المنتجة السعودية باهو بخش لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للأفلام الإنسانية

قالت إنها بصدد تدشين شركة إنتاج في المملكة

المنتجة السعودية باهو بخش تشارك بـ11 فيلماً بمهرجاني الجونة والقاهرة (الشرق الأوسط)
المنتجة السعودية باهو بخش تشارك بـ11 فيلماً بمهرجاني الجونة والقاهرة (الشرق الأوسط)
TT

المنتجة السعودية باهو بخش لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للأفلام الإنسانية

المنتجة السعودية باهو بخش تشارك بـ11 فيلماً بمهرجاني الجونة والقاهرة (الشرق الأوسط)
المنتجة السعودية باهو بخش تشارك بـ11 فيلماً بمهرجاني الجونة والقاهرة (الشرق الأوسط)

أكدت المنتجة السعودية باهو بخش أن مشاركتها بـ5 أفلام في مهرجان الجونة السينمائي، و6 أفلام بمهرجان القاهرة، خلال دورتيهما المقبلتين، يعود لدخولها في شراكات إنتاجية متعددة مما أتاح لها التوسع إنتاجياً ونوعياً، وكشفت في حوار لـ«الشرق الأوسط» عن عزمها تدشين شركة إنتاج جديدة بالمملكة، مُشيدة بتميز الإنتاج السعودي بأفلام على غرار «ناقة» و«مندوب الليل» و«هجان»، مشيرةً إلى أن الفيلم الفلسطيني «ضايل عنا عرض»، أعادها للأفلام الوثائقية، وكاشفة عن بدء تصوير أفلام جديدة، من بينها «هاملت في عزبة الصفيح»، و«سواقة الستات»، وفيلم آخر للمخرج يسري نصر الله.

باهو بخش التي بدأت رحلتها الإنتاجية بمصر، وتتنقل في إقامتها بين القاهرة وجدة ولندن، تؤكد أن «شغفها بالسينما بدأ خلال سنوات الدراسة الثانوية بالسعودية».

الفيلم المصري «بنات الباشا» من إنتاجها في مهرجان القاهرة السينمائي (الشرق الأوسط)

تشارك باهو بخش عبر شركتها الإنتاجية «رد ستار» بـ5 أفلام في مهرجان الجونة، سواء بإنتاج كامل لها أو عبر شراكات إنتاجية، وهي «الحياة بعد سهام»، و«لنا في الخيال حب»، و«السادة الأفاضل، و«المستعمرة»، و«كولونيا»، كما تشارك بـ6 أفلام بمهرجان القاهرة السينمائي هي «ضايل عنا عرض» بالمسابقة الدولية، و«بنات الباشا» و«شكوى 713317» بمسابقة «آفاق السينما العربية»، و«آخر المعجزات»، و«اللي ما يتسماش» بمسابقة الأفلام القصيرة، و«الحياة بعد سهام» بقسم العروض الخاصة.

وتوضح بخش أن هذه الأفلام تُعد ثَمرة جهد عامين وربما أكثر، قائلة: «حرصنا على تطوير نهجنا الإنتاجي وتوسيعه بالانتقال لمرحلة أعمق وأكثر تأثيراً ودخولنا في شراكات إنتاجية مع مخرجين ومنتجين من خلفيات وتجارب مشتركة، مما سمح لنا بالتوسع في الإنتاج والوجود في أفلام متنوعة من حيث الشكل والمضمون، ولا أغفل دور المهرجانات السينمائية في ربط المبدعين بشركات الإنتاج، وقد كان مهرجان الجونة سبباً في دعمنا للفيلم البديع (المستعمرة) والقاهرة السينمائي في دعمنا لفيلم (كولونيا)».

محمود حميدة وشيرين في الفيلم القصير «شكوى 713317» (الشرق الأوسط)

وتكشف عن كيفية اختيار الأفلام التي تنتجها وما يجذبها في المقام الأول، قائلة: «يجب أن يلمسني السيناريو أو المعاجة في البداية، وأُفضل النصوص التي بها روح إنسانية عالية وتفاصيلها غارقة في المحلية، وأنحاز للفكرة البسيطة المُعبر عنها بعمق والشخصيات الثرية التي تدفع المتفرج إلى التفكير، وأن يكون لدى مخرج العمل رؤية ومهارة قيادة فريق العمل بروح بناءة، فإذا تحمست للعمل أجتهد في إقناع فريق العمل معي وأولهم صفي الدين محمود، لكنني أعتمد الديمقراطية في اتخاذ القرار، فنحن نعمل في بيئات عمل أسرية ومستوى الثقة بيننا كبير».

