يسرا لـ«الشرق الأوسط»: حققت أحلامي بالاجتهاد ومحبة الجمهور

بعد تتويجها بوسام «جوقة الشرف» الفرنسي «تقديراً لمشوارها الفني»

يسرا أعربت في كلمتها عن امتنانها وتقديرها لهذا التتويج (الشرق الأوسط)
يسرا أعربت في كلمتها عن امتنانها وتقديرها لهذا التتويج (الشرق الأوسط)
TT

يسرا لـ«الشرق الأوسط»: حققت أحلامي بالاجتهاد ومحبة الجمهور

يسرا أعربت في كلمتها عن امتنانها وتقديرها لهذا التتويج (الشرق الأوسط)
يسرا أعربت في كلمتها عن امتنانها وتقديرها لهذا التتويج (الشرق الأوسط)

قالت الفنانة المصرية يسرا إن منحها وسام «جوقة الشرف» الفرنسي برتبة «فارس» يعد من أجمل المفاجآت في حياتها، ومَثّل «تتويجاً لخمسين عاماً من مسيرتها الفنية»، إضافة إلى فترة عملها سفيرة في الأمم المتحدة. وأكدت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنها فوجئت بهذا التكريم العظيم، ولم تسعها الفرحة حين أخبرها السفير الفرنسي بأنها مُنحت أعلى وسام، الذي لا يُمنح سوى بموافقة الرئيس الفرنسي.

أقام السفير الفرنسي لدى القاهرة، إيريك شوفالييه، احتفالاً مساء الاثنين الماضي بمقر السفارة لمنح الفنانة المصرية يسرا وسام «جوقة الشرف» برتبة «فارس»، لتصبح أول ممثلة عربية تحصل على هذا الوسام، الذي سبق أن نالَه كل من المخرج الراحل يوسف شاهين، والمطربة الكبيرة فيروز، والمطربة ماجدة الرومي. ويعد هذا الوسام من أرفع الأوسمة الفرنسية.

وتصف يسرا ليلة تكريمها بأنها كانت جميلة بحضور أصدقائها، قائلة: «رأيت الفرحة في عيونهم، لأن هذا تكريم لا يحظى به أي شخص سوى بعد دراسة تاريخه. وبالنسبة لي، بدأت علاقتي بالجمهور الفرنسي من خلال أفلام المخرج الكبير يوسف شاهين، الذي شاركت معه في 10 أفلام، بعضها بمساهمة إنتاجية من فرنسا. كما أنني أحضر (مهرجان كان السينمائي) بانتظام منذ عام 1981، وقد أكون تغيبت عنه دورتين أو ثلاث، وعملت لمدة 7 سنوات وجهاً إعلانياً لعلامة (كريستيان ديور)، وكل هذا أوجد لي جمهوراً وحضوراً في فرنسا».

السفير الفرنسي إيريك شوفالييه يقلد يسرا الوسام (الشرق الأوسط)

ظهرت يسرا في الاحتفال بإطلالة كلاسيكية، وبحضور زوجها خالد سليم، الذي لا يظهر كثيراً أمام عدسات المصورين، لكن حضوره في هذه المناسبة كان لافتاً، وتقول عنه: «زوجي لا يحضر معي سوى في المواقف المهمة، وكان سعيداً وفخوراً بي».

وأهدت يسرا تكريمها إلى محبيها، قائلة: «أهديه إلى مصر وأمي وزوجي، وإلى جمهوري في جميع أنحاء العالم؛ لأن الحب الكبير والمساندة العظيمة جعلاني أستمد القوة والمحبة منهم. فأنا أحب كل الناس وأثق أنهم يبادلونني الحب نفسه، ولا أحمل ضغينة لأحد». وأضافت: «هذا الحب جعلني لا أشعر بأن 50 عاماً انقضت من مشواري الفني، ولم أشعر أبداً بمرور السنوات».

