تصل احتفالات مئوية ميلاد المخرج المصري يوسف شاهين (1926 - 2008) محطتها الثانية ضمن فعاليات مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الـ46 التي تنطلق في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عبر عرض فيلمي «المهاجر» و«الناس والنيل».
على مدار رحلته السينمائية قدم يوسف شاهين 39 فيلماً سينمائياً، من أبرزها «الأرض»، و«باب الحديد»، و«جميلة»، و«الناصر صلاح الدين» و«حدوتة مصرية»، وآخرها «هي فوضى» الذي انتهى من تصويره قبل وفاته بوقت قصير، بينما نال العديد من التكريمات والجوائز حول العام خصوصاً في فرنسا.
وقال المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، محمد طارق، إن المهرجان سيحتفي بمئوية ميلاد المخرج المصري عبر عرض الفيلمين ضمن فعالياته، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «سيتم تنظيم احتفالية لعرض فيلم (المهاجر) بحضور أبطاله، من بينهم الفنان خالد النبوي الذي يكرمه المهرجان هذا العام بمنحه (جائزة فاتن حمامة) عن مسيرته السينمائية».
وقدم يوسف شاهين فيلم «المهاجر» عام 1994 وشارك في بطولته يسرا مع خالد النبوي وحنان ترك وصفية العمري ومحمود حميدة، وهو الفيلم الذي تعرض لأزمات عدة، ويحتل المركز الـ52 بقائمة أهم مائة فيلم بتاريخ السينما المصرية، وفق استفتاء سابق لجمعية النقاد المصرية.

أما فيلم «الناس والنيل» فهو إنتاج مصري روسي وعرض عام 1972 وشاركت في بطولته سعاد حسني مع صلاح ذو الفقار وعزت العلايلي وعدد من الفنانين الروس، ويعدّ من الأفلام النادرة التي لا تعرض كثيراً على الشاشات، ومن المقرر عرضه في نسخة مرممة ضمن فعاليات المهرجان.
من جانبها، قالت المخرجة والمنتجة ماريان خوري إن احتفالية مئوية يوسف شاهين جرى التحضير لها على مدى عامٍ كامل، بالتعاون مع مؤسسات سينمائية دولية وعربية، مضيفةً لـ«الشرق الأوسط» أن «المشروع يمتد لأكثر من عام ويُقام في عدة دول ارتبط بها شاهين خلال مسيرته الفنية».
وأوضحت أن «الاحتفالية التي بدأت محطتها الأولى من (الجونة السينمائي) قبل أيام بفكرة (قطار شاهين)، الذي يرمز إلى رحلته المتنقلة بين المدن والثقافات، على أن ينتقل القطار لعدة مهرجانات وفعاليات أخرى على مدار العام داخل مصر وخارجها، سيكون جزء منها مرتبطاً بأنشطة وفعاليات مع مهرجانات سينمائية أخرى منها (فالنسيا) في فرنسا الذي سيخصص جزءاً من برامجه لموسيقى وأداءات شاهين، بينما يطلق مهرجان (سينيميد) في مونبلييه مبادرة تجمع أكثر من ألفي طالب لدراسة تجربته الإخراجية، وهي فعاليات تعكس الأثر العالمي الذي تركه شاهين في السينما والفكر والثقافة»، وفق خوري.
إحياء مئوية ميلاد يوسف شاهين لن يقتصر على المهرجانات، لكن سيتضمن أيضاً احتفالاً رئيسياً في مقر شركة «مصر العالمية» بشارع شامبليون بوسط القاهرة، وهو المكان الذي عمل فيه شاهين وأبدع فيه معظم أفلامه، بينما لا يزال المكان ينبض بالحياة وتعمل به فرق من الباحثين على توثيق تاريخه وترميم أفلامه، بجانب احتفالية أخرى ستقام في باريس يوم 26 يناير (كانون الثاني) المقبل، في ذكرى ميلاده.

وأضافت ماريان أن «الاحتفالية ستتضمن أيضاً إصدارات كتب جديدة عن أعماله، منها كتاب للناقد عصام زكريا»، لافتة إلى أن «الهدف ليس فقط التكريم، بل إعادة اكتشاف شاهين فكرياً وتحليل رؤاه الفنية بأبعادها المختلفة».
وتحدثت خوري عن مشروع الأرشفة لإرث يوسف شاهين، مؤكدة أن التعاون مع السينماتك الفرنسي بدأ منذ 2018 بعرض ضخم، في ذكرى مرور عشر سنوات على رحيله، ثم أعيد إلى القاهرة نحو طنّين من أرشيف شاهين بعد ترميمه.
وأضافت أن «الشركة تواصل ترميم أفلامه القديمة بدعم فرنسي يغطي 70 في المائة من التكلفة، فيما تتحمل الأسرة النسبة المتبقية»، لافتة إلى أن الأرشيف يضم مواد نادرة تشمل عقوداً وصوراً وملابس من أفلامه الشهيرة، مثل العقد الذي ارتدته يسرا في «المهاجر»، إلى جانب سيناريوهات ومراسلات وملاحظات بخط يده.


