النظام الغذائي النباتي يساعد على النشاط البدني

التلاميذ النباتيون الفئة الأكثر ممارسة للرياضة

النظام الغذائي النباتي يساعد على النشاط البدني
TT

النظام الغذائي النباتي يساعد على النشاط البدني

النظام الغذائي النباتي يساعد على النشاط البدني

أوضحت دراسة حديثة نُشرت في نهاية شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في مجلة التطورات الحديثة في التغذية the journal Current Developments in Nutrition أن المراهقين النباتيين الذين يستهلكون كميات أكبر من الفاكهة والخضراوات، أكثر نشاطاً من أقرانهم بشكل ملحوظ، مما يشير بوضوح إلى نجاح استخدام النظام النباتي الصارم vegan عند المراهقين.

أنظمة غذائية مختلفة

قام الباحثون بعمل استطلاع لطلاب المدارس الثانوية في النمسا لمعرفة دوافعهم لاتباع أنظمة غذائية صحية مختلفة، وبشكل خاص النظام الغذائي النباتي سواء النباتي العادي vegetarian أو النظام النباتي الصارم vegan. والنظام النباتي الصارم هو نظام غذائي خالٍ تماماً من جميع المنتجات الحيوانية، بما في ذلك منتجات الألبان والبيض والعسل، ويمكن فقط تناول الألبان المشتقة من مصادر غير حيوانية مثل حليب اللوز.

أوضح الباحثون أن الأنماط السلوكية الصحية المختلفة في الأغلب تنشأ في مرحلتي الطفولة والمراهقة، وتستمر حتى مرحلة البلوغ، لذلك تُمثل المدارس بيئةً مثاليةً لاكتساب العادات الصحية. ومع تزايد الإقبال على الأنظمة النباتية في أوربا أصبحت الوجبات الغذائية التي تقدم في المدارس من الأمور التي تشغل بال المسئولين عن الصحة في الاتحاد الأوروبي.

شملت الدراسة ما يزيد عن 8 آلاف من طلبة المدارس الثانوية في النمسا بلغ متوسط أعمارهم نحو 15 عاماً جميعهم من أصحاب الأوزان الطبيعية، وكانت نسبة الإناث 63 في المائة تقريباً ومعظم هؤلاء الطلبة كانوا من سكان الريف بنسبة بلغت 68 في المائة.

وبالنسبة للأنظمة الغذائية كانت نسبة الطلبة الذين اتبعوا أنظمة غذائية نباتية نحو 7.2 في المائة فقط، بنسبة 5.6 في المائة للنظام النباتي العادي، ونسبة 1.6 فقط النظام النباتي الصارم، وكانت الفتيات هن الأكثر اتباعاً للأنظمة الغذائية النباتية سواء العادية أو شديدة الصرامة.

وقام الطلاب بالإجابة على استبيان عبر الإنترنت بإشراف أولياء الأمور شمل معلومات مفصلة عن العمر والجنسية والجنس ومكان الإقامة ونوعية النظام الغذائي سواء نظام نباتي أو نباتي شديد الصرامة أو النظام العادي الذي يشمل اللحوم الحيوانية.

كما قام الطلاب أيضاً بالإجابة عن الدوافع المختلفة التي جعلتهم يتبعون نظاماً غذائياً معيناً سواء كانت هذه الدوافع صحية أو نتيجة للتقاليد الاجتماعية أو الدينية أو نتيجة لتعاطفهم مع الحيوانات أو لحماية البيئة، وأجابوا أيضاً عن معدل تناولهم للخضراوات والفواكه وشرب السوائل بجميع أنواعها.

ووضعت الدراسة الخصائص الفردية في الحسبان فيما يتعلق بممارسة النشاط البدني والتمارين الرياضية النظامية وفترة ممارستها ومعدل تكرارها وأيضاً تم السؤال عن السلوك الصحي بشكل عام ومعدل النوم وتناول مشروبات كحولية من عدمه.

وفي المجمل كانت الأنظمة الغذائية التي تشمل اللحوم الحيوانية والأنظمة النباتية أكثر شيوعاً بين طلاب المرحلة الإعدادية، بينما كانت الأنظمة الغذائية النباتية الخالصة سواء العادية أو شديدة الصرامة أكثر شيوعاً بين طلاب المرحلة الثانوية، وأيضاً كان هناك انتشار أعلى بكثير لنقص الوزن بين الطلاب النباتيين، مقارنةً بالطلاب الذين لا يتبعون نظاماً غذائياً معيناً، وكان الدافع الأهم لاتباع الطلاب للنظام النباتي العادي vegetarian هو التعاطف مع الحيوانات يليه الحرص على الصحة.

