مصر تخطف أنظار العالم بحفل افتتاح «المتحف الكبير»

إشادات دولية وعربية بالعروض الفنية وجدال محلي

عروض وأضواء مبهرة في حفل الافتتاح (الرئاسة المصرية)
عروض وأضواء مبهرة في حفل الافتتاح (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تخطف أنظار العالم بحفل افتتاح «المتحف الكبير»

عروض وأضواء مبهرة في حفل الافتتاح (الرئاسة المصرية)
عروض وأضواء مبهرة في حفل الافتتاح (الرئاسة المصرية)

خَطفت مصر أنظار العالم، مساء السبت، خلال حفل افتتاح «المتحف المصري الكبير»، الذي حظي بإشادات عربية ودولية، تزامنت مع جدل محلي على مواقع التواصل الاجتماعي حول جودة الإخراج التلفزيوني لفقرات الحفل، ومقارنته بحفلات سابقة مرتبطة بقطاع الآثار.

وبحضور ممثلين ووفود من 79 دولة، بينهم ملوك ورؤساء وقادة 39 دولة، افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء السبت، «المتحف الكبير»، الذي يضمّ، وفق مسؤولين مصريين، نحو 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها مقتنيات الملك «توت عنخ آمون» التي تُعرض كاملة للمرة الأولى منذ اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي في الأقصر عام 1922.

صورة جماعية لرؤساء الدول والوفود المشاركة في الافتتاح (إ.ب.أ)

ونشر عدد من زعماء العالم وقادته عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي صوراً من مشاركتهم في حفل الافتتاح.

ووصف الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس «المتحف الكبير» في منشور عبر صفحته الرسمية بمنصة «إكس»، بأنه «تكريم تاريخي لـ7 آلاف عام من التاريخ والحضارة».

في حين وصفه رئيس ألبانيا باجرام بيجاي، عبر حسابه على منصة «إكس»، بأنه «مركز فريد للذاكرة الإنسانية، يربط الأجيال والعصور برؤية عالَم يحفظ التاريخ، ويتطلع إلى المستقبل».

أما رئيس غانا جون دراماني ماهاما فقال عبر حسابه على «إكس»، إن القاهرة شهدت «ليلة تاريخية».

ووصفت ملكة الأردن رانيا العبد الله، الحفل بـ«الرائع»، وشاركت عبر حسابها على منصة «إنستغرام»، صوراً من مشاركتها في حفل الافتتاح الذي «جسد حاضر مصر وتاريخها العريق»، وفق تعبيرها.

كما نشر وزير الثقافة السعودي بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود صوراً عبر حسابه على منصة «إكس» لمشاركته في الحفل نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد رئيس مجلس الوزراء، متمنياً لمصر «مزيداً من التقدم والازدهار».

وأشارت السفارة الأميركية في القاهرة عبر حساباتها على مواقع التواصل إلى مشاركة مستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس في الحفل الذي وصفته بـ«المبهر».

وتصدّر افتتاح المتحف الكبير قوائم الترند بـ«هاشتاغات» عدّة بالعربية والإنجليزية، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقطات من الحفل مشيدين بعراقة الحضارة المصرية.

وقال الأمير عبد العزيز بن طلال عبر منصة «إكس» إن «افتتاح المتحف المصري الكبير ليس حدثاً عابراً، بل شهادة خالدة على أن الثقافة والآثار والعلم هي لغة السلام بين الأمم وجسر التآلف بين القلوب».

من جانبها، وصفت الفنانة اللبنانية إليسا الحفل بـ«المبهر»، وقالت: «مبروك لمصر العظيمة افتتاح المتحف الكبير... إنجاز يفتخر به كل عاشق للحضارة والتاريخ».

حفل مبهر شهدته مصر مساء السبت (أ.ف.ب)

وأشاد الفنان اللبناني راغب علامة بالحدث، وكتب عبر حساباته على مواقع التواصل أن افتتاح المتحف «إنجاز حقيقي وكبير». وبدورها قالت الفنانة اللبنانية كارول سماحة: «مبروك لمصر الافتتاح العظيم».

