هل يجب الاستمرار في تناول مكملات فيتامين «د» خلال الصيف؟

فيتامين «د» يوجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض (جامعة يوتا الأميركية)
فيتامين «د» يوجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض (جامعة يوتا الأميركية)
TT

هل يجب الاستمرار في تناول مكملات فيتامين «د» خلال الصيف؟

فيتامين «د» يوجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض (جامعة يوتا الأميركية)
فيتامين «د» يوجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض (جامعة يوتا الأميركية)

مع دخول فصل الصيف يتعرض الناس لأشعة الشمس المنتجة لفيتامين «د» أكثر من الأشهر السابقة. ولكن هل يحصل الجسم على ما يكفي منه خلال الصيف؟

يقول معظم الخبراء، وفقاً لموقع «هيلث»، إن الإجابة هي: لا، ويجب الاستمرار في تناول فيتامين «د».

هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الجسم لا يحصل على ما يكفي من فيتامين «د»، رغم سطوع الشمس. مثل استخدام واقٍ من أشعة الشمس، والعمل داخل المنزل معظم اليوم، وتجاوز سن 65 عاماً.

هل يحتاج الجسم إلى مكملات فيتامين «د» خلال الصيف؟

قالت هيدفا بارنهولتز ليفي، دكتورة صيدلانية متخصصة في طب الشيخوخة، لموقع «هيلث»، إن الجسم ينتج فيتامين «د» بشكل طبيعي عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة، ولكن قد لا يكون ذلك كافياً لتعويض النقص في أشهر الشتاء.

وتؤكد أن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان الجسم بحاجة إلى مكملات فيتامين «د» في الصيف بشكل قاطع هي من خلال فحص الدم.

يُنصح الأفراد المعرَّضون لخطر نقص فيتامين «د» بمراجعة طبيبهم وإجراء فحص دم لمعرفة مستويات الفيتامين لديهم وإذا كانوا يحتاجون لتناول مكمِّل (أ.ب)

كم تحتاج من أشعة الشمس للحصول على ما يكفي من فيتامين «د»؟

للحصول على ما يكفي من فيتامين «د»، يحتاج الجسم للتعرض إلى نحو 10 إلى 30 دقيقة من أشعة الشمس المباشرة على الوجه أو الذراعين أو الساقين عدة مرات في الأسبوع، وفقاً للطبيبة برينا كونور، طبيبة معتمدة من مجلس إدارة طب الأسرة متخصصة في مكافحة الشيخوخة والطب التجديدي.

وأضافت كونور: «ومع ذلك، فإن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة ينطوي على مخاطر صحية، مثل حروق الشمس وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد».

ما مدى سرعة الشمس في زيادة فيتامين «د»؟

قالت هيدفا إن الأشعة فوق البنفسجية تتحول في الجلد إلى فيتامين «د3»، وهو الشكل النشط لفيتامين «د». وأكدت أن التعرض لأشعة الشمس عدة مرات في الأسبوع يمكن أن يوفر نحو 80 في المائة من فيتامين «د» الذي يحتاج إليه الجسم.

يساعد فيتامين «د3» على تثبيت المعادن في العظام ومنع فقدانها ما يقلل من مخاطر الإصابة بكساح العظام عند الأطفال وهشاشة العظام لدى كبار السن (أ.ب)

ونبهت إلى أنه إذا كان عمرك أكثر من 65 عاماً أو كانت بشرتك داكنة أو تستخدم واقي الشمس، فإن قدرة الجسم على إنتاج فيتامين «د» بشكل طبيعي تتضاءل.

ما هي كمية فيتامين «د» التي يحتاج إليها الجسم بالفعل؟

قالت جين هيرنانديز، اختصاصية تغذية، إن الكمية الغذائية الموصى بها لفيتامين «د» هي 15 ميكروغرام (600 وحدة دولية) في اليوم للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و70 عاماً، و20 ميكروغرام (800 وحدة دولية) في اليوم لمن هم أكبر من 70 عاماً.

وتلفت النظر إلى أنه يجب أن يعدل الطبيب جرعة وتكرار تناول مكملات فيتامين «د» بناءً على من نتائج فحص الدم.

