ماريان خوري: «الجونة السينمائي» أصبح أكثر نضجاً

مديرة المهرجان قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه يسعى ليكون منصّة عربية

ماريان خوري أكدت أهمية مشاركة الشباب في «الجونة» (إدارة المهرجان)
ماريان خوري أكدت أهمية مشاركة الشباب في «الجونة» (إدارة المهرجان)
TT

ماريان خوري: «الجونة السينمائي» أصبح أكثر نضجاً

ماريان خوري أكدت أهمية مشاركة الشباب في «الجونة» (إدارة المهرجان)
ماريان خوري أكدت أهمية مشاركة الشباب في «الجونة» (إدارة المهرجان)

قالت المديرة الفنّية لمهرجان «الجونة السينمائي» ماريان خوري، إنّ الدورة الثامنة التي امتدَّت من 16 إلى 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي تُمثّل «نقلة نوعية بكلّ المقاييس»، موضحةً أنها «شهدت توسُّعاً لافتاً على مستوى الحضور الجماهيري، وعدد الفعاليات، والمشروعات السينمائية، وحجم مشاركة الشباب في مختلف قطاعات التنظيم والأنشطة الموازية، مما يعكس تطوّر المهرجان واستقراره بعد 8 سنوات من انطلاقه».

وأضافت، في حوارها مع «الشرق الأوسط» قبل ساعات من حفل الختام، أنّ «نجاح الفعاليات، والإقبال على الحضور، والمشاركة الفاعلة من صنّاع السينما والجمهور لم يكن مصادفةً، بل نتيجة تراكم الخبرات والعمل المنهجي الذي يتواصل منذ تأسيس المهرجان»، مؤكدة أنّ «(الجونة السينمائي) أصبح أكثر نضجاً، وهو اليوم فضاء حقيقي للنقاش والإبداع».

وتابعت: «الدورة الثامنة حقّقت التوازن بين الطابع الاحتفالي للمهرجان ومضمونه المهني والثقافي؛ إذ تراجع التركيز المُعتاد على المظاهر الخارجية لمصلحة الاهتمام بالمضمون الفنّي والنقاشات الفكرية»، لافتةً إلى مشاركة الفنانين في الفعاليات وحضور الندوات وورشات العمل والمعارض، مما جعل المهرجان يبدو أكثر جدّية وتكاملاً، خصوصاً أنّ «الحضور النشط للنجوم في الحوارات والفعاليات يعكس وعياً يتزايد بأهمية دورهم في دعم الصناعة، فالمشهد العام لم يعُد مقتصراً على السجادة الحمراء، بل أصبح مساحة حقيقية لتبادُل المعرفة والتجارب».

ماريان خوري تحدَّثت عن الدورة الثامنة للحدث السينمائي (إدارة المهرجان)

وقالت ماريان خوري إنّ «الجونة» يسعى في السنوات المقبلة إلى توسيع اهتمامه بالسينما العربية خارج مصر، لا سيما من السعودية ومنطقة الخليج، مشيرةً إلى أنّ هذا الانفتاح ضروري لتكريسه منصّةً عربيةً شاملةً. وتابعت أنّ برمجة الأفلام واختيار الأعمال الجيدة للمشاركة في المهرجان يتطلّبان عملاً طويل الأمد يبدأ بمتابعة الإنتاجات الجديدة في المهرجانات الدولية الكبرى منذ بدايات العام، في «صندانس»، و«برلين»، و«كان»، و«لوكارنو»، وغيرها.

وأضافت أنّ «عملية البرمجة تستلزم وقتاً وجهداً ومراسلات متواصلة مع صنّاع الأفلام، وقد أصبحت علماً قائماً على التخطيط والرؤية، عبر فريق يعمل بصفة دائمة على استباق المواعيد وضمان تنوُّع الاختيارات بما يُعبّر عن روح السينما المعاصرة»، مؤكدةً أنّ ما يجمع أفلام المهرجان في النهاية هو بُعدها الإنساني.

ولفتت خوري إلى أنّ «المهرجان يمنح أولوية واضحة للأصوات الجديدة، خصوصاً من البلدان التي لا تمتلك صناعة سينما متكاملة، لأنّ دعم تلك التجارب يُثري المشهدَيْن السينمائيين العربي والدولي في آن واحد»، مشيرةً إلى أنّ وجود هذه الأصوات الشابة يُعزّز الطابع الإنساني للمهرجان، ويمنحه حيوية متجدّدة كلّ عام، خصوصاً أنه «لا يسعى إلى استعراض أفلام النخبة، بل إلى خلق توازن بين التجارب الأولى والمشروعات الكبيرة، بما يتيح تبادلاً حقيقياً بين الأجيال».