وتعود بخش للأفلام الوثائقية من خلال فيلم «ضايل عنا عرض» الفلسطيني - المصري الذي يُعرض في إطار المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة، وتروي: «الفكرة التي عرضتها علينا المخرجة مي سعد كانت في تصوير (سيرك غزة الحر) الذي يضم مجموعة من شباب السيرك الشعبي يجوبون مدارس مُهدمة في غزة لتقديم عروض تصنع البهجة للأطفال وسط الركام، وقد كان الفيلم بمثابة مفارقة مؤلمة وملهمة في آن واحد، ورأينا فيه روح المقاومة بمعناها الإنساني، بإشاعة البهجة قي وجه الخطر والابتسامة التي تتحدى الخوف».

الفيلم عمل مشترك بين المخرجين مي سعد وأحمد الدنف الذي قام بتصويره في غزة أثناء القصف، وبمشاركة إنتاجية لمحمد حفظي، وتوزيع «فيلم كلينك»، وأتمنى أن يلقى الصدى الذي يستحقه عند عرضه بمهرجان القاهرة، كما سيعرض الشهر المقبل بمهرجان الأفلام الوثائقية في روما.

وتنحاز باهو بخش لإنتاج الأفلام القصيرة رغم أنه لا يتم تسويقها بشكل كبير، لكنها ترى أن أهمية الأفلام القصيرة تكمن في أنها مساحة للتجريب والمغامرة، سواء على الموضوعات أو الشكل، وهو ما جعل مخرجين كباراً مثل سكورسيزي وديفيد لينش يقدمون أفلاماً قصيرة رغم كونهم قامات سينمائية كبيرة، كما هي أيضاً مهمة لتطوير وصقل المواهب الجديدة ومنح الشباب فرصة لصنع أفلامهم، وترى أن من مصلحة أي شركة إنتاج أن يزداد عدد المبدعين لديها في أفلام تُعد استثماراً طويل الأجل لهذه الصناعة.

وتتحدث عن بداية شغفها بالسينما قائلة: «خلال فترة مراهقتي في جدة كانت علاقتي بالعالم الخارجي محدودة مثل بنات جيلي في ظل الانشغال بالدراسة، وكان ولعنا جميعاً بالأفلام وبشكل خاص الأفلام المصرية لكونها ناطقة بالعربية وبحكم التقارب الاجتماعي مقارنة بالأفلام الأميركية، ولكن عندما انتقلت للقاهرة عام 1995 تعرفت على السينما بمعناها الأوسع من خلال عروض مهمة بمراكز ثقافية مثل (الثقافي الروسي) و(الجامعة الأميركية)، وشاهدت أفلام الموجة الجديدة في فرنسا والواقعية الجديدة في إيطاليا، وتعرفت على أهم مدارس السينما بالعالم».

بخش تتوسط المخرج رشيد مشهراوي ومحمد قبلاوي رئيس مهرجان مالمو خلال حضورها به (الشرق الأوسط)

تتذكر بخش أن سينمات وسط المدينة كانت تمتلئ بالأفلام الحديثة من جميع بلدان العالم خلال مهرجان القاهرة، وتضيف: «كنت أقضي أياماً بأكملها في سينما (جالاكسي) لمشاهدة أفلام (بانوراما الفيلم الأوروبي)، لأنني من جيل ما قبل (اليوتيوب) والمنصات، وكانت مشاهدة الأفلام تقتضي بحثاً ونقاشاً، هنا فكرت في الإنتاج وسافرت لدراسته والتحقت بعد ذلك بـ(مدرسة السينما العربية) مع د. منى الصبان بالقاهرة».

وتستعد لإطلاق شركة إنتاج بالسعودية قائلة: «أنا بصدد إنشاء شركة إنتاج بالمملكة، لا سيما في ظل ظهور أفلام مبهرة للغاية على غرار (ناقة) و(مندوب الليل) و(هجَان) و(هامور)، وهي أفلام بديعة تعتمد موضوعات محلية يتم التعبير عنها بطزاجة سينمائية وحرفية عالية، وتؤكد أنها تتفاءل بمستقبل السينما في بلادها، لا سيما وأن الدولة تدعم السينما، ومن المهم الاستمرار في الإنتاج على النهج نفسه».