ما هي المصادر الجيدة الأخرى لفيتامين «د»؟

لا تحتوي الكثير من الأطعمة على فيتامين «د» بشكل طبيعي. تحتوي بعض الأسماك الدهنية مثل سمك السلمون المرقط والسلمون على فيتامين «د»، بالإضافة إلى بعض أنواع الفطر المعالج بالأشعة فوق البنفسجية. كما يمكن أن تحتوي الأطعمة المعززة مثل الحليب والعصائر والحبوب الجاهزة للأكل على فيتامين «د».

ما يجب الحذر منه:

تناول جرعة أكبر من اللازم من فيتامين «د» من خلال المكملات الغذائية يمكن أن يتسبب في تسمم بفيتامين «د»؛ لأن الجسم يخزنه بدلاً من التخلص من الفائض منه.

قد يؤدي تناول الكثير من فيتامين «د» في الدم إلى مشاكل مثل ارتفاع مستويات الكالسيوم والفشل الكلوي وعدم انتظام ضربات القلب وحتى الوفاة، وفقاً لجين هيرنانديز.

وعادة ما يصاحب تسمم فيتامين «د» فقدان الشهية والغثيان والقيء وضعف العضلات والألم والجفاف وحصى الكلى واضطرابات المزاج.

يمكن للجسم إنتاج ما يكفي من فيتامين «د» من الشمس خلال أشهر الصيف، لكنه قد يعاني من نقصه في كثير من الأحيان، خاصةً إذا كان العمر أكبر من 65 عاماً، أو لا يتعرض الشخص لما يكفي من أشعة الشمس.


مقالات ذات صلة

التفاح والبرتقال: أيهما أغنى بفيتامين «سي» والألياف؟

صحتك  يوفر كل من التفاح والبرتقال معادن مهمّة مثل البوتاسيوم والفولات ومركبات نباتية مضادة للأكسدة تدعم صحة القلب وتقلل الالتهابات (بيكسباي)

التفاح والبرتقال: أيهما أغنى بفيتامين «سي» والألياف؟

يقدّم التفاح والبرتقال فوائد غذائية مهمّة لكنّ البرتقال يتفوّق بوضوح في محتواه من فيتامين «سي» فيما يتفوّق التفاح من حيث الألياف الغذائية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك قصور القلب هو حالة لا يستطيع فيها ضخ الدم بكفاءة إلى جميع أنحاء الجسم (رويترز)

كيف تؤثر المكملات الغذائية على خفقان القلب؟

قال مركز «كليفلاند كلينيك» إن نبضات قلبك عملية دقيقة ومنظمة؛ إذ تنتقل الإشارات الكهربائية بتناغم دقيق لتُرسل إشارات انقباض من جزء إلى آخر في قلبك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك الفواكه والخضراوات الغنية بفيتامين «سي» تقوي مناعة الجسم لمواجهة الالتهابات والفيروسات (جامعة هارفارد)

8 فواكه وخضراوات تعزز مناعة الجسم في الشتاء

في ذروة فصل الشتاء، تزداد الحاجة إلى دعم الجهاز المناعي لمواجهة نزلات البرد والإنفلونزا، ويبرز فيتامين «سي» عنصراً أساسياً في هذا السياق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك حبات من فيتامين «د» (بكساباي)

ماذا يحدث عند تناول فيتامين «D» يومياً على المدى الطويل؟

يُعدّ فيتامين «د» عنصراً أساسياً لصحة العظام، ووظائف الجهاز المناعي، وقوة العضلات، بل وحتى لتحسين المزاج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)

8 أطعمة غنية طبيعياً بفيتامين «B12»

يساعد فيتامين «B12» الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء وتوليد الطاقة والحفاظ على صحة الدماغ والأعصاب، غير أن الحصول عليه يكون عبر الغذاء أو المكمّلات الغذائية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة جديدة تكشف سراً في الشوكولاته الداكنة يبطئ الشيخوخة

مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو يرتبط ببطء الشيخوخة (بكسلز)
مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو يرتبط ببطء الشيخوخة (بكسلز)
TT

دراسة جديدة تكشف سراً في الشوكولاته الداكنة يبطئ الشيخوخة

مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو يرتبط ببطء الشيخوخة (بكسلز)
مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو يرتبط ببطء الشيخوخة (بكسلز)

أظهرت دراسة حديثة أن مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو، الذي يمنح الشوكولاته الداكنة نكهتها الفريدة، قد يرتبط ببطء الشيخوخة البيولوجية وتحسين صحة الخلايا.

