إبقاء «مجلس حقوق الإنسان» بمصر في «تصنيف أ» الدولي... ماذا يعني؟

وسط تأكيد «الخارجية» إطلاق «استراتيجية وطنية» جديدة لمدة 5 سنوات

جانب من اجتماع «اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان» بمصر الشهر الماضي (الخارجية المصرية)
جانب من اجتماع «اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان» بمصر الشهر الماضي (الخارجية المصرية)
TT

إبقاء «مجلس حقوق الإنسان» بمصر في «تصنيف أ» الدولي... ماذا يعني؟

جانب من اجتماع «اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان» بمصر الشهر الماضي (الخارجية المصرية)
جانب من اجتماع «اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان» بمصر الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

أثار إبقاء «مجلس حقوق الإنسان» بمصر في «التصنيف أ» بعد توصية سابقة من «التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان» بخفض تصنيفه، تساؤلات حول المغزى من القرار، وماذا تعنى هذه التصنيفات، وانعكاساتها على وضعية المجلس المصري خلال الفترة المقبلة.

وأكد «التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان» التابع لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأربعاء، استمرار «المجلس القومي» في مصر ضمن الفئة (أ) في التصنيف الدولي، وهو أعلى تصنيف تمنحه المفوضية للمؤسسات الوطنية العاملة بمجال حقوق الإنسان.

وثمنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، الجمعة، «قرار الإبقاء في الفئة (أ)»، وقالت إنه خطوة «تعكس الثقة في استقلالية المجلس وفاعليته وجهوده الحثيثة في تعزيز وحماية حقوق الإنسان بمفهومها الشامل».

وأشارت إلى أن القرار يؤكد «تقدير المجتمع الدولي للتطوير الذي حققته الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية خلال السنوات الأخيرة على الصعيد الوطني، الهادف إلى الارتقاء بالمنظومة الحقوقية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون والمواطنة».

«يأتي هذا القرار بعد مراجعة أجراها (التحالف العالمي) خلال عام 2024، وكان حينها قد أبدى توصية مبدئية بخفض تصنيف المجلس إلى (المستوى ب) قبل أن يتراجع عنها، استناداً إلى التطورات الإيجابية التي شهدها الإطار التشريعي والعملي لحقوق الإنسان في مصر، وفقاً للأمين العام لمجلس حقوق الإنسان في مصر، هاني إبراهيم.

ويعد «المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري»، هيئة مستقلة أُنشئت عام 2003، «لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في مصر، وتشمل ولايته رفع الوعي العام، وتسلم الشكاوى والتحقيق فيها، وتقديم التوصيات إلى الحكومة، والتعاون مع الشركاء من المجتمع المدني والبرلمان والحكومة والشركاء الدوليين».

«للمجلس ولاية لإخطار السلطات العامة بانتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز وتقديم مدخلات حول مشروعات القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان، ويتكون من 27 عضواً (25 عضواً، إضافة إلى الرئيس ونائب الرئيس) الذين يتميزون بإسهاماتهم في حماية حقوق الإنسان»، بحسب ما أكدته عضو «مجلس حقوق الإنسان المصري»، نهى بكر لـ«الشرق الأوسط».

استقبال رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي لرئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر محمود كارم الشهر الماضي (المجلس القومي لحقوق الإنسان)

فيما فسر هاني إبراهيم، معاني ودلالات القرار الأخير، مشيراً إلى أنه «يجعل المجلس عنصراً فاعلاً في الإطار الوطني الخاص بحماية وتعزيز حالة حقوق الإنسان؛ عكس قرار الخفض الذي كان سيحد من قدرة المجلس، لأنه بذلك سيظل وسيلة ناجعة في قضايا حقوق الإنسان المحلية». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الاحتفاظ (بالتصنيف أ) يمنح المجلس صلاحية تقديم التقارير الحقوقية المحلية الصادرة عن المؤسسات الوطنية إلى مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة، وافتقاد هذا التصنيف كان سيُفقد المجلس هذه الصلاحية، ومن ثمّ افتقاد الوجود الدولي والأممي».

«هناك بُعد خاص بالصورة الحقوقية للدولة المصرية، إذ إن احتفاظ المجلس بالتصنيف دلالة على أن مسار الإصلاح الحقوقي متعمق داخل بنية الدولة المصرية، كما أن (التصنيف أ) يبرهن على احترام مؤسسات الدولة لاستقلالية المجلس، وفي الوقت نفسه يؤكد مدى استجابة السلطتين التشريعية والتنفيذية لتوصياته»، بحسب إبراهيم.

وأشاد «التحالف العالمي» أخيراً بالجهود التي بذلها «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في تعزيز الإطار التشريعي والتنظيمي الذي يحكم عمله، وخاصة مساعيه لتعديل قانونه بما يعزز من صلاحياته واستقلاله.

