دور الانسان في الحياة لا يختلف كثيرا عن دور الدول مع محيطها، كلاهما مسؤولان عن مواقفهما تجاه الاحداث والمتغيرات والظواهر الحياتية، ولا يتحقق لهما البقاء والديمومة ما لم يتفاعلا مع الواقع ويؤثرا ويتأثرا به، عبر هذه المواقف المسؤولة تظهر المعادن الحقيقية للانسان والدول على حد سواء ومستوى رقيهما وحضارتهما، وقد سجل التاريخ مواقف بطولية لدول ورجال تصدوا لأنظمة حكم قمعية يقودها طغاة ودول جائرة، ولولا صلابتهم وثباتهم في الوقوف بوجه هذه الانظمة والتصدي لها لتغير مجرى التاريخ، فلا أحد يعلم كيف كان يكون شكل العالم اليوم لو لم يقف رجل مثل "الظاهر بيبرس" (1221 ــ 1277م) بوجه الطوفان المغولي على العالم الا