عارف الساعدي

عارف الساعدي
ثقافة وفنون الانعكاسات الفنية للانقلابات العربية في رواية عراقية عن ممثلة مشهورة

الانعكاسات الفنية للانقلابات العربية في رواية عراقية عن ممثلة مشهورة

يبدو أن فترات الحظر في المنازل هي الأكثر جذباً لقراءة الروايات، فللرواية طقسها الخاص في القراءة، ومناخها. وقراءة الرواية تخضع أيضاً لوعي القارئ، وتطوره، فقد كنتُ، مثلاً، لا أحب الروايات العربية، وذلك لشدة تأثري بروايات «ماركيز».

عارف الساعدي
ثقافة وفنون لعنة الفيتوري على شعراء السودان

لعنة الفيتوري على شعراء السودان

شكلت بعضُ الأسماء الأدبية ما يمكن أن نطلق عليه لعنة الأجيال؛ بمعنى أن هناك أسماء شعرية وروائية وأدبية ظهرت في فترة من الفترات، فترسخت بشكل كبير، ولكنها في الوقت نفسه شكلت حاجزاً أمام الأجيال التي تليها، والحاجز المقصود منه هو الحاجز الدعائي، وليس الإبداعي، وهذه الظاهرة منتشرة في معظم الدول العربية، ولا يمكن أن نستثني منها أحداً إلا بنسب متفاوتة، كالعراق ومصر والشام، ذلك أنه على الرغم من وجود الجواهري والسياب، فإنهما لم يستطيعا أن يسحبا البساط من الأجيال اللاحقة، فظهرت بعدهما أسماء كبيرة راسخة في الشعر، فالسياب لم يمنع اسمه من ظهور وانتشار سعدي يوسف أو يوسف الصائغ وآخرين، وكذلك الجواهري لم تمنع

عارف الساعدي
يوميات الشرق أصدقائي الشعراء... لماذا رحلتم مبكراً؟

أصدقائي الشعراء... لماذا رحلتم مبكراً؟

ذكرت في مقالة سابقة الشعراء من أبناء جيلي الذين انسحبوا من المشهد الشعري، ولكنهم موجودون بيننا، نراهم ونجلس معهم، ولكنهم اختاروا طريقاً غير الشعر؛ شعرت أن هناك شعراء أصدقاء من جيلنا تركوا الشعر، ولكن ليس بخيارهم، إنما كانت يد الموت أسرع من الجميع، فاختطفتهم وهم في أول الطريق، فمنهم من أصدر عملاً أو عملين، ومنهم من لم يصدر أي شيء، فقد مررنا بكثير من الشعراء الذين كان لهم صوتٌ عالٍ في مرحلة من مراحل التجربة الشعرية، وكانوا أكثر حركة وحضوراً من كثير من الشعراء، لكنه الموت الذي اختفت بسببه قصائدهم التي كانوا يرددونها، فتحفظها جدران القاعات، واختفى صوتهم الهادر للأسف. إن الذي حفزني أكثر هو رحيلهم د

عارف الساعدي
ثقافة وفنون حين ينسحب الشعراء من المسرح

حين ينسحب الشعراء من المسرح

يُروى أن أبا العلاء المعري كان له مجلسٌ أدبي في بغداد، يرتاده مئات الشعراء، وكل شاعر يتأبط ديوانه، ولكنما بعد سنوات طويلة لم تستطع الذاكرة الشعرية أن تحتفظ بشاعرٍ واحد من هذا المجلس، وبقي المعري وحده فيه، حيث لم يكن بمقدور غربال الزمن أن يغربل شعر المعري، أو اسمه، أو قلقه، فيسقط منسياً، إنما بقي على عناد الذاكرة الشعرية الصعبة، وقبل المعري هناك المتنبي العظيم، الذي يُروى أيضاً أن مجلس سيف الدولة الحمداني كان يغص بالشعراء، فالعشرات والمئات منهم كانوا يموجون ويروجون في مجلسه، ولكن بعد سنوات لم يبق غير المتنبي راسخاً في وجدان الذاكرة، وطرياً حتى هذه اللحظة.