ووفق إبراهيم فإن القرار الأخير جاء بعد أن برزت جهود «مجلس حقوق الإنسان» في عدة ملفات حقوقية مهمة بينها، إصدار توصية بطلب العفو الرئاسي عن المعارض علاء عبد الفتاح، والتي استجاب لها الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبتمبر (أيلول) الماضي، والتقدم بعدد من الالتماسات لتحسين ظروف نزلاء في بعض مراكز الاحتجاز، وجرى الاستجابة لها أيضاً، وكذا تفعيل (منظومة الشكاوى) الخاصة بالمجلس، وتحقيق استجابة مضاعفة من جانب الدولة المصرية لما يتم توجيهه من وقائع.

رئيس مجلس حقوق الإنسان المصري يلتقي وزيرة المرأة بالاتحاد الأفريقي في وقت سابق (مجلس حقوق الإنسان المصري)

وأكدت «الخارجية المصرية»، الجمعة، أنها «تعمل بالتنسيق مع جميع الجهات الوطنية المعنية على تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بالبدء في الإعداد لإطلاق (الاستراتيجية الوطنية الجديدة لحقوق الإنسان) للسنوات الـ5 المقبلة، بما يعزز مسيرة الدولة المصرية نحو ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان الشاملة والتنمية المستدامة».

وسبق أن أطلق السيسي في سبتمبر 2021 «الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، وقامت على (4) محاور رئيسية، وهي «الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحقوق الإنسان للمرأة والطفل والأشخاص ذوي الإعاقة والشباب، والتثقيف وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان».

نهى بكر قالت إن «المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان تعد أحد أهم مظاهر التحول نحو الحوكمة الديمقراطية في العقود الأخيرة، وقد اعتمدت الأمم المتحدة عام 1993 (مبادئ باريس)، التي تُعد المرجعية الدولية الرئيسية لتحديد طبيعة هذه المؤسسات وشروط تصنيفها، من حيث الاستقلالية والتعددية وامتلاكها صلاحيات التحقيق والمتابعة».

وهناك ثلاث درجات يعتمد عليها «التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية»، وهي «التصنيف أ» الذي يُمنح «للمؤسسات التي تتوافق كلياً مع مبادئ باريس وتتمتع بالاستقلال والفاعلية الكاملة، و«التصنيف ب» للمؤسسات التي تتوافق جزئياً مع المبادئ، و«التصنيف ج» للمؤسسات التي لا تتوافق أو تفتقد الاستقلال اللازم، وفقاً لبكر.

وأوضحت أن الحفاظ على (تصنيف أ) يجعل «المجلس القومي» بمصر يحظى باعتراف عالمي بوصفه مؤسسة مستقلة وفعالة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في البلاد، ويعكس الثقة في استقلالية وفاعلية المجلس، وعمله المستمر في تعزيز الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ ومعالجة الشكاوى، ومراقبة أماكن الاحتجاز، والتواصل مع المجتمع المدني.

وفازت مصر، الشهر الماضي بعضوية «مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة»، وحصلت على 173 صوتاً خلال الانتخابات التي أُجريت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما عدّته وزارة الخارجية حينذاك «تجسيداً لما تحظى به مصر من مكانة مرموقة وتقدير متزايد على الساحة الدولية».


مقالات ذات صلة

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

شمال افريقيا علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

رفع النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، السبت، اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قوائم «منع السفر» استجابة لطلب قدمه محاميه في وقت سابق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا محادثات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية الروسي في القاهرة السبت (الرئاسة المصرية)

مصر وروسيا… «شراكة استراتيجية» تحمل أبعاداً اقتصادية وسياسية

أعرب الرئيس المصري خلال لقاء لافروف، السبت، عن «تقديره لمسار العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو، التي تشهد نمواً متواصلاً في مختلف المجالات»

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا ناخبون في محافظة بورسعيد المصرية خلال المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب (تنسيقية شباب الأحزاب)

«النواب» المصري يواجه «طعوناً» جديدة على نتائج الدوائر الملغاة

تواجه نتائج انتخابات مجلس النواب المصري «طعوناً» جديدة أمام القضاء الإداري، تخص نتائج دوائر سبق إلغاؤها وإعادة الاقتراع بها.

علاء حموده (القاهرة)
تحليل إخباري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017 (رويترز)

تحليل إخباري ما تأثير التوترات بين مصر وإسرائيل على استدامة «اتفاقية الغاز»؟

قال رئيس «هيئة الاستعلامات» المصرية، ضياء رشوان، إن الحديث عن الترتيب للقاء بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي في واشنطن «شائعة لا أساس لها».

