محمد واني
كاتب من كردستان العراق

مواجهة الظلم أرقى أنواع الإنسانية

دور الانسان في الحياة لا يختلف كثيرا عن دور الدول مع محيطها، كلاهما مسؤولان عن مواقفهما تجاه الاحداث والمتغيرات والظواهر الحياتية، ولا يتحقق لهما البقاء والديمومة ما لم يتفاعلا مع الواقع ويؤثرا ويتأثرا به، عبر هذه المواقف المسؤولة تظهر المعادن الحقيقية للانسان والدول على حد سواء ومستوى رقيهما وحضارتهما، وقد سجل التاريخ مواقف بطولية لدول ورجال تصدوا لأنظمة حكم قمعية يقودها طغاة ودول جائرة، ولولا صلابتهم وثباتهم في الوقوف بوجه هذه الانظمة والتصدي لها لتغير مجرى التاريخ، فلا أحد يعلم كيف كان يكون شكل العالم اليوم لو لم يقف رجل مثل "الظاهر بيبرس" (1221 ــ 1277م) بوجه الطوفان المغولي على العالم الا

أين السيادة الوطنية يا صاحب السيادة؟!

تشير الوقائع والاحداث السياسية المعاصرة الى ان من اكثر الناس الذين ينتهكون الحرية والسيادة الوطنية في العالم العربي هم من يزعمون التصدي لمبادئ الوطنية والحرية ويرفعون شعاراتها ويحاولون تطبيق هذه الشعارات على ارض الواقع بالطرق العنيفة والانقلابات المسلحة وفرض الأمر الواقع بالقوة.

التقوقع في الجوانب المظلمة من الماضي

نظل نؤكد على أن الإسلام بسيط في فكره وتشريعه وعقيدته وتعامله مع الانسان والمجتمع، لا يوجد دين أسهل ولا أوضح من الإسلام من بين الاديان الموجودة في العالم، كل شيء فيه يتمحور حول كلمة التوحيد وينطلق منها؛ (من قال لا اله الا الله دخل الجنة)، فهو ليس دينا ثيوقراطيا كهنوتيا غارقا في الفكر الفلسفي العقيم ولا دينا باطنيا يهتم بأمور القلوب والروحانيات والماورائيات فقط، ولا دينا "ماضويا" مجردا، يستقي مقوماته الأساسية من التاريخ والأحداث الغابرة، بل هو دين فكر وثقافة نابضة، يحفز العقل ويحثه على بناء المجتمعات وتطويرها وتنظيم شؤونها بما يضمن لها مواكبة العصر وعلومه المتقدمة. هذا كله بشرط لو أننا نحن المسل

إسلام بلا رتوش!

لا شك أن الإسلام دين سماحة وإنسانية وليس دين قتل وسفك دماء كما يريد له البعض أن يصوره، ولو طبق على الواقع كما هو (رحمة للعالمين) ودون تدخل من السياسة أو المفاهيم والفلسفات البشرية المعقدة التي اكتوت بنارها مجتمعات وعوالم كانت زاهرة، فإنه يثري الحضارة المعاصرة ويكمل ما ينقصها. نحن أحوج ما نكون لمثل هذا النوع من الإسلام البريء البسيط النافذ إلى أعماق القلب والروح من دون استئذان، ينير طريقنا ويخفف عنا أعباء الحياة المعقدة التي نعيشها ويأخذ بأيدينا ليخرجنا من النفق المظلم الذي وضعنا أنفسنا فيه، ويقودنا إلى بر الأمان، كما فعل الرسول وأصحابه الكرام مع مجتمعاتهم بتجرد وإخلاص، وفي سبيل الله وحده، ومن

أعياد ما أنزل الله بها من سلطان

صحيح أن التقدم العلمي والإعلامي الهائل والتطور الاجتماعي والثقافي الشامل الذي شهده العالم في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، قد غير حياة الإنسان رأسًا على عقب ووفر لها كل ما تريده وتتمناه، ولم يبق أمامها شيء اسمه المستحيل.

