6.5 مليون زائر لمواقع تراثية و15 مبادرة عززت القطاع الثقافي خلال عام

زيارات مواقع التراث السعودية حققت أرقاماً قياسية خلال عام 2024 (وزارة الثقافة)
زيارات مواقع التراث السعودية حققت أرقاماً قياسية خلال عام 2024 (وزارة الثقافة)
TT

6.5 مليون زائر لمواقع تراثية و15 مبادرة عززت القطاع الثقافي خلال عام

زيارات مواقع التراث السعودية حققت أرقاماً قياسية خلال عام 2024 (وزارة الثقافة)
زيارات مواقع التراث السعودية حققت أرقاماً قياسية خلال عام 2024 (وزارة الثقافة)

رصد تقرير حديث لوزارة الثقافة السعودية ما حظي به القطاع الثقافي السعودي من تقدُّم في عدد من المؤشرات خلال عام 2024، وتسجيل زيارة أكثر من 6 ملايين زائر لمواقع التراث الوطني، وإنجاز 15 مبادرة لدعم جميع مجالات الفنون والإبداع، إلى جانب بناء علاقات ثقافية دولية وتنمية فرص التبادل الثقافي مع مختلف دول العالم، ودعم وتمكين المبدعات والمبدعين.

وسلَّط التقرير السنوي الضوء على جهود وزارة الثقافة، خلال عام 2024، في تحقيق أهداف المنظومة الثقافية، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، التي أثمرت إنجازات بارزة أسهمت في ترسيخ الهوية الوطنية، ودَفْع عجلة القطاع الثقافي، وتعزيز الحضور الثقافي والفني محلياً ودولياً.

وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، إن جهود وزارة الثقافة تتوالى وتؤتي ثمارها، عاماً بعد عام، وإن عام 2024 سجّل إنجازات على أصعدة متعددة، وواصلت فيه الوزارة عملها الدؤوب على تنمية القطاع الثقافي وتطويره وتعزيز قدرته على تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030» في جوانبها الثقافية.

وأشار الأمير بدر، في كلمته ضمن التقرير، إلى أن وزارة الثقافة ركَّزت في استراتيجيتها للنهوض بالقطاع الثقافي السعودي على العمل وفق منظور شامل لبناء هيكل المنظومة الثقافية بأنظمتها وتشريعاتها ومبادراتها، إلى جانب بناء المناخ الإبداعي الداعم للإنتاج الثقافي وللمبدعين والمبدعات، الحاضن للفعاليات والأنشطة والبرامج الثقافية الموجهة لعموم أفراد المجتمع، وشهد عام 2024 تقدُّماً في سير العمل بكل أبعاده التشغيلية والاستراتيجية.

بينالي الفنون الإسلامية والعديد من المعارض ساهمت كفضاءاتٌ تتألّق فيها أشكال الفن والتراث والثقافة (وزارة الثقافة)

6.5 مليون زائر لمواقع التراث

وعلى صعيد مؤشرات الأداء المرتبطة ببرامج «رؤية السعودية 2030»، حقَّق عدد زوار مواقع التراث الوطني والأخرى المسجلة في قائمة «اليونيسكو»، من المواطنين والمقيمين والزوّار والسياح الدوليين، كمؤشر أداء رئيسي، 6.5 مليون زائر في عام 2024.

كما بلغ عدد الموظفين في القطاع الثقافي السعودي 234147 موظفاً، وعدد المواقع التاريخية والثقافية المؤهَّلة للزيارة 15 موقعاً، فيما بلغ عدد مواقع التراث الوطني القابلة للزيارة أكثر من 200 موقع تتمتع بالحدّ المقبول من الجاهزية لاستقبال الزوار. كما سجَّلت السعودية 39 مشاركة دولية في الفعاليات الثقافية بقارات متعددة، للترويج للثقافة السعودية خارج البلاد.