أحمد جمال (القاهرة )
شمال افريقيا بدر عبد العاطي خلال محادثات مع وزير خارجية جمهورية الكونغو في القاهرة السبت (الخارجية المصرية)

مصر والكونغو لتعميق التعاون في مجالات الأمن والطاقة والتنمية

أكد عبد العاطي «أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري مع الكونغو وزيادة حجم التبادل التجاري بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
TT

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع».

وذكر روبيو في تصريحات، الجمعة، أنَّ «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد»، في تكثيف للتحرك الأميركي من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية.

وقال إنَّ بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، للدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو: «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنَّ العام الجديد والأعياد المقبلة تُمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك».


10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

TT

10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تحدد فيها الإدارة الأميركية مواقيت زمنية أمام طرفي النزاع؛ الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ إعلان تدخل واشنطن بقوة في هذا الملف.

وذكر روبيو في تصريحات صحافية، الجمعة، أن «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد». وقال إن بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، في إطار الدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وأكد روبيو في مؤتمر صحافي أن «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أن العام الجديد والأعياد المقبلة تمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك، ونحن نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد».

وقال روبيو إن كلا الجانبين انتهك التزاماته، وأعرب عن قلقه إزاء التقارير الجديدة التي تفيد بتعرض قوافل مساعدات إنسانية لهجمات. وأضاف: «ما يحدث هناك مروع، إنه فظيع». وتابع: «سيأتي يوم تُعرف فيه القصة الحقيقية لما حدث هناك، وسيبدو كل من شارك في الأمر بمظهر سيئ».

ضغوط على السودان

وفي هذا الصدد، قال مصدر سوداني مطلع لــ«الشرق الأوسط»، إن رئيس «مجلس السيادة»، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اطلع خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض على دعوة عاجلة للامتثال لخريطة الرباعية للموافقة على تهدئة القتال، وإنه طلب أسبوعاً للرد عليها بعد إجراء مشاورات مع حلفائه في الداخل.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الخطة التي طرحت على البرهان، لا تخرج عن إطار خريطة الرباعية المتفق عليها بين الدول الأربع؛ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. وفي حين لم يشر وزير الخارجية الأميركي إلى أي خطة جديدة، لكنه ألمح إلى أن الإدارة الأميركية قد تلجأ لممارسة المزيد من الضغوط من أجل الوصول إلى المرحلة الأولى، التي تشمل الهدنة الإنسانية، وربطها في الوقت نفسه بإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مناطق النزاع.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

وربط المصدر السوداني حديث روبيو في هذا التوقيت، بزيارة البرهان إلى السعودية، وتزامنها مع وجود كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، الذي عاد إلى واشنطن بعد جولة طويلة شملت السعودية والإمارات ومصر.

تدخل سعودي حاسم

وصعد ملف الحرب في السودان إلى سلم أولويات الإدارة الأميركية، بعد التدخل السعودي الحاسم، وطلب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان من الرئيس دونالد ترمب التدخل لوقف الحرب. ووفقاً لوزارة الخارجية السودانية، أكد البرهان خلال زيارته إلى الرياض الأسبوع الماضي، حرصه على العمل مع السعودية والرئيس دونالد ترمب ومبعوثه للسلام مسعد بولس لوقف الحرب في السودان.

وبحسب المصدر نفسه، تعكس تصريحات البرهان تحولاً كبيراً في موقف الحكومة السودانية التي سبق أن رفضت مقترح «الآلية الرباعية» بهدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، مشيراً إلى أن دول الرباعية أكدت مراراً وتكراراً التزامها بالعمل في إطار هذه المبادرة لوقف الحرب عبر الحل السلمي المتفاوض عليه.

من جهته، قال مستشار «قوات الدعم السريع»، محمد المختار، إن «موقفنا المبدئي هو الترحيب بأي مبادرة لوقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة في السودان». وأضاف أن «الدعم السريع وتحالف تأسيس (المرجعية السياسية لحكومة السلام) في نيالا، على اتفاق تام بالتعاطي مع أي جهود أو تسوية تؤدي إلى إحلال السلام في البلاد... وظللنا منذ اندلاع الحرب نستجيب لكل المساعي الإقليمية والدولية في هذا الصدد».

التحركات الأميركية

وقال دبلوماسي سوداني سابق، إن الإدارة الأميركية لا تلجأ في العادة لتحديد سقف زمني لأي ملف تتحرك فيه دون مؤشرات واضحة أو حصولها على ضوء أخضر، مضيفاً: «صحيح أن القيد الزمني الذي وضعته ضيق جداً، لكنها قد تنجح في اقتلاع موافقة نهائية من طرفي الحرب بخصوص الهدنة الإنسانية في الأيام القليلة المقبلة».

