ماذا يحدث لضغط دمك عندما تشرب الكافيين؟

ينصح الخبراء بتجنب  شرب القهوة والشاي قبل النوم بعدة ساعات (أ.ب)
ينصح الخبراء بتجنب شرب القهوة والشاي قبل النوم بعدة ساعات (أ.ب)
TT

ماذا يحدث لضغط دمك عندما تشرب الكافيين؟

ينصح الخبراء بتجنب  شرب القهوة والشاي قبل النوم بعدة ساعات (أ.ب)
ينصح الخبراء بتجنب شرب القهوة والشاي قبل النوم بعدة ساعات (أ.ب)

يمكن للكافيين الموجود في القهوة ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية والشوكولاته والشاي أن يرفع ضغط الدم بشكل مؤقت، حتى لو لم تكن تعاني من ارتفاع ضغط الدم الموجود مسبقاً. وترجع هذه الزيادة إلى تأثير الكافيين على الدماغ، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تتسبب في تضييق الأوعية الدموية وارتفاع الضغط الانقباضي والانبساطي لمدة تصل إلى أربع ساعات أو أكثر.

كيف يتسبب الكافيين في ارتفاع ضغط الدم؟

الكافيين مُنبِّه يعمل على الجهاز العصبي المركزي، عن طريق حجب المستقبلات في الدماغ التي تحفز إفراز الأدينوزين، وهو ناقل عصبي (ناقل كيميائي) يعزز النعاس والاسترخاء، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

من خلال حجب الأدينوزين، يمكن للكافيين تعزيز اليقظة وتحسين الأداء البدني والوظيفة الإدراكية. يمكن أن يسبب أيضاً زيادة قصيرة الأجل في ضغط الدم.

إلى متى يستمر التأثير؟

الكافيين منشّط قصير المفعول. وتتأثر مدة تأثيره بعمر النصف البيولوجي (أي الوقت الذي يستغرقه لانخفاض تركيزاته في الدم بنسبة 50 في المائة). في الأشخاص الأصحاء، يبلغ نصف عمر الكافيين نحو خمس ساعات تقريباً، وبعد ذلك تبدأ آثاره النشطة بيولوجياً في التلاشي.

وأظهرت الدراسات أنه، عند تناول الكافيين، يبدأ ضغط الدم في الارتفاع خلال 30 دقيقة، وتبلغ الزيادة في ضغط الدم ذروتها، خلال ساعة إلى ساعتين، وقد تستمر هذه الزيادات لأربع ساعات أو أكثر، ثم تعود تدريجياً إلى طبيعتها مع انخفاض تركيزات الكافيين إلى ما دون المستويات النشطة بيولوجياً.

ووفقاً لاختلاف عملية الأيض بين الأشخاص، يمكن أن يتراوح نصف عمر الكافيين بين ساعة ونصف الساعة، حتى تسع ساعات ونصف الساعة، مما يعني أن تأثيره على ضغط الدم يمكن أن يكون أطول لدى بعض الأشخاص وأقل لدى آخرين.

الاستهلاك المعتدل للقهوة يرتبط بتمتع النساء بشيخوخة صحية (أ.ب)

يمكن أن يطور بعض الأشخاص أيضاً قدرة تحمل للكافيين، ولا يعانون من زيادة كبيرة في ضغط الدم أو أي آثار أخرى مرتبطة به. ويلاحظ ذلك بشكل أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين يستهلكون كميات كبيرة من الكافيين بانتظام.

إلى أي مدى يمكن أن يرتفع ضغط الدم؟

يعتمد تأثير الكافيين على ضغط الدم إلى حد كبير على الجرعة، بمعنى أنه كلما زاد استهلاك للكافيين زاد تأثيره على ضغط الدم.

من بين مستخدمي الكافيين المعتدلين، أي الذين يستهلكون أقل من 400 ملغ في اليوم، تميل زيادة ضغط الدم لأن تكون صغيرة نسبياً.

وتشير الدراسات إلى أن استهلاك 300 ملليغرام من الكافيين يزيد من ضغط الدم الانقباضي (العلوي) بمعدل 7 ملم زئبقي، ويزيد من ضغط الدم الانبساطي (السفلي) بمعدل 3 ملم زئبق.