وتعبر ياهو بخش عن سعادتها ببدء تصوير أكثر من فيلم لشركتها، من بينها «هاملت في عزبة الصفيح» من إخراج أحمد فوزي صالح، وبطولة هند صبري وطارق لطفي، كما تلتقي مجدداً بالمخرجة هالة خليل في فيلم «سواقة الستات» بعد 10 سنوات من إنتاجها لفيلم «نوارة» وتتطلع لبدء تصوير فيلم جديد مع المخرج يسري نصر الله.


مقالات ذات صلة

«الأسود على نهر دجلة»... صراع إنساني تكشفه بوابة نجت من الدمار

يوميات الشرق المخرج العراقي زرادشت أحمد (الشركة المنتجة للفيلم)

«الأسود على نهر دجلة»... صراع إنساني تكشفه بوابة نجت من الدمار

يقدّم فيلم «الأسود على نهر دجلة» تجربة تتقاطع فيها الذاكرة الشخصية بالذاكرة الجماعية، ويعود فيها المخرج زرادشت أحمد إلى المُوصل.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)

كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

لعلها المرة الأولى التي تنجح فيها 4 أفلام عربية في الوصول لـ«القائمة المختصرة» بترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم دولي، وهو ما اعتبره سينمائيون عرب إنجازاً كبيراً.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق فيونوالا هاليغان (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

فيونوالا هاليغان: نجوم عالميون معجبون بدعم «البحر الأحمر» لصناع الأفلام

بعد ختام الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والتي مثّلت المحطة الأولى لفيونوالا هاليغان في موقعها مديرة للبرنامج الدولي، بدت أصداء التجربة واضحة.

أحمد عدلي (جدة)
يوميات الشرق مشهد من مسرحية «تكلم حتى أراك» في أول أيام المهرجان (هيئة المسرح)

«مهرجان الرياض للمسرح» ينطلق لتكريم الرواد ورعاية المبدعين

انطلق، الاثنين، مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثالثة، الذي تنظِّمه هيئة المسرح والفنون الأدائية، ويشهد على مدى 7 أيام عروضاً للمسرحيات التي تأهلت للمشارَكة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق المخرج سعيد زاغة يشير إلى زملائه من المخرجين الفلسطينيين (البحر الأحمر)

سعيد زاغة لـ«الشرق الأوسط»: استلهمت «مهدد بالانقراض» من تجربة حقيقية

عبّر المخرج الفلسطيني، سعيد زاغة، عن سعادته بفوز فيلمه «مهدد بالانقراض» (COYOTES) بجائزة اليسر الذهبية لأفضل فيلم قصير بالدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر.

انتصار دردير (جدة )

وزير الإعلام السعودي: لا تسامح مع استخدام حرية التعبير لخلق فوضى

وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
TT

وزير الإعلام السعودي: لا تسامح مع استخدام حرية التعبير لخلق فوضى

وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)

شدد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، على عدم التسامح مع من يحاولون استخدام «حرية التعبير» لخلق فوضى في الفضاء الإعلامي، أو استخدام خطاب شعبوي زائف الهدف منه زيادة أعداد المتابعين، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الحكومي بالعاصمة الرياض.

وقال وزير الإعلام السعودي إن القوانين والأنظمة في السعودية تكفل حرية التعبير كحق أصيل، لكن في الوقت نفسه تميز بوضوح بين الرأي المسؤول والنقد البناء، وبين التحريض الذي يهدف إلى التضليل أو تأجيج الرأي العام.

وبيّن أن إجراءات هيئة تنظيم الإعلام لا تستهدف الآراء أو النقد البناء، بقدر ما تأتي في إطار تطبيق الأنظمة تجاه أي ممارسات تتجاوز المسؤولية الإعلامية وتمس السلم المجتمعي.

وكشف الوزير الدوسري خلال المؤتمر، الذي عقد للحديث عن تطورات مشروع مدينة القدية، أن العمل جارٍ لإطلاق مشروع «مدرسة الموهوبين الإعلاميين»، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم، لاكتشاف ورعاية الموهوبين من مراحل مبكرة.

وأوضح أن مدينة القدية ستستضيف الملتقى الثاني لصناع التأثير إمباك 2026، لافتاً إلى أن العمل قائم مع الشركاء في القدية لإطلاق مشروع «بيت إمباك».

