بوشناف: نجاح المبادرة الأممية في ليبيا مرهون بالدعم الدولي

مستشار الأمن القومي قال لـ«الشرق الأوسط» إن سجن أبو عجيلة بأميركا يخالف «اتفاق لوكربي»

مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف (الشرق الأوسط)
مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف (الشرق الأوسط)
TT
20

بوشناف: نجاح المبادرة الأممية في ليبيا مرهون بالدعم الدولي

مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف (الشرق الأوسط)
مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف (الشرق الأوسط)

رهن مستشار «الأمن القومي» الليبي، إبراهيم بوشناف، نجاح اللجنة الاستشارية المنبثقة عن المبادرة الأممية في حلحلة الأزمة السياسية والتمهيد لإجراء الانتخابات المؤجلة، بـ«حجم الدعم الدولي الذي قد تتلقاه لمواجهة تعنت مواقف بعض القوى المحلية»، مشيراً إلى ارتباط ذلك بعديد من المتغيرات والأحداث التي وقعت بالمنطقة أخيراً.

وأشاد بوشناف في حوار مع «الشرق الأوسط» بأعضاء اللجنة الـ20 الذين اختارتهم البعثة لتقديم مقترحات لحل الخلافات المتعلقة بالقوانين المنظمة للعملية الانتخابية، وقال إنهم «ليسوا محسوبين على أطراف الصراع، بجانب خلفياتهم الأكاديمية والمهنية».

عماد السايح والمبعوثة الأممية هانا تيتيه في لقاء سابق (المفوضية)
عماد السايح والمبعوثة الأممية هانا تيتيه في لقاء سابق (المفوضية)

وتحدث عن ملفات عديدة، من بينها الهجرة غير النظامية و«مخاوف التوطين»، وموقف المجتمع الدولي من بلاده، وقال إنه «لا يزال يدير الأزمة ولم ينخرط بشكل كامل في إجراءات الحل»، وضرب مثالاً بدور الولايات المتحدة التي يصف تدخلها لمعالجة الأزمة السياسية بـ«المحدود، وربما تُرك برمته لمبعوثها الخاص والقائم بأعمال سفارتها».

وتابع: «المجتمع الدولي الذي تدخل لدعم إسقاط النظام السابق، وأفسح المجال لدول هامشية ليكون لها مساحة كبيرة للضلوع في شؤون ليبيا؛ يتوجب عليه بذل جهود لإنهاء الصراع الراهن».

وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان؛ الأولى «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها، والثانية مكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مناطق الجنوب.

عناصر من قوة الردع بطرابلس غرب ليبيا (قوة الردع)
عناصر من قوة الردع بطرابلس غرب ليبيا (قوة الردع)

وفي إطار متابعة مجلسه لتداعيات الأحداث بالمنطقة على الأمن الليبي، رد بوشناف على ما يتردد عن نقل أسلحة روسية من سوريا إلى ليبيا بأنها «مجرد تكهنات»، وأشار إلى ما أعلنته موسكو بهذا الصدد أنها «باشرت مباحثات مع النظام السوري الجديد لتجديد إجراءات بقاء قواعدها هناك».

وتطرق بوشناف للطرح الذي تقدم به نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني بالعودة لنظام الأقاليم الثلاثة، كآلية لحلحلة الجمود السياسي وإنهاء وضعية الانقسام، وقال: «توزيع المناصب يتم فعلياً بنظام المحاصصة بين تلك الأقاليم، ولكننا نرى أن هذا الطرح وجهة نظر فردية لم تجد قبولاً لدى غالبية المواطنين».

وشدد على أن «مجلس الأمن القومي» متمسك برؤيته، وهي أن ليبيا كانت وستظل «دولة موحدة، ومن الضروري إيجاد حل دائم للأزمة السياسية، لا مجرد تهدئة».