وتعبر عن اعتزازها بما أنجزته في مسيرتها، قائلة: «أشعر بأنني أنجزت أعمالاً كبيرة ومهمة وتاريخاً لأجيال قادمة، وأحمد الله أنه لم يكن نجاحاً عادياً ولا مؤقتاً، بل كان مستمراً وقوياً في مختلف المراحل. وبقدر الاجتهاد والحب والمساندة، تحقق ما كان حلماً. وقد اجتهدت وأحببت عملي وأخلصت له وتجاوزت الصعاب والمخاوف والقلق قبل النجاحات».

يسرا ظهرت بإطلالة كلاسيكية خلال حفل تكريمها (الشرق الأوسط)

وذرفت عينا يسرا الدموع مرتين خلال الاحتفال؛ الأولى أثناء إلقاء السفير الفرنسي كلمته، لا سيما حين قال لها: «أنتِ لست امرأة عادية، ليس فقط بصفتك فنانة بل إنسانة أيضاً، فقد تركت أثراً على الصعيدين الإنساني والفنّي». والمرة الثانية أثناء تقليده الوسام لها، وعن ذلك تقول: «فخورة بأن السفير الفرنسي قلدني هذا الوسام، وتَوَّج حياتي لأحوز رتبة (فارس)، ودموعي كانت دموع فرح واعتزاز».

وكان قد حضر الاحتفال عدد من السفراء العرب والأجانب والفنانين والمخرجين، من بينهم، إلهام شاهين، وإيناس الدغيدي، ويسري نصر الله، والمنتج جمال العدل.

يسرا مع الفنانة إلهام شاهين في الحفل (الشرق الأوسط)

وعَدّ الناقد ياسر محب أن التقدير الذي حازته الفنانة يسرا من فرنسا مبعث فخر للفن المصري والعربي، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن يسرا حققت تاريخاً فنياً حافلاً، باختيارات مهمة، ومثّلت مصر في عدد كبير من المهرجانات الكبرى، سواء عبر أفلامها مع المخرج الراحل يوسف شاهين أو بصفتها عضوة لجنة التحكيم، وقد منحتها فرنسا هذا الوسام الكبير تقديراً لمسيرتها الناجحة، وهو بمثابة شهادة تميز على عطائها الفني والإنساني.

ولفت محب إلى أن «سفارة باريس لدى القاهرة قد أشارت في بيان لها حول حيثيات منح الوسام ليسرا وذكرت أنها (تتميز بمشوار مؤثر جعل منها نجمة لدى الجمهور ووضعها في مصاف كبار النجوم)».

ويسرا هي إحدى أبرز نجمات السينما المصرية ولديها تاريخ حافل بالأفلام والجوائز، فقد قدمت منذ بداياتها منتصف سبعينات القرن الماضي نحو 80 فيلماً أمام كبار النجوم وفي طليعتهم النجم عادل إمام الذي شاركته بطولة 17 فيلماً من بينها «المنسي»، و«الإرهاب والكباب»، و«طيور الظلام»؛ كما قدمت مع المخرج الكبير يوسف شاهين أفلاماً مهمة في مشوارها على غرار «حدوتة مصرية»، و«إسكندرية كمان وكمان»، و«إسكندرية نيويورك»؛ وقدمت يسرا عدداً كبيراً من الأدوار التلفزيونية التي اتسمت بالتنوع ومن بينها «فوق مستوى الشبهات»، و«سرايا عابدين»، و«الحساب يجمع».


مقالات ذات صلة

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

يوميات الشرق ندوة سامح حسين في إحدى الجامعات الحكومية المصرية (حساب الجامعة على فيسبوك)

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

أثار خبر تعيين الممثل المصري سامح حسين بهيئة تدريس جامعة حكومية، جدلاً واسعاً في مصر، وتصدر اسمه «الترند»، على موقعي «إكس» و«غوغل»، الثلاثاء.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق فهد البتيري في دور الطبيب النفسي من مسلسل «حالات نادرة» («شاهد»)

صعود الطبيب النفسي في الدراما السعودية... من «هزاع» إلى «حالات نادرة»

قبل نحو عقدين من الزمان، كانت زيارة الطبيب النفسي أمراً محرجاً في السعودية، وتتم في غالب الأحيان بالخفاء توجساً من وصمة «العيب».

