أسنانك تتذكّر أنك كنتَ مدخناً!

دراسة كشفت أنّ جذور الأسنان تحتفظ بآثار التدخين حتى بعد الإقلاع عنه

آثار التدخين لا تُفارق الأسنان (رويترز)
آثار التدخين لا تُفارق الأسنان (رويترز)
TT

أسنانك تتذكّر أنك كنتَ مدخناً!

آثار التدخين لا تُفارق الأسنان (رويترز)
آثار التدخين لا تُفارق الأسنان (رويترز)

تمكَّن باحثون في بريطانيا، للمرّة الأولى، من اكتشاف أدلّة تُثبت التأثير الدائم للتدخين في أسنان الإنسان، إذ تبقى «بصماته» محفورة داخلها حتى بعد الإقلاع عن هذه العادة.

وأوضح فريق البحث من جامعة نورثمبريا أنّ التدخين يترك أثراً دائماً في جذور الأسنان، في اكتشاف علمي قد يفتح آفاقاً جديدة أمام الطبّ الشرعي والدراسات الأثرية، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «PLOS One» العلمية.

ويُعدُّ التدخين من أبرز العوامل المسببة للأمراض المزمنة والوفاة المبكرة حول العالم، إذ يحتوي التبغ على مئات المواد الكيميائية السامة، من بينها مواد مسرطنة. كما يؤثر التدخين في مختلف أجهزة الجسم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، وسرطان الرئة، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة. بالإضافة إلى تأثيره السلبي في صحة الفم والأسنان، وضعف جهاز المناعة، والقدرة الإنجابية.

ووفق الدراسة، فإنّ المدخنين الحاليين والسابقين يحملون علامات واضحة في أسنانهم نتيجة التدخين، تظهر في طبقة تُعرف باسم «السِّمنتوم» (Cementum)، وهي نسيج يغلِّف جذور الأسنان ويتكوَّن على شكل حلقات سنوية شبيهة بحلقات جذوع الأشجار، يمكن تحليلها لتحديد بعض الخصائص الحيوية.

وكان الهدف الأولي للدراسة هو استكشاف إمكان استخدام هذه الحلقات لتقدير أعمار الأفراد في سياقات الطبّ الشرعي، مثل التعرُّف إلى ضحايا الكوارث أو الحالات التي يتعذَّر فيها تحديد الهوية بالحمض النووي. لكن المفاجأة جاءت عندما لاحظ الباحثون، خلال تحليل 88 سنّاً مأخوذةً من أشخاص أحياء وأخرى من بقايا أثرية، وجود اضطرابات في نمط الحلقات لدى بعض العيّنات دون غيرها.

وتبيَّن أنَّ هذه الاضطرابات ترتبط بشكل واضح بتاريخ التدخين؛ إذ وُجدت علامات التلف في 70 في المائة من أسنان المدخنين السابقين، و33 في المائة من المدخنين الحاليين، مقابل 3 في المائة فقط لدى غير المدخنين.

وأشار الباحثون إلى أنّ طبقة «السِّمنتوم» كانت أكثر سُمكاً لدى المدخنين السابقين، مما يُرجح أنَّ الجسم ربما حاول ترميم الأنسجة بعد الإقلاع عن التدخين، ما أدّى إلى تكوُّن طبقات أكثر كثافة فوق الحلقات المتضرّرة. أما المدخنون الحاليون، فظلَّت الحلقات لديهم مضطربة بسبب استمرار التأثير الضار للتدخين.

ولتعزيز نتائجهم، استعان الفريق بأسنان لجثث تعود إلى القرنين الـ18 والـ19، وتبيَّن أن هذه الأسنان تحمل الأنماط نفسها من التشوّهات في طبقة «السِّمنتوم» لدى الأفراد الذين يُعتَقد أنهم كانوا مدخّنين، مقارنة بغير المدخنين.

ووفق الباحثين، فإنّ لهذا الاكتشاف أهمية كبيرة في مجال الطبّ الشرعي، إذ يمكن أن يُستخدم في التعرُّف إلى هوية الأفراد في الكوارث أو المقابر الجماعية، بجانب دوره في فهم أنماط التدخين في المجتمعات القديمة، مما يُثري الدراسات الأثرية والثقافية. كما يشكل دليلاً بيولوجياً مباشراً على الضرر الذي يسببه التدخين لصحة الفم، حتى بعد التوقف عنه.