ووصف الإعلامي والمعلق الرياضي العُماني خليل البلوشي افتتاح المتحف الكبير بأنه «حدث يليق بعظمة مصر وتاريخها الكبير».

وكتب مشعل الشامسي من الإمارات عبر حسابه على منصة «إكس»: «بعد انتهاء الحفل المهيب عندي 4 كلمات... ارفع رأسك فوق أنت مصري».

بينما قال الإعلامي نيشان: «عظيمة يا مصر».

الرئيس السيسي يُعلن افتتاح المتحف الكبير رسمياً (الرئاسة المصرية)

وركز حفل افتتاح المتحف على إرسال رسالة «سلام»؛ إذ بدأ بعرضٍ فني بعنوان «العالم يعزف لحناً واحداً»، تبعه عرض «الليزر والدرونز»، الذي شرح نظرية «حزام أوريون» وعلاقة بناء المتحف بالأهرامات، ومن ثَمَّ عرض فني بعنوان «رحلة سلام في أرض السلام» تخلله مشهد فني عن إبداع المصريين في البناء بداية من بناء هرم زوسر حتى البناء في العصر الحديث، ليستمع الحضور لأغنية قبطية، وإنشاد صوفي، وتخللت الفقرات أغنية قبطية وإنشاد صوفي، ثم عرض آخر بالدرونز يظهر عبارة «الحضارات تزدهر وقت السلام».

في كلمته خلال الحفل، قال الرئيس السيسي: «لقد ألهمت مصر القديمة شعوب الأرض قاطبة، ومن ضفاف النيل انطلقت أنوار الحكمة لتضيء طريق الحضارة والتقدم الإنساني، معلنة أن صروح الحضارة تُبنى في أوقات السلام، وتنتشر بروح التعاون بين الشعوب».

ورغم الإشادات الدولية، تفجّر جدل واسع في مصر عقب الحفل، خصوصاً حول جودة الإخراج التلفزيوني وغياب نص واضح يربط بين الفقرات، إضافة إلى ما وصفه بعضهم بـ«رتابة الموسيقى».

وقارن كثيرون بين الحفل و«موكب المومياوات الملكية» عام 2021، وعدّوا الأخير أكثر تميزاً من حيث الفقرات والتعبير عن روح الحضارة المصرية؛ إذ تضمن أغنية باللغة الهيروغليفية، في حين اعتمد حفل المتحف الكبير على الغناء الأوبرالي.

كما انتقد آخرون «التكرار والهفوات في الإخراج التلفزيوني»، مشيرين إلى أن «افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي، لكن مخرجَي المسرح والتلفزيون لم يكونا على مستوى الحدث».

وأشارت الكاتبة المصرية فاطمة المعدول على «فيسبوك» إلى «ضعف التناغم بين الفقرات والموسيقى والإخراج المسرحي».

في المقابل، دافع فنانون ومنتجون وإعلاميون عن الحفل، وعدّوه «مبهراً على أكثر من صعيد».

وقال المنتج هشام سليمان عبر «فيسبوك» إن «الفكرة الأساسية للافتتاح هي أن مصر تقدم هدية للعالم»، مشيراً إلى تصوير مشاهد منه في مدن عالمية عدّة، وإلى «عظمة التصوير والإضاءة وأناقة الملابس والديكورات». وأضاف: «نعم، كانت هناك مشكلات في البث التلفزيوني لم يرها الحضور، وهي أمور واردة لا ينبغي أن تعكر فرحة الحدث».

وأشار المخرج عمرو سلامة عبر حسابه على «فيسبوك»، إلى «نقاط مضيئة في الحفل» مثل الموسيقى الجميلة وظهور مجدي يعقوب وشريهان.

جانب من حفل الافتتاح (د.ب.أ)

ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور سعيد صادق أن الجدل المحلي «ينبع من أن بعض المصريين لا ينظرون إلى الأمور بصورة شاملة، ويربطون الإنجازات بضغوطهم الحياتية»، لكنه أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن الافتتاح «أعاد للمواطن البسيط شعوره بالانتماء لهويته المصرية».