عارف الساعدي
ثقافة وفنون البياتي بين سامي مهدي وفوزي كريم

البياتي بين سامي مهدي وفوزي كريم

شكَّل عبد الوهاب البياتي ظاهرة كبيرة في الشعر العراقي، والعربي، منذ النصف الثاني من القرن العشرين حتى وفاته في 1999 في دمشق، فقد كان محل تضارب وتجاذب، ومنطقة للطعن وللحب، فمنهم من يراه مؤسسة إعلامية، وأنه ليس شاعراً إنما هو مدير علاقات لا أكثر، ومنهم من يراه سياسياً أكثر مما هو شاعر، ومنهم من يراه شاعراً أكبر من كل هذه التفاصيل، وهنا سأركز في مقالتي هذه على اسمين مهمِّين من الشعراء الستينيين، وهما سامي مهدي وفوزي كريم اللذان خصَّ كلٌّ منهما عبد الوهاب البياتي بفصل في كتابيهما، فسامي مهدي خصص له فصلاً في كتابه «في الطريق إلى الحداثة 2015» فيما خصص له فوزي كريم مبحثاً مستقلاً في كتابه «شاعر المت

عارف الساعدي
ثقافة وفنون الجيل التسعيني في العراق... فقر الدم الشعري

الجيل التسعيني في العراق... فقر الدم الشعري

كثيراً ما أردد بيت المتنبي الشهير: «أتى الزمانَ بنوه في شبيبته/ فسرهم، وأتيناه على الهرم»، بوصفه مصداقاً على الجيل التسعيني الشعري في العراق، ذلك أن الأجيال الشعرية العراقية التي بدأ ترسيمها من جيل الريادة حتى نهاية القرن العشرين، كلها عاشت مراحلها الثقافية، والتعليمية، بنحوٍ أفضل بكثير مما عاشه جيل التسعينات. إن معظم شعراء تلك الأجيال السابقة عاشوا حياتهم بشكل جيد، ما بين السفر، والتعليم، والحياة السياسية، التي تعلو وتهبط في الوقت نفسه، ولكنها بالنتيجة حياة سياسية لم تُطبع بسمة الأخ الأكبر كما عرفها الجيل التسعيني، وربما كان الجيل الثمانيني حطباً للمعارك المتهورة، لذلك كتب عنهم محمد مظلوم كتا

عارف الساعدي
يوميات الشرق «الرحلة الناقصة»... سير الأجيال الثقافية

«الرحلة الناقصة»... سير الأجيال الثقافية

شكلت كتب السيرة الثقافية أو كتب الأجيال الثقافية السيرية ظاهرة مهمة في الأوساط الثقافية العراقية، ولا أعني بها كتب المذكرات الشخصية، إنما الكتب التي كتبت عن جيل ثقافي، أو أجيال متنوعة في الثقافة العراقية، وأحسب أن هذه الكتب انطوت على رصيد معرفي وثقافي مهم، أولاً لأنها أقرب إلى القلب والذائقة، فهي متخففة كثيراً من أعباء الدراسات النقدية، ومشارط المناهج الحادة التي تشرِّح النصوص أو تضع الشعراء في خانات، وتحولهم إلى جثث هامدة دون رفيف، وثانياً تهتم مثل هذه الكتب بالسير الشخصية للشخصيات الثقافية المعروفة، وتمنح القارئ مساحة مهمة للتعرف على أمزجتهم الخاصة، وكذبهم وادعاءاتهم، أو صدقهم وإخلاصهم، كما

عارف الساعدي
يوميات الشرق حين تنعزل الذات تنتفخ القصيدة

حين تنعزل الذات تنتفخ القصيدة

يروي أحدُ العراقيين الذين طلبوا اللجوء في كندا أنه في الأيام الأولى أدخلوهم في معهد لتعلم اللغة، وكانوا من جنسيات شتى. يقول هذا العراقي: «بدأ الأستاذ يسألنا واحداً واحداً: من أي بلد أنت؟ ليتعرف علينا، وعلى ثقافاتنا، وحين وصل الدور إليّ، أجبته بأنني قادمٌ من أعظم نهرين في العالم. استغرب الأستاذ إجابتي فأعاد عليّ السؤال، وأعدتُ الجواب نفسه، فقال لي: ماذا يعني أعظم نهرين؟ بدأت أشرح له عن دجلة والفرات، وحين أكملتُ قال لي الأستاذ: ابني، نحن هنا في كندا لدينا 600 نهر مثل هذين النهرين، فضلاً عن المحيطات والبحار التي تُحيط بنا، ولكننا لا نجرؤ أنْ نقول إن هذه الأنهر عظيمة».

عارف الساعدي