صُمّمت مبادرات حاضنة للثقافة لتكون محرّكاً للتمكين ووسيلةً لتسريع نمو الكيانات الثقافية (وزارة الثقافة)

إطلاق مبادرات لتعزيز القطاع الثقافي

أطلقت وزارة الثقافة السعودية 15 مبادرة لتعزيز القطاع الثقافي خلال عام 2024، ارتبطت بـ«رؤية السعودية 2030» وتنمية مساهمة المملكة في الثقافة والفنون. وشملت المبادرات تطوير المكتبات العامة، وإطلاق أكاديمية لصناعة الأفلام، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، وبناء القدرات في الثقافة والفنون، وتعزيز المسرح السعودي، وتمكين المشاريع الناشئة في القطاع الثقافي.

وتفاوتت المبادرات بين مكتملة تماماً، وأخرى في طريقها للاكتمال، لتعزيز القطاعات الثقافية، وبناء قدرات السعوديين والحواضن، وزيادة الإنتاج الإبداعي المنافس.

شراكات وتفاهمات لتوسيع حضور الثقافة السعودية إقليمياً ودولياً (وزارة الثقافة)

إنجازات ضمن الركائز الاستراتيجية الثلاث

وعلى صعيد الركائز الاستراتيجية الثلاث، حققت الوزارة إنجازات ملموسة على مختلف الأصعدة؛ ففي ركيزة «الثقافة كنمط حياة»، تم تطوير سجلّ الأفلام السعودي ليضمّ أكثر من 1000 فيلم، إلى جانب توقيع اتفاقيات لإيداع 55 فيلماً ضمن «مبادرة إيداع الأفلام» لعام 2024، مما أسهم في حفظ الإنتاج السينمائي الوطني.

كما تم توثيق التراث الثقافي والطبيعي لمختلف مناطق المملكة، إلى جانب توثيق تجارب وخبرات روّاد صناعة السينما والتلفزيون في المملكة والخليج والعالم العربي، من خلال إنتاج 25 لقاءً ضمن مشروع التاريخ الشفهي للشاشة العربية، بهدف حفظ ذاكرة السينما العربية وتكريم المساهمين في نهضتها.

وفي مجال دعم البحث العلمي، تم تخصيص 100 منحة بحثية ضمن «المرصد العربي للترجمة»، مع تركيز الأولويات على الذكاء الاصطناعي في الترجمة، والتوطين، والترجمة السمعبصرية، مما يعزز تطوير قطاع الترجمة وتأهيل الكفاءات المتخصصة.

وضمن ركيزة الثقافة من أجل النمو الاقتصادي، شاركت الوزارة بـ22 علامة تجارية سعودية ضمن برنامج «100 براند سعودي» في «معرض إيميرج» بالمكسيك، مما وفَّر للمصممين فرصة استثنائية للتفاعل مع الجمهور العالمي وعرض التصاميم السعودية التي تجمع بين الأصالة والفخامة، وتعزيز الحضور السعودي في قطاع الأزياء العالمي.

عشرات المعارض الدولية للكتاب قدم خلالها جناح السعودية تجربة فريدة لإثراء المشهد الثقافي عالمياً (وزارة الثقافة)

وفي مجال صناعة الأفلام، عزَّزت السعودية مكانتها الدولية بانضمامها إلى «رابطة هيئات الأفلام الدولية (AFCI)» و«شبكة هيئات الأفلام الآسيوية (AFCNet)».

أما في ركيزة الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية، فقد فازت الوزارة بجائزة «Best Brand Awards» في ألمانيا، التي تحتفي بالمشاريع والعلامات التجارية المتميزة على مستوى العالم، ونُظّم حفل لـ«روائع الأوركسترا السعودية» في لندن.

وفي مجال حفظ التراث، شاركت المملكة في «التجمُّع السنوي للمدن المبدعة» بـ«شبكة اليونسكو» في مدينة براغا البرتغالية، حيث عُرِض «مشروع التوثيق والأطلس»، الذي يهدف إلى صون التراث الثقافي غير المادي المرتبط بالأغذية، مما يعكس الالتزام السعودي بالحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز مكانة البلاد ضمن المنصات العالمية.