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق الفنان التونسي لمين النهدي (الشرق الأوسط)

لمين النهدي لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للمسرح لأنه يمنحني الحرية

أكد الممثل التونسي لمين النهدي أنه انحاز للمسرح منذ بداية مسيرته الفنية لأنه يجد حريته في مواجهة الجمهور أكثر من السينما والدراما التلفزيونية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق استمرت عملية تبريد النيران عدة ساعات (محافظة الجيزة)

حريق ديكور «ستوديو مصر» يربك تصوير «الكينج»

أخمدت قوات الحماية المدنية في مصر، الجمعة، حريقاً نشب في منطقة التصوير المفتوحة بـ«ستوديو مصر».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة صابرين أعلنت تحضيرها لمسلسل جديد (صفحتها على «فيسبوك»)

هل تنجح سير قارئات القرآن الكريم في النفاذ للدراما المصرية؟

أعلنت الفنانة صابرين تحضيرها لمسلسل «العدلية» عن أول قارئة للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية كريمة العدلية.

محمد الكفراوي (القاهرة )

أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
TT

أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)

قال فنان متخصّص في الأعمال الميكروسكوبية إنه حطَّم رقمه القياسي العالمي السابق بعد ابتكار أصغر تمثال مصنوع يدوياً في التاريخ.

ووفق «بي سي سي»، أوضح ديفيد أ. ليندون، من مدينة بورنموث في مقاطعة دورست البريطانية، أنّ عمله الأخير الذي أطلق عليه «الوجه الأصفر المبتسم» هو «غير مرئي للعين البشرية»، إذ لا تتجاوز أبعاده 11.037 ميكرون طولاً و12.330 ميكرون عرضاً.

وأشار ليندون إلى أنّ عمله الفنّي «يعيش» فوق طابع بريد من الدرجة الأولى، على نقطة دقيقة جداً موضوعة فوق صورة عين الملكة الراحلة.

ونجح العمل في تحطيم الرقم القياسي السابق للفنان نفسه لأصغر تمثال مصنوع يدوياً، وهو «قطعة الليغو».

ويُعرَف ليندون، الحاصل على 12 رقماً في «موسوعة غينيس»، بأعماله الفنّية شديدة الصغر، من بينها 3 نسخ ميكروسكوبية من لوحات فان غوخ الشهيرة، نفَّذها داخل آلية ساعة، وبيعت مقابل 90 ألف جنيه إسترليني. أما «قطعة الليغو الحمراء» فبلغت أبعادها 0.02517 ملم طولاً و0.02184 ملم عرضاً.

في مساحة بحجم ذرّة يصنع الفنان عالماً كاملاً (ديفيد أ. ليندون)

وقال الفنان: «قطعة الوجه الأصفر المبتسم تُعادل نصف حجم (قطعة الليغو الحمراء)، التي كانت بدورها أصغر بـ4 مرات من الرقم القياسي السابق». وأوضح أنّ حجم العمل الجديد يُعادل حجم خلية دم بشرية، أو جراثيم العفن، أو البكتيريا، أو بودرة التلك، أو قطرة ضباب.

ومن أعماله الأخرى مجسَّمات مجهرية لحيوانات دقيقة يصنعها داخل ثقب الإبرة، بدءاً من الحوت الأزرق وصولاً إلى فراشة الطاووس الرقيقة. وأضاف مازحاً: «ربما أكون قد فقدتُ عقلي تماماً».

ويجري تثبيت الطابع الذي يحمل «الوجه الأصفر المبتسم» على برج زجاجي داخل صندوق زجاجي مُحكَم الإغلاق. وأعرب ليندون عن امتنانه للدكتورة سارة إليوت وجاك روز من جامعة بورنموث على قياس العمل الجديد، واعتماده على هيئة رقم قياسي عالمي.


ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.