الرياضة سلوك صحي مهم

على العكس من ذلك كانت الصحة هي الدافع الأكثر شيوعاً للطلاب الذين لم يتبعوا نظاماً غذائياً معيناً ويتناولون اللحوم وأيضاً الطلاب الذين يتبعون نظاماً نباتياً شديد الصرامة vegan وكان الدافع الذي يلي الصحة في النباتيين هو الأداء الرياضي بينما كان الدافع الذي يلي الصحة في الذين يأكلون اللحوم هو المذاق الجيد للغذاء، وكان معظم الطلاب الذين تناولوا اللحوم من الذكور. والشيء الجيد أن معظم الطلاب بجميع فئاتهم تناولوا الفاكهة بشكل يومي (66 في المائة) والخضراوات (64 في المائة).

وقال الباحثون إن معظم الطلاب الذين شملتهم العينة أكدوا أن الرياضة تُعد من السلوكيات الصحية المهمة حتى لو كانت مجرد تمارين بسيطة أو أي نشاط بدني وفي المجمل مارس معظم المشاركين (82 في المائة) رياضات ترفيهية بانتظام، ولكن في المقابل كانت هناك نسبة بسيطة من الطلاب لا تتعدى 1.5 في المائة لديهم رغبة في التدخين وهناك نسبة أخرى بلغت 6 في المائة لديهم رغبة في تناول الكحوليات.

على الرغم من أن معظم الطلاب أكدوا أهمية الرياضة، فإن متوسط ممارسة التمرينات الرياضية لجميع المجموعات كان أقل من الموصى به يومياً للمراهقين وهو 60 دقيقة تقريباً، وفي الأغلب كان النباتيون هم الفئة الأكثر ممارسة للرياضة.

كان تناول الفاكهة بشكل يومي أكثر شيوعاً بشكل ملحوظ بين التلاميذ النباتيين، مقارنةً بالطلاب الذين يتناولون اللحوم، وفي الوقت نفسه كان تناول الخضراوات بشكل يومي أكثر شيوعاً بين الطلاب النظام النباتي والنباتي شديد الصرامة، مقارنةً بالطلاب الذين يتناولون اللحوم، وكان مستوى تناول السوائل متقارباً بين المجموعات الغذائية الثلاث وكان الماء هو المشروب الأكثر شيوعاً يليه عصائر الفاكهة وأخيراً المشروبات الغازية.

وكان الماء كان هو المشروب الأهم بالنسبة لمتبعي النظام النباتي العادي بنسبة 84 في المائة، وبنسبة أقل لمتبعي النظام النباتي شديد الصرامة 75 في المائة. وعلى النقيض من ذلك كانت عصائر الفاكهة هي المشروبات الأهم بين آكلي اللحوم، بينما كان الشاي هو المشروب الأكثر شيوعاً في النظام النباتي شديد الصرامة، وعلى وجه التقريب كانت هناك نسبة كبيرة من الطلاب بلغت النصف تقريباً تناولوا المشروبات الكحولية

* استشاري طب الأطفال.


مقالات ذات صلة

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

صحتك انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فرش الأسنان الكهربائية تُزيل البلاك بفعالية أكبر من تلك اليدوية (بيكسلز)

فرشاة الأسنان الكهربائية أم العادية... أيهما الأفضل لصحة فمك؟

تُقدم فرش الأسنان الكهربائية العديد من المزايا مقارنةً بالفرش اليدوية، فهي توفر أداءً تنظيفياً فائقاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك من الآثار الجانبية لبعض مضادات الاكتئاب زيادة الوزن (بيكسلز)

9 أسباب قد تكون وراء الزيادة المفاجئة بوزنك

يلاحظ الأشخاص، عند تناولهم سعرات حرارية أكثر من المعتاد أو حال تقليلهم لممارسة الرياضة، ارتفاعاً ملحوظاً في الوزن، وهو أمر طبيعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
TT

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً، خاصةً إذا لم تكن من محبي الرياضة. لكن الخبر السار هو أنه من الممكن إنقاص الوزن في الشتاء دون الحاجة إلى الذهاب إلى النادي الرياضي. فالتغييرات البسيطة في نمط الحياة والنظام الغذائي تُحدث فرقاً كبيراً.