وتساوي جرعة 300 ملم من الكافيين فنجانين من الإسبريسو بجرعة مزدوجة، أو 3 إلى 4 أكواب من القهوة أو علبتين من بعض مشروبات الطاقة.

هل يمكن أن يكون شرب الكافيين خطيراً؟

بالنسبة للبالغين الأصحاء الذين يستهلكون كميات كبيرة من الكافيين، فإن تأثيره على ضغط الدم لا يمثل مشكلة بطبيعته، حيث إن مدة التأثير قصيرة نسبياً وهناك فترة طويلة من الامتناع عن تناول الكافيين أثناء النوم.

حتى بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، الذي يُعرّف بأنه ضغط الدم عند 130/ 80، فإن تناول الكافيين يومياً أقل من 400 ملغ يعتبر آمناً بشكل عام. ولا ينطبق الأمر نفسه على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشديد.

وفقاً لدراسة أُجريت في عام 2023، فإن الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم عند 160/ 100 مم أو أكثر معرضون لخطر الوفاة بسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية بمقدار الضعف إذا تم تناول كوبين أو أكثر من القهوة التي تحتوي على الكافيين يومياً.

وبتقليل تناول فنجان واحد فقط من القهوة يومياً يزول خطر الوفاة المتزايد.

ما المشروبات أو الأطعمة التي تحتوي على أكبر قدر من الكافيين؟

توصي إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بعدم تناول أكثر من 400 ملغ من الكافيين يومياً من جميع المصادر، لهذا يجب أن تعرف كمية الكافيين التي تستهلكها يومياً. ويشمل ذلك الكافيين الموجود في الأطعمة والمشروبات، وكذلك في المصادر الخفية، مثل الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، والتي تحتوي على الكافيين.

الصحافيون يتناولون القهوة أكثر من غيرهم في بقية قطاعات العمل (الشرق الأوسط)

من الذي يجب ألا يتناول الكافيين؟

على الرغم من عدم وجود موانع مطلقة لاستخدام الكافيين، فإنه قد يكون من الضروري تقييد تناول الكافيين للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشديد، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من القلق الحاد والصرع والقرحة الهضمية.

يوصي الخبراء بتقليل تناول الكافيين إلى 200 ملغ في اليوم أثناء الحمل، حيث توجد أدلة على زيادة خطر حدوث مضاعفات الحمل، بما في ذلك الإجهاض، عند تناول جرعات أعلى.


مقالات ذات صلة

تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟ تجنب هذه المكملات الغذائية

صحتك مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟ تجنب هذه المكملات الغذائية

للتحكم الأمثل في ارتفاع ضغط الدم قد تحتاج إلى تجنب بعض المكملات الغذائية لأنها قد تسهم في رفع الضغط أو تقلل من فاعلية الأدوية الخاصة به

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع (بيكساباي)

اكتشف فوائد السلمون لضغط الدم

يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب، وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع بفضل محتواه الغني من أحماض أوميغا 3 الدهنية والبوتاسيوم والبروتين الخالي من الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من السمنة (رويترز)

كيف تؤثر السمنة على ارتفاع ضغط الدم؟

يتناول التقرير كيف تزيد السمنة من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والخطوات التي يمكنك اتخاذها للوقاية منه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)

ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يعتبر عصير التوت، خصوصاً التوت البري، مفيداً لضغط الدم لأنه غني بمركبات الفلافونويد ومضادات الأكسدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك القرنفل يحتوي على مضادات أكسدة مثل مادة الأوجينول التي تقلل الالتهابات وتحسن مرونة الأوعية الدموية (بيكساباي)

دور القرنفل في تحسين ضغط الدم

القرنفل غني بالمعادن ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة القلب، قد يُساعد على تحسين ضغط الدم لاحتوائه على البوتاسيوم وخصائصه المضادة للأكسدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
TT

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً. ومع ذلك، هناك بعض العادات البسيطة والتغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد على تحسين جودة النوم، خلال الأشهر الباردة.

وذكر تقريرٌ نشرته صحيفة «التلغراف» أهم الطرق والنصائح للحصول على نوم أفضل ليلاً في فصل الشتاء، وهي:

ابدأ يومك بالتعرض للضوء

يمكن أن يساعد التعرض للضوء لمدة ثلاثين دقيقة، في الوقت نفسه كل صباح، في إعادة ضبط ساعتك البيولوجية، وتحسين جودة نومك.