احتضن بداية الاحتفالية بمئوية ميلاد يوسف شاهين (إدارة المهرجان)

وعن موقف الرقابة المصرية من الأعمال الفنّية، قالت خوري إنّ «جميع الأفلام المشاركة تمرّ عبر القنوات الرقابية الرسمية في مصر، وهو جزء من الإطار القانوني الذي تعمل فيه جميع المهرجانات المحلّية»، موضحةً أنّ «فريق البرمجة أصبح أكثر وعياً بهذا الجانب، فيختار الأفلام التي يمكن أن تُعرض من دون عراقيل أو تأجيل، ولا يمكن المجازفة بعمل قد يُمنع في اللحظات الأخيرة، ولا يعني ذلك التضحية بحرّية التعبير أو تجاهُل الموضوعات الجريئة، بل التعامل بشكل يضمن استمرار التجربة وتطوّرها».

وفي حديثها عن حفل الافتتاح، قالت إنّ المهرجان قرَّر هذا العام كسر النمط التقليدي والاكتفاء بحفل فنّي كبير من دون عرض فيلم افتتاحي مباشر، على أن تبدأ العروض السينمائية في اليوم التالي، وهذا القرار جاء بعد ملاحظات متكرّرة بأنّ الفيلم الافتتاحي كثيراً ما يُظلم بسبب انشغال الحضور بطقوس الحفل، والتجربة الجديدة أثبتت نجاحها، لأنها جعلت يوم الافتتاح احتفالياً خالصاً، فيما تحوّلت العروض إلى مناسبة مركّزة تُمنح فيها الأفلام كامل الاهتمام.

وأضافت أنّ هذا التغيير يعكس نضج المهرجان في إدارته لتفاصيله الدقيقة، ورغبته في إعطاء الصناعة السينمائية المصرية والعربية مساحة أوضح في جدول العروض؛ إذ جاء اختيار الفيلم المصري «السادة الأفاضل» ليُعرض في «الجونة» قبل طرحه التجاري في الصالات المصرية باليوم التالي، بمثابة خطوة رمزية لدعم الإنتاج المحلّي وتقديمه في إطار احترافي يليق به. وأوضحت أنّ المهرجان يسعى دائماً إلى أن يكون جزءاً من دورة الصناعة، لا مجرّد منصّة عرض، وذلك ينسجم مع رؤيته في تعزيز الشراكات بين المنتجين والموزّعين وصنّاع السينما في المنطقة.

وعن الشراكات الدولية، أكدت ماريان خوري أنّ «التعاون مع المنصّات العالمية مثل (نتفليكس) يمثّل بُعداً استراتيجياً لمستقبل المهرجان»، مشيرةً إلى أنّ استمرار تلك الشراكات ضروري لربط السينما العربية بالتحوّلات الرقمية التي يعيشها العالم، «لأنّ المنصّات لم تعد مجرّد وسائط عرض، بل شريكة فاعلة في إنتاج الأفلام وتوزيعها».

حضرت كيت بلانشيت النسخة الثامنة للمهرجان (الجونة)

وأكّدت أنّ حضور الممثلة العالمية كيت بلانشيت هذا العام المهرجان أضفى عليه بُعداً إنسانياً وثقافياً مميّزاً، لافتةً إلى أنّ «أكثر ما يميّز النجمة العالمية هو التواضع والذكاء اللذان يجعلانها نموذجاً للفنان الحقيقي الذي يجمع بين العمق المهني والرقي الإنساني».

وعن بدء الاحتفال بعام مئوية يوسف شاهين من «الجونة»، قالت إنّ «ثمة تحضيرات مستمرّة لعام المئوية مع مهرجانات وفعاليات عدّة، والمعرض الذي صمّمته الفنانة يرين فرغل بهذه المناسبة وأُقيم على هامش المهرجان سيكون موجوداً في الدورة المقبلة من (القاهرة السينمائي)».

وتحدّثت المديرة الفنية لـ«الجونة» عن دور الشباب في هذه الدورة، مؤكّدةً أنّ حضورهم اللافت في جميع الأقسام؛ من التنظيم إلى إدارة الفعاليات والمشروعات، كان أحد أسباب الحيوية التي تميّزت بها النسخة الثامنة، موضحةً أنّ هذا الجيل يُمثّل الرهان الحقيقي لمستقبل السينما في المنطقة.