مقالات ذات صلة

قلق عربي - إسلامي لنية إسرائيل إخراج الغزيين باتجاه مصر

الخليج معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)

قلق عربي - إسلامي لنية إسرائيل إخراج الغزيين باتجاه مصر

أعربت السعودية و7 دول عربية وإسلامية عن بالغ القلق إزاء تصريحات إسرائيل بشأن فتح معبر رفح في اتجاه واحد لإخراج سكان قطاع غزة إلى مصر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق ‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

مثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)

السعودية تحصد 6 جوائز في «التميز الحكومي العربي 2025»

حقّقت السعودية إنجازاً جديداً في مسيرة التطوير والابتكار الحكومي، بحصدها 6 جوائز ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الخليج المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)

برنامج سعودي لتحسين وضع التغذية في سوريا

أبرم «مركز الملك سلمان للإغاثة» برنامجاً تنفيذياً لتحسين وضع التغذية لأكثر الفئات هشاشة في المناطق ذات الاحتياج ومجتمعات النازحين داخلياً بمحافظات سورية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان) play-circle 01:19

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة.

إيمان الخطاف (جدة)

رقصة هندية تلهم الروبوتات تعلّم حركات اليد المعقدة

عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)
عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)
TT

رقصة هندية تلهم الروبوتات تعلّم حركات اليد المعقدة

عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)
عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)

استخلص باحثون في جامعة ماريلاند الأميركية بمقاطعة بالتيمور (UMBC) العناصر الأساسية لإيماءات اليد الدقيقة التي يستخدمها الراقصون في رقصة «بهاراتاناتيام» الهندية الكلاسيكية، ووجدوا «أبجدية» للحركة أغنى وأكثر ثراء مقارنةً بمسكات اليد الطبيعية.

ووفق دراستهم المنشورة في مجلة «ساينتفيك ريبورتس» (Scientific Reports)، يمكن لهذا العمل أن يُحسّن كيفية تعليم الروبوتات حركات اليد المعقدة، وأن يُوفر للبشر أدوات أفضل للعلاج الطبيعي.

ركّز رامانا فينجاموري، الأستاذ في جامعة ماريلاند بمقاطعة بالتيمور والباحث الرئيسي في هذا العمل، مختبره على فهم كيفية تحكم الدماغ في حركات اليد المعقدة.

ابتكر فينجاموري نهجاً جديداً لاستخلاص العناصر الأساسية من مجموعة واسعة من إيماءات اليد الدقيقة، المسماة «مودرا»، المستخدمة في الرقص الكلاسيكي الهندي لتعزيز عنصر سرد القصص في هذا الإطار الفني.

ويُطور الفريق البحثي حالياً تقنيات «لتعليم» الأيدي الروبوتية أبجديات الحركات وكيفية دمجها لإنشاء إيماءات يد جديدة، وهو ما يُمثل انحرافاً عن الأساليب التقليدية لتعليم الروبوتات تقليد إيماءات اليد، ويتجه نحو أسلوب جديد لكيفية عمل جسم الإنسان ودماغه معاً.

ويختبر الباحثون هذه التقنيات على يد روبوتية مستقلة وروبوت بشري، يعمل كل منهما بطريقة مختلفة ويتطلَّب نهجاً فريداً لترجمة التمثيلات الرياضية للتآزر إلى حركات جسدية.

يقول فينجاموري: «الأبجدية المُشتقة من مودرا أفضل بالتأكيد من أبجدية الفهم الطبيعي لأنها تُظهر قدراً أعلى من البراعة والمرونة».

وأضاف في بيان نُشر الخميس: «عندما بدأنا هذا النوع من الأبحاث قبل أكثر من 15 عاماً، تساءلنا: هل يُمكننا إيجاد أبجدية ذهبية يُمكن استخدامها لإعادة بناء أي شيء؟».

ووفق نتائج الدراسة يمكن استخدام هذا المفهوم لتفكيك تنوع مذهل من الحركات إلى عدد محدود من الوحدات الأساسية.

