ماريو فارغاس يوسا

ماريو فارغاس يوسا
روائي بيروفي حاصل على جائزة «نوبل» في الأدب عام 2010. يكتب مرتين شهرياً في«الشرق الأوسط».

شكوى ابن البلد

منذ سنوات كثيرة، تنوف على الخمسين، أجريت حديثاً لمجلة «الصفحة الأولى» الأرجنتينية مع جيمس بالدوين. وعندما قرأت المقال منشوراً شعرت بخجل لا يوصف، وقطعت عهداً على نفسي بعدم إجراء مقابلة مع أي كاتب قبل قراءة بعض أعماله، كما فعلت بصورة غير مسؤولة مع بالدوين. وفرضت على نفسي يومها، كعقاب، أن أقرأ الأعمال الكاملة، من روايات ومقالات، لهذا الكاتب الأميركي الذي أعده من بين أفضل الكتّاب في الولايات المتحدة، ناقداً شرساً لبلده، وإن كنت لا أضعه في مصاف فوكنر أو همنغواي، بل بعدهما مباشرة في عداد كبار الروائيين والنقّاد الذين أنتجتهم تلك البلاد.

العودة إلى اليونان

حدث منذ نصف قرن تقريباً أن شاباً يونانياً ضاقت به السبل في السعي وراء فرصة عمل في موطنه الذي كان غارقاً في الفوضى، وقرر الذهاب إلى السويد حيث قاسى حياة المهاجرين الصعبة، فراح يكسب رزقه كيفما أتيح له واتفق، وتعلّم اللغة السويدية فيما كانت تتفتح لديه موهبة الكتابة بها. وأصابه نجاح كبير حتى أن كتابة الروايات والمقالات الأدبية تحولت إلى مصدر رزقه الأساسي.

خورخي إدواردز

تعرّفت على خورخي إدواردز في باريس بعيد تعيينه أميناً ثالثاً في سفارة تشيلي لدى فرنسا. وما زلت أذكر جيداً شقتّه الضيّقة التي كانت تطلّ على الشوارع الكبيرة المحيطة ببرج إيفل.

نيتشه في سيلس ـ ماريّا

عندما جاء نيتشه إلى «سيلس - ماريّا» للمرة الأولى، في صيف عام 1879، كان في حالة من الانهيار الصحي العام، يفقد بصره بخطى متسارعة، ويعاني من أوجاع مبرحة في الرأس، وكان المرض قد أجبره على التخلّي عن التدريس في جامعة بازل السويسرية بعد عشر سنوات من إدارته لقسم الفلسفة فيها.

ذكرى سنوية

منذ عام وبضعة أيام، أقدمت قوات فلاديمير بوتين على اجتياح أوكرانيا. غالبية الناس كانت تتوقع أن يكون الاجتياح مجرد نزهة بالنسبة للقوات الروسية، لكن أذهلتها المقاومة الأوكرانية الباسلة التي صمدت في وجه الهجوم، بل كادت تلحق الهزيمة بالمعتدين الذين تكبدّوا خسائر فادحة لم تصل إلينا معلومات كثيرة عن تفاصيلها، إذ من البديهي أن يحرص الكرملين على إخفاء الحقائق بتوجيه من بوتين. تفيد إحدى الصحف بأن فريقاً من الشباب الأوكرانيين تمكن من إصلاح شبكة الاتصالات التي كانت القوات الروسية قد عطّلتها، وأن النصر العسكري الذي حققه الأوكرانيون في كييف كان بفضل تلك العملية.

الدب

بعد انتهاء احتفالات باريس، عدت إلى بيتي في مدريد، وانصرفت مرة أخرى لقراءة رواية «الدبّ» لويليام فوكنر، ربما للمرة العاشرة أو أكثر . من حين لآخر، أشعر بالحاجة للعودة إلى قراءتها لأنها من أجمل ما وضعه هذا الكاتب. لست أدري إن كان هو على علم بأن جميع الغابات والبحيرات والقفار موجودة في تلك المنطقة من الميسيسبي الأميركي: من الصحاري العربية، إلى أدغال الأمازون الفارهة، وكل البطاح التي اجتازها الإنسان بالحديد والنار لبناء المدن التي سكنها. عندي أن هذه الرواية الرائعة هي من أنجح ما كتبه فوكنر. كل الغابات والصحاري تندثر أمام أقدام الإنسان الساعي إلى بناء السكك الحديدية والمصانع والمدن.

ساعة الحقيقة

قرأت مؤخراً في صحيفة «ميامي هيرالد» مقالة بقلم أندريس أوبنهايمر، تصف بدقة ما يجري حالياً في البيرو، وتكشف المؤامرة التي يخطط لها الرؤساء المنتخبون للمكسيك والأرجنتين وبوليفيا وهندوراس وتشيلي وكولومبيا، لقيام انقلاب ينهي النظام الديمقراطي في هذا البلد. وهي مؤامرة تشارك فيها كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، لكن هذه ليست دولاً «ديمقراطية»، خصوصاً كوبا التي تمنع إجراء انتخابات حرة في الجزيرة منذ 60 عاماً. ما هي حقيقة الوضع في البيرو؟

«حياة ومصير»

انتهيت من قراءة رواية «حياة ومصير» للكاتب فاسيلي غروسمان، التي تقع فيما يزيد على 1100 صفحة، وتعدّ شخصياتها بالمئات.

حالة البيرو

في محاولة منه لتقليد الرئيس الأسبق لجمهورية البيرو ألبرتو فوجيموري، قرّر بيدرو كاستيو القيام بانقلاب، لكنه نسي إبلاغ العسكر، أو في الأقل أولئك الذين يمسكون فعلاً بزمام السلطة ويعرفون جيداً هذه الأمور. رغم ذلك، طلع كاستيو على مواطنيه عبر الإذاعة والتلفزيون ليعلن «انقلابه»، ويعزل أعضاء البرلمان، وعزمه على «إعادة تنظيم» السلطة القضائية، وإجراء انتخابات جديدة لتعديل الدستور وتأسيس برلمان وطني جديد.

«الإنسان السوفياتي»

نالت سفتلينا آلكسيفيتش جائزة نوبل كصحافية، وكانت أول كاتبة تحصل على هذه التكريم عن أعمالها الأدبية التي تمارس فيها مهنة الصحافة بشكل أساسي.