وإذا جرى هذا التعرض للضوء أثناء المشي فإن هذا الأمر قد يُحسّن المزاج أيضاً.

لكنْ إذا لم تتمكن من الخروج نهاراً، فإن الجلوس بجوار النافذة يساعد على تحسين التركيز والمزاج وجودة النوم.

احمِ عينيك من الضوء ليلاً

يُفضَّل ليلاً استخدام إضاءة خافتة ودافئة، حيث يرتبط التعرض للضوء ليلاً بنومٍ أخف وأقل راحة.

ويبدأ إفراز هرمون النوم الميلاتونين عادةً قبل ساعة ونصف من موعد نومك المعتاد، لذا جرّب إشعال شمعة مع وجبة العشاء مع إغلاق مصادر الإضاءة الأخرى. سيساعدك الجمع بين هذه الأدوات على النوم بسهولة أكبر.

اجعل المشي وقت الغداء عادة

بغضّ النظر عن مدى لياقتك البدنية، فإن قلة الخطوات تعني تقليل تراكم «ضغط» النوم، مما يسهم في شعورك بالتعب ليلاً ويتسبب في اضطرابات بنومك.

ضع لنفسك هدفاً بالمشي وقت الغداء، بغضّ النظر عن الطقس.

حاول ألا تستيقظ مبكراً

إن الاستيقاظ مبكراً في فصل الشتاء قد يُسبب ارتفاعاً غير معتاد في مستوى الكورتيزول، مما قد يجعلك تشعر بمزيد من التوتر والإرهاق طوال اليوم.

قد لا يكون هذا ممكناً للجميع، لكن إذا استطعتَ الحصول على نصف ساعة إضافية من النوم صباحاً، فقد تنام، بشكل أفضل، في الليلة التالية.

استمتع بوقتك في أحضان الطبيعة

إن الخروج للطبيعة في فصل الشتاء يمكن أن يساعدك في تحسين جودة نومك، بشكل كبير، ليلاً. لكن ينبغي عليك الحرص على ارتداء الملابس الثقيلة أثناء الخروج.

خطط لوجباتك بذكاء

وجدت دراسات حديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بارتفاع معدلات الأرق واضطرابات الصحة النفسية.

من الأفضل بدء وضع خطة وجبات أسبوعية. فالأطعمة الغنية بالألياف والمُغذية (مثل الفواكه والخضراوات الطازجة) ترتبط بتحسين جودة النوم.

وإلى جانب نوعية الطعام، فكّر أيضاً في وقت تناوله. توقف عن الأكل، قبل ساعتين على الأقل من موعد نومك، لتنعم بنوم هانئ.


الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
TT

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

وتنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي يتراوح حجمها بين جزء من ألف من المليمتر وخمسة ملليمترات، في كل مكان اليوم؛ إذ توجد في الطعام والماء والهواء. ومن المعروف أنها تدخل مجرى الدم، بل وتستقر في الأعضاء الحيوية.

وتُسهِم هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بدءاً من اضطرابات الهرمونات، وضعف القدرة على الإنجاب، وتلف الجهاز العصبي، والسرطان، وصولاً إلى أمراض القلب.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح، فيما يتعلق بأمراض القلب، ما إذا كانت هذه الجسيمات تُلحق الضرر بالشرايين بشكلٍ مباشر، أم أن وجودها مع المرض كان مجرد مصادفة فقط، وهذا ما توصلت إليه الدراسة الجديدة، والتي نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال تشانغ تشنغ تشو، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف الدراسة الجديدة: «تقدم دراستنا بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهِم بشكل مباشر في أمراض القلب والأوعية الدموية».

وفي الدراسة، قيّم الباحثون آثار الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على فئران مُعرّضة وراثياً للإصابة بتصلب الشرايين.

تمت تغذية فئران الدراسة، ذكوراً وإناثاً، بنظام غذائي منخفض الدهون والكولسترول، يُشابه ما قد يتناوله شخص سليم ونحيف.

ومع ذلك، وعلى مدار تسعة أسابيع، تلقت الفئران جزيئات بلاستيكية دقيقة بجرعات تُقارب 10 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

واختار الباحثون مستويات التعرض هذه للجزيئات البلاستيكية الدقيقة؛ لتعكس كميات مُشابهة لما قد يتعرض له الإنسان من خلال الطعام والماء الملوثين.