بحث الفريق عن العناصر الأساسية لحركات اليد وفهرستها (ساينتفيك ريبورتس)

وقبل أكثر من عقد من الزمان، بحث فينجاموري وشركاؤه عن العناصر الأساسية لحركات اليد وفهرستها، بالاعتماد على مفهوم يُسمى التآزر الحركي، إذ يُنسّق الدماغ حركات مفاصل متعددة باليد في آنٍ واحد لتبسيط الحركات المعقدة.

بدأ فينجاموري وطلابه بتحليل مجموعة بيانات تضم 30 مسكة يد طبيعية، تُستخدم لالتقاط أشياء تتراوح أحجامها بين زجاجات المياه الكبيرة وحبات الخرز الصغير.

اختبر الفريق بعد ذلك مدى قدرة التآزرات المستمدة من الإمساك الطبيعي على الجمع لإنشاء حركات يد غير مرتبطة مقارنةً بالتآزرات المستمدة من المودرا. وقد تفوقت التآزرات المستمدة من المودرا بشكل ملحوظ على تآزرات الإمساك الطبيعي باليد، وفق نتائج الدراسة.

يقول بارثان أوليكال، العضو المخضرم في مختبر فينجاموري الذي يسعى حالياً للحصول على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب: «عندما تعرَّفت على مفهوم التآزر، أصبح لدي فضول كبير لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدامه لجعل اليد الروبوتية تستجيب وتعمل بطريقة اليد البشرية نفسها».

ويضيف: «لقد كان من دواعي سروري أن أُضيف عملي الخاص إلى جهود البحث، وأن أرى النتائج».

يستخدم الفريق كاميرا بسيطة ونظاماً برمجياً للتعرُّف على الحركات وتسجيلها وتحليلها، وهو ما يُسهم بشكل كبير في تطوير تقنيات فعالة من حيث التكلفة يمكن للناس استخدامها في منازلهم.

في نهاية المطاف، يتصوَّر فينجاموري ابتكار مكتبات من الأبجديات المُخصصة لمهام روبوتية مُحددة، يُمكن استخدامها حسب الاحتياجات، سواءَ كان ذلك إنجاز الأعمال المنزلية اليومية من بينها الطهي أو طيّ الملابس، أو أي شيء أكثر تعقيداً ودقة، مثل العزف على آلة موسيقية.


تكريم عمر خيرت في الدورة الأولى لـ«مهرجان الأوبرا» بقطر

الموسيقار المصري عمر خيرت (وزارة الثقافة المصرية)
الموسيقار المصري عمر خيرت (وزارة الثقافة المصرية)
TT

تكريم عمر خيرت في الدورة الأولى لـ«مهرجان الأوبرا» بقطر

الموسيقار المصري عمر خيرت (وزارة الثقافة المصرية)
الموسيقار المصري عمر خيرت (وزارة الثقافة المصرية)

يستهل «مهرجان الأوبرا العربية» فعاليات دورته الأولى في قطر بتكريم الموسيقار المصري عمر خيرت، وذلك برعاية وتنظيم «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم» (الألكسو)، حيث اختيرت مصر ضيف شرف المهرجان بوصفها صاحبة أقدم دار أوبرا في العالم العربي.

وتنطلق الدورة الأولى للمهرجان بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) خلال الفترة من 8 حتى 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقد تقرَّر تكريم عمر خيرت «تقديراً لعطائه وعرفاناً بدوره الرائد في إثراء ساحة الإبداع العربي»، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية. ويقدِّم «أوركسترا القاهرة السيمفوني» بقيادة المايسترو أحمد عاطف حفلاً يتضمن مجموعة من المؤلفات المصرية لكل من علي إسماعيل، وفؤاد الظاهري، ويوسف شوقي، وعمار الشريعي، وحسن أبو السعود، وعمر خيرت، وأندريا رايدر.

