قد يُؤذي الصلع غرورك، لكن علاج تساقط الشعر قد يُؤثر سلباً على عقلك.
كشفت دراسة جديدة أن المرضى الذين يستخدمون دواءً شائعاً لعلاج الصلع الوراثي عند الذكور يواجهون خطراً أعلى بكثير للإصابة باضطرابات المزاج، والأفكار الانتحارية مقارنةً بمَن لا يستخدمونه، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».
صرَّح الدكتور ماير بريزيس المؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان: «لم تعد الأدلة قصصية. نشهد الآن أنماطاً متسقة لدى فئات سكانية متنوعة. وربما كانت العواقب وخيمة».
والدواء المقصود هو «فيناسترايد»، المعروف باسم «بروبيشيا»، والذي وافقت عليه «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» في التسعينات.
ربطت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات «فيناسترايد» بالتهاب دماغي طويل الأمد وتغيرات في الحُصين، وهو مركز الدماغ المسؤول عن التعلم والذاكرة والعواطف.
في حين أضافت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» الاكتئاب بوصفه أثراً جانبياً محتملاً في عام 2011، والأفكار والسلوكيات الانتحارية في عام 2022، وجد بريزيس تحذيرات واضحة تعود إلى عام 2002.
في تجربة مرتبطة بانتحار أحد المستخدمين، كشف بريزيس عن وثائق داخلية لـ«إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)» تُظهر أن الخبراء أوصوا بإضافة «أفكار وسلوكيات انتحارية» إلى ملصق الدواء عام 2010.
وكتب بريزيس الشهر الماضي في مجلة الطب النفسي السريري: «رفضت الإدارة هذه النصيحة دون الكشف عن النقاش الداخلي ومبررات القرار النهائي».
في وثيقة داخلية أخرى لـ«إدارة الغذاء والدواء الأميركية» من عام 2010، قال بريزيس إنه وجد أقساماً كبيرة مُعتمة بوصفها «سرية»، بما في ذلك تقديرات لعدد الأشخاص الذين قد يتأثرون بالآثار الجانبية المزعومة.
بحلول عام 2011، سجَّلت الوكالة 18 حالة انتحار مرتبطة بـ«فيناسترايد»، لكن بريزيس يُجادل بأن العدد الفعلي قد يصل إلى الآلاف حول العالم، بناءً على الاستخدام العالمي للدواء.
وكتب: «لم يكن الأمر مجرد نقص في الإبلاغ، بل كان فشلاً منهجياً في اليقظة الدوائية».
يُلقي بريزيس باللوم جزئياً على شركة «ميرك»، المُصنِّعة الأصلية لـ«فيناسترايد»، لتجاهلها المزعوم لأبحاث السلامة الأساسية باستخدام تحليلات قواعد البيانات، وعلى الجهات التنظيمية لفشلها المزعوم في المطالبة بها أو إجرائها بنفسها.
وبناءً على نتائجه، يدعو بريزيس إلى تعليق تسويق «فيناسترايد» للاستخدام التجميلي حتى تتم إعادة تقييم ملف سلامته بالكامل.