واستعرض وزير الإعلام السعودي مجموعة من الإنجازات التي حققتها السعودية خلال الفترة الماضية، ومن ذلك زيادة مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، حيث بلغت 55.4 في المائة خلال الربع الثالث من العام الماضي، مقارنة بـ45.9 في المائة في الربع الثالث من عام 2016. فيما ⁠«بلغت نسبة تملُّك الأسر السعودية للمنازل في نهاية العام الماضي 65.4 في المائة».

وتابع: ⁠«احتلّت المملكة المركز الأول عالمياً في عدد الجوائز التي نالتها في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب بـ26 جائزة، كأكبر دولة في العالم تنال هذا العدد من الجوائز في تاريخ المسابقة».

وأضاف الوزير الدوسري أن قطار الرياض استقبل 120 مليون راكب منذ بدء انطلاق المشروع وحتى أكتوبر (تشرين الأول) 2025، وسجّل أعلى درجات الانضباط في التشغيل، بنسبة التزام بلغت 99.8 في المائة لعام 2025. مشيراً إلى أن السعودية تستهدف تنفيذ المرحلة السابعة من مشروع قطار الرياض خلال العام المقبل.

من جهته، قال العضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار»، عبد الله الداود، أن القدية مدينة فريدة من نوعها تجمع أكثر من 70 أصلاً في مكانٍ واحد، من بينها استاد الأمير محمد بن سلمان، ومجمع التنس الوطني، ومركز الفنون الأدائية، والعديد من الأصول النوعية الأخرى. ‏وأكد الداود أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يؤمن بالمشاريع النوعية التي تضيف لحياة الناس ولها القدرة على خلق اقتصادات وقطاعات جديدة، ولذلك كان كل العمل منصباً على تنفيذ أفكار الأمير محمد وتطلعاته، مشيراً إلى أن مشروع القدية يأتي من قلب «رؤية 2030»، وأن القدية تتبنى مفهوماً متكاملاً يندمج فيه الترفيه والرياضة والثقافة والسياحة بشكل متجانس.

وأعلن العضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار»، خلال المؤتمر، أن تاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، هو موعد افتتاح مدينة القدية لأول أصولها، منتزه «سيكس فلاغز»، مؤكداً أن الافتتاح سيشكل نقلة نوعية تحولية في مسيرة المدينة.

وأضاف الدواد أن منتزه «Six Flags» نجح في كسر عدد من الأرقام القياسية، وذلك من خلال 5 ألعاب في مكان واحد، من أبرزها لعبة أفعوانية الصقر التي تحطم 3 أرقام قياسية كأطول أفعوانية في العالم، وأسرع أفعوانية في العالم، وأعلى أفعوانية في العالم.

وكشف الداود أنه تم الانتهاء الكامل من منتزه «Six Flags» الذي صمم لاستقبال نحو 10 آلاف زائر يومياً، ومن المتوقع أن يتجاوز أعداد زوار المنتزه مليوني زائر خلال 2026، فيما تم الانتهاء من أكثر من 95 في المائة من منتزه أكواريبيا المائي وسيفتتح خلال العام المقبل، إضافة إلى المرحلة الأولى للبنية التحتية في الطرق والكهرباء والاتصالات وخدمات الطوارئ.


«خريطة رأس السنة»... دراما مصرية عن الأمومة و«متلازمة داون»

ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
TT

«خريطة رأس السنة»... دراما مصرية عن الأمومة و«متلازمة داون»

ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

يقدّم الفيلم المصري «خريطة رأس السنة» تجربة سينمائية إنسانية تنطلق من علاقة عائلية واضحة منذ اللحظة الأولى؛ إذ يعرف الطفل «نور» (يقوم بدوره الطفل آسر) أن «حبيبة» (ريهام عبد الغفور) هي خالته، ويتعامل معها على هذا الأساس، فالطفل المتفوق في المدرسة الداخلية التي يدرس فيها بالمجر، يخطط لمفاجأة والدته في رأس السنة بزيارتها في باريس مع تحضير مفاجأة لها، لتكون العطلة بمثابة بداية لأيام مختلفة في حياته.

نشاهد الفيلم من منظور الطفل «نور» على مدار الأحداث، بداية من المدرسة الداخلية التي يدرس فيها بالمجر والتي تقع بالقرب من منزل «حبيبة» وصديقتها التي تقيم معها، وكلتاهما من أصحاب «متلازمة داون»، مروراً بتواصله مع «سارة» (هنادي مهنا) باعتبارها والدته التي لم تأتِ لزيارته ولقائه من باريس منذ عامين، في حين يقتصر التواصل بينهما على الاتصالات الهاتفية.