ووفق تقرير نشره موقع «إيتنغ ويل»، فإنه باستخدام اختبارات الدم وتحليل العلامات الإيبيجينية، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين يظهرون علامات شباب بيولوجي أكبر مقارنة بعمرهم الزمني. هذه النتائج تشير إلى أن تضمين الشوكولاته الغنية بالكاكاو أو منتجات الكاكاو الأخرى في النظام الغذائي قد يكون وسيلة لذيذة لدعم الصحة على المدى الطويل.

تحتوي النباتات على مواد طبيعية تسمى المركبات النباتية النشطة (فايتوكيميكالز) التي قد توفر فوائد صحية. بعض هذه المجموعات، مثل البوليفينولات والفلافونويدات، تساعد في تعزيز صحة القلب وتقليل الالتهابات المزمنة. وينتمي الثيوبرومين إلى مجموعة أخرى تسمى الألكالويدات، وهي العائلة نفسها التي ينتمي إليها الكافيين.

بينما يُعرف الكافيين بمنحه دفعة من الطاقة، يعمل الثيوبرومين بطريقة مختلفة بعض الشيء. لقد بحث العلماء في علاقته بالصحة منذ فترة، وتضيف هذه الدراسة الأخيرة المنشورة في مجلة «Aging» قطعة جديدة من الألغاز من خلال التحقيق في علاقته بالشيخوخة الوراثية (الإيبيجينية).

كيف أُجريت الدراسة؟

لتحديد العلاقة بين الثيوبرومين والشيخوخة، حلل العلماء بيانات مجموعتين كبيرتين ومستقلتين من الأشخاص. المجموعة الأولى، أو ما يُسمى مجموعة «الاكتشاف»، شملت 509 توائم إناث من مشروع «TwinsUK». أما المجموعة الثانية، أو مجموعة «التكرار»، فشملت 1160 رجلاً وامرأة من دراسة «KORA» في ألمانيا. فاستخدام مجموعتين مختلفتين يساعد في تعزيز موثوقية النتائج.

جمع الباحثون عينات دم من كل مشارك لقياس عاملين رئيسيين. أولاً: استخدموا مطيافية الكتلة لقياس مستويات المركبات الأيضية المختلفة، بما في ذلك الثيوبرومين ومركبات أخرى ذات صلة مثل الكافيين، لتحديد كمية كل مادة متداولة في أجسام المشاركين.

تضمين أطعمة غنية بالثيوبرومين في النظام الغذائي قد يكون مفيداً للشيخوخة الصحية (بكسلز)

ثانياً: حلل الباحثون الحمض النووي للمشاركين للبحث عن مؤشرات إيبيجينية. تشير الإيبيجينية إلى التغيرات التي تؤثر على عمل الجينات دون تغيير تسلسل الحمض النووي نفسه. طور العلماء «ساعات إيبيجينية» لقياس الأنماط وتقدير العمر البيولوجي للفرد، الذي قد يختلف عن عمره الزمني. ركزت هذه الدراسة على عدة ساعات، أبرزها ساعة «GrimAge»، التي تُعد مؤشراً قوياً على طول مدة الصحة والعمر المتوقع، وعلامة طول التيلوميرات (DNAmTL) التي تمثل مؤشراً آخر على الشيخوخة الخلوية.

أخيراً، استخدم فريق البحث نماذج إحصائية متقدمة لدراسة العلاقة بين مستويات الثيوبرومين وسرعة الشيخوخة الإيبيجينية، مع مراعاة عوامل أخرى قد تؤثر على النتائج مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والقرابة الأسرية في مجموعة التوائم.

نتائج الدراسة

في مجموعة «TwinsUK» الأولى، ارتبطت مستويات أعلى من الثيوبرومين في الدم بشكل ملحوظ مع بطء الشيخوخة الإيبيجينية كما تقيسها ساعة «GrimAge». باختصار، الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين بدا أنهم أصغر سناً بيولوجياً من عمرهم الفعلي. بقي هذا الارتباط قوياً حتى بعد احتساب تأثير مركبات أخرى موجودة في القهوة والكاكاو مثل الكافيين، ما يشير إلى أن التأثير خاص بالثيوبرومين.

كما وجدت الدراسة علاقة إيجابية بين الثيوبرومين وطول التيلوميرات كما يُقدر عبر ساعة «DNAmTL». التيلوميرات هي أغطية حماية على نهايات الكروموسومات تميل إلى التقصير مع التقدم في العمر، وبالتالي فإن طولها يُعد مؤشراً جيداً على صحة الخلايا.