مقالات ذات صلة

ماذا يحدث لضغط دمك عند تناول الفلفل الحار بانتظام؟

صحتك تناول الفلفل الحار يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم (رويترز)

ماذا يحدث لضغط دمك عند تناول الفلفل الحار بانتظام؟

يمكن لتناول الفلفل الحار «كاملاً» بانتظام بوصفه جزءاً من نظام غذائي صحي للقلب أن يساعد في خفض ضغط الدم. لكن يمكن أن يكون لتناوله أيضاً تأثير معاكس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك هناك طرق فعالة لتعزيز المناعة وتجنب أدوار البرد (رويترز)

9 علامات تحذيرية تشير إلى تفاقم نزلة البرد

قال «موقع هيلث» إن نزلة البرد يمكن أن تسبب أعراضاً خفيفة مثل انسداد الأنف، والسعال، والعطس، وانخفاض الطاقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك التمر يعطي دفعة من الطاقة لا تؤثر بشكل كبير على مستويات السكر في الدم (بيكسلز)

4 فوائد صحية لتناول التمر بشكل يومي

التمر عبارة عن ثمرة شجرة النخيل، التي تُزرع في العديد من المناطق الاستوائية حول العالم. وقد اكتسبت شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الكبد يحوّل السكر الزائد إلى أحماض دهنية عندما يفشل في التعامل مع كمية كبيرة من هذه المادة بالجسم (رويترز)

ماذا يحدث لكبدك عند تناول الكثير من السكر؟

يُعدّ الكبد من أكثر أعضاء الجسم عملاً. فهو يُصفّي السموم، ويُعالج العناصر الغذائية، ويُخزّن الطاقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق عث الغبار قريب من القراد والعناكب لكنه صغير جداً بحيث لا يُرى بالعين المجردة (بيكسلز)

ما هي حساسية عثّ الغبار المنزلي؟ وكيف تتخلص منها؟

تُعتبر حساسية عث الغبار رد فعل تحسسي تجاه حشرات صغيرة تعيش في غبار منزلك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«البحر الأحمر»...3 أفلام تبحر في التاريخ غير البعيد

أمير المصري وبيرس بروسنان في «عملاق» (مهرجان البحر الأحمر)
أمير المصري وبيرس بروسنان في «عملاق» (مهرجان البحر الأحمر)
TT

«البحر الأحمر»...3 أفلام تبحر في التاريخ غير البعيد

أمير المصري وبيرس بروسنان في «عملاق» (مهرجان البحر الأحمر)
أمير المصري وبيرس بروسنان في «عملاق» (مهرجان البحر الأحمر)

نال الفيلمان العربيان «نجوم الأمل والألم» لسيريل عريس، و«اللي باقي منك» لشيرين دعيبس، استحساناً جيداً من جمهور غفير في اليوم الأول من مهرجان البحر الأحمر (الجمعة)، وكلاهما في المسابقة الرسمية.

يُؤلّف «اللي باقي منك» و«فلسطين 36» ثلاثية من الأفلام الجديدة التي وجّهت اهتمامها، وفي الوقت المناسب، إلى الموضوع الفلسطيني، وتمتد أحداثه إلى ثلاثة أجيال متعاقبة، من عام 1948 حتى سنة 2022.

«نجوم الأمل والألم» مؤلَّف أيضاً من 3 محطات زمنية، ونجد فيه حكاية عاطفية - رومانسية في الأساس، مع خلفيات عن الحرب الأهلية وما بعدها ومصائر البيروتيين خلالها.

فيلم الافتتاح، «عملاق»، يتولّى الإعلان عن أنّه قصّة حياة الملاكم اليمنيّ الأصل نسيم، لكن التركيز في الواقع ينصبّ على شخصية المدرّب براندن (بيرس بروسنان)، ويختار أن يمارس قدراً من عنصرية التفكير حول مَن يستحقّ التركيز عليه أكثر: الملاكم العربيّ الأصل أم المدرّب الأبيض.


جورج كلوني: «أسافر دوماً بالقطار»

النجم الأميركي جورج كلوني (رويترز)
النجم الأميركي جورج كلوني (رويترز)
TT

جورج كلوني: «أسافر دوماً بالقطار»

النجم الأميركي جورج كلوني (رويترز)
النجم الأميركي جورج كلوني (رويترز)

عزز الممثل الأميركي جورج كلوني من صورته فيما يتعلق بالبيئة عن طريق السفر بالقطار، سواء كان ذلك أسفل القنال الإنجليزي إلى لندن أو بين باريس وقصره جنوب فرنسا.

وقال النجم السينمائي (64 عاماً) لنسخة نهاية الأسبوع من صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ» الألمانية: «غالباً ما أستقل القطار بين لندن وباريس، وأسافر بالقطار قطعاً بين إكس-أون- بروفانس وباريس كل أسبوعين».

وأوضح كلوني، الذي أبدى من قبل انحيازه لحماية البيئة: «أسافر دائماً بالقطار».

ويعيش كلوني، الحاصل على جائزتي أوسكار والعديد من الجوائز الأخرى، مع زوجته المحامية الحقوقية أمل كلوني، وابناهما التوأمان إيلا وألكسندر في مزرعة في بروفانس.

وصدر فيلمه «جاي كيلي» على منصة «نتفليكس» الجمعة. ومن بين أشهر أفلامه «أوشنز إليفن» و«سيريانا».