مهاجرون جرى توقيفهم في شرق ليبيا بانتظار تسليمهم لجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة (جهاز البحث الجنائي)
مهاجرون جرى توقيفهم في شرق ليبيا بانتظار تسليمهم لجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة (جهاز البحث الجنائي)

وبحسب بوشناف، فإن ملف الهجرة غير النظامية أضحى هاجساً للعديد من الدول الأوروبية، غير أن تبعاتها تقع على عاتق ليبيا بوصفها دولة ممر، متهماً بعض الدول التي لم يسمها بـ«السعي إلى تحويلها إلى مستقر نهائي للمهاجرين».

وأرجع بوشناف - الذي شغل حقيبة الداخلية لعدة سنوات بالحكومة المؤقتة بالشرق الليبي - تفاقم أزمة المهاجرين، وكثرة عددهم في ليبيا، إلى «ضعف السيطرة على الحدود الجنوبية، والتي تمتد بطول 1055 كم مع تشاد، و354 كم مع النيجر، فضلاً عن الشريط البحري للسواحل الليبية الذي يبلغ 1770 كيلومتراً».

وشكك في كل ما يُرصد من أرقام حول أعداد المهاجرين في ليبيا، وذلك لـ«صعوبة الحصر الدقيق، وعدم دخولهم عبر منافذ رسمية». وسلط الضوء على ما طرحه مجلسه من استراتيجيات لمعالجة قضية الهجرة، والتي تصدرها «التأكيد على عدم جدوى الحلول الآنية والتدابير العشوائية، والدعوة لتعاون مختلف المؤسسات بالبلاد لمواجهة هذا التهديد الوجودي».

وأشار إلى تبني مجلسه الدعوة لمراجعة «قصور في التشريعات المعنية بالهجرة والمهاجرين، وأيضاً مراجعة عدد من اتفاقيات التفاهم بين ليبيا وبعض الدول الأوروبية».

وبرغم تأكيده «التضامن مع الأشقاء السودانيين في مواجهة الصراع الذي دفع بأعداد كبيرة منهم إلى النزوح لدول الجوار ومنها ليبيا»، يرى بوشناف أن «توسّع وجودهم في ليبيا، وانخراط حملة الشهادات العليا منهم بوظائف متميزة، كأساتذة بالجامعات الليبية، قد يجعل قرار عودتهم لبلادهم محل نظر».

مهاجرون سودانيون وتشاديون بانتظار عملية ترحيلهم (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا)
مهاجرون سودانيون وتشاديون بانتظار عملية ترحيلهم (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا)

وحرص مستشار «مجلس الأمن القومي» على التذكير بتداعيات استمرار الصراع من أجل السلطة على «الأوضاع المعيشية للمواطنين، وتأرجح قيمة الدينار الليبي أمام العملات الأجنبية، برغم تغيير المحافظ ومجلس إدارة المصرف المركزي».

وأشار إلى ما عقده مجلسه من جلسات حوارية «حول الأمن الدوائي بعد توفر مؤشرات على أن نسبة كبيرة من الأدوية التي تدخل البلاد، إما مغشوشة أو ضعيفة الفاعلية»، وقال: «القضية تحتل أولوية بحكم كونها أحد مهددات الأمن القومي، وتمت مناقشتها وإعطاء توصيات لمعالجة أي خلل، بداية من تشريعات استيرادها، وتفعيل الرقابة، والتأكيد على تخزينها بطريقة سليمة، وتوفرها للمواطن بأسعار مناسبة، والحيلولة دون تناقصها، وتجنب المهرب منها... إلى التخلص من المنتهية الصلاحية».

أبو عجيلة المريمي (أرشيفية - رويترز)
أبو عجيلة المريمي (أرشيفية - رويترز)

وبشأن قضية احتجاز المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود المريمي المسجون لدى الولايات المتحدة منذ أكثر من عامين، قال إن ذلك «يعد مخالفاً لاتفاقية إنهاء أزمة لوكربي بين الولايات المتحدة والنظام الليبي السابق عام 2008»، والتي تنص على أن أي مطالب بعد تاريخ توقيعها توجّه إلى حكومة الولايات المتحدة، إضافة إلى أن أبو عجيلة «يُحتجز لأسباب جنائية، وقد تمسكت ليبيا دائماً بأنها تتحمل المسؤولية المدنية فقط».