لتأكيد النتائج، كرر الباحثون تحليلاتهم على مجموعة «KORA» الأكبر. وقد تأكدت النتائج مجدداً؛ حيث ارتبطت مستويات أعلى من الثيوبرومين مع بطء تسارع «GrimAge» في هذه المجموعة أيضاً، ما يعزز مصداقية استنتاجات الدراسة. أظهر تحليل متابعة مثير للاهتمام أن التأثير الإيجابي للثيوبرومين كان أقوى بين المدخنين الحاليين والسابقين، رغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم السبب.

القيود والاعتبارات

ورغم أن النتائج مثيرة، من المهم النظر إليها بعين علمية، حيث إن الدراسة تضمنت بعض القيود. أولاً، في مجموعة «TwinsUK»، لم تُجمع عينات الدم لتحليل المركبات الأيضية والإيبيجينية في اليوم نفسه دائماً، وقد يؤدي هذا الفارق الزمني إلى بعض الانحياز، رغم أن الباحثين وجدوا أن الارتباط كان أقوى عند أخذ العينات في أوقات متقاربة.

اعتبار آخر هو احتمالية وجود عوامل متداخلة. قد يكون الثيوبرومين مجرد مؤشر لنظام غذائي غني بمركبات صحية أخرى مثل فلافان-3-أولز الموجودة أيضاً بكثرة في الكاكاو والمعروفة بفوائدها الصحية. ورغم أن التحليل الإحصائي حاول عزل تأثير الثيوبرومين، من الصعب استبعاد تأثير عوامل غذائية أو نمط حياة أخرى تماماً. وأخيراً، هذه دراسة رصدية، ما يعني أنها تظهر علاقة فقط ولا تثبت أن الثيوبرومين يبطئ الشيخوخة بشكل مباشر.

كيف يُطبق هذا على حياتك اليومية؟

تشير الدراسة إلى أن تضمين أطعمة غنية بالثيوبرومين في النظام الغذائي قد يكون مفيداً للشيخوخة الصحية. ونظراً لأن المصدر الأساسي للثيوبرومين هو الكاكاو، فإن الشوكولاته الداكنة تعد أفضل وسيلة لزيادة استهلاكه.

طرق عملية لزيادة الثيوبرومين في النظام الغذائي:

-اختر شوكولاته داكنة عالية الجودة: ابحث عن شوكولاته تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو (70 في المائة أو أكثر). كلما زادت نسبة الكاكاو، زاد محتواها من الثيوبرومين وقلت كمية السكر.

-استخدم مسحوق الكاكاو غير المحلى: أضف ملعقة كبيرة إلى العصائر أو الشوفان أو الزبادي. يوفر ذلك مصدراً أقوى للثيوبرومين من دون السكر الزائد.

-اشرب شاي الكاكاو: مصنوع من قشور حبوب الكاكاو، يمنح نكهة الشوكولاته وجرعة جيدة من الثيوبرومين.

-أضف نِبّات الكاكاو: وهي قطع مجففة من حبوب الكاكاو، يمكن رشها على السلطات أو خلطها مع المكسرات أو استخدامها في المخبوزات.

-عند اختيار المنتجات، تحقق دائماً من محتوى الكاكاو العالي وقلة السكر المضاف. يساعد تقليل السكر على الاستفادة من فوائد الكاكاو دون زيادة مستويات السكر في الدم.

وجهة نظر الخبراء

حللت الدراسة المنشورة في «Aging» بيانات مجموعتين كبيرتين من المشاركين، إحداهما من التوائم الإناث في المملكة المتحدة، والأخرى من مجموعة مختلطة من البالغين في ألمانيا، لدراسة العلاقة بين الثيوبرومين الموجود في الكاكاو وبطء الشيخوخة على المستوى الخلوي.

وأظهرت الاختبارات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين في الدم كانوا أكثر عرضة للتمتع ببطء الشيخوخة البيولوجية وفقاً للساعات الإيبيجينية المتخصصة.

وقد أكدت النتائج في كلتا المجموعتين، ما يعزز مصداقية الاستنتاجات. ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد العلاقة، يمكن لقطعة صغيرة من الشوكولاته الداكنة أن تكون خطوة لذيذة لدعم الصحة على المدى الطويل.