رقصة هندية تلهم الروبوتات تعلّم حركات اليد المعقدة

عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)
عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)
TT

رقصة هندية تلهم الروبوتات تعلّم حركات اليد المعقدة

عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)
عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)

استخلص باحثون في جامعة ماريلاند الأميركية بمقاطعة بالتيمور (UMBC) العناصر الأساسية لإيماءات اليد الدقيقة التي يستخدمها الراقصون في رقصة «بهاراتاناتيام» الهندية الكلاسيكية، ووجدوا «أبجدية» للحركة أغنى وأكثر ثراء مقارنةً بمسكات اليد الطبيعية.

ووفق دراستهم المنشورة في مجلة «ساينتفيك ريبورتس» (Scientific Reports)، يمكن لهذا العمل أن يُحسّن كيفية تعليم الروبوتات حركات اليد المعقدة، وأن يُوفر للبشر أدوات أفضل للعلاج الطبيعي.

ركّز رامانا فينجاموري، الأستاذ في جامعة ماريلاند بمقاطعة بالتيمور والباحث الرئيسي في هذا العمل، مختبره على فهم كيفية تحكم الدماغ في حركات اليد المعقدة.

ابتكر فينجاموري نهجاً جديداً لاستخلاص العناصر الأساسية من مجموعة واسعة من إيماءات اليد الدقيقة، المسماة «مودرا»، المستخدمة في الرقص الكلاسيكي الهندي لتعزيز عنصر سرد القصص في هذا الإطار الفني.

ويُطور الفريق البحثي حالياً تقنيات «لتعليم» الأيدي الروبوتية أبجديات الحركات وكيفية دمجها لإنشاء إيماءات يد جديدة، وهو ما يُمثل انحرافاً عن الأساليب التقليدية لتعليم الروبوتات تقليد إيماءات اليد، ويتجه نحو أسلوب جديد لكيفية عمل جسم الإنسان ودماغه معاً.

ويختبر الباحثون هذه التقنيات على يد روبوتية مستقلة وروبوت بشري، يعمل كل منهما بطريقة مختلفة ويتطلَّب نهجاً فريداً لترجمة التمثيلات الرياضية للتآزر إلى حركات جسدية.

يقول فينجاموري: «الأبجدية المُشتقة من مودرا أفضل بالتأكيد من أبجدية الفهم الطبيعي لأنها تُظهر قدراً أعلى من البراعة والمرونة».

وأضاف في بيان نُشر الخميس: «عندما بدأنا هذا النوع من الأبحاث قبل أكثر من 15 عاماً، تساءلنا: هل يُمكننا إيجاد أبجدية ذهبية يُمكن استخدامها لإعادة بناء أي شيء؟».

ووفق نتائج الدراسة يمكن استخدام هذا المفهوم لتفكيك تنوع مذهل من الحركات إلى عدد محدود من الوحدات الأساسية.

بحث الفريق عن العناصر الأساسية لحركات اليد وفهرستها (ساينتفيك ريبورتس)

وقبل أكثر من عقد من الزمان، بحث فينجاموري وشركاؤه عن العناصر الأساسية لحركات اليد وفهرستها، بالاعتماد على مفهوم يُسمى التآزر الحركي، إذ يُنسّق الدماغ حركات مفاصل متعددة باليد في آنٍ واحد لتبسيط الحركات المعقدة.

بدأ فينجاموري وطلابه بتحليل مجموعة بيانات تضم 30 مسكة يد طبيعية، تُستخدم لالتقاط أشياء تتراوح أحجامها بين زجاجات المياه الكبيرة وحبات الخرز الصغير.

اختبر الفريق بعد ذلك مدى قدرة التآزرات المستمدة من الإمساك الطبيعي على الجمع لإنشاء حركات يد غير مرتبطة مقارنةً بالتآزرات المستمدة من المودرا. وقد تفوقت التآزرات المستمدة من المودرا بشكل ملحوظ على تآزرات الإمساك الطبيعي باليد، وفق نتائج الدراسة.

يقول بارثان أوليكال، العضو المخضرم في مختبر فينجاموري الذي يسعى حالياً للحصول على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب: «عندما تعرَّفت على مفهوم التآزر، أصبح لدي فضول كبير لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدامه لجعل اليد الروبوتية تستجيب وتعمل بطريقة اليد البشرية نفسها».

ويضيف: «لقد كان من دواعي سروري أن أُضيف عملي الخاص إلى جهود البحث، وأن أرى النتائج».

يستخدم الفريق كاميرا بسيطة ونظاماً برمجياً للتعرُّف على الحركات وتسجيلها وتحليلها، وهو ما يُسهم بشكل كبير في تطوير تقنيات فعالة من حيث التكلفة يمكن للناس استخدامها في منازلهم.

في نهاية المطاف، يتصوَّر فينجاموري ابتكار مكتبات من الأبجديات المُخصصة لمهام روبوتية مُحددة، يُمكن استخدامها حسب الاحتياجات، سواءَ كان ذلك إنجاز الأعمال المنزلية اليومية من بينها الطهي أو طيّ الملابس، أو أي شيء أكثر تعقيداً ودقة، مثل العزف على آلة موسيقية.