ورأت أنّ «مهرجان الجونة» نجح هذا العام في ترسيخ مكانته منصّةً تجمع بين الفنّ والصناعة، وبين الاحتفاء والإنتاج، وبين المحلّي والعالمي، مشيرةً إلى أنّ «التحدّي في السنوات المقبلة هو الحفاظ على هذا التوازن، وتوسيع فضاء الحوار بين السينمائيين من مختلف الخلفيات والثقافات». وختمت: «المهرجان سيواصل العمل على تكريس قيم الانفتاح والتنوُّع، وعلى بناء جسور جديدة بين السينما العربية والعالم».


مقالات ذات صلة

كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

يوميات الشرق الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)

كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

لعلها المرة الأولى التي تنجح فيها 4 أفلام عربية في الوصول لـ«القائمة المختصرة» بترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم دولي، وهو ما اعتبره سينمائيون عرب إنجازاً كبيراً.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق فيونوالا هاليغان (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

فيونوالا هاليغان: نجوم عالميون معجبون بدعم «البحر الأحمر» لصناع الأفلام

بعد ختام الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والتي مثّلت المحطة الأولى لفيونوالا هاليغان في موقعها مديرة للبرنامج الدولي، بدت أصداء التجربة واضحة.

أحمد عدلي (جدة)
يوميات الشرق مشهد من مسرحية «تكلم حتى أراك» في أول أيام المهرجان (هيئة المسرح)

«مهرجان الرياض للمسرح» ينطلق لتكريم الرواد ورعاية المبدعين

انطلق، الاثنين، مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثالثة، الذي تنظِّمه هيئة المسرح والفنون الأدائية، ويشهد على مدى 7 أيام عروضاً للمسرحيات التي تأهلت للمشارَكة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق المخرج سعيد زاغة يشير إلى زملائه من المخرجين الفلسطينيين (البحر الأحمر)

سعيد زاغة لـ«الشرق الأوسط»: استلهمت «مهدد بالانقراض» من تجربة حقيقية

عبّر المخرج الفلسطيني، سعيد زاغة، عن سعادته بفوز فيلمه «مهدد بالانقراض» (COYOTES) بجائزة اليسر الذهبية لأفضل فيلم قصير بالدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق تفاعل الجماهير في مسرح «ساوندستورم 2025» (ميدل بيست)

ختام «ساوندستورم 2025» يرسخ مفهوم المدينة الموسيقية في الرياض

أسدل مهرجان «ساوندستورم 2025» الذي تنظمه شركة «ميدل بيست» الستار على نسخة استثنائية حوَّلت أرض المهرجان في الرياض إلى مدينة موسيقية.

فاطمة القحطاني (الرياض)

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
TT

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)

جاءت مقبرة الملك تحتمس الثاني ضمن قائمة أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم لعام 2025، وفقاً لما أعلنته مجلة الآثار الأميركية «Archaeology»، حيث تعد أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها من عصر الأسرة 18 منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.

وصدّرت المجلة غلاف عددها المخصص لشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2026 بأحد النقوش المكتشفة داخل المقبرة.

وكانت المقبرة التي تم اكتشافها بالبر الغربي في الأقصر، تم تأكيد نسبتها للملك الشهير بالأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292 قبل الميلاد) تحتمس الثاني، الذي تزوج من حتشبسوت وتولّت المُلك من بعده، وتم اكتشاف نسبة المقبرة له في فبراير الماضي.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الاختيار «تأكيداً جديداً على القيمة الاستثنائية للاكتشافات الأثرية المصرية، ويعكس المكانة العلمية الرائدة لمصر في مجال علم الآثار»، مؤكداً، في بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت، أن «هذا الإنجاز يُجسّد ثمرة التعاون والجهود المتواصلة التي تبذلها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، وتحقيق اكتشافات نوعية تُسهم في إعادة قراءة التاريخ المصري القديم وإثراء المعرفة الإنسانية».

جانب من المقبرة المكتشفة لتحتمس الثاني (وزارة السياحة والآثار)

وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني بواسطة بعثة أثرية مصرية - إنجليزية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة، وذلك في أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية بمقبرة رقم C4، بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر.

ووفق بيان الوزارة في بداية أعمال الحفائر، اعتقد فريق العمل أن المقبرة قد تعود لزوجة أحد ملوك التحامسة (الأسرة الـ18)، نظراً لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وكذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، التي أُعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتولى حكم البلاد بوصفها ملكة وتُدفن في وادي الملوك. إلا أنه مع استكمال أعمال الحفائر كشفت البعثة عن أدلة أثرية جديدة وحاسمة حددت هوية صاحب المقبرة: الملك تحتمس الثاني.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن اعتبار مقبرة الملك «تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025 بمثابة «دفعة علمية للكشف والبحث عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وسوف يكون ذلك بمثابة باب لتوالي الاكتشافات الأثرية».