مقالات ذات صلة

بعد تعليق إضراب العاملين... «اللوفر» يعيد فتح أبوابه مجدداً

أوروبا زوار يصطفون قرب الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر للدخول (رويترز)

بعد تعليق إضراب العاملين... «اللوفر» يعيد فتح أبوابه مجدداً

أعلنت إدارة متحف اللوفر في باريس، والنقابات المعنية، فتح أبواب المتحف بالكامل أمام الزوار.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا أشخاص يصطفّون لدخول متحف اللوفر (رويترز) play-circle

«اللوفر» يفتح أبوابه جزئياً رغم تصويت موظفيه على تمديد الإضراب

أعلن متحف اللوفر بباريس إعادة فتح أبوابه جزئياً، الأربعاء، رغم استمرار الإضراب، الذي صوّت عليه الموظفون في اجتماع الجمعية العامة خلال وقت سابق من اليوم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا لوحة إعلانية تُشير إلى تأجيل فتح أبواب متحف اللوفر الأكثر زيارة في العالم (أ.ب)

بسبب إضراب... متحف اللوفر في باريس يغلق أبوابه

أغلق متحف اللوفر الشهير بباريس، صباح الاثنين، بسبب إضراب، وفق ما أفاد عناصر أمن، في وقتٍ تواجه المؤسسة العريقة صعوبات منذ عملية السرقة الصادمة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)

مصر تنفي وجود عيوب في تصميم «المتحف الكبير»

نفت الحكومة المصرية، السبت، وجود عيوب في تصميم المتحف المصري الكبير، بعد تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف خلال الأيام الماضية.

رحاب عليوة (القاهرة )
أوروبا ناشدت شرطة آيفون وسوميرست الجمهور تقديم معلومات حول أربعة رجال رصدتهم كاميرات مراقبة أمام مبنى بمدينة بريستول (أ.ف.ب)

سرقة أكثر من 600 قطعة تعود لحقبة الإمبراطورية البريطانية من متحف

سُرق أكثر من 600 قطعة من مجموعة تُوثق الروابط بين بريطانيا ودول الإمبراطورية البريطانية السابقة، من بينها ميداليات ومجوهرات، من متحف بريطاني في سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

متحف «بيمِيش» يفتح أرشيفه للجمهور بعد الإغلاق

عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
TT

متحف «بيمِيش» يفتح أرشيفه للجمهور بعد الإغلاق

عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)

يستعد متحف «بيمِيش» (Beamish) في مقاطعة دورهام شمال شرقي إنجلترا لإعادة فتح أرشيفه أمام الجمهور بحلول أواخر عام 2026، بعد فترة من الإغلاق؛ وفق «بي بي سي». ويضم المتحف أكثر من 2.5 مليون قطعة تعكس حياة الناس في المنطقة بين عشرينات القرن الـ19 والخمسينات من القرن الـ20.

ويُعرض حالياً جزء صغير نسبياً فقط من هذه المجموعة الضخمة، التي تبرّع بها معظمها السكان المحليون، وفق ما أوضحت هيلين باركر، المسؤولة في المتحف؛ التي قالت: «تبرع الناس بهذه القطع لمساعدتنا على بناء المتحف، وأعتقد أن لدينا مسؤولية لجعلها متاحة للجمهور ليطَّلع عليها».

وأضافت باركر، مديرة مجموعات وبرامج المتحف، أن أجزاءً من أرشيف المتحف كانت متاحة سابقاً للزوار قبل جائحة كورونا. وأوضحت: «كنا نعلم أنها كانت تحظى بشعبية كبيرة بين الزوار، لذلك كنا دائماً نخطط لإعادة فتحها».

ويعمل الفريق حالياً على إعادة فتح أجزاء من الأرشيف للجمهور، ويأمل أن يحدث ذلك خلال عام. وأشارت باركر إلى أن الأرشيف يُشكِّل «لمحة فريدة» عن حياة الطبقة العاملة في المنطقة. وأضافت أن المتحف، بطريقة ما، «نُسِّق بمشاركة الجمهور»، مشيرة إلى أن المتبرعين قرَّروا ما هو مهم وما يرغبون في التبرع به.