إليك بعض النصائح الفعّالة لإنقاص الوزن بدون رياضة:

1- ركّز على الوجبات الدافئة المطبوخة منزلياً

خلال فصل الشتاء، نميل عادةً إلى تناول الأطعمة المريحة. لذا، يُنصح بتناول الأطعمة الدافئة المطبوخة منزلياً بدلاً من الأطعمة المقلية أو الحلوة. تُعدّ الشوربات، والعدس، والخضار، واليخنات خيارات صحية ومغذية. احرص على أن تكون وجباتك متوازنة، مع تناول كميات وفيرة من الخضراوات والبروتين، حتى لا تشعر بالجوع بين الوجبات.

2- تحكم في حجم الحصص

لستَ مضطراً للتخلي عن أطعمتك المفضلة، بل تناولها باعتدال. استخدم أطباقاً أصغر، وامضغ الطعام ببطء، وتوقف عندما تشعر بالشبع. قد يؤدي الجوع في الشتاء إلى الإفراط في الأكل، ولذلك يُعدّ تناول الطعام بوعي محوراً أساسياً للتحكم في الوزن.

3- اشرب كمية كافية من الماء (حتى لو لم تشعر بالعطش)

يقل استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء لعدم شعورهم بالعطش، مما قد يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع. اشرب الماء الدافئ أو شاي الأعشاب أو ماء الكمون طوال اليوم. حافظ على الترطيب واشرب الكثير من الماء للهضم وتجنب الإفراط في الأكل.

4- أضف البروتين إلى كل وجبة

يساعد البروتين على كبح الجوع والشعور بالشبع. تناول أطعمة مثل البيض، والجبن، والزبادي، والعدس، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، والدجاج أو السمك. يُخفف النظام الغذائي الغني بالبروتين من الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويساعد على إنقاص الوزن بطريقة صحية دون الحاجة إلى ممارسة الرياضة.

5- تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل

الليالي طويلة، وخلال فصل الشتاء، قد تشعر المرء برغبة شديدة في تناول وجبة خفيفة أثناء مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف. يُعدّ الإفراط في تناول الطعام ليلاً من الأسباب الشائعة لزيادة الوزن. حاول تناول العشاء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم. في حال شعرت بالجوع لاحقاً، يمكنك تناول مشروب دافئ مثل شاي الأعشاب أو حليب الكركم.

6- احصل على قسط كافٍ من النوم

يؤثر نقص النوم على هرمونات الجوع والشبع، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. احرص على الحصول على 7-8 ساعات من النوم الجيد ليلاً. يُساعد النوم جسمك على حرق السعرات الحرارية بشكل أفضل ويُقلل من الرغبة في تناول الأطعمة الشهية وغير الصحية.

7- حافظ على نشاطك اليومي

حتى وإن لم تكن تمارس الرياضة، يجب ألا تجلس لفترات طويلة. شارك في أنشطة يومية بسيطة ومنتظمة، مثل الأعمال المنزلية، وتمارين التمدد الخفيفة، والمشي أثناء المكالمات الهاتفية، أو أخذ فترات راحة قصيرة للحركة. تُساعد هذه الحركات البسيطة على حرق السعرات الحرارية والحفاظ على مستوى التمثيل الغذائي.

8- قلل من تناول السكر والأطعمة المصنعة

تُعدّ منتجات المخابز، وحلويات الشتاء، والوجبات الخفيفة المُغلّفة مصادر سهلة لإضافة سعرات حرارية. قلل من تناول الحلويات، والبسكويت، ورقائق البطاطس، والمشروبات المُحلّاة. بدلاً من ذلك، تناول الفواكه، والمكسرات المحمصة، أو الوجبات الخفيفة المنزلية.

9- تحكّم بمستويات التوتر

قد يُؤدي التوتر إلى زيادة الأكل العاطفي وزيادة الوزن. ستساعدك طرق بسيطة مثل التنفس العميق، والتأمل، وقضاء الوقت مع من تُحب على التحكم بمستويات التوتر وتجنّب الإفراط في تناول الطعام.


أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
TT

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق؛ أحد أنواع سرطانات الرأس والعنق، بطريقة غير جراحية.

وأوضح الباحثون أن الهدف من هذه الأداة هو مساعدة الأطباء في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاجات مكثفة، ومن يمكنهم الاستفادة من تقليل شدة العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية «Journal of Clinical Oncology».

