غالية قباني
كاتبة وروائية سورية مقيمة في بريطانيا من اسرة «الشرق الأوسط»

سياحة من دون «العربية»

للمرة الأولى في حياتي، تصادف أني في سفر تمنيت فيه ألا أسمع أحداً من حولي يتحدث العربية؛ فرحلة الاسترخاء التي تطلعت إليها طويلاً في السنوات الماضية، ما كانت بحاجة لمن ينغص علي فيها بنقاشات تبدأ بـ«مرحبا. الأخ عربي؟ من أين؟»...

ما هو العمر الافتراضي للإعلامية؟

نشرت زميلة مرموقة تعمل في قناة إخبارية معروفة على حسابها في «تويتر»، قبل أيام، تغريدة، مضمونها أن منتقديها لم يجدوا ما يوجهون لها من نقد سوى «مسألة العمر». وكان لافتاً حجم المساندة التي تلقتها الزميلة من متابعين كثر، بينهم زميلات وزملاء مهنة، إضافة لمنشغلين في أمور السياسة والإعلام ومتابعين من عامة المغردين. لم يكن عمر المرأة في الإعلام العربي مثار جدل قبل انطلاقة الفضائيات الإخبارية التي ثبّتت هيمنة الصحافة المرئية على وسائل الإعلام الأخرى بملاحقتها الحدث في لحظته ومن موقعه ما يستدعي وجود المذيعين في الاستوديو والمراسلين في موقع الحدث طوال فترات البث.

لقد تشابهت علينا الصور

في عملنا الصحافي داخل الجريدة، تصلنا يوميا مئات الصور عبر الوكالات ووسائل التواصل الاجتماعي، غالبيتها من بؤر التوتر في العالم. ولأن الأحداث باتت تشترك في عناصرها من قصف وتفجير ودماء، إلى حد أنه للحظة ومن دون شرح بالكلمات، تتشابه علينا الصور، وتتداخل مواقعها. قبل سنتين كنت عضو لجنة تحكيم لجائزة عربية في مجال الصورة، وكانت الصور تصل للمحكمين من دون اسم المصور ومن دون معلومات أخرى عن الجغرافيا التي وقعت فيها الصور المرشحة.

التباكي على «السيادة» بعد ضرب مطار الشعيرات

سوريا‬ التي تغتصب منذ 6 سنوات وذاق سكانها كل أنواع الأسلحة ومختلف أشكال الموت، لم يصدم أهلها المناهضون لنظام الأسد، بالضربات الجوية الأميركية الجمعة الماضية، خصوصا أن الصواريخ، التي انطلقت من البحر المتوسط، وجهت لمطار يحتضن طائرات قصفت بالكيماوي الثلاثاء الماضي سكان بلدة خان شيخون الراقدة بين حضني مدينتين، إدلب وحلب، وهما مدينتان لم تسلما من أي قصف قاتل خلال سنوات. أما الذين لم يحرك الموت بأشكاله، ضمائرهم، سواء أكان بالبراميل المتفجرة أو الغازات السامة مرورا بكل الأسلحة الأخرى، فقد جرح «كبرياءهم» استهداف مطار الشعيرات بريف حمص وتدمير طائرات الموت فيه، كون الضربة تمس «السيادة السورية»، وهو ما ت

«العيد القادم في القدس.. أم في دمشق وحلب»!

ما عدت أكتب هنا كثيرًا، لشعوري بعبثية ما يجري في سوريا وبلا مبالاة العالم حيال الخراب والقتل وإنهاء المكان ومن عليه معًا. لكن هذا الإحباط لا يجعلني أفقد الأمل في أن زمنًا آخر سيأتي على سوريا بحكم مختلف وبشر آخرين يرثون التركة الوطنية ويديرونها بشكل أفضل منا. وبهذه المناسبة أقول للسوريين جميعًا في سوريا وخارجها: كل سنة وأنتم أقوى، والعيد القادم في البلاد، نعم «في البلاد»، كما يردد أصدقاؤنا الفلسطينيون منذ سبعة عقود بلا ملل: «والعيد القادم في القدس»، ولم يكفوا عن حلم العودة إلى وطن اغتصبه المغتصبون، والذين باتوا يحملون في سوريا أسماء وصفات أكبر من أن تجمع بصفة (الصهيوني)، مجموعات من الخارج مثلما

هل نصوت على الخروج ونعيش أقلية في «إنجلترا الصغرى»؟

لا أشكك بمعلومات عن تراجع المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي بعد مقتل النائبة العمالية جو كوكس على يد يميني متطرف، على خلفية موقفها المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد، والذي كانت تروج له وسط ناخبي دائرتها الانتخابية؛ فرسالة الاغتيال كانت واضحة؛ ان عنف التطرف قادم مع اليمين الذي يريد ان ينفرد ببريطانيا.

سوريا بين جلاء واستعمارين.. من وصاية الانتداب إلى وصاية الكرملين والولي الفقيه

لست من الجيل الذي وعى على فترة الاستقلال المعروف سورياً باسم "الجلاء"، لكني من الجيل الذي بجّل آباء هذا الاستقلال وساوى بينهم في الاحترام على اختلاف طوائفهم وقومياتهم، كما ساووا هم في احترامهم لمكونات سوريا تحت مظلة المواطنة الواحدة، وهي سمة لن يجرؤ نظام الاسد على مرّ 46 سنة من حكم فرد وهيمنة عائلة، التباهي بها.

المريضة السورية

كانت مدينة صيدا الساحلية في الجنوب اللبناني على قائمة مدن العالم التي أحلم برؤيتها في زيارتي، حيث تجذبني لها خصوصا صور قلعتها الأثرية التي يحضنها ساحل شرق المتوسط الممتد من سوريا الى فلسطين مرورا بلبنان. وقد فعلت ذلك قبل 3 أسابيع، حيث زرت صيدا زيارة سريعة أثناء سفري للبنان للقاء بعض أفراد عائلتي الذين لم ألتقهم منذ 5 سنين بسبب الأزمة السورية. إلا اني في ذلك اليوم كنت مصابة بالانفلونزا، وكان نهار صيدا مصابا بريح آذار المتقلبة، فلم أتمتع بطعم المدينة كما يجب، وعدت منها وفي ذهني صورة باهتة عنها.

المعارضة السورية أنجزت «واجبها المنزلي».. فماذا عن الآخرين؟

للمرة الأولى، ربما، منذ انطلاق الثورة السورية، يتوحد صوت المعارضة ومن حوله الحاضنة الشعبية، في لحظة زمنية حساسة يفترض أن تفاوض على إنهاء الصراع الدائر في البلاد منذ خمس سنوات.

اللاجئون السوريون في السويد.. معاينة عن قرب

كان لا بد من زيارة السويد بعد أن وصل إليها بعض أفراد عائلتي هربًا من النظام الذي لم يترك لهم خيارًا، خلال أكثر من 4 سنوات على بدء المظاهرات السلمية، إلا الهرب إلى حيث بصيص ضوء لمستقبل أطفال وشباب لن يعوضوا ما فاتهم من سنين أضاعوها في صراع قاده النظام عمليًا لصالح إيران وروسيا وأفشل خلالها ما تبقى من الدولة. لن أركز على الجانب العاطفي الذي يدفعك للتوجع من مشهد جموع مكدسة من شتى فئات الشعب السوري وخلفياته مع مهاجرين من بلدان أخرى، في مراكز لجوء، تأكل وتشرب، وتتطلع طوال الوقت في هواتفها تتواصل مع الأوطان أو المهاجر، حيث بقي أو توزع أحبتها ومعارفها.