وعلى الرغم من أن النظام الغذائي الغني بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لم يتسبب في زيادة وزن الفئران أو ارتفاع مستويات الكولسترول لديها، وظلت الحيوانات نحيفة، فإن تلف الشرايين قد حدث.

ووجد الباحثون على وجه الخصوص فرقاً ملحوظاً في تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بين ذكور وإناث الفئران.

وأدى التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى تسريع تصلب الشرايين بشكل كبير لدى ذكور الفئران، حيث زاد تراكم اللويحات بنسبة 63 في المائة في جزء من الشريان الرئيسي المتصل بالقلب، وبأكثر من 7 أضعاف في الشريان العضدي الرأسي المتفرع من الشريان الرئيسي في الجزء العلوي من الصدر.

وخلصت الدراسة إلى أن إناث الفئران التي تعرضت للظروف نفسها لم تشهد زيادة ملحوظة في تكوّن اللويحات.

وبمزيد من البحث، وجد الباحثون أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتداخل مع الشرايين؛ ما يُغير سلوك وتوازن أنواع عدة من الخلايا.

ووجدوا أن الخلايا البطانية، التي تُشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية، كانت الأكثر تأثراً.

وقال الدكتور تشو: «بما أن الخلايا البطانية هي أول ما يتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في الدم، فإن خلل وظيفتها قد يُؤدي إلى بدء الالتهاب وتكوّن اللويحات».

يبحث الباحثون حالياً في سبب كون ذكور الفئران أكثر عرضة لتلف الشرايين نتيجة التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وما إذا كان هذا الاختلاف بين الجنسين ينطبق على البشر أيضاً.

وقال تشو: «يكاد يكون من المستحيل تجنب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تماماً. ومع استمرار تزايد تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عالمياً، أصبح فهم آثارها على صحة الإنسان، بما في ذلك أمراض القلب، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».

وأشار إلى أنه نظراً لأنه لا توجد حالياً طرق فعالة لإزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الجسم، فإن تقليل التعرض لها والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام - من خلال النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وإدارة عوامل الخطر - يبقى أمراً بالغ الأهمية.


ما تأثير السردين على صحة القلب؟

ما تأثير السردين على صحة القلب؟
TT

ما تأثير السردين على صحة القلب؟

ما تأثير السردين على صحة القلب؟

سواء أحببتها أم كرهتها، تُثير أسماك السردين جدلاً واسعاً في نقاشات صحة القلب، فهذه الأسماك الصغيرة الدهنية غنية بالعناصر الغذائية، بما في ذلك أحماض «أوميغا 3» الدهنية، وفيتامين «د»، وغيرها من العناصر الغذائية.

ويُعدّ تناول السردين مفيداً لصحة القلب، لأنه غني بأحماض «أوميغا 3» الدهنية التي تساعد على خفض ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليسترول الضار، وتقليل خطر الجلطات وأمراض الشرايين. كما يحتوي على بروتين عالي الجودة ومعادن، مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم، التي تدعم وظيفة القلب بشكل عام، مما يجعله خياراً غذائياً ممتازاً للحفاظ على صحة القلب عند تناوله بانتظام.

إضافة السردين إلى نظامك الغذائي قد يُحقق فوائد صحية متعددة، ومن ضمن تلك الفوائد:

يُخفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول

يُعدّ السردين من أغنى مصادر أحماض «أوميغا 3» الدهنية، وقد يمتلك خصائص مضادة للالتهابات.

علبة واحدة من السردين (نحو 100 غرام) تُوفر من 1.6 إلى 1.8 غرام من أحماض «أوميغا 3» الدهنية، وفقاً لميشيل روثنشتاين، الحاصلة على ماجستير العلوم، اختصاصية التغذية المُسجلة، اختصاصية التغذية القلبية في شركة «إنتيرلي نورشد».

أظهرت إحدى الدراسات أن زيادة تناول حمض «الإيكوسابنتاينويك» (EPA) وحمض «الدوكوساهيكسانويك» (DHA)، وهما أكثر الأحماض الدهنية وفرةً في السردين، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية وتراكم الترسبات في الشرايين.