وأكد أن «مجلس الأمن القومي يتابع باهتمام تطورات ملف قضية أبو عجيلة» الذي يحاكم بتهمة تفجير طائرة «بانام» الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكوتلندية عام 1988، والذي تسبب في مقتل 270 شخصاً.

وبشأن هانيبال القذافي المسجون في لبنان، قال بوشناف إن مجلسه «ينتظر ما سوف ينتج عن تواصل جهات ليبية عدة مع السلطات اللبنانية للإفراج عنه، وذلك في إطار متابعة قضيته».


مقالات ذات صلة

​«الرئاسي» الليبي يهدّد بإجراءات لحسم نزاع «النواب» و«الدولة»

شمال افريقيا اجتماع ديوان المحاسبة برئاسة شكشك (الديوان)

​«الرئاسي» الليبي يهدّد بإجراءات لحسم نزاع «النواب» و«الدولة»

دعا المجلس الرئاسي الليبي مجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» إلى سرعة تجاوز خلافاتهما والسمو فوق المصالح الضيقة والآنية

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا عقيلة صالح مستعرضاً مشروع الميزانية مع أسامة حماد (مكتب صالح)

ليبيا: حكومة حمّاد تواجه انتقادات بعد تقديمها «ميزانية ضخمة»

تواجه حكومة أسامة حمّاد، المكلفة من مجلس النواب الليبي، جملة انتقادات لكونها «لم تراعِ الواضع المالي للبلاد».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة وزعها المجلس الأعلى للدولة لاجتماعه برئاسة تكالة في طرابلس

«الأعلى للدولة» الليبي يعمّق الانقسام بتنصيب رئيس جديد لـ«المحاسبة»

في غياب أي بيان من مجلس النواب الليبي، أعلن عددٌ من أعضائه تأجيل جلسته، التي كانت مقررةً الثلاثاء، إلى الأسبوع المقبل، بسبب تعذر مثول محافظ المركزي أمامه.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا حفتر خلال لقاء سابق مع قيادات عسكرية في بنغازي (الجيش الوطني الليبي)

ما حقيقة اعتزام المشير حفتر الهجوم على غرب ليبيا مرة ثانية؟

بعد يومين من توعد «ثوار مصراتة» بـ«الضرب بيد من حديد»؛ كل من تسوّل له نفسه القيام بأي هجوم على طرابلس، دخل تجمع قادة ثوار ليبيا على الخط محذراً.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا انتشار أمني بعد العثور على جثة فتاة بمدينة تاجوراء الليبية (مديرية أمن تاجوراء)

«الاغتيالات الغامضة»... جرائم يغذيها التناحر المسلح في ليبيا

خلال السنوات التي تلت «ثورة 17 فبراير (شباط)» في ليبيا، نمت جماعات مصالح اتسعت بينها رقعة التناحر، مُخلّفة جرائم عديدة تُفجع الليبيين كل صباح.

جمال جوهر (القاهرة)

تحالف «تأسيس» يشرع في ترتيبات إعلان «الحكومة الموازية»

عبد الرحيم دقلو (شقيق حميدتي / وسط) محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة لحكومة الوحدة في نيروبي أمس (أ.ف.ب)
عبد الرحيم دقلو (شقيق حميدتي / وسط) محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة لحكومة الوحدة في نيروبي أمس (أ.ف.ب)
TT
20

تحالف «تأسيس» يشرع في ترتيبات إعلان «الحكومة الموازية»

عبد الرحيم دقلو (شقيق حميدتي / وسط) محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة لحكومة الوحدة في نيروبي أمس (أ.ف.ب)
عبد الرحيم دقلو (شقيق حميدتي / وسط) محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة لحكومة الوحدة في نيروبي أمس (أ.ف.ب)

خصص قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» جزءاً كبيراً من خطابه في الذكرى الثانية للحرب بين قواته والجيش السوداني، للحديث عن «حكومة السلام والوحدة» التي يسعى وحلفاؤه للإعلان عنها بموازاة الحكومة التي يسيطر عليها الجيش، وتتخذ من مدينة بورتسودان الساحلية عاصمة لها.