وأشار الدبلوماسي السوداني إلى أن وقف إطلاق النار يتوقف على كلا الجانبين، من حيث الوفاء بالتزاماتهما في تنفيذ المقترح المطروح من قبل «الآلية الرباعية». وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب أيضاً عدم ذكر اسمه، أن إدارة ترمب تركز في الوقت الحالي على جمع الطرفين في مفاوضات مباشرة للاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى للهدنة الإنسانية التي تمهد الانتقال إلى مرحلة إيقاف دائم لإطلاق النار، يعقب ذلك تنفيذ الرؤية المضمنة في خريطة الرباعية بخصوص العملية السياسية والانتقال إلى الحكم المدني.وتوقع الدبلوماسي أن تتسارع وتيرة تحركات الرباعية بكثافة في الأيام المقبلة، بعد حديث روبيو، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع طرفي الصراع للالتزام بتنفيذ الهدنة فوراً دون تأخير.

وتنص خريطة «الرباعية» على التنفيذ السريع لمقترح الهدنة الإنسانية لمدة 3 أشهر، وإيقاف فوري لإطلاق النار دون قيد أو شرط، وتطويره إلى وقف إطلاق نار دائم، ثم البدء في مفاوضات سياسية.

ترحيب إماراتي

من جهته، جدّد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، التأكيد على أن الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وضمان وصول إنساني آمن من دون عوائق إلى المدنيين، يمثلان أولوية قصوى في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية واتساع دائرة المعاناة في السودان.

ورحّب الشيخ عبد الله بن زايد بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن السودان، التي شدد فيها على أن الهدف العاجل لواشنطن يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد بما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد.

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي (وام)

وأثنى وزير الخارجية الإماراتي على ما تضمنته التصريحات الأميركية من تركيز على دفع مسار التهدئة الإنسانية والتخفيف من وطأة الأزمة، مؤكداً أن أي تقدم عملي يبدأ بوقف إطلاق النار على نحو عاجل، بما يوفر حماية للمدنيين ويؤسس لتهيئة بيئة سياسية أكثر قابلية للحل.

كما رأى أن تثبيت الهدنة الإنسانية وفتح الممرات أمام الإغاثة «يمهدان الطريق» لمسار سياسي يفضي إلى انتقال مدني مستقل يحقق تطلعات السودانيين إلى الأمن والاستقرار والسلام.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عبد الله بن زايد التزام دولة الإمارات بالعمل مع المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن جهود تستهدف دعم مسار سياسي مدني مستدام يضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار.

إدريس إلى نيويورك

من جهة ثانية، توجّه رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إلى نيويورك، السبت، للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين آخرين ومناقشة سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف محتمل لإطلاق النار، وفق ما أفاد مصدران في الحكومة السودانية.

وتأتي هذه الزيارة في ظلّ احتدام المعارك بين الجيش السوداني و«قوّات الدعم السريع» في جنوب كردفان، ما يثير مخاوف من فظائع جديدة شبيهة بتلك التي ارتكبت في مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر (تشرين الأول). وترافقت سيطرة «قوّات الدعم السريع» على آخر معقل للجيش في إقليم دارفور (غرب) مع تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب واختطاف.


مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
TT

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)

رفع النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، السبت، اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قوائم «منع السفر»، استجابةً لطلب قدمه محاميه في وقت سابق.

وبموجب قرار النائب العام الذي ستجري مخاطبة الجهات المختصة به، سيكون من حق علاء عبد الفتاح، الحاصل على الجنسية البريطانية بجانب جنسيته المصرية، القدرة على مغادرة البلاد بعد نحو 3 أشهر من الإفراج عنه بعفو رئاسي استجابة لمناشدات عدة قدمتها أسرته، ومخاطبة قدمها «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر.

وصدر حكم قضائي على علاء عبد الفتاح في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بالسجن 5 سنوات بتهمة «الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة داخل وخارج البلاد، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها».

وجاء الحكم بعد أكثر من عامين على توقيف الناشط، الذي أُلقي القبض عليه في سبتمبر (أيلول) 2019.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت رفع اسم علاء عبد الفتاح من «قوائم الإرهاب» في القضية رقم 1781 لسنة 2019 في يوليو (تموز) الماضي، مستندة إلى التحريات التي أفادت بـ«عدم استمراره في أي نشاط لصالح جماعة إرهابية»، وهو القرار الذي ترتّب عليه إنهاء جميع الآثار القانونية المترتبة على الإدراج، بما في ذلك المنع من السفر وتجميد الأموال وغيرهما من العقوبات.

وحصل علاء عبد الفتاح على الجنسية البريطانية خلال وجوده في السجن، بعدما تقدمت شقيقتاه بطلب للسلطات البريطانية على خلفية حصول والدته على الجنسية لولادتها هناك، وهو ما جعل موقفه القانوني محل نقاش مستمر بين المسؤولين المصريين ونظرائهم البريطانيين خلال السنوات الماضية.