استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

* فوائد تناول البرغل
- هل تناول البرغل صحي أكثر من الأرز؟
- نورا ج. : الكويت.
هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. وبداية، يجدر التذكير بأن البرغل هو مجروش حبوب القمح التي تم سلقها جزئيًا، أي تم غلي حبوب القمح لتصبح طرية وليس بشكل كافٍ لتصبح ناضجة، ثم تم جرشها. والأصل أن يكون البرغل من حبوب القمح الكاملة، أي غير المقشرة التي تمت إزالة طبقة القشرة عنها، ومعلوم أن طبقة القشرة غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، وهي العناصر الغذائية الرئيسية الثلاثة في احتواء كل من القمح، والدقيق الأسمر أو دقيق البُرّ، على القيمة الغذائية الصحية بخلاف دقيق حبوب القمح المقشرة، أي الدقيق الأبيض الذي يحتوي فقط على نشويات الكربوهيدرات.
وفي الواقع هناك عدة جوانب تجعل البرغل من الأطعمة الصحية، منها أن عملية السلْق أو الغلي الجزئي، التي تتم خلال إعداد البرغل، لا تزيل عن البرغل كمية المعادن والألياف الموجودة بالأصل في حبوب القمح الكاملة، ولا تزيل الكثير من الفيتامينات عن البرغل، بل إن هذا السلْق الجزئي والجرش مفيد في تسهيل هضم الأمعاء للبروتينات وتفتيت بنية الألياف وتسهيل امتصاص المعادن والفيتامينات عند تناول البرغل بهيئة نيئة كما في سلطة التبولة أو أطباق الكُبّة النية، وإن كان لا يزال الأفضل إكمال عملية الطهو، ولو بغلي البرغل أو نقعه في ماء حار لمدة لا تتجاوز عشر دقائق.
الجانب الثاني هو احتواء البرغل على كمية عالية من الألياف، بنوعي الألياف الذائبة والألياف غير الذائبة. ومعلوم أن الألياف النباتية نوعان؛ ألياف تذوب في الماء وألياف لا تذوب فيه، والنوعان كلاهما لا تمتصه الأمعاء ولا يدخل إلى الجسم. ولكن الألياف غير الذائبة تُفيد في تسهيل إخراج فضلات الطعام، كما تفيد الألياف غير الذائبة في تسهيل إخراج الفضلات وأيضًا في إعاقة امتصاص الأمعاء للكولسترول وإعاقة السرعة في امتصاصها للسكريات الحلوة، بمعنى أن تناول الأطعمة المصنوعة من دقيق القمح الكامل أو تناول البرغل يُساعد عموم الناس ويُساعد مرضى السكري على وجه الخصوص في عدم الحصول السريع لارتفاع نسبة السكر في الدم بُعيد تناول الطعام، كما يُفيد في خفض امتصاص كولسترول الطعام. الجانب الثالث هو احتواء البرغل على معادن وألياف وبروتينات ونشويات بنسبة تفوق بمراحل تلك التي يحتوي عليها الأرز. ووفق نشرات وزارة الزراعة الأميركية للقيمة الغذائية لكل 100 غرام من البرغل غير المطبوخ، فإنها تحتوي على نحو 340 «كالوري» من طاقة السعرات الحرارية، ونحو 20 غرامًا من الألياف و75 غرامًا من نشويات السكريات و13 غرامًا من البروتينات، وتُمد الجسم بنحو 25 في المائة من الحاجة اليومية لكل من فيتامينات بي - 1 وبي - 6 وبي - 3، ونحو 10 في المائة من فيتامينات بي - 2 وبي - 9. ونحو 50 في المائة من حاجة الجسم لمعدني الفسفور والمغنيسيوم، ونحو 20 في المائة من معدني الحديد والزنك، وغيرها.
وصحيح أن 100 غرام من الأرز غير المطبوخ تُعطي كمية مقاربة من كالورى السعرات الحرارية، إلا أنها أقل بكثير احتواءً على البروتينات والألياف والمعادن والفيتامينات. ولذا نلحظ أن تناول الأرز أقل تسببًا بأي غازات في البطن وسريع الهضم، وهذه ليست نقطة إيجابية لأن ذلك يحدث بسبب خلوه من الألياف التي هي صحية، ويحتاج إليها الجسم، على الرغم من تسببها بالغازات لدى البعض. وعليه فإن البرغل أكثر فائدة صحية من الأرز.