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «تعدّ أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 103 أعوام تقريباً، وقد أوضحت النصوص والنقوش أن من تولت إجراءات دفن تحتمس الثاني هي الملكة حتشبسوت، كما سوف يوضح هذا الكشف طريقة فهم الباحثين لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة ومعرفة أسرار وادي الملوك، الذي يضم العديد من المقابر الملكية ذات الأهمية الأثرية الفائقة».

ووفق بيان الوزارة، أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على أجزاء من الملاط تحمل بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، إلى جانب زخارف ونصوص من كتاب الإمي دوات، وتتميز المقبرة بتصميم معماري بسيط، يُعد نواة لمقابر عدد من الملوك الذين توالوا على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة.


الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية العالمية المرتبطة بعيد الميلاد والعام الجديد، وكذلك الترنيمات والأغاني المرتبطة بهذه المناسبة.

الحفل الذي قدمته فرقة أوبرا القاهرة، الجمعة، تحت إشراف مديرها الفني عماد عادل احتفالاً بالكريسماس بمصاحبة عازف البيانو مينا حنا وأخرجه حازم طايل، شهد حضوراً جماهيرياً حاشداً، كما حضره رئيس دار الأوبرا، الدكتور علاء عبد السلام، والقنصل التركي بالإسكندرية، دينيز جانكايا، ونائبها علي مرتجان كيليتش، وفق بيان لدار الأوبرا المصرية.

وخلال الحفل الذي مزج بين الموسيقى والأغاني، جاءت الأصوات الفريدة لنجوم الفرقة لتعبر عن أجواء عيد الميلاد، وما تحمله المناسبة من فرحة ودعوة للسلام والمحبة، وتفاعل الحشد الجماهيري الذي امتلأت به مقاعد المسرح التاريخي، وأجاد النجوم ليلى إبراهيم، أحمد الشيمي، جيهان فايد، عزت غانم، مينا رافائيل، أسامة علي، إيمان مصطفى، منى رفلة في أداء أغانٍ من بينها «فليحفظكم الله سعداء»، و«القديسة مريم»، و«ليلة مقدسة»، و«عيد الميلاد الثلجي»، و«إنه عيد الميلاد»، و«بشائر عيد الميلاد»، و«أيا مؤمنون»، و«فلتجلجل الأجراس بقوة»، و«الجليد الأبيض»، و«فلتنعم بعيد ميلاد سعيد»، و«أغنية الأجراس»، و«العذراء تغسل ملابس الطفل وهو نائم»، و«إنه أجمل وقت في السنة»، و«عيد ميلاد مجيد»، و«فلتسقط الثلوج»، و«شجرة الكريسماس».

جانب من حفل الكريسماس بمسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

وعدّ رئيس الأوبرا الحفل «يمثل نغمة تفاؤل ورمزاً للرسالة التي يحملها الفن بمختلف صوره والمتضمنة قيم السلام والمحبة»، مشيراً إلى قدرة الموسيقى على جمع القلوب حول مبادئ الخير والجمال.

وكانت وزارة الثقافة المصرية أعلنت عن احتفالات بمناسبة الكريسماس في العديد من مواقعها الثقافية، خصوصاً حفلات الأوبرا، ومن بينها حفل للفنانة نيفين علوبة، بمسرح الجمهورية «وسط القاهرة»، الأحد، يتضمن تقديم مختارات من الأعمال الغنائية العالمية التي عبرت عن هذه المناسبة منها «وقت الكريسماس»، و«نخبكم» من أوبرا كارمن، و«أغنية الكريسماس»، و«شروق... غروب»، و«السلام عليك يا مريم»، و«الفتاة الصغيرة الجميلة»، و«روك أجراس الميلاد»، و«شتاء ساحر»، و«ليلة صامتة»، و«الحلم المستحيل»، و«وقت المرح»، و«أشتاق للجبال»، و«الحياة سهلة»، و«قائمة أمنيات عيد الميلاد»، وغيرها.

ويشارك بالأداء خلال الحفل كارما باسم، وجورج جمال، وحسين حواس، وأندرو عطية، وسراج محمود، وفريدة بركات، وكريستين مجدي، ولوريت، وعمر وردة، ولانا بن حليم، وجورج جمال، وسارة شريف، وزينة، وإيفا البارودي، وكيرولوس محب.