ويصيب سرطان الحلق الجزء الأوسط من الحلق، بما في ذلك اللوزتان وقاعدة اللسان والحنك الرخو. وغالباً ما يرتبط بسرطان الخلايا الحرشفية، وقد يكون مرتبطاً بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، أو عوامل أخرى مثل التدخين وتعاطي الكحول. وتظهر أعراضه عادةً على شكل ألم أو صعوبة في البلع، وبحة في الصوت، أو تورم في الرقبة نتيجة تضخم العقد اللمفاوية.

ويختلف العلاج وفقاً لمرحلة المرض ومدى انتشاره، ويشمل عادةً الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، وقد تكون صعبة التحمل وتترك آثاراً طويلة المدى، لذلك يركز الباحثون على تقليل الانتكاسات وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.

ويُعد انتشار السرطان خارج العقدة اللمفاوية أحد المؤشرات المهمة لتحديد شدة العلاج، ويحدث هذا عندما تنتشر خلايا السرطان من العقدة إلى الأنسجة المحيطة، وعادةً ما يُشخّص عن طريق إزالة العقدة جراحياً وفحصها.

ولتحسين معدلات العلاج، استخدم الفريق بيانات الأشعة المقطعية لتطوير أداة ذكاء اصطناعي قادرة على التنبؤ بعدد العقد اللمفاوية المصابة، وهو مؤشر يعكس شدة المرض واحتمالية استفادة المريض من العلاج المكثف. وعند تطبيق الأداة على بيانات الأشعة المقطعية لـ1733 مريضاً، تمكنت من التنبؤ بالانتشار غير المتحكم فيه للسرطان ورصد انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة.

كما أدى دمج تقييم الأداة مع مؤشرات المخاطر السريرية الحالية إلى تحسين تصنيف المرضى وفقاً لخطورة المرض، مما عزَّز دقة التنبؤ بمعدل البقاء على قيد الحياة وانتشار السرطان لكل مريض على حدة.

وأكد الباحثون أن هذه الأداة الذكية تُمكن الأطباء من اختيار المستوى الأمثل للعلاج لكل مريض، سواء عبر تكثيف العلاج للمرضى الأكثر خطورة، أم تخفيف العلاج لتقليل الآثار الجانبية للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخل أقل، وهذه القدرة تساعد على تخصيص العلاج بشكل شخصي لكل حالة، مما يعزز فاعلية العلاج ويحسّن تجربة المرضى.

وأضاف الفريق أن التنبؤ بالمرضى الأكثر عرضة للانتشار غير المتحكم فيه يسمح بتوجيه علاجات مكثفة لهم، ما يزيد فرص التحكم بالمرض ويحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة. وتسهم هذه الأداة في جعل خطة العلاج أكثر ذكاءً وفاعلية، مع التركيز على النتائج طويلة الأمد.

وأشار الباحثون إلى إمكانية استخدام الأداة في التجارب السريرية لتقييم المرضى بشكل أفضل، واختيار المشاركين المناسبين لتجارب العلاج المناعي أو الاستراتيجيات العلاجية المكثفة، مما يعزز البحث العلمي ويتيح تطوير علاجات أكثر دقة وفاعلية في المستقبل.


«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
TT

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق. فإلى جانب مذاقه اللاذع وجاذبيته الموسمية، يُوصف هذا التوت الأحمر غالباً بأنه «غذاء خارق» لما له من فوائد صحية محتملة عديدة، بحسب صحيفة «الإندبندنت».

تُسوَّق مكملات التوت البري كطريقة سهلة للحصول على هذه الفوائد دون سكر أو طعم العصير اللاذع. فماذا يقول العلم فعلاً عن هذه الفاكهة؟

الوقاية من التهابات المسالك البولية

يُعرف التوت البري بدوره في المساعدة على الوقاية من التهابات المسالك البولية. تحتوي هذه الثمرة على مركبات تُسمى البروانثوسيانيدينات. ويبدو أن هذه المركبات تمنع البكتيريا، مثل الإشريكية القولونية، من الالتصاق بجدار المسالك البولية، وهي إحدى الخطوات الأولى في تطور العدوى. وهذا يُفسر سبب مساعدة منتجات التوت البري في الوقاية من التهابات المسالك البولية، مع العلم أنها لا تُعالج العدوى بعد أن تلتصق البكتيريا وتتكاثر.