وعدَّ الدكتور علاء عبد السلام، رئيس «دار الأوبرا المصرية»، اختيار الأوبرا المصرية ضيف شرف الدورة الأولى «تأكيداً لأعرقيَّتها عربياً»، مشيراً إلى أن ذلك «يُبرز عمق العلاقات بين الأشقاء ويعكس التطلعات إلى مستقبل أكثر إشراقاً للفنون في المنطقة». وأضاف أن «احتضان دولة قطر للمهرجان خطوة ثقافية رائدة تعكس تقديرها للمسار الفني العربي، وتُبرز أهمية تلاقي التجارب والمؤسسات الفنية في فضاء واحد تُصاغ فيه مشروعات جديدة وتُفتح آفاق رحبة للتعاون والإبداع».

«دار الأوبرا المصرية» ضيف شرف «مهرجان الأوبرا» بقطر (وزارة الثقافة المصرية)

وقال الناقد الفني المصري أحمد السماحي إن «عمر خيرت يستحق هذا التكريم عن جدارة؛ فهو منذ بداياته يقدِّم نغمة مختلفة ومتجددة، وعمل على تطوير الموسيقى المصرية من خلال توزيعاته أولاً ثم من خلال مؤلفاته». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «خيرت من أوائل من ساهموا في تطوير التوزيع الموسيقي في الوطن العربي، ونجح في جذب أجيال واسعة، خصوصاً من الشباب، إلى الموسيقى، وقدّم ألبومات موسيقية خالصة بأسلوب متفرد حظيت بنجاح وانتشار كبيرين».

وقدّم عمر خيرت عدداً كبيراً من الألبومات والمقطوعات التي ارتبطت بالدراما والسينما، وغنَّى من أعماله نجوم الطرب في مصر والعالم العربي، مثل علي الحجار، ومحمد الحلو، ومدحت صالح، وحنان ماضي، ولطيفة. ومن أشهر مقطوعاته السينمائية «قضية عم أحمد»، و«إعدام ميت»، و«ليلة القبض على فاطمة»، و«عفواً أيها القانون»، ومن موسيقاه في الدراما «ضمير أبلة حكمت»، و«البخيل وأنا»، و«غوايش».

وكان مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية، الذي عقد دورته الـ24 في الرباط (المغرب)، قد أقر إقامة «مهرجان الأوبرا العربية» في قطر، واختيرت «دار الأوبرا المصرية» ضيف شرف دورته الأولى بالنظر إلى أسبقيتها التاريخية، إذ أسَّست مصر أول دار أوبرا في الوطن العربي، وفق بيان وزارة الثقافة.

ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «تكريم عمر خيرت في (مهرجان الأوبرا العربية) الأول يعكس القيمة الكبيرة التي يُمثِّلها في الموسيقى العربية، وليس المصرية فقط»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الاختيار موفَّق جداً، سواء في تكريم خيرت أو في اختيار (دار الأوبرا المصرية) ضيفَ شرفٍ بوصفها الأقدم عربياً».

أُنشئت «دار الأوبرا المصرية» عام 1869 على يد الخديو إسماعيل ضمن احتفالات افتتاح قناة السويس. وبعد أكثر من قرن كانت فيه الأوبرا الخديوية المنارة الثقافية الأبرز في الشرق الأوسط وأفريقيا؛ احترق مبناها في أكتوبر (تشرين الأول) 1971. ومن ثَمَّ اختيرت أرض الجزيرة مقراً للمبنى الجديد بالتنسيق مع هيئة التعاون الدولية اليابانية (JICA) والاتفاق على تصميم معماري إسلامي حديث، ليُفتتح المبنى الجديد في 10 أكتوبر 1988.


«حجر رشيد»... رحلة الأثر الذي فك طلاسم الحضارة المصرية

«حجر رشيد» فيلم وثائقي جديد بمكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)
«حجر رشيد» فيلم وثائقي جديد بمكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)
TT

«حجر رشيد»... رحلة الأثر الذي فك طلاسم الحضارة المصرية

«حجر رشيد» فيلم وثائقي جديد بمكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)
«حجر رشيد» فيلم وثائقي جديد بمكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)

تحت عنوان «حجر رشيد: مفتاح الحضارة المصرية»، أنتجت مكتبة الإسكندرية فيلماً وثائقياً جديداً هو الخمسون ضمن مشروع «عارف... أصلك مستقبلك» الذي يتناول موضوعات تاريخية وبيئية، ورموزاً في مجالات شتى، ويقدم رحلة بصرية شيقة تمزج بين دقة المعلومة التاريخية وسحر الحكاية.

