». وتتابع قائلة: «يجب أن نضحك حين نسمع بوريس جونسون يقول إن حزب المحافظين هو الحزب البريطاني الأكثر تقدمية، ويعبر مايكل غوف عن سروره من كون المتنافسين على قيادة الحزب هم امرأتان. في الحقيقة كلا الرجلين كان يعتبر نفسه أجدر من أي امرأة بالمنصب». لكن الحقيقة أن إحدى المرأتين ستكون رئيسة وزراء بريطانيا المقبلة.
وفي زاوية الرأي في صحيفة «غارديان» نطالع مقالاً بعنوان «العدالة من حق ضحايا دالاس.. وكذلك من حق السود»، كتبه غاري يونغ. يقول الكاتب: «هناك ثلاث حقائق يجب التأكيد عليها، أولها أنه لا يمكن تبرير جريمة قتل رجال الشرطة أو قبولها كانتقام مشروع من مقتل رجلين من أصول أفريقية أميركية على أيدي شرطة بيض. وفي الحقيقة فإن أحداثًا كهذه لا تساعد حركة مناهضة العنصرية بل تعيقها. ثانيا العدالة لا يمكن تجزئتها، فإن منحت لطرف دون آخر لا يمكن تسميتها عدالة بل امتياز. لذلك لا يمكن استخدام حادث دالاس للتغطية على إلحاح قضية قتل الشرطة لمواطنين سود».
وثالثًا حين يكون الحصول على السلاح سهلاً فلا يجب الاستغراب من وقوع حوادث كهذه، بل يجب معالجة الظاهرة الكامنة وراءها، وهي سهولة الحصول على السلاح. ويقول كاتب المقال إنه يجب الحداد على ضحايا حادث دالاس واستيعاب ما حصل لهم، لكن يجب أن لا يغطي هذا على 566 شخصًا قُتلوا بأيدي الشرطة خلال هذه السنة لوحده.. وننتقل إلى باريس ومن المواضيع التي نقرأها في الصحف الفرنسية: أزمة المهاجرين وقمة الناتو في وراسو، لكن نصيب الأسد كان لموضوع بطولة أمم أوروبا لكرة القدم والمباراة النهائية بين المنتخبين الفرنسي البرتغالي.
صحيفة «لوفيغارو» قالت إن فرنسا تحبس أنفاسها أمام البرتغال وبأن لاعبي المنتخب الفرنسي سيحاولون دخول التاريخ من أوسع أبوابه بمساندة بلد بأكمله. وفي موضوع آخر قالت صحيفة «لوموند» إن الأزمات تنسى بعضها البعض بشكل سريع لدى الاتحاد الأوروبي، حيث أصبح تركيز الأوروبيين على موضوع خروج بريطانيا وتداعياته، وتناسوا تماما أزمة المهاجرين.
وأوضحت «لوموند» أنه منذ منتصف فصل الربيع شهد الطريق الليبي تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين وبأن حصيلة القتلى مأساوية. اعتبرت «لوموند» أن أوروبا التي تعاني من تقدم سكانها في السن، ستكون بحاجة إلى نحو عشرين مليون أجنبي، من أجل ضمان توازنها الديموغرافي. لكن تفاقم الأوضاع الاقتصادية قد يقف حجر عثرة أمام وصول هذا العدد من الأجانب، في ظل تنامي اليمينيين المتطرف المعادي للهجرة، الذي ينذر بتغير المكتسبات الديمقراطية في أوروبا بشكل جذري.
وفي شأن آخر كتبت صحيفة «لوفيغارو» أن الناتو يريد إغلاق ثغرات «ملف الخروج من أوروبا». وأوضحت الصحيفة أن ديفيد كاميرون الذي يستعد لمغادرة منصبه فشل في إقناع قادة حلف الناتو الثمانية والعشرين.
واشنطن: التغطية الإعلامية.. القتل «أبيض وأسود» وزيادة اعتقالات داعشيين أميركيين
الصحف الأوروبية: تراجع الاهتمام بقضايا الشرق الأوسط أمام أحداث دالاس
واشنطن: التغطية الإعلامية.. القتل «أبيض وأسود» وزيادة اعتقالات داعشيين أميركيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة