الأنشطة الترفيهية تحسِّن صورة الذات لدى المراهقين

تساعدهم في التغلب على المشكلات النفسية

الأنشطة الترفيهية تحسِّن صورة الذات لدى المراهقين
TT

الأنشطة الترفيهية تحسِّن صورة الذات لدى المراهقين

الأنشطة الترفيهية تحسِّن صورة الذات لدى المراهقين

أظهرت دراسة نفسية حديثة، لباحثين من جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، أن مشاركة المراهقين في الأنشطة الترفيهية المختلفة ترتبط بشكل وثيق بتحسين صورة الذات، كما تساعدهم في التغلب على المشكلات النفسية الأخرى، مثل الاكتئاب والقلق. ونُشرت الدراسة في نهاية شهر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي، في مجلة بحوث الترفيه «the Journal of Leisure Research».

وأوضح الباحثون أن مرحلة المراهقة تُعد الفترة الأهم في حياة الإنسان، نتيجة للتغيرات الجسدية والنفسية الهائلة التي تحدث خلالها، لذلك يواجه المراهقون في الأغلب كثيراً من المشكلات النفسية بشكل عام، ومشكلات نفسية تتعلق بصورة الذات بشكل خاص؛ خصوصاً مع التقدم التكنولوجي، إذ يعاني المراهق من تراجع صورة الذات، نتيجة للمقارنة المستمرة مع الآخرين، مما يجعله يشعر بالاكتئاب والقلق، ويفقد ثقته في نفسه.

أنشطة ترفيهية

قام الباحثون بمراجعة بيانات ما يزيد على 12 ألف مراهق، أُخذت من دراسة كبيرة بدأت في مطلع الألفية الجديدة ومستمرة حتى الآن، وسميت بمجموعة الألفية (Millennium Cohort Study). وهذه الدراسة تتبعت نمو آلاف الأطفال الذين وُلدوا في المملكة المتحدة بداية من عام 2000، وشملت معلومات كاملة عن الصحة الجسدية والنفسية لهؤلاء الأطفال وأسرهم.

وقد عرَّف الباحثون الأنشطة الترفيهية، بكونها تلك التي تستهلك وقت الفراغ في المتعة والاسترخاء والمرح، وقالوا إن هذه الأنشطة يمكن أن تكون غير منظمة وبشكل فردي، مثل: قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهدة التلفاز، والاستماع للموسيقى، والقراءة، وزيارة المتاحف، أو منظمة وبشكل جماعي، مثل: المشاركة مع الأقران في ممارسة رياضة معينة، أو الاشتراك في فرقة مسرحية، وأيضاً ممارسة الشعائر الدينية.

وحاولت الدراسة الحالية رصد الروابط بين ممارسة الأنشطة الترفيهية المختلفة في فترة المراهقة وبين التمتع بصحة نفسية جيدة، وتم تقييم هذه الروابط في بداية فترة المراهقة في سن الرابعة عشرة، وانعكاسها على المراهقين قرب نهايتها في سن السابعة عشرة، بما في ذلك التواصل الاجتماعي للمراهق، والسلوك الإيجابي، مثل مساعدة ودعم الآخرين.

وركزت الدراسة بشكل خاص على تقدير الذات، كدليل على التمتع بالاتزان والصحة النفسية، وتم تقييم مستوى التقدير الذاتي لكل مراهق، تبعاً لإجابة سؤال يتعلق بمدى الرضا عن النفس. وكانت الإجابات تتراوح بين: (غير راضٍ تماماً عن نفسي/ غير راضٍ/ في بعض الأحيان أشعر بالرضا/ راضٍ/ راضٍ تماماً).

ووجد الباحثون أن المراهقين الذين كانوا أكثر ممارسة للأنشطة الترفيهية في سن الرابعة عشرة؛ خصوصاً الأنشطة الترفيهية الجماعية، يتمتعون بتقدير أعلى للذات، مما يشير إلى الدور الكبير الذي يلعبه قضاء وقت لطيف في التقليل من المشكلات النفسية، وتحسين السلوك الاجتماعي الإيجابي؛ حيث تُسلط هذه النتائج الضوء على أهمية تشجيع المراهقين على ممارسة أنشطة هادفة خارج المدرسة.

وعلى الرغم من أن المراهقات انخرطن في ممارسة أنشطة ترفيهية أكثر خلال أوقات الفراغ، في المرحلة العمرية من 14 إلى 17 عاماً مقارنة بالذكور، وأيضاً تمتعن بعلاقات اجتماعية أفضل من الذكور، فإن المراهقين الذكور تمتعوا بمستوى أعلى من تقدير الذات في المرحلة العمرية نفسها، وكانت صحتهم النفسية أفضل مقارنة بالإناث.

مستوى التقدير الذاتي

وفي سن 14 عاماً، ارتبطت ممارسة مزيد من الأنشطة الترفيهية بمستوى أكبر من تقدير الذات، ومع ذلك، في سن 17 عاماً، كان الارتباط بين الأنشطة الترفيهية وتقدير الذات أقل وضوحاً، ولكن ارتبط بسلوك اجتماعي أفضل كثيراً.

وقال الباحثون إن وقت الفراغ ليس مجرد وقت للراحة فقط، أو الاستعداد للعمل القادم مثل التحضير لبعض الدروس، وأكدوا أن الاستمتاع بهذا الوقت، ربما يكون بالأهمية نفسها للوقت المنقضي في الدراسة؛ خصوصاً في حالة استثماره بشكل جيد في ممارسة نشاط ترفيهي، يمنح المراهق شعوراً بالقيمة والهوية، ما يعزز احترام الذات، ويدعم الصحة النفسية؛ بل ويشجع على اللطف تجاه الآخرين أيضاً.

ولعب عامل الوقت المنقضي في الأنشطة الترفيهية دوراً مهماً في الحفاظ على الصحة النفسية؛ حيث تبين أن تكرار ممارسة نشاط معين يزيد من تقدير الذات في المراهقين؛ خصوصاً الأنشطة التي يتم فيها بذل مجهود بدني، مثل الألعاب الرياضية المشتركة.

وانعكست ممارسة الأنشطة الترفيهية بالإيجاب على صحة المراهقين على كل المستويات، سواء المستوى النفسي (الشعور بالهوية وتقدير الذات)، أو المستوى البيولوجي (تنشيط المخ)، وأيضاً المستوى الاجتماعي (التواصل مع الآخرين)، والمستوى السلوكي (اكتساب عادات جديدة).

وأوضح الباحثون أن الالتزام بممارسة الأنشطة الترفيهية، كانت له فوائد إيجابية على المدى الطويل. وعلى سبيل المثال، ارتبطت المشاركة في أنشطة ترفيهية أكثر في سن الرابعة عشرة بسلوك اجتماعي إيجابي في سن السابعة عشرة، وارتبط ارتفاع مستوى تقدير الذات في سن الرابعة عشرة بانخفاض احتمالية حدوث مشكلات في الصحة النفسية، وأيضاً زيادة السلوك الاجتماعي الإيجابي.

وتبعاً لنتائج الدراسة، يمكن أن تكون المشاركة في الأنشطة الترفيهية بمنزلة الوقاية من حدوث مشكلات في الصحة النفسية للمراهقين لاحقاً، ولذلك تجب زيادة الوعي بأهمية قضاء أوقات الفراغ في الترفيه، حتى في أيام الدراسة، خلافاً لتصور الآباء؛ لأن ممارسة الأنشطة الترفيهية المختلفة المحببة للنفس، تنعكس بالإيجاب على المراهق، سواء في حياته العملية أو صحته النفسية.

ومن خلال إدراك الدور المزدوج للأنشطة الترفيهية، في تعزيز السلوك الاجتماعي والوقاية من مشكلات الصحة النفسية، يُمكن للمعلمين، والآباء، ومُختصي الرعاية الصحية، وضع سياسات عامة لاستفادة المراهقين من أوقات فراغهم.

* استشاري طب الأطفال.


مقالات ذات صلة

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

صحتك السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

يُعدّ السردين جزءاً من النظام الغذائي البشري منذ قرون. فهو ليس فقط عنصراً أساسياً في مطابخ العالم المختلفة، بل هو أيضاً خيار مستدام من المأكولات البحرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)

أطعمة تحسّن الهضم أفضل من الزنجبيل

تنويع النظام الغذائي بأطعمة غنية بالألياف والبروبيوتيك يُعزِّز الهضم ويحافظ على صحة الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

يتوقع خبراء استمرار «كوفيد-19» في 2026، مع هيمنة متحوِّرات «أوميكرون» وأعراض مألوفة، محذِّرين من التهاون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)

ما تأثير اللحوم الحمراء على صحة البروستاتا؟

أظهرت دراسة واسعة أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع (بيكساباي)

اكتشف فوائد السلمون لضغط الدم

يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب، وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع بفضل محتواه الغني من أحماض أوميغا 3 الدهنية والبوتاسيوم والبروتين الخالي من الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)
السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)
TT

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)
السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)

يُعدّ السردين جزءاً من النظام الغذائي البشري منذ قرون. فهو ليس فقط عنصراً أساسياً في مطابخ العالم المختلفة، بل هو أيضاً خيار مستدام من المأكولات البحرية. يتوفر السردين غالباً معلباً، وهو غني بالعناصر الغذائية المفيدة للصحة والتي يجب على الكثيرين منا إدراجها ضمن أولوياتهم الغذائية. ولكن ما الذي يجعله مفيداً بشكل خاص لصحة العظام؟

وفقاً لموقع «سيمبوتيكا»، توفر حصة قياسية من السردين المعلب (نحو 100 غرام) مجموعة غنية من العناصر الغذائية:

الكالسيوم

يُعد السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم، وهو عنصر أساسي لصحة العظام. تحتوي الحصة الواحدة على نحو 350 ملغ من الكالسيوم، أي ما يعادل ثلث الكمية اليومية الموصى بها للبالغين.

فيتامين د

هذا الفيتامين ضروري لامتصاص الكالسيوم. يحتوي السردين على كمية كبيرة من فيتامين «د»، الذي يُساعد الجسم على الاستفادة من الكالسيوم بكفاءة.

الفوسفور

معدن آخر مهم لصحة العظام، يعمل الفوسفور بالتنسيق مع الكالسيوم لبناء عظام قوية والحفاظ عليها.

ما فوائد تناول فيتامين «د» بشكل يومي؟

أحماض أوميغا 3 الدهنية

السردين غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تتميز بخصائص مضادة للالتهابات وتُعزز صحة العظام بشكل عام.

هذه العناصر الغذائية تجعل السردين غذاءً غنياً بالعناصر الغذائية، خاصةً لمن يهتمون بصحة عظامهم.

تعرف على دور الكالسيوم في تحسين صحة العظام

كيف يدعم السردين صحة العظام؟

1. التآزر بين الكالسيوم وفيتامين «د»

يُعتبر الكالسيوم المعدن الأساسي لصحة العظام، لكن فاعليته تعتمد على وجود فيتامين «د». يُسهّل فيتامين «د» امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، مما يضمن استفادة الجسم من هذا المعدن الحيوي. كما يُوفّر السردين، الغني بالكالسيوم وفيتامين «د»، تأثيراً تآزرياً يُحسّن كثافة العظام.

2. تقوية العظام بالفوسفور

يلعب الفوسفور دوراً مهماً في صحة العظام أيضاً. فهو يُساعد في تكوين المركب المعدني الذي يُقوّي العظام. ويُساهم الفوسفور، جنباً إلى جنب مع الكالسيوم، في السلامة الهيكلية لأنسجة العظام، مما يجعل السردين خياراً غذائياً ممتازاً للحفاظ على كثافة العظام.

متى يكون الموز مناسباً صحياً للأكل؟

3. فوائد أوميغا 3 المضادة للالتهابات

يُعدّ الالتهاب المزمن عامل خطر معروفاً لفقدان العظام. تتمتع أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في السردين بخصائص مضادة للالتهابات تُساعد في تخفيف هذا الخطر. من خلال تقليل الالتهاب، قد تساهم أحماض أوميغا 3 في بيئة عظام أكثر صحة، مما قد يبطئ عملية تدهور العظام المرتبطة غالباً بالشيخوخة.


أطعمة تحسّن الهضم أفضل من الزنجبيل

الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
TT

أطعمة تحسّن الهضم أفضل من الزنجبيل

الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)

لطالما عُرف الزنجبيل بوصفه خياراً طبيعياً شائعاً للتخفيف من مشكلات الهضم مثل الغثيان واضطراب المعدة. ورغم فوائده المؤكدة، تشير أبحاث حديثة إلى أن هناك أطعمة أخرى قد تكون أكثر فاعلية في دعم صحة الجهاز الهضمي وتحسين وظائف الأمعاء.

ورغم الشعبية الكبيرة للزنجبيل، تؤكد الأدلة أن تنويع النظام الغذائي بأطعمة غنية بالألياف والإنزيمات والبروبيوتيك قد يكون أكثر فاعلية في دعم الهضم وصحة الأمعاء على المدى الطويل.

فيما يلي قائمة بـ10 أطعمة تُظهر أدلة علمية على دورها المميز في تعزيز الهضم، وفق موقع «فيري ويل هيلث» الطبي:

الكفير

يُعد الكفير مشروباً مخمّراً غنياً بسلالات متنوعة من البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) التي تساعد على تحسين الهضم وتقليل الغازات ودعم توازن ميكروبيوم الأمعاء. ويمكن تحضيره من الحليب الحيواني أو من بدائل نباتية مثل جوز الهند أو الشوفان أو اللوز.

ويُسهم الكفير في تفكيك الطعام بكفاءة أكبر وإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة تحمي بطانة الأمعاء. ويمكن تناوله مشروباً صباحياً أو بإضافته إلى العصائر.

الزبادي

الزبادي من الأطعمة المخمّرة التي تساعد على إعادة توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، مما قد يخفف الإمساك أو الإسهال. ويمكن تناوله بمفرده، مع الفاكهة، أو وجبة متكاملة مع الحبوب والبذور.

مخلل الملفوف

مخلل الملفوف غني بالبروبيوتيك والألياف، وقد ثبتت فاعليته في دعم صحة الأمعاء عبر إنتاج أحماض دهنية مفيدة. وتشمل الخيارات الأخرى الكيمتشي، والجزر، والفاصوليا الخضراء المخمّرة. ويمكن إضافته إلى الساندويتشات، والسلطات، أو الأطباق الساخنة.

النعناع

يُستخدم النعناع تقليدياً لتخفيف الانتفاخ والغازات وتشنجات المعدة، بفضل مركبات المنتول التي تُرخي عضلات الجهاز الهضمي. ويُعدُّ شاي النعناع هو الخيار الأسهل والأكثر شيوعاً.

بذور الشيا

رغم صغر حجمها، تحتوي بذور الشيا على كميات كبيرة من الألياف القابلة للذوبان، التي تمتص الماء وتساعد على تنظيم حركة الأمعاء والتخلص من الفضلات. وتمتص هذه البذور ما يصل إلى 10 - 12 ضعف وزنها من السوائل. ويمكن رشّها على السلطات، أو إضافتها إلى العصائر.

الكيوي

تتميز الكيوي باحتوائها على إنزيم «أكتينيدين» الذي يُساعد على هضم البروتين. وأظهرت دراسات أن تناول ثمرتين يومياً قد يخفف الإمساك ويحسّن انتظام الإخراج.

البابايا

تحتوي البابايا على إنزيم «باباين» المعروف بدوره في تفكيك البروتينات ودعم الهضم، وقد يخفف بعض حالات عسر الهضم وحرقة المعدة الخفيفة.

الشمر

يحتوي الشمر، على مركبات تساعد على إرخاء الجهاز الهضمي وتقليل الانتفاخ، كما يتميز بتأثير مُدرّ خفيف للبول. ويمكن تناوله بإضافة بذوره إلى الأطعمة المطهية أو شرب شاي الشمر.

الأناناس

يحتوي الأناناس على إنزيم «بروميلين» الذي يُسهم في هضم البروتينات وقد يساعد على تقليل الالتهابات المعوية.

الشوفان

يُعد الشوفان من الحبوب اللطيفة على المعدة والخالية من الغلوتين، ويحتوي على ألياف «بيتا-غلوكان» المعروفة بدعمها للهضم وتقليل الالتهاب وخفض الكوليسترول. ويمكن تناوله وجبة إفطار دافئة، أو شوفان منقوع طوال الليل، أو إضافته إلى العصائر.


كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
TT

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

بعد نحو 6 أعوام على إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس «كوفيد-19» جائحة عالمية في عام 2020، لم يعد المرض يُصنَّف كحالة طوارئ صحية عامة، غير أن ذلك لا يعني اختفاء خطره. فالخبراء يؤكدون أن الفيروس لا يزال قادراً على التسبب في مضاعفات صحية خطيرة، ولا سيما لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر. وفقاً لمجلة «نيوزويك».

ومع تسجيل ارتفاع موسمي في أعداد الإصابات خلال أشهر الشتاء، وهو نمط بات مألوفاً، تساءلت المجلة الأميركية عن مآلات الفيروس في عام 2026: كيف سيتحوَّر؟ وما طبيعة الأعراض المتوقعة؟ وهل ما زال هناك ما يدعو للقلق؟

مرض مستمر وتأثيرات بعيدة المدى

ورغم أن شريحة واسعة من المصابين تعاني أعراضاً خفيفة، فإن فئات أخرى قد تواجه مضاعفات حادة تصل إلى دخول المستشفى أو الوفاة. كما يظل «كوفيد طويل الأمد» أحد أبرز التحديات الصحية، بعد أن أصبح من أكثر الحالات المزمنة شيوعاً بين الأطفال في الولايات المتحدة.

ووفق تقديرات سابقة لـ«مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (CDC)، تراوح عدد الإصابات بين أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وسبتمبر (أيلول) 2025 ما بين 14.1 و20.7 مليون حالة، في حين بلغ عدد حالات الدخول إلى المستشفيات بين 390 ألفاً و550 ألفاً، إضافة إلى ما بين 45 ألفاً و64 ألف وفاة. وحتى يونيو (حزيران) 2024، تجاوز عدد الوفيات الإجمالي في الولايات المتحدة 1.2 مليون شخص.

«أوميكرون» يواصل الهيمنة

ويجمع خبراء الأمراض المعدية على أن متحوِّرات «أوميكرون» ستظل المسيطرة حتى عام 2026. ويقول الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والباطني في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إن جميع المتحوِّرات المتداولة حالياً تنتمي إلى عائلة: «أوميكرون» التي تواصل التحوُّر منذ سنوات.

أما أحدث هذه المتحوِّرات، فيُعرف باسم «XFG» أو «ستراتوس»، وفق ما أوضحه الدكتور توماس روسو، رئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة بافالو. ويشير روسو إلى أن هذا المتحوِّر يتمتع بقدرة أكبر على التهرُّب من المناعة، سواء الناتجة عن إصابات سابقة أو عن اللقاحات، ما ساعده على الانتشار السريع.

ورغم أن «XFG» يقود موجة الإصابات الحالية، فإن الخبراء لا يستبعدون ظهور متحوِّر جديد في أي وقت، وإن كان توقيت ذلك غير محسوم.

أعراض مألوفة... ومخاطر قائمة

وتتراوح أعراض «كوفيد-19» بين الحمى والسعال وضيق التنفس، وصولاً إلى فقدان حاستَي الشم والتذوق والإرهاق وآلام الجسم، وفق بيانات مراكز السيطرة على الأمراض. ويتوقع الخبراء أن تبقى هذه الأعراض في عام 2026 على النمط ذاته، مع تفاوت حدتها تبعاً للحالة الصحية والعمر.

ويؤكد روسو أن الأطفال دون الرابعة، والحوامل، وكبار السن فوق 65 عاماً، ومرضى الأمراض المزمنة وضعيفي المناعة، يظلون الأكثر عرضة لمضاعفات خطيرة.

هل نشهد موجات جديدة؟

يتوقع شافنر استمرار تسجيل حالات خفيفة في الغالب، ولا سيما خلال الشتاء، مع بقاء حالات شديدة تستدعي التنويم. ويرى أن الزيادة الراهنة في أعداد المرضى داخل المستشفيات تمثل مؤشراً على بدء الموجة الشتوية المعتادة.

ورغم أن الفيروس يواصل تحوُّره التدريجي داخل عائلة «أوميكرون»، فإن الخبراء يطمئنون إلى عدم ظهور متحوِّر جذري ومقلق على المستوى العالمي خلال السنوات الأخيرة. غير أن روسو يحذر من أن احتمال ظهور متحوِّر أكثر عدوى أو أكثر قدرة على التهرُّب المناعي لا يزال قائماً.

اللقاحات... خط الدفاع الأهم

وتشير البيانات إلى أن اللقاحات لا تزال تلعب دوراً محورياً في الحد من المرض الشديد. ويؤكد شافنر أن معظم حالات الدخول الحالية إلى المستشفيات تعود لأشخاص لم يحصلوا على التطعيمات المحدثة.

ورغم أن اللقاح لا يمنع الإصابة بشكل كامل، فإنه يظل فعالاً في تقليل خطر المضاعفات الخطيرة والوفاة، وهو ما يدفع الخبراء إلى الدعوة لتوسيع نطاق التطعيم؛ خصوصاً بين الفئات عالية الخطورة.

تحذير من التهاون

ويجمع الخبراء على أن التراخي في التعامل مع «كوفيد-19» لا يزال غير مبرر. فإلى جانب خطر الوفاة، يظل «كوفيد طويل الأمد» تهديداً قائماً قد يصيب حتى الشباب الأصحاء.

ويخلص روسو إلى أن التطعيم السنوي، وربما نصف السنوي لبعض الفئات، يمثل الوسيلة الأكثر فاعلية لتقليل المخاطر، ولا سيما في ظل مؤشرات على احتمال عودة ارتفاع الإصابات. ويؤكد أن «الوقت الحالي هو الأنسب لحماية النفس والمحيطين بنا».