كيف يمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي في عملي؟

يستخدم العديد من الموظفين والعمال في الكثير من الدول حول العالم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل شبه يومي لمساعدتهم على إنجاز المهام (رويترز)
يستخدم العديد من الموظفين والعمال في الكثير من الدول حول العالم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل شبه يومي لمساعدتهم على إنجاز المهام (رويترز)
TT

كيف يمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي في عملي؟

يستخدم العديد من الموظفين والعمال في الكثير من الدول حول العالم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل شبه يومي لمساعدتهم على إنجاز المهام (رويترز)
يستخدم العديد من الموظفين والعمال في الكثير من الدول حول العالم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل شبه يومي لمساعدتهم على إنجاز المهام (رويترز)

يستخدم العديد من الموظفين والعمال في الكثير من الدول حول العالم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل شبه يومي، لمساعدتهم على إنجاز المهام، وتزويدهم بالأفكار والمقترحات الخلاقة، وتوفير الوقت في حل المسائل، والمشكلات المعقدة.

ويمكن للذكاء الاصطناعي تقديم المساعدة في كل المجالات تقريباً، من الطب إلى الهندسة والطيران، وحتى الفنون، والشؤون العسكرية.

ولأن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية في مختلف البيئات المهنية، فمن المهم فهم كيفية تسخيره في دعم القرارات، وتحسين الأداء اليومي.

ما أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في زيادة الإنتاجية اليومية؟

تُقدم أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية وسيلة فعّالة وسهلة المنال لأي شخص لاكتساب ميزة تنافسية.

سواء كنت موظفاً في شركة تسعى لزيادة دخلك، أو عاملاً مستقلاً ترغب في تعزيز إنتاجيتك اليومية، أو رائد أعمال يُوازن بين مسؤوليات متعددة، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية هذه قادرة على إحداث نقلة نوعية في طريقة عملك، وفقاً لمجلة «فوربس».

تُقدم أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية وسيلة فعّالة وسهلة المنال لأي شخص لاكتساب ميزة تنافسية (أ.ف.ب)

«شات جي بي تي»

يُعد «شات جي بي تي» أحد أكثر مساعدي الذكاء الاصطناعي تنوعاً في السوق اليوم، أداة ذكاء اصطناعي مجانية تُقدم قيمة رائعة للمهنيين في مختلف القطاعات. فإلى جانب توليد النصوص البسيطة، تُقدم هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي مساعدةً مُتميزة في حل المشكلات المعقدة، وصياغة الرسائل، وتعلم مفاهيم جديدة بسرعة.

«غوغل جيميني»

أداة ذكاء اصطناعي مجانية تتكامل بسلاسة مع منظومة «غوغل»، مما يجعلها قيّمة بشكل خاص للمحترفين الذين يعتمدون على «غوغل»، و«ورك سبيس». وفيما يرتبط بزيادة الإنتاجية، يتميز «جيميني» بتلخيص الأبحاث، وإنشاء تقارير شاملة تستغرق ساعات طويلة لتجميعها يدوياً.

يتميز «جيميني» بتلخيص الأبحاث وإنشاء تقارير شاملة تستغرق ساعات طويلة لتجميعها يدوياً (رويترز)

«Perplexity AI»

تتجاوز هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي البحث التقليدي بتقديم إجابات شاملة وموثقة لأسئلة معقدة. تُعدّ «Perplexity» أداة قيّمة للمهنيين الذين يحتاجون إلى التعرّف بسرعة على المواضيع، أو القطاعات الجديدة.

وبدلاً من البحث في عشرات النتائج، تُقدّم «Perplexity» معلومات مُركّبة مع الاستشهادات، مما يوفر ساعات من وقت البحث.

«Notion AI»

يُحوّل مساعد الذكاء الاصطناعي المُدمج في «Notion» هذه الأداة المجانية الشهيرة إلى طريقة فعّالة لإنشاء المحتوى، وإدارة المشاريع، وتنظيم المعرفة.

لزيادة الإنتاجية، يُمكن لـ«Notion AI» تلخيص ملاحظات الاجتماعات، وتحويل النقاط إلى نصوص مُفصّلة، واستخلاص بنود عمل من المناقشات، والمساعدة في تنظيم المعلومات بفعالية أكبر.

«غاما»

تُحوّل هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي الرسائل النصية البسيطة إلى عروض تقديمية مذهلة. تتيح النسخة المجانية للمستخدمين إنشاء شرائح بجودة احترافية دون الحاجة إلى مهارات تصميم.

وبالإضافة إلى تعزيز الإنتاجية، تلعب أدوات الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في دعم المهنيين لاتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة.

كيف تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في تسريع اتخاذ القرارات المهنية؟

يمكن للتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تُسهم في تسريع وتحسين عملية اتخاذ القرارات المهنية بأكثر من طريقة، مثل التتبع الآني، وتحسين التنبؤ بتطورات الأعمال الميدانية، وتقمص الأدوار الافتراضية لتدريب العمال على سيناريوهات عمل واقعية، وفقاً لموقع «هارفارد بيزنس ريفيو».