ديمقراطية «فالصو»

طالما تفاخر قادة إقليم كردستان بتجربتهم الديمقراطية الفتية، وتباهوا بها أمام العالم، واعتبروها من أنجح وأنضج الديمقراطيات المعاصرة في المنطقة، كان لهم الفضل والمنة في تكريسها وتطويرها وكأنهم «جايبين الذيب من ذيله». وكثيرا ما كانوا يحثون القادة العراقيين على الأخذ بها، وتطبيق بعض مبادئها (السامية) في مؤسسات الدولة الجديدة. وكلما تطرقوا معهم إلى مسألة، لم يفتهم أن يشيروا إلى مسألة الديمقراطية الكردية، ومزاياها، وفوائدها التي لا تعد ولا تحصى للعراقيين.

أهمية «داعش» لنظام الأسد!

كان نظام بشار الأسد على شفا حفرة من السقوط المحقق لولا ظهور تنظيم داعش فجأة على الساحة السورية ووقوفه ضد الفصائل المعارضة الشرعية دون أي مبرر أو مسوغ مقنع، اللهم إلا من أجل تقديم الدعم للنظام المجرم ونجدته في آخر لحظة. الكل تضرر من وجود «داعش» إلا السلطة القمعية في دمشق، فقد جنت منه منافع سياسية لا تعد ولا تحصى، لدرجة أن الكثير من المراقبين رأوا أن النظام السوري هو الذي صنع واحتضن التنظيم الإرهابي بدعم وإسناد مباشر من حليفته إيران.

ديمقراطية «الفوضى الخلاقة»!

لا شك في أن الديمقراطية بضاعة غربية خالصة، صنعت في المجتمعات الغربية، وترسخت جذورها بمرور الزمن، حتى أصبحت تقليدا سياسيا وثقافيا واجتماعيا صارما تسير عليه، وتنظم به حياتها العملية، وهي من أهم إنجازاتها الحضارية على الإطلاق، وقمة التطور الذي وصلت إليه البشرية، بحسب بعض مفكريها، وعلى رأسهم فرنسيس فوكوياما، الذي عدها «النهاية في التطور الاجتماعي والثقافي للإنسانية، والشكل النهائي للحكومات». ربما هي فعلا كذلك بالنسبة إلى الغربيين، لأنهم توصلوا إلى هذه النتيجة بعد مخاض عسير وتجارب مريرة مع الأنظمة الملكية المطلقة والكنسية «الثيوقراطية» المتحالفة، وتتويج صراعهم المرير معها في النهاية بنصر حاسم غيروا

إجماع على بقاء الطاغية

ما زال المجتمع الدولي يتفاعل مع قرار روسيا الحاسم بالتدخل العسكري في الشأن السوري بشكل مباشر ونقل الجنود والمعدات العسكرية المتطورة إلى قاعدتها العسكرية في اللاذقية بعد أن كان بصورة غير مباشرة ولسنوات. وطبعا لم يأت هذا القرار بمعزل عن الموافقة المسبقة للقوى الغربية وأميركا، رغم الاعتراضات والاحتجاجات التي أبدتها وزارة الخارجية الأميركية والمسؤولون الآخرون في البيت الابيض؛ الذين أعربوا عن قلقهم الشديد حيال هذا التطور الخطير الذي من شأنه زعزعة الاستقرار وتفاقم معاناة السوريين. ولكن روسيا استمرت في تنفيذ حملتها العسكرية وطلعاتها الجوية من دون أن تأبه لتلك الاعتراضات والانتقادات، ولو لم تتلق روسيا

تعطيل الدستور.. بداية التصدع والتفكك

الدستور العراقي الحالي عالج اهم مشكلتين ظل العراقيون يعانون منها لفترة طويلة، وربما مع تأسيس الدولة العراقية، المشكلة الاولى ؛ مشكلة الاكراد المزمنة التي وجد لها حلا مثاليا من خلال المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية، وخاصة مدينة كركوك الغنية بالنفط.