تُقدم أحماض «أوميغا 3» فوائد صحية عديدة للقلب، منها:

خفض مستويات الدهون الثلاثية، وتقليل الالتهابات، وتحسين وظائف بطانة الأوعية، وتقليل خطر عدم انتظام ضربات القلب، وتقليل تراكم الصفائح الدموية، وكذلك خفض ضغط الدم، وخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، ودعم انتظام ضربات القلب وصحة الأوعية الدموية.

تقول الطبيبة ميشيل روثنشتاين لموقع «فيري ويل هيلث»: «إلى جانب أحماض (أوميغا 3)، يُعد السردين الذي يُؤكل مع عظامه غنياً بالكالسيوم وفيتامين (د)، مما يُساعد على تنظيم ضربات القلب ودعم سلامة الأوعية الدموية».

ويلعب الكالسيوم دوراً أساسياً في انقباض العضلات؛ يشمل ذلك عضلة القلب التي تعتمد على انقباضات دقيقة لضخ الدم بكفاءة في جميع أنحاء الجسم.

قد يساعد فيتامين «د» في تقليل الالتهابات وتصلب الشرايين -وهي حالة تصبح فيها الشرايين أقل مرونة، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم- وكلاهما من العوامل الرئيسية المساهمة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتوضح ميشيل روثنشتاين: «يمكن أن يؤدي نقص الكالسيوم إلى استنزافه من العظام ويُسهم في تكلس الأوعية الدموية».

تحدث هذه الحالة عندما تتراكم رواسب المعادن في الشرايين، مما يؤدي إلى تصلبها. ومع مرور الوقت، يمكن أن يزيد هذا التصلب من خطر الإصابة بأمراض القلب.

يساعد على تنظيم ضغط الدم

إلى جانب أحماض «أوميغا 3» الدهنية، فإن السردين غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم، وهما معدنان يلعبان دوراً رئيسياً في الحفاظ على ضغط دم صحي.

تؤكد الأبحاث فائدتهما؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من المغنيسيوم كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تتراوح بين 11 و12 في المائة مقارنةً بمن يتناولون أقل كمية منه.

وربطت دراسة أخرى بين تناول كميات كبيرة من البوتاسيوم وانخفاض ضغط الدم، مشيرة إلى تأثيره الوقائي ضد أضرار القلب والأوعية الدموية المرتبطة باستهلاك كميات كبيرة من الصوديوم.

غني بمضادات الأكسدة

يحتوي السردين أيضاً على «السيلينيوم»، وهو عنصر معدني نادر يعمل بوصفه مضاد أكسدة قوياً، كما ذكرت ميشيل روثنشتاين. تحمي مضادات الأكسدة القلب عن طريق تحييد الجذور الحرة، التي قد تُسهم في تراكم الترسبات والتهاب الشرايين.

في الواقع، تُظهر الأبحاث أن انخفاض مستويات «السيلينيوم» يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يتناولون كميات قليلة منه في نظامهم الغذائي.

كم عدد حبات السردين التي يجب تناولها؟

لست بحاجة إلى تناول السردين يومياً للاستفادة منه لصحة قلبك. تناول علبة واحدة من السردين يتجاوز الحد الأدنى الموصى به يومياً للصحة العامة، وهو 1.1 غرام.

«يرتبط تناول كميات أكبر بفوائد صحية أكبر، لكن الدراسات تشير إلى أن تناول السردين عدة مرات في الأسبوع يرتبط بفوائد واضحة»، هذا ما صرّح به الدكتور شون هيفرون، طبيب القلب في مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك.

ومن المرجح أن الزئبق ليس مصدر قلق أيضاً. «الأسماك الصغيرة مثل السردين لا تحتوي على المعادن الثقيلة التي تحتوي عليها الأسماك الكبيرة»، كما قال هيفرون.

لكن انتبه للمحتوى الغذائي. «قد يحتوي السردين على نسبة عالية من الصوديوم، خصوصاً عند تعليبه في محلول ملحي، مما قد يرفع ضغط الدم»، كما قالت ميشيل روثنشتاين، مضيفة: «يحتوي السردين أيضاً على (البيورينات)، التي يجب على الأشخاص المعرضين للإصابة بالنقرس أخذها في الاعتبار».