وأكدت باركر أن إعادة فتح الأرشيف للجمهور أمر ضروري، لأنه لا جدوى من الاحتفاظ بالقطع التي لا يمكن مشاهدتها. وقالت: «نحتاج إلى جعل أكبر قدر ممكن من المجموعات متاحة، فهذا يساعدنا على فهم هويتنا ومكاننا في العالم».

يمثل هذا المشروع فرصة للجمهور لاكتشاف التاريخ المحلي بطريقة تفاعلية، والتعرف على حياة الناس اليومية في شمال شرقي إنجلترا على مدار أكثر من قرن من الزمن.


اكتشاف جديد يُغيِّر صورة امرأة «بيتشي هيد» الغامضة

صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)
صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)
TT

اكتشاف جديد يُغيِّر صورة امرأة «بيتشي هيد» الغامضة

صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)
صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)

بعد سنوات من التكهنات والجدل، كشف تحليل حديث للحمض النووي تفاصيل دقيقة عن هوية المرأة الرومانية الغامضة التي عُثر على رفاتها في بريطانيا، والمعروفة باسم «امرأة بيتشي هيد».

وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «العلوم الأثرية» (Archaeological Science)، أن المرأة لم تكن «أول بريطانية سوداء» كما تكهَّن بعض العلماء استناداً إلى ملامحها الجسدية، بل كانت ذات بشرة فاتحة وأصول بريطانية.

وقال ويليام مارش، عالم الوراثة الأثرية في متحف التاريخ الطبيعي في لندن: «باستخدام أحدث تقنيات تحليل الحمض النووي والجينومات، تمكنا من تحديد أصول امرأة (بيتشي هيد) بدقة أكبر بكثير من السابق». وأضاف: «أظهرنا أنها تحمل أصولاً جينية مشابهة إلى حد كبير لأفراد آخرين من السكان المحليين في بريطانيا خلال العصر الروماني».

وقد أُثير جدل حول رفات هذه المرأة لأكثر من عقد؛ إذ عُثر على الهيكل العظمي لأول مرة في جنوب شرقي إنجلترا في منتصف القرن العشرين، ومن ثَمَّ أُعيد اكتشافه عام 2012 داخل صندوق يحمل بطاقة تعريفية كُتب عليها: «بيتشي هيد (1959)»، نسبة إلى امتداد الساحل في إيست ساسكس، حيث يُعتقد أن الرفات وُجد هناك.

أظهر التأريخ بالكربون المُشع أن المرأة تُوفيت بين عامَي 129 و311 ميلادياً، خلال فترة الاحتلال الروماني لبريطانيا، ومع ذلك دفع شكل جمجمتها بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن أصولها تعود إلى مناطق بعيدة.

في عام 2017، أشار تحليل أولي للحمض النووي إلى أنها لم تكن من أفريقيا كما افترض الباحثون في البداية، بل من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، والآن يبدو أن هذا التخمين كان خاطئاً أيضاً.

وكشف التحليل الحديث أن المرأة «تتقارب جينياً مع سكان المناطق الريفية في بريطانيا خلال فترة الاحتلال الروماني، ومع البريطانيين المعاصرين»، حسبما أفاد مارش وزملاؤه، ولا تحمل أي علامات لأصول أفريقية حديثة. وبناءً على جيناتها، يُرجَّح أن عينيها زرقاوان، وبشرتها تتراوح بين الفاتح والداكن، وشعرها فاتح.

وأكد العلماء أن لغز امرأة «بيتشي هيد» أثار نقاشات مهمة حول التنوع وكيفية تصويرنا لأفرادٍ من الماضي. وكتب فريق البحث: «حظي اكتشاف (أول بريطانية سوداء معروفة لدينا) باهتمام واسع في وسائل الإعلام، والكتب غير الروائية، والموارد التعليمية، والمنشورات الأكاديمية». ومع ذلك، كان هذا الافتراض مبنياً على تكنولوجيا غير دقيقة وغير موثوقة.