يمكن للتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تُسهم في تسريع وتحسين عملية اتخاذ القرارات المهنية (أ.ف.ب)

التدريب عبر الواقع الافتراضي لتحسين مهارات اتخاذ القرار

تستخدم العديد من الصناعات الآن تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتزويد الموظفين والمديرين بمهارات اتخاذ القرار في سيناريوهات عمل متنوعة، سواءً الروتينية أو غير المتوقعة. فمثلاً، بالنسبة لموظفي مراكز الاتصال الجدد، ربما تكون التجربة الأكثر صعوبة هي التعامل مع العملاء الصعبين، أو العاطفيين، أو المحبطين.

نماذج محاكاة الذكاء الاصطناعي لتقليل الأخطاء البشرية

مثال ذلك: شركة «فيرايزون» استخدمت تقنية الواقع الافتراضي «في آر» لتدريب موظفي خدمة العملاء عبر تقمص دور العميل، ما مكّنهم من رؤية المشكلات من منظور المستخدم، واتخاذ قرارات أكثر فعالية.

هناك العديد من التطبيقات الأخرى للواقع الافتراضي لتدريب الأفراد على اتخاذ القرارات السريعة، بدءاً من العمل الشرطي، والرعاية الصحية، والتصميم الهندسي، ووصولاً إلى صيانة البنية التحتية للمرافق.

أمثلة واقعية على استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار المهني

على سبيل المثال، تستخدم شرطة فورت مايرز في فلوريدا الأميركية تقنيات غامرة لمساعدة الضباط على تعلم كيفية اتخاذ قرارات حاسمة في حالات الضغط العالي، أو الطوارئ، مثل اتخاذ خطوات لتخفيف حدة التفاعلات مع الأفراد المصابين بأمراض نفسية.

وبينما تعزز هذه الأدوات من كفاءة الأفراد، فهي أيضاً تُحدث تحولاً كبيراً في كيفية تفاعل الشركات مع عملائها.

ما دور الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة العملاء؟

يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في تحسين تجربة العملاء من خلال تمكين الشركات من معالجة مشكلات العملاء قبل ظهورها. هذا التحول من الخدمة التفاعلية إلى الخدمة الاستباقية يسمح للشركات باستخدام البيانات، والأتمتة، والتعلم الآلي لتوقع احتياجات العملاء، وحل المشكلات بشكل مستقل.

يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في تحسين تجربة العملاء (رويترز)

كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باحتياجات العملاء؟

إحدى الطرق الرئيسة التي يُمكّن بها الذكاء الاصطناعي هذا التحول هي التحليلات التنبئية. من خلال تحليل سلوك العملاء والتفاعلات السابقة والبيانات الفورية، يُمكن للذكاء الاصطناعي تحديد المشكلات المحتملة قبل تفاقمها.

دور الأتمتة في تقليل الأخطاء وتوفير الوقت

على سبيل المثال، يُمكن للذكاء الاصطناعي الإبلاغ عن تأخير في وصول طرد أو نشاط غير عادي في الحساب، وإخطار العميل بالحل حتى قبل أن يُدرك وجود مشكلة. تُقلل هذه القدرة التنبئية بشكل كبير من الاحتكاك الذي يحدث عادةً في تفاعلات خدمة العملاء التقليدية.

بالإضافة إلى ذلك، يُبسط الذكاء الاصطناعي خدمة العملاء من خلال أتمتة المهام الروتينية. يُمكن الآن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام الأقل تعقيداً، مثل إعادة تعيين كلمات المرور، أو تتبع الطلبات، أو تحديث معلومات الحساب، مما يسمح للموظفين البشريين بالتركيز على المشكلات الأكثر تعقيداً، وذات القيمة العالية.

تحليلات سلوك المستخدم لتحسين الخدمات مسبقاً

كما يُمكّن الذكاء الاصطناعي الشركات من تقديم تجارب عملاء مُخصصة للغاية. من خلال تحليل بيانات العملاء، تُقدم الأنظمة المُدارة بالذكاء الاصطناعي حلولاً مُصممة خصيصاً بناءً على تفاعلات العميل السابقة، وتفضيلاته.


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «إس كيه هاينكس» ولوحة أم للكمبيوتر تظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

رئيس «إس كيه» الكورية: صناعة الذكاء الاصطناعي ليست في فقاعة

قال رئيس مجموعة «إس كيه» الكورية الجنوبية، المالكة لشركة «إس كيه هاينكس» الرائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، إن أسهم الذكاء الاصطناعي قد تتعرض لضغوط.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد هاتف ذكي وشاشة كمبيوتر يعرضان شعارَي «واتساب» والشركة الأم «ميتا» في غرب فرنسا (أ.ف.ب)

تحقيق أوروبي في قيود «ميتا» على منافسي الذكاء الاصطناعي عبر «واتساب»

خضعَت شركة «ميتا بلاتفورمز» لتحقيق جديد من جانب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار، على خلفية خطتها لإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي داخل تطبيق «واتساب».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».