يعتمد الفيلم بالكامل على رؤية العالم من خلال «نور»، فنحن نراه ونفهمه كما يراه هو، ونشهد تحوّلاته النفسية من دون تدخل تفسيري مباشر للقاءات التي يخوضها في الطريق مع غرباء، وتبدّل الأمكنة، والضغط المتواصل الناتج عن السفر، والظروف الاضطرارية التي تعوق ترتيب رحلته وإكمالها بالطريقة التي يريدها، مع إعادة ترتيب الأنشطة والأماكن التي يوجد فيها قبل الوصول إلى والدته.

في الأحداث التي تستمر على مدار أكثر من 90 دقيقة نتابع رحلة «نور» التي تشمل توقفات بعدد من المدن الأوروبية قبل الوصول لوجهته النهائية في باريس؛ توقفات لرغبته في تنفيذ مفاجأة استثنائية لوالدته وهدية لذكرى والده الراحل.

ريهام عبد الغفور مع عدد من الحضور في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

الفيلم الذي شارك في بطولته إلى جوار ريهام وآسر كل من هنادي مهنا، وأسماء أبو اليزيد، وعدد من الممثلين الأجانب، كتبه يوسف وجدي، ويخرجه رامي الجندي في أولى تجاربه الإخراجية، في حين صُوّر بين 6 مدن أوروبية مختلفة على مدار أكثر من عام.

وقال المخرج رامي الجندي لـ«الشرق الأوسط» إن نقطة الانطلاق في «خريطة رأس السنة» كانت تحديد زاوية الرؤية للأحداث، وإن القرار الأهم تمثّل في أن يُروى الفيلم بالكامل من داخل وعي الطفل «نور»، فالمتفرج لا يُفترض به أن يرى الشخصيات من الخارج، بل يختبر العالم بذات الدرجة من البراءة والارتباك والأسئلة غير المكتملة التي يعيشها البطل، وهو ما فرض إيقاعاً هادئاً ولغة بصرية تميل إلى المراقبة أكثر من الشرح، وفق تعبيره.

وأوضح الجندي أن «العلاقة بين (نور) و(حبيبة) لا تقوم على المفاجأة أو الاكتشاف، بل على المعرفة المسبقة، وهو ما منح الفيلم مساحة أعمق للاشتغال على الاختبار الإنساني، لا الصدمة الدرامية»، مشيراً إلى أن هذا الاختيار أتاح له التركيز على التفاصيل الصغيرة في العلاقة، وعلى التحوّلات التدريجية في فهم الطفل لمعنى المسؤولية، بدلاً من اللجوء إلى حلول سردية مباشرة.

ولفت المخرج إلى أن «اختيار التصوير في أجواء (الكريسماس) بأوروبا كان تحدياً كبيراً؛ إذ يُعد هذا التوقيت الأصعب من حيث الإجازات والتحكم في المواقع وحركة المدن»، على حد تعبيره، وقال إنه قام بتقسيم التصوير إلى ثلاث مراحل، عبر ست دول أوروبية مختلفة، معتبراً أن السيطرة على هذا الكم من التفاصيل لم تكن سهلة، لكنها كانت حاسمة للحفاظ على الإحساس الحقيقي بالطريق.

وأضاف الجندي أن «العمل مع ممثلين أجانب جرى بالكامل عبر الإنترنت، من خلال شركات متخصصة، وهو ما تطلّب تحضيرات طويلة قبل التصوير».

الملصق الترويجي للفيلم (الشركة المنتجة)

وأكد مؤلف الفيلم يوسف وجدي لـ«الشرق الأوسط» أن العمل لا يتعامل مع «متلازمة داون» بوصفها موضوعاً مستقلاً، بل كجزء من نسيج إنساني أوسع، موضحاً أن «التحدي الحقيقي كان في تجنّب الخطاب المباشر أو التفسير الأخلاقي الجاهز، خصوصاً أن ما شغله منذ البداية مرتبط بطبيعة الاختلاف بين كل حالة، والتفاوت الموجود لدى كل شخص، وكيف يمكن أن يستفيد منه ليعيش حياته بشكل أفضل».