وتقليدياً، يُستخدم الشكل الجسدي للجمجمة لتحديد العِرق والإثنية، بيد أن هذا النهج البحثي يُروِّج لـ«مفاهيم عفا عليها الزمن عن الواقع البيولوجي للعِرق»، كما كتب مارش وزملاؤه، وهو ما «يتجاهل الطبيعة المستمرة لمعظم التنوعات البشرية».

وتوضح حالة المرأة مدى خطأ الاعتماد على المظهر وحده، ولماذا يُعدُّ علم الوراثة مصدراً أكثر موثوقية للبحث.

وقالت سيلينا بريس، عالمة الأنثروبولوجيا في المتحف: «تمرُّ معرفتنا وفهمنا العلمي بحالة تطور مستمر، ومن واجبنا نحن العلماء مواصلة البحث عن إجابات». وأضافت: «بفضل التقدم التكنولوجي الذي شهده العقد الماضي منذ اكتشاف رفات (بيتشي هيد)، يُسعدنا أن ننشر هذه البيانات الشاملة الجديدة ونشارك المزيد عن هذه المرأة وحياتها».


استخدام تطبيقات المواعدة مرتبط بتدهور الصحة النفسية

الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)
الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)
TT

استخدام تطبيقات المواعدة مرتبط بتدهور الصحة النفسية

الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)
الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)

يستخدم الملايين من الأشخاص حول العالم تطبيقات المواعدة للعثور على شريك حياة. ورغم مزايا التطبيقات العديدة، كإمكانية تحديد شركاء محتملين عدة ودعوتهم للقاء، فإنها لا تُعدّ دائماً إيجابية للصحة النفسية، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية.

فالاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة، كالبحث لساعات عن الشريك المثالي، قد يرتبط بمشاكل نفسية. مع ذلك، لم تُجرَ حتى الآن دراسات نفسية شاملة حول هذا الموضوع، ولم تُدمج نتائجها بشكل منهجي لتحديد أنماط عامة تربط بين استخدام تطبيقات المواعدة والصحة النفسية.

دراسة جديدة

نُشرت مؤخراً دراسة تحليلية جديدة في مجلة «الحواسيب في السلوك البشري» الأكاديمية، تركز على سد هذه الفجوة المهمة في الدراسات النفسية المتعلقة بتطبيقات المواعدة. ودمج فريق البحث في هذه الدراسة التحليلية لتطبيقات المواعدة بيانات من 23 دراسة (نُشرت بين عامي 2007 و2024) حول تأثير هذه التطبيقات على الصحة النفسية. وشملت البيانات التي تم تحليلها بيانات أكثر من 26 ألف متطوع.

وأظهرت الدراسات التي تم تحليلها أشكالاً مختلفة من النتائج السلبية لتطبيقات المواعدة على الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق والوحدة والتوتر.

صحة نفسية أسوأ

أظهرت نتائج تحليل الدراسات أن مستخدمي تطبيقات المواعدة يعانون مشاكل نفسية أسوأ بشكل ملحوظ، بما في ذلك الاكتئاب والوحدة والقلق والضيق النَفْسِي، مقارنةً بمن لا يستخدمون هذه التطبيقات.

وأظهر مستخدمو تطبيقات المواعدة العزاب مشاكل نفسية أسوأ بشكل ملحوظ مقارنة بمستخدمي تطبيقات المواعدة من المرتبطين.

الحد من الاستخدام المفرط

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التأثير ناتجاً من استخدام الأشخاص ذوي الصحة النفسية المتدهورة لتطبيقات المواعدة بشكل أكبر من الأشخاص السعداء، أو أن استخدام هذه التطبيقات يؤدي إلى مشاكل نفسية.

وعلى الأرجح، يحدث كلا الأمرين بدرجات متفاوتة. وهذا يُبرز ضرورة أن يضع مصممو تطبيقات المواعدة الصحة النفسية للمستخدمين في حسبانهم عند تصميم تطبيقاتهم، وفق «سيكولوجي توداي».

كما ينبغي على المستخدمين التفكير في الحد من الاستخدام المفرط لهذه التطبيقات والتركيز على التفاعلات الواقعية مع الأشخاص الذين التقوهم عبر التطبيق أو بطرق أخرى.