سيهانوك ديبو
عضو رئاسة «مجلس سوريا الديمقراطي»

فرص الحل وتحدياته بين دمشق والإدارة الذاتية

عندما كنا نسأل، في البداية الأولى للأزمة السورية، عن سبب وجود «مربعات أمنية» في القامشلي والحسكة تتبع للسلطة السورية في دمشق، رغم إعلان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وتحول قواتها «وحدات حماية الشعب والمرأة»، ولاحقاً «قوات سوريا الديمقراطية»، إلى رمز عالمي ضد الإرهاب، فإننا لم نتردد في قول مفاده أننا لم نجد أفضل من هذه «المربعات» وغيرها، كي يُستَدل على مشروعنا بأنه غير انفصالي، وأنه الموحد لسوريا المقسمة، هذه اللحظة، إلى ثلاث مناطق، وبأن مشروعنا، في الوقت الذي يفرق فيه بين مؤسسات الدولة الوطنية ومعارضة النظام المركزي الاستبدادي، فإنه أيضاً عامل إضافي مهم في دعم استقرار وأمن المنطقة برمتها. ر

البناء على التاريخ العربي ـ الكردي المشترك

أطلّ عصر الدولة القومية في الشرق الأوسط من دون ممهدات وأدنى شروط تحوّل موضوعي وذاتي لها، إذ لم تنصف خرائط سايكس - بيكو شعوب المنطقة، وجانبت معاهدة لوزان 1923 تطلعات شعوبها، خصوصاً حيال الشعبين العربي والكردي؛ الأول الذي تجزأ إلى 22 دولة والثاني انقسم على أربع دول. لقد جانبت الدولة القومية المركزية حقوق العرب والكرد مرتين: حين وضعهما في حال انقسام كامل؛ ومرة أخرى حين استبدت بها آيديولوجيات ضيقة كانت السبب الأساسي وراء كل هذا الخراب واستجلاب أو تمهيد كل ظاهرة غريبة عن واقع الشرق الأوسط من ضمنها «داعش». صحيح أن «داعش» انتهى من الميدان والجغرافيا بعد معركة الباغوز شمال شرقي سوريا في مارس (آذار) 20

لا بديل عن الحل التفاوضي في سوريا

على هدي الوقائع تُكْتَشفُ الحقائق، وتتعبد إليها الطرائق. لا علاقة لذلك بأثر الفراشة إنما بممشى الشعوب في أثر الحرية ومغادرة القواقع.

المخرز التركي عارياً

في التراث الشعبي الكردي مثلٌ معروف؛ تقابله ترجمة بالعربية: «لا يلاحظ المخرز الذي في عينه؛ لكنه يرى الإبرة التي في عين غيره». يذكّرنا النصف الأول من هذا المثل برفض أنقرة السريع توقيع اتفاق خطة عُقد ما بين قوات سوريا الديمقراطية موقعاً باسمها قائدُها العام الجنرال مظلوم عبدي، وباسم الأمم المتحدة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بحماية الطفولة ومسائل النزاع المسلح، السيدة فرجينيا غامبا، وذلك خلال احتفال رسمي عُقد في قصر الأمم المتحدة في جنيف 29 يونيو (حزيران) 2019.

عن «المنطقة الآمنة» الممهِّدة لحل الأزمة السورية

أن تكون كل سوريا منطقة آمنة أو على الأقل منها شرق الفرات المحرر من الإرهاب والاستبداد، ثم لاحقاً كامل شمال سوريا بعد تحريره من الإرهاب والاحتلال التركي، له دواعٍ تاريخية تضاف إلى دواعيه الآنية والمستقبلية؛ في مقدمتها ألا تتحول مناطق من سوريا إلى أجزاء مسيّرة في طرق ضيقة تتناقض وحقيقة التنوع والتعدد السوري. سوريا متجذرة في التاريخ منذ آلاف السنين، وظهرت لأول مرة في الجغرافيا الحالية بوصفها ناتجاً من نتاجات أفظع التقسيمات التي طالت الشرق الأوسط فيما سميت «اتفاقية سايكس - بيكو» عام 1916.

حان وقت انضمام «مجلس سوريا الديمقراطية» إلى «هيئة التفاوض»

عقدت خلال تسع سنوات من عمر الأزمة السورية الكثير من الاجتماعات. ثمانية منها في جنيف، وثلاثة في فيينا خريف عام 2015، واثنا عشر في آستانة (نور سلطان). أمّا التي صارت في آستانة، فيبدو أنها وصلت إلى الحائط المسدود، ولا تلوح في الأفق أي فرصة قيام جديد لها. إن أوراق آستانة احترق نصفها في عفرين؛ حينما احتلت تركيا عفرين، ونصفها الآخر أُضيع في إدلب. ولا يختلف الحال كثيراً في «جنيف السوري». فالمشهد الذي ظهر فيه في عام 2012 بات عليه مختلفاً اللحظة.

تسلموا «دواعشكم» أو ادعموا محكمة إرهاب شرق سوريا

لا يمكن الحديث عن رقم نهائي لأعداد أسرى «داعش» الإرهابي؛ حيث لا تزال عمليات التمشيط التي تقوم بها «قوات سوريا الديمقراطية» مستمرة بعد إنهاء «داعش» جغرافياً وعسكرياً. ولا تزال الأجهزة الأمنية التي تتبع الإدارة الذاتية تتقصى عن خلايا التنظيم النائمة. إلا أننا يمكن الحديث عن أكثر من 5000 مقاتل ونحو 70 ألفاً من عوائل هؤلاء المقاتلين ينتمون إلى أكثر من خمسين جنسية عربية ودولية.