الجبن القريش أم الحليب: أيهما أفضل لصحة العظام؟

سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)
سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)
TT

الجبن القريش أم الحليب: أيهما أفضل لصحة العظام؟

سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)
سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)

إذا كنت تحاول تناول المزيد من الأطعمة التي تدعم صحة العظام، فإن الجبن القريش والحليب خياران جيدان. في حين أن كلاهما مصدر عالي الجودة للبروتين، فإن الحليب يوفر الكالسيوم وفيتامين «د»، وهو ضروري لبناء قوة العظام.

الحليب يوفر كالسيوم وفيتامين «د» أكثر

تعتبر عناصر الكالسيوم وفيتامين «د» والفوسفور كلها داعمة لصحة العظام. وتحتوي معظم منتجات الحليب على كميات أكبر من هذه العناصر بشكل طبيعي مقارنة بالجبن القريش، وفقاً لخبيرة التغذية ليا بارون.

وتوضح ليا: «تختلف كمية فيتامين (د) تحديداً بناء على مدى تدعيم المنتج. يحتوي الحليب على فيتامين (د) بشكل طبيعي»، مضيفة: «ليست كل ماركات الجبن القريش مدعمة؛ لذا إذا كنت تستخدم الجبن القريش لدعم صحة العظام، فتأكد من اختيار النوع المدعم منها».

قد تحتوي حصة واحدة من الحليب على نحو 100 وحدة دولية من فيتامين «د»، بينما تحتوي حصة واحدة من الجبن القريش على 3 وحدات دولية فقط، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

الجبن القريش يمد جسمك بالبروتين

التنوع مهم عند التخطيط لنظام غذائي متوازن، والجبن القريش يوفر فوائد أخرى.

وقالت أليسا رامسي، اختصاصية التغذية ومؤلفة كتاب «الأكل بلا اعتذار»: «إذا كان هدفك الأساسي هو الحصول على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين (د)، فإن الحليب هو الخيار الأقوى».

الجبن القريش يحتوي عموماً على بروتين أكثر من الزبادي اليوناني (رويترز)

وأضافت: «مع ذلك، لا يوجد طعام واحد (أفضل) لصحة العظام. لا يزال الجبن القريش خياراً مفيداً، خاصة بسبب محتواه العالي من البروتين الذي يدعم المكونات الهيكلية للعظام. بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يساعد إضافة الجبن القريش في تلبية احتياجاتهم العامة من البروتين بسهولة أكبر».

القيمة الغذائية للجبن القريش مقابل الحليب

ترى ليا أنه من الناحية الغذائية، يتشابه الجبن القريش والحليب. وتوضح: «يحتوي كل من الجبن القريش والحليب على مزيج من الكربوهيدرات والدهون والبروتين».

وتابعت: «سيختلف محتوى الدهون اعتماداً على نوع الحليب والجبن القريش، بينما يميل محتوى الكربوهيدرات إلى أن يكون متشابهاً. الاختلاف الرئيسي هو أنه عند تساوي حجم الحصة، يحتوي الجبن القريش على بروتين أكثر بنحو ثلاثة أضعاف مما يحتويه الحليب».

وتؤكد أليسا رامسي أن «الحليب هو أحد أسهل الطرق للحصول على الكالسيوم وفيتامين (د). بالنسبة للأشخاص الذين يستمتعون بشرب الحليب ويتحملونه، يمكن أن يكون تناول كوب إلى كوبين يومياً خياراً مفيداً ومريحاً للمساعدة في تلبية احتياجات الكالسيوم وفيتامين (د)».

يحتوي كوب من الحليب كامل الدسم على 149 سعراً حرارياً و8 غرامات بروتين ومثلها من الدهون، و12 غراماً كربوهيدرات و95 ملغ من الصوديوم و306 ملغ من الكالسيوم و251 ملغ من الفوسفور. بينما تحتوي حصة من الجبن القريش مقدارها نحو 110 غرامات على 116 سعراً حرارياً و13 غرام بروتين و5 غرامات دهون، ومثلهم كربوهيدرات، و385 ملغ من الصوديوم و97 ملغ من الكالسيوم و169 ملغ من الفوسفور.


هل تحسن الحمية الإسكندنافية صحة القلب والكبد؟

الأسماك غنية بالفيتامينات والمعادن (رويترز)
الأسماك غنية بالفيتامينات والمعادن (رويترز)
TT

هل تحسن الحمية الإسكندنافية صحة القلب والكبد؟

الأسماك غنية بالفيتامينات والمعادن (رويترز)
الأسماك غنية بالفيتامينات والمعادن (رويترز)

أشارت دراسة علمية جديدة إلى أن اتباع حمية غذائية إسكندنافية غنية بالأسماك والخضراوات والتوت والبقوليات، يمكن أن يقلل بشكل كبير من الأضرار الناجمة عن مرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكبد.