وأضاف وجدي أن «فكرة العمل استُلهمت جزئياً من قضايا حقيقية أُثيرت في فرنسا، تتعلق بالأهلية الأسرية، وبالنظرة القانونية والاجتماعية إلى مفهوم المسؤولية لمن يعاني من (متلازمة داون)»، مشيراً إلى أن هذه القضايا فتحت أمامه مساحة للتفكير في الفجوة بين القانون والمشاعر، وبين ما يُعتبر صحيحاً على الورق وما يحدث فعلياً داخل البيوت والعلاقات اليومية.


معرض تراثي في متحف الحضارة المصرية يحتفي بفنون الخط العربي

الاحتفاء بالخط العربي في المتحف القومي للحضارة المصرية (المتحف القومي للحضارة المصرية)
الاحتفاء بالخط العربي في المتحف القومي للحضارة المصرية (المتحف القومي للحضارة المصرية)
TT

معرض تراثي في متحف الحضارة المصرية يحتفي بفنون الخط العربي

الاحتفاء بالخط العربي في المتحف القومي للحضارة المصرية (المتحف القومي للحضارة المصرية)
الاحتفاء بالخط العربي في المتحف القومي للحضارة المصرية (المتحف القومي للحضارة المصرية)

ضمن فعاليات متنوعة احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، استضاف المتحف القومي للحضارة المصرية معرضاً تراثياً لفنون الخط العربي، وتضمنت الفعاليات معرضاً فنياً ضم مجموعة من اللوحات التي تُبرز جماليات فن الخط العربي، إلى جانب معرض متميز لأعمال ومقتنيات عائلة صوفي زاده، شمل لوحات فنية وأفلاماً تسجيلية توثّق مسيرتها الفنية بوصفها رائدة في فنون الخط العربي.

وتحت شعار «إرث يتجدد بخط يتألق»، جاءت الفعاليات المتنوعة، بالتعاون مع سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة، وجمعية أصدقاء المتحف القومي للحضارة المصرية، ومشيخة الأزهر الشريف، والمجمع اللغوي بالقاهرة، وعائلة صوفي زاده؛ تأكيداً على الدور المحوري للغة العربية بوصفها أحد أهم روافد الهوية الثقافية والإنسانية.

واحتفلت أكثر من مؤسسة مصرية باليوم العالمي للغة العربية المقرر في 18 ديسمبر (كانون الأول) عبر ندوات وأنشطة ومعارض متنوعة، من بينها: ندوة مشتركة بين كلية دار العلوم ودار الكتب والوثائق القومية، واحتفالية بجامعة الدول العربية، وفعاليات ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي الذي أقيم في قصر الفنون وضم لوحات العديد من رواد الخط العربي فضلاً عن الفنانين المعاصرين.

وتسعى الفعاليات التي نظمها متحف الحضارة إلى «نشر الوعي بالتراث المصري وتعزيز قيمه الحضارية، وإيماناً بأهمية اللغة العربية ومكانتها التاريخية بوصفها وعاءً للهوية وذاكرة للأمة»، وفق بيان للمتحف.

وأكد الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، أهمية هذه الفعاليات في «صون التراث المصري وتعزيز الوعي به»، مشيراً في البيان إلى أن اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي وعاء الحضارة وذاكرة الأمة، وحلقة الوصل بين الماضي والحاضر، بما تحمله من قيم ثقافية وجمالية قادرة على التعبير عن هوية الشعوب وصون تراثها عبر العصور».

ولفت إلى أن مقتنيات المتحف تضم العديد من القطع الأثرية، لا سيما الإسلامية منها، التي تزخر بنماذج راقية من الفنون والزخارف والخطوط العربية، وتعكس تطور الكتابة وجمالياتها عبر العصور، بما يجعلها شاهداً حياً على عبقرية الفنان المصري وقدرة اللغة العربية على التجدد والتألق.

فيما عدّ المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء المتحف القومي للحضارة المصرية، اللغة العربية «ركيزة أساسية في حفظ الذاكرة الحضارية المصرية ونقلها إلى الأجيال المتعاقبة»، مشيداً بالدور الذي يقوم به المتحف في صون هذا الإرث الثقافي.

وتضمّنت الفعالية عرض فيلم تسجيلي قصير عن تراث عائلة صوفي زاده، إحدى أعرق العائلات التي توارثت فنون الخط العربي والزخرفة والرسم والنحت والتذهيب عبر خمسة أجيال متعاقبة.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قراراً عام 1973 بإدراج اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل بالأمم المتحدة، في 18 ديسمبر، وهي المناسبة التي تم خلالها عدّ هذا اليوم يوماً عالمياً للغة العربية.