الفيلم الأحدث بسلسلة الأفلام الوثائقية يتناول حجر رشيد؛ ليس كمجرد قطعة أثرية؛ بل كقصة حضارة خالدة ألهمت العالم أجمع، من خلال استعراض أن الحضارة المصرية قد بدأت قبل عملية التدوين.

يستعرض الفيلم تطور أنظمة الكتابة المصرية القديمة، عبر الخطوط الثلاثة المنقوشة على الحجر، وهي: الهيروغليفية (الرسم المقدس)، والهيراطيقية (خط الكهنة)، والديموطيقية (الخط الشعبي)، وصولاً إلى القبطية التي مثلت الجسر الصوتي للغة المصرية القديمة.

ويتتبع الفيلم رحلة الحجر الأثري، بدءاً من معبد «سايس» بمحافظة الغربية، ومروراً باستخدامه كحجر بناء في قلعة «قايتباي» ببرج رشيد خلال العصور الوسطى، حتى اكتشافه عام 1799 على يد الملازم الفرنسي بيار بوشار.

ويسرد الفيلم قصة الصراع اللاحق عليه بين القوات الفرنسية والإنجليزية، الذي انتهى بوجود الحجر في المتحف البريطاني حالياً.

ويُبرز الفيلم المعركة العلمية الطويلة التي دارت لفك طلاسم الحجر، مسلطاً الضوء على جهود العلماء الأوائل، مثل السويدي يوهان أكربلاد، والإنجليزي توماس يانغ. ويُظهر الوثائقي كيف نجح العبقري الفرنسي جان فرنسوا شامبليون في تحقيق الانتصار العلمي. ويكشف أن تفوق شامبليون جاء نتيجة إجادته للغة القبطية التي استخدمها لربط الصوت بالصورة في النصوص القديمة. ففي سبتمبر (أيلول) 1822، أعلن شامبليون نجاحه في فك أول رموز الكتابة المصرية القديمة. وبهذا الإنجاز، تحول حجر رشيد رسمياً من مجرد وثيقة ملكية قديمة للإعفاء من الضرائب إلى أيقونة عالمية، ومفتاح جوهري لفهم التراث الإنساني.

الكتابة المصرية القديمة ظلت لغزاً لزمن طويل (مكتبة الإسكندرية)

ووفق مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، بقطاع التواصل الثقافي في مكتبة الإسكندرية، الدكتور أيمن سليمان، فإن الاهتمام بإنتاج فيلم عن حجر رشيد يعود لأهمية هذا الحجر، ودوره في الكشف عن أسرار الحضارة المصرية القديمة، بعد فك طلاسم لغتها ومعرفة أبجديتها، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «فمن خلال لوحة تعود للعصر اليوناني– البطلمي عبارة عن مرسوم ملكي للإعفاء من الضرائب، وُضعت في كل المعابد تقريباً، نقل جزء منها لإعادة بناء قلعة قايتباي على نهر النيل بمدينة رشيد، استطاع العلماء فك رموز الكتابة المصرية»؛ لافتاً إلى أن عالم الآثار الفرنسي جان فرنسوا شامبليون (1790– 1832) استطاع أن يترجم ويكشف عن اللغة المصرية القديمة، نظراً لمعرفته اليونانية والقبطية، وبالمقارنة استطاع أن يترجم منطوق اللفظ والكلمة من الخط المصري القديم؛ سواء المقدس (الهيروغليفي) أو الخط الشعبي (الديموطيقي).

وقدمت سلسلة «عارف... أصلك مستقبلك» 49 فيلماً وثائقياً من قبل، من بينها أفلام: «وادي حيتان»، و«بورتريهات الفيوم»، و«أبو العباس المرسي»، و«الألعاب في مصر القديمة»، و«حديقة الزهرية»، و«توت عنخ آمون الملك الذهبي»، و«أمير الخرائط».