ماريو فارغاس يوسا
روائي بيروفي حاصل على جائزة «نوبل» في الأدب عام 2010. يكتب مرتين شهرياً في«الشرق الأوسط».

ذكرى سنوية

منذ عام وبضعة أيام، أقدمت قوات فلاديمير بوتين على اجتياح أوكرانيا. غالبية الناس كانت تتوقع أن يكون الاجتياح مجرد نزهة بالنسبة للقوات الروسية، لكن أذهلتها المقاومة الأوكرانية الباسلة التي صمدت في وجه الهجوم، بل كادت تلحق الهزيمة بالمعتدين الذين تكبدّوا خسائر فادحة لم تصل إلينا معلومات كثيرة عن تفاصيلها، إذ من البديهي أن يحرص الكرملين على إخفاء الحقائق بتوجيه من بوتين. تفيد إحدى الصحف بأن فريقاً من الشباب الأوكرانيين تمكن من إصلاح شبكة الاتصالات التي كانت القوات الروسية قد عطّلتها، وأن النصر العسكري الذي حققه الأوكرانيون في كييف كان بفضل تلك العملية.

الدب

بعد انتهاء احتفالات باريس، عدت إلى بيتي في مدريد، وانصرفت مرة أخرى لقراءة رواية «الدبّ» لويليام فوكنر، ربما للمرة العاشرة أو أكثر . من حين لآخر، أشعر بالحاجة للعودة إلى قراءتها لأنها من أجمل ما وضعه هذا الكاتب. لست أدري إن كان هو على علم بأن جميع الغابات والبحيرات والقفار موجودة في تلك المنطقة من الميسيسبي الأميركي: من الصحاري العربية، إلى أدغال الأمازون الفارهة، وكل البطاح التي اجتازها الإنسان بالحديد والنار لبناء المدن التي سكنها. عندي أن هذه الرواية الرائعة هي من أنجح ما كتبه فوكنر. كل الغابات والصحاري تندثر أمام أقدام الإنسان الساعي إلى بناء السكك الحديدية والمصانع والمدن.

ساعة الحقيقة

قرأت مؤخراً في صحيفة «ميامي هيرالد» مقالة بقلم أندريس أوبنهايمر، تصف بدقة ما يجري حالياً في البيرو، وتكشف المؤامرة التي يخطط لها الرؤساء المنتخبون للمكسيك والأرجنتين وبوليفيا وهندوراس وتشيلي وكولومبيا، لقيام انقلاب ينهي النظام الديمقراطي في هذا البلد. وهي مؤامرة تشارك فيها كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، لكن هذه ليست دولاً «ديمقراطية»، خصوصاً كوبا التي تمنع إجراء انتخابات حرة في الجزيرة منذ 60 عاماً. ما هي حقيقة الوضع في البيرو؟

«حياة ومصير»

انتهيت من قراءة رواية «حياة ومصير» للكاتب فاسيلي غروسمان، التي تقع فيما يزيد على 1100 صفحة، وتعدّ شخصياتها بالمئات.

حالة البيرو

في محاولة منه لتقليد الرئيس الأسبق لجمهورية البيرو ألبرتو فوجيموري، قرّر بيدرو كاستيو القيام بانقلاب، لكنه نسي إبلاغ العسكر، أو في الأقل أولئك الذين يمسكون فعلاً بزمام السلطة ويعرفون جيداً هذه الأمور. رغم ذلك، طلع كاستيو على مواطنيه عبر الإذاعة والتلفزيون ليعلن «انقلابه»، ويعزل أعضاء البرلمان، وعزمه على «إعادة تنظيم» السلطة القضائية، وإجراء انتخابات جديدة لتعديل الدستور وتأسيس برلمان وطني جديد.

«الإنسان السوفياتي»

نالت سفتلينا آلكسيفيتش جائزة نوبل كصحافية، وكانت أول كاتبة تحصل على هذه التكريم عن أعمالها الأدبية التي تمارس فيها مهنة الصحافة بشكل أساسي.

معاقبة أوكرانيا

أفظع من احتلال الأراضي هو ما يحصل هذه الأيام في أوكرانيا، حيث يقوم الجيش الروسي، من مواقعه المحصنة، بقصف ممنهج للمناطق التي اضطر للانسحاب منها بفضل بسالة الأوكرانيين الذين صمدوا في وجهه ومنعوه من إحكام قبضته عليها.

سلم في أوكرانيا؟

رغم استعادة جزء لا يستهان به من الأراضي التي احتلتها روسيا، وإخراج القوات الروسية منها، عاد الحديث عن «السلم» لإنهاء أخطر نزاع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. في غضون ذلك، أدى انفجار قذيفة صاروخية في بولندا، لم يعرف بعد مصدرها بالتحديد وراح ضحيتها مواطنان من هذا البلد، إلى زيادة التوتر على هذه الحدود، بينما كان فولوديمير زيلنسكي يدعو أمام الصحافيين إلى الإسراع في فتح «محادثات السلام» بين روسيا وأوكرانيا، مطالباً بأن تعيد روسيا جميع المناطق التي احتلتها، الأمر الذي وصفه وزير الخارجية الروسي بأنه «مطلب مبالغ فيه». لن يكون سهلاً فتح «محادثات السلام» في الوقت الراهن.

كيسنجر

أليس من المذهل أن يكون كتاب مثل Leadership «القيادة»، وضعه رجل أكمل التاسعة والتسعين من عمره، على هذا المستوى الرفيع من التألق فيما يتضمنه من آراء، كما في سرده للوقائع التي رافقت مسيرة القادة العالميين الستة المفضلين لديه؟ في هذا الكتاب الذي صدر حديثاً، يتناول هنري كيسنجر ستة زعماء، يقول، إنهم في طليعة المفضلين عنده، هم كونراد أديناور، شارل ديغول، أنور السادات، لي كوان يو، ريتشارد نيكسون ومارغريت ثاتشر.

ثرفانتس

محاولتي الأولى لقراءة «دون كيخوتي دي لا مانتشا» باءت بالفشل. كنت لا أزال على مقاعد المدرسة، وكانت تربكني الجمل الطويلة، والعبارات القديمة التي كنت أضطر للبحث عن معانيها في المعاجم، وانتهى بي الأمر إلى العزوف عن قراءته.