تدعم الأبحاث دور التوت البري الوقائي لدى النساء اللواتي يعانين من التهابات متكررة ولدى الأطفال، مع أن النتائج تختلف بين الدراسات. وجدت إحدى الدراسات أن عصير التوت البري وأقراصه يقللان من معدلات التهاب المسالك البولية لدى النساء، لكن الأقراص كانت أكثر فعالية وأقل تكلفة. كما قلل كلا الشكلين من استخدام المضادات الحيوية مقارنةً بالدواء الوهمي.

حماية القلب

وتمت أيضاً دراسة تأثير التوت البري على صحة القلب. فهو غني بمضادات الأكسدة مثل الأنثوسيانين والبروانثوسيانيدين والكيرسيتين. تساعد مضادات الأكسدة على حماية الخلايا من التلف الناتج عن جزيئات غير مستقرة تُسمى الجذور الحرة. وتشير الأبحاث إلى أن عصير التوت البري أو مستخلصاته يمكن أن يُحسّن العديد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.

تشمل هذه الفوائد رفع مستويات الكولسترول الجيد (HDL)، الذي يُطلق عليه غالباً اسم الكولسترول النافع لأنه يُساعد على إزالة الكولسترول الزائد من مجرى الدم، وخفض مستويات الكولسترول الضار (LDL) لدى مرضى السكري. يُوصف الكولسترول الضار أحياناً بأنه كولسترول سيئ، لأن ارتفاع مستوياته قد يؤدي إلى تراكمه في جدران الشرايين، ويصبح أكثر ضرراً عند تأكسده. يميل الكولسترول الضار المؤكسد إلى الالتصاق بجدران الشرايين، ما يُغذي الالتهاب ويُساهم في تكوّن اللويحات.

قد تُساعد مضادات الأكسدة الموجودة في التوت البري على إبطاء هذه العملية. كما قد تُحسّن مرونة الأوعية الدموية، وتُخفّض ضغط الدم، وتُقلّل من مستوى الهوموسيستين، وهو حمض أميني مرتبط بالالتهاب عند ارتفاع مستوياته. مع ذلك، لا تُشير جميع الدراسات إلى النتائج نفسها، لذا تبقى الأدلة غير مكتملة.

التوت البري يدعم جهاز المناعة (بيكسلز)

إبطاء السرطان

يدرس الباحثون أيضاً التوت البري لدوره المُحتمل في الوقاية من السرطان. تُشير الدراسات المخبرية والحيوانية إلى أن مركبات التوت البري، بما في ذلك حمض الأورسوليك، قد تُبطئ نمو الخلايا السرطانية. تتمتع بعض هذه المركبات بتأثيرات مضادة للالتهابات، وهو أمر مهم لأن الالتهاب المزمن قد يُساهم في تطور السرطان. أظهرت تجربة سريرية أن عصير التوت البري قد يُساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة عن طريق منع بكتيريا الملوية البوابية (H. pylori)، وهي بكتيريا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا النوع من السرطان، من الالتصاق ببطانة المعدة.

وقد انخفضت معدلات الإصابة لدى البالغين الذين تناولوا ما يُقارب كوبين من عصير التوت البري. وتشير الدراسات المخبرية والحيوانية إلى تأثيرات أخرى مُحتملة مُضادة للسرطان، وستُحدد الأبحاث القادمة ما إذا كانت هذه النتائج المخبرية قابلة للتطبيق على البشر.

تعزيز صحة الدماغ

تُساهم خصائص التوت البري المُضادة للأكسدة والالتهابات في دعم صحة الدماغ. فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2022 أن البالغين الذين تناولوا مسحوق التوت البري المُجفف يومياً، والذي يُعادل حوالي 100 غرام من التوت البري الطازج، أظهروا ذاكرة أفضل للمهام اليومية وتحسناً في تدفق الدم إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن التعلم. كما انخفض لديهم مستوى الكولسترول الضار (LDL). يُمكن أن يُساهم ارتفاع مستوى الكولسترول الضار في تصلب الشرايين، مما يُؤثر على الدورة الدموية.

دعم جهاز المناعة

قد يدعم التوت البري جهاز المناعة أيضاً. تشير الدراسات إلى أن مركباته الطبيعية قد تقلل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا. يُعد التوت البري مصدراً غنياً بفيتامين سي، وفيتامين هـ، والكاروتينات، والحديد، وكلها عناصر تساهم في وظيفة المناعة الطبيعية.