كما أعلنت الأوبرا عن تقديم حفل لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، بمشاركة الميتزوسوبرانو جالا الحديدي مع كورال كابيلا، بمناسبة الكريسماس على المسرح الكبير بالأوبرا، السبت، متضمناً العديد من المقطوعات الموسيقية العالمية لروسيني وهاندل وتشايكوفسكي وكالمان، والمرتبطة بأعياد الميلاد والكريسماس.


ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
TT

ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)

تتميز حيوانات الكنغر بشكلها الفريد وأسلوب حركتها المميز. عند السرعات المنخفضة، تستخدم هذه الحيوانات مشية خماسية الأرجل؛ حيث تلامس أطرافها الأمامية والخلفية وذيلها الأرض، بينما عند السرعات العالية تستخدم مشيتها المميزة بالقفز، ويمتد هذا التميز ليشمل مقدار الطاقة المستهلكة المطلوبة لاتخاذ هذه الحركات، وفق نتائج دراسة جديدة.

حقق فريق الدراسة من جامعة صن شاين كوست الأسترالية، تقدماً ملحوظاً في فهم كيفية زيادة سرعة قفز الكنغر دون تكبّد تكلفة إضافية من الطاقة المبذولة.

وأظهرت دراستهم، المنشورة في مجلة «إي لايف (eLife)» أن تغير وضعية الكنغر عند السرعات العالية يزيد من إجهاد أوتار القدم ومن عملية تخزين الطاقة واستعادتها، وأن عملية التخزين والاستعادة المتزايدة للطاقة تعادل القوة العضلية المطلوبة عند زيادة السرعة.

توضح لورين ثورنتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة، جامعة صن شاين كوست، أن فرضية «تكلفة توليد القوة»، التي تم تطويرها في دراسة سابقة، «تشير إلى أنه كلما زادت سرعة حركة الحيوانات وقلّ زمن ملامستها للأرض، زادت تكلفة الطاقة المبذولة، لكن حيوانات الكنغر تخالف هذا الاتجاه».

وتضيف: «لا تزال الآليات الكامنة وراء قدرة حيوانات الكنغر على فصل سرعة قفزها عن تكلفة الطاقة غير واضحة، لذلك شرعنا في معالجة هذا الأمر من خلال دراسة حركة أطرافها الخلفية، والقوى التي تؤثر على هذه الحركة أثناء قفزها بسرعات مختلفة».

يقول محررو «eLife» إن البحث يقدم أدلة دامغة للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال الذي طال أمده في ميكانيكا الحركة الحيوية، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات للتحقق بشكل أدق من كيفية ارتباط سرعات قفز الكنغر بالتكلفة الأيضية للطاقة.

ابتكرت ثورنتون وزملاؤه نموذجاً ثلاثي الأبعاد للجهاز العضلي الهيكلي للكنغر، بالاعتماد على بيانات التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد ولوحة قياس القوة - المتعلقة بالقوة المبذولة على الأرض أثناء القفز - لتحليل حركات الكنغر الأحمر والرمادي.

باستخدام هذا النموذج، قيّموا كيفية تأثير كتلة جسم الحيوان وسرعته على شكله وحركته أثناء القفز، وما يرتبط بها من إجهاد على أوتار عضلات بسط الكاحل؛ وجهد الكاحل المبذول.

وكشفت تحليلاتهم أن وضعية الطرف الخلفي للكنغر تتغير بتغير كتلة الجسم وسرعته، وأن الطرف الخلفي كان أكثر انحناءً مع زيادة سرعة الحركة.

وأظهر تحليل طاقة مفاصل الكنغر أن معظم العمل والطاقة التي يبذلها الحيوان في كل قفزة في الطرف الخلفي تُؤدى بواسطة مفصل الكاحل. ومع ازدياد انحناء الطرف الخلفي مع زيادة السرعة، انخفضت الطاقة الحركية المرنة للكاحل.

تقول ثورنتون: «وجدنا أنه كلما زادت سرعة قفز الكنغر، زاد انحناؤه، ويعود ذلك أساساً إلى تغيير زوايا مفصلي الكاحل ومشط القدم السلامي، مما يُقلل من الطاقة الحركية المرنة للكاحل. ونتيجة لذلك، يزداد إجهاد وتر أخيل، وبالتالي تزداد كمية الطاقة المرنة التي يمكنه تخزينها وإعادتها في كل قفزة».

وتضيف: «وجدنا أن هذا يساعد الكنغر على الحفاظ على نفس مقدار صافي العمل عند الكاحل، ونفس مقدار العمل العضلي، بغض النظر عن السرعة».