تعرف هذه الحالة طبياً باسم مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD)، وهي لا ترتبط باستهلاك الكحول المفرط، الذي يعد السبب الأكثر شيوعاً لمشاكل الكبد.

يحدث مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD) عندما تتراكم الدهون الزائدة في الكبد، وفقاً للخبراء.

اكتشف علماء سويديون، تابعوا أكثر من 100 شخص، أن هذه الطريقة في الأكل تحسن السيطرة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وتقلل بشكل كبير من كمية الدهون في الكبد، وفقاً لموقع «جازيت إكسبريس».

كما وجدوا أن نصف المرضى المصابين بمرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD) دخلوا في حالة تعافٍ، بينما انخفضت مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بشكل ملحوظ.

وصف الخبراء النتائج بأنها «مهمة للغاية»، وقالوا إن الحمية الإسكندنافية يمكن أن تكون أداة فعالة لتحقيق استقرار الحالة الصحية للأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري أو مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD).

وقال أولف ريسيروس، خبير التغذية السريرية والتمثيل الغذائي في جامعة «أوبسالا» والمشارك في تأليف الدراسة: «قدمت الحمية الإسكندنافية الصحية أفضل النتائج لدى المشاركين المصابين بالسكري».

وأظهرت الدراسة انخفاض دهون الكبد بنسبة تزيد على 20 في المائة وتحسنت السيطرة على سكر الدم على مدى عام. أكثر من نصف المشاركين شهدوا تعافياً من مرض الكبد الدهني. وهذا يجعل هذه النتائج بالأهمية نفسها لمرضى الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD) كما هي لمرضى السكري من النوع الثاني.

وأضاف الطبيب مايكل فريدن، باحث التغذية ومرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD) في جامعة «أوبسالا» والمشارك في تأليف الدراسة: «على الرغم من أنه سمح للمشاركين بتناول الكميات التي يريدونها من الأطعمة الموصى بها، لكنهم ما زالوا يفقدون الوزن». وتابع: «في العديد من الدراسات السابقة، كانت الحميات الغذائية تعتمد على تقييد السعرات الحرارية، وهو ما ينجح على المدى القصير، لكن الجوع المتزايد يجعل من الصعب الالتزام بها على المدى الطويل».

في الدراسة، قسم العلماء 150 شخصاً إلى ثلاث مجموعات: اتبعت المجموعة الأولى حمية نباتية منخفضة الكربوهيدرات، مع استهلاك منخفض للحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان، واتبعت المجموعة الثانية حمية إسكندنافية صحية، فيما عملت المجموعة الثالثة كمجموعة ضابطة، وواصلت نظامها الغذائي المعتاد. طلب من جميع المشاركين الحد من المشروبات المحلاة والحلويات والأطعمة المضاف إليها سكر.

بعد عام من المتابعة، تبيّن أن النظام الغذائي النباتي المنخفض الكربوهيدرات والنظام الغذائي الإسكندنافي كانا متساويين في الفعالية في تقليل دهون الكبد والكوليسترول الضار. لكن النظام الغذائي الإسكندنافي أثبت فاعليته أكثر في خفض سكر الدم على المدى الطويل، كما كانت له تأثيرات أكثر إيجابية على وزن الجسم.

لم يتمكن العلماء من تحديد السبب الدقيق وراء تأثير الحمية الإسكندنافية بهذا الشكل، لكنهم اقترحوا، في ورقة بحثية نشرتها مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»، أن التأثير قد يكون مرتبطاً بالاستهلاك العالي للشوفان وخبز القمح الكامل، بالإضافة إلى الاستخدام المنخفض للزبدة.

ورأى ريسيروس أن «هذا مثير للاهتمام، إذ يشير إلى أن النظام الغذائي نفسه ساهم في تقليل ترسبات الدهون في الكبد، وربما أيضاً في تحسين سكر الدم، وتقليل الالتهابات».

يحدث السكري من النوع الثاني عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الإنسولين أو عندما تقل حساسية الخلايا له، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. وتشمل الأعراض التعب، وزيادة العطش، وكثرة التبول، وفقدان الوزن غير المبرر، وضبابية الرؤية، وبطء التئام الجروح.