* شيخوخة الجلد
- لماذا تظهر علامات شيخوخة الجلد وكيف يُمكن منع حصولها؟
- سعاد أحمد : جدة.
هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. ولاحظي أن التغيرات الجلدية هي من بين أبرز علامات الشيخوخة، وتشمل التجاعيد وترهل الجلد، وكذلك شيب بياض الشعر. وبشرة الجلد تفعل أشياء كثيرة، ذلك أنها تحتوي على المستقبلات العصبية التي تسمح لنا بأن نشعر باللمس والألم والضغط، كما تساعد بشرة الجلد ضبط التوازن للسوائل وعناصر كيمائية عدة في الجسم عبر إفراز العرق، وبالتالي تُسهم في ضبط حرارة الجسم إضافة إلى دور بشرة الجلد في حماية الجسم من العوامل البيئية المحيطة بنا.
ولذا فإن تغيرات الجلد مرتبطة بشكل كبير بتفاعلنا مع المؤثرات البيئية من حولنا، وكلما طالت مدة التفاعلات البيئية ونوعية ما نتعرض له من أشعة شمس وحرارة ورياح وضوء وغيرها، أسرعت أو أبطأت تلك التغيرات الجلدية التي في النهاية ترتبط بالتقدم في العمر.
وتوجد في تركيب الجلد طبقات وأنسجة ليفية وكولاجين وغيرها من التراكيب في البنية التي تضمن حصول التماسك والنضارة والمرونة والقوة لبنية بشرة الجلد. وعليه، ترتبط التغيرات الجلدية بالعوامل البيئية والتركيب الجيني والتغذية، إضافة إلى عوامل أخرى.
وأكبر عامل بيئي سلبي على الجلد هو التعرض للشمس. ومما يتوفر من أدلة علمية فإن الصبغات الطبيعية الموجودة في الجلد توفر بعض الحماية ضد حصول تغيرات التلف الناجمة عن تعرض الجلد لأشعة الشمس، ولذا فإن الناس من ذوي البشرة البيضاء تظهر عليهم التغيرات الجلدية كشيخوخة مبكرة مقارنة مع ذوي البشرة السمراء أو الداكنة.
كما لاحظي أن مع الشيخوخة تخف سماكة طبقة الجلد الخارجي، على الرغم من أن عدد طبقات الخلايا لم يتغير. كما يقل عدد الخلايا الجلدية المحتوية على الصبغات الملونة للبشرة، وينتفخ حجم تلك الخلايا المتبقية منها، ولذا يبدو الجلد رقيقًا أكثر، وأكثر شحوبًا، وتظهر عليه البقع الغامقة، خصوصًا في مناطق الجلد الأكثر تعرضًا للشمس. وأيضًا تحصل تغيرات سلبية في الأنسجة الضامة، مما يُقلل من قوة تماسك طبقة الجلد ويُقلل من مرونتها، وأيضًا تتأثر بنية الأوعية والشعيرات الدموية، ويقل عدد الغدد العرقية والغدد التي تفرز طبقة الدهون المرطبة للجلد خصوصًا لدى النساء.
وعند وجود أمراض مزمنة، كالسكري أو أمراض القلب أو الكبد أو الكلى أو الحساسية أو السمنة أو سوء التغذية أو غيرها، تظهر التغيرات الجلدية بوتيرة أسرع وبصورة أوضح.
الاهتمام هو الأساس في التعامل مع التغيرات الجلدية التي من المتوقع حصولها مع التقدم في العمر، بمعنى الوقاية من التعرض لأشعة الشمس، والاهتمام بالتغذية الصحية عبر تناول المأكولات الصحية كالخضار والفواكه والزيوت النباتية الطبيعية وتناول الأطعمة المحتوية على المعادن والفيتامينات وحفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية وشرب الماء بما يكفي حاجة الجسم، والاهتمام أيضًا بالمعالجة الصحيحة لأي أمراض مزمنة.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».