وعلى غير العادة، كاد الخطاب يخلو من الإشارة إلى الأوضاع العسكرية لقواته في الميدان، وركز على «خطاب سياسي»، يمكن اعتباره البرنامج السياسي للحكومة المزمع تشكيلها، وفقاً لاتفاقيات «نيروبي» فبراير (شباط) الماضي، في حين ذكرت المصادر أن اللجان الفنية المكلفة بتحديد الحقائب الوزارية وشخوصها وبرامجها قد أوشكت على إكمال عملها.

وقال حميدتي بمناسبة دخول الحرب عامها الثالث، إن «السلاح وحده لا يكفي لحل المشكلات السياسية». وأضاف أنه يفخر بقيام حكومة السلام والوحدة عبر «تحالف مدني واسع يمثل الوجه الحقيقي للسودان»، وهو أول تصريح للرجل منذ تكوين تحالف السودان التأسيسي «تأسيس» بشأن تشكيل الحكومة، وعدّه عدد من المراقبين بمثابة «إعلان رسمي» لتشكيل الحكومة التي تم الاتفاق عليها سابقاً، دون التطرق لتحديد مواقيت محددة للإعلان عنها.

مجلس رئاسي

وأكد الرجل التوافق على «مجلس رئاسي» من 15 عضواً، يتم اختيارهم من أقاليم السودان المختلفة، كـ«رمز للوحدة الطوعية»، وأعلى سلطة سيادية في هياكل الحكومة المزمعة، وفقاً لما نص عليه الدستور الانتقالي الموقع من قبل الفصائل المنضوية في «تحالف السودان التأسيسي».

من اجتماع نيروبي لتشكيل حكومة موازية بالسودان في 18 فبراير 2025 (أ.ب)
من اجتماع نيروبي لتشكيل حكومة موازية بالسودان في 18 فبراير 2025 (أ.ب)

وفي إشارة إلى ما أثارته عملية «التبديل الجزئي للعملة» التي تمت في مناطق سيطرة الجيش، وحرمان مواطنين من منطقة سيطرة «قوات الدعم السريع» من الحصول على جوازات سفر، أو حظر تجديدها لهم، قال حميدتي: «نحن نصنع عملة جديدة ونصدر هوية جديدة حتى لا يحرم أي سوداني من حقوقه، هذه ليست دولة أمراء حرب بل هي حكومة شعب». وأضاف حميدتي أن حكومته المزمعة معنية بتوفير الخدمات الأساسية؛ التعليم والصحة والعدالة، ليس في المناطق التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» والحركات المسلحة، بل في جميع أنحاء البلاد.

وعزّز ما ورد في الدستور الانتقالي الذي أعدّه مع حلفائه بأن يكون السودان «دولة ديمقراطية علمانية لا مركزية» بقوله: «فصل الدين عن الدولة»، بأنه ضمان للحريات الدينية، وتأكيد لحياد الدولة».

رئيس «حزب الأمة» فضل برمة ناصر خلال كلمته أمام «اجتماع نيروبي» يوم 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
رئيس «حزب الأمة» فضل برمة ناصر خلال كلمته أمام «اجتماع نيروبي» يوم 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

وشدد على عدم كفاية السلاح وحده لحل المشاكل السياسية، وقال: «اخترنا نحن وحلفاؤنا المدنيون والعسكريون، في تحالف السودان التأسيسي، مساراً مختلفاً، مساراً يدرك أن السلاح وحده لا يكفي لحل المشكلات السياسية».

واعتبر توقيع «الدعم السريع» مع القوى المدنية والسياسية السودانية والجبهة الثورية والمجتمع المدني والمنظمات النسائية والحركات الشبابية ولجان المقاومة على الميثاق السياسي والدستور الانتقالي «تأريخاً لسودان جديد».

ومنذ التوقيع على الدستور الانتقالي في مطلع مارس (آذار) الماضي في العاصمة الكينية نيروبي، تجري اجتماعات متواصلة وترتيبات وسط تكتم شديد بين الفصائل العسكرية المدنية في «تحالف تأسيس» حول تشكيل الحكومة في مستوياتها الثلاثة: «مجلس رئاسي ومجلس وزراء والسلطة التشريعية».

توقعات

وأفادت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» بأن اللجان المكلفة بالملف تعمل حالياً على تحديد الحقائب السيادية والوزارية لكل فصيل في التحالف، يعقب ذلك تسمية الفصيل أسماء مرشحيه للمناصب المحددة، وقالت إن خطوة تمسية شاغلي المناصب لا تزال قيد الأجراء.

وأكدت إحراز تقدم في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، لكنها أحجمت عن كشف مزيد من التفاصيل، موضحة أن الإعلان عن الحكومة متوقف على الفراغ من الاتفاق على هياكلها، ونفت بشدة ما تم تداوله من قبل وسائل إعلام محلية لأسماء تم ترشيحهم لشغل مناصب وزارية وسيادية.

وكانت مصادر في «تأسيس» قد كشفت لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، عن إجماع كبير بين الفصائل على تولي «حميدتي» رئاسة المجلس الرئاسي (أعلى سلطة سيادية في الحكومة الجديدة).

عبد العزيز الحلو زعيم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» (موقع الحركة على «فيسبوك»)
عبد العزيز الحلو زعيم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» (موقع الحركة على «فيسبوك»)

وقال مصدر آخر إن أعضاء التحالف في داخل السودان وخارجه يعكفون على الترتيبات النهائية بخصوص تكوين هياكل الحكومة في مستوياتها المختلفة، متوقعاً الإعلان عن تفاصيل الحكومة في وقت قريب.

وتذهب ترجيحات إلى أن قائد حركة تحرير السودان، الجنرال عبد العزيز آدم الحلو، من أقوى المرشحين للرجل الثاني في الحكومة، بحكم الثقل العسكري والسياسي الكبير لفصيله في ولاية جنوب كردفان وجبال النوبة، وداخل التحالف العريض.

وضم «تحالف تأسيس» عدداً من الشخصيات بصفة مستقلة، كانت قد شغلت مناصب رفيعة في الحكومة الانتقالية السابقة، أبرزهم عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي ووزير العدل السابق نصر الدين عبد الباري، يتوقع أن يكونوا ضمن التشكيل الوزاري في الحكومة الجديدة.

ونص الدستور الانتقالي على اختيار رئيس الوزراء بالتشاور بين القوى الموقعة على الميثاق السياسي، بدوره يختار عدداً من الوزراء لا يتجاوز 16 وزيراً، في غضون شهر من تاريخ تعيينه.

ويضم التحالف «قوات الدعم السريع» وحزب الأمة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وقوى سياسية ومدنية أخرى إلى جانب الحركة الشعبية شمال، بزعامة عبد العزيز آدم الحلو، وتحالف الحركات الدارفورية المسلحة في «الجبهة الثورية»، إلى جانب «قوات الدعم السريع».

واعتمد الدستور الانتقالي للسودان 3 مستويات للحكم (الاتحادي والإقليمي والمحلي)، وتم التقسيم الإداري والجغرافي في البلاد إلى 8 أقاليم؛ وهي إقليم الخرطوم، والإقليم الشرقي، والإقليم الشمالي، والإقليم الأوسط، وإقليم كردفان، وإقليم جنوب كردفان وجبال النوبة وإقليم الفونج الجديد.