​«الرئاسي» الليبي يهدّد بإجراءات لحسم نزاع «النواب» و«الدولة»

عقب أزمة تعيين رئيس جديد لديوان المحاسبة

اجتماع ديوان المحاسبة برئاسة شكشك (الديوان)
اجتماع ديوان المحاسبة برئاسة شكشك (الديوان)
TT

​«الرئاسي» الليبي يهدّد بإجراءات لحسم نزاع «النواب» و«الدولة»

اجتماع ديوان المحاسبة برئاسة شكشك (الديوان)
اجتماع ديوان المحاسبة برئاسة شكشك (الديوان)

دعا المجلس الرئاسي الليبي، مجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة»، إلى سرعة تجاوز خلافاتهما، والعمل على التوافق العاجل حول تسمية شاغلي المناصب السيادية، وفق ما نص عليه الاتفاق السياسي، وبما يتماشى مع معايير الكفاءة والحياد والشفافية، تفادياً لانزلاق البلاد في أزمة جديدة، تُضاف إلى ما يعانيه المواطن الليبي من أزمات متراكمة.

محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي (رويترز)

وهدد «الرئاسي» في بيان، مساء الثلاثاء، بأنه سيضطر انطلاقاً مما وصفه بمسؤولياته الوطنية، إلى اتخاذ ما يلزم من خطوات، لم يحددها، لمعالجة هذا القصور، بما يضمن الحفاظ على وحدة الوطن ومؤسساته، وضمان السير قُدماً نحو الاستقرار والتوافق، مُحذراً من أن استمرار حالة الجمود والتأخر في تنفيذ الاستحقاقات الوطنية «لن يُقابل بموقف المتفرج».

وقال «الرئاسي» إنه يتابع بقلق بالغ ما تشهده الساحة السياسية من تصعيد غير مبرر، من خلال خطوات أحادية الجانب تقابلها أخرى من بعض المؤسسات، الأمر الذي من شأنه أن ينسف حالة الاستقرار النسبي التي تعيشها البلاد. مجدداً حرصه على استكمال تنفيذ خريطة الطريق للحل السياسي الشامل، ولا سيما المواد المتعلقة بتوحيد المؤسسات السيادية في مهل زمنية محددة.

اجتماع عيسى مع أعضاء مجلس النواب (المصرف المركزي)

بدوره، دعا رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إلى عدم الاعتداد بقرار محمد تكالة بشأن تكليفه رئيساً جديداً لديوان المحاسبة، وذلك «لمخالفته للقانون والاتفاق السياسي».

وطلب صالح في رسالة حملت توقيع مبروك رافع، مدير مكتبه، من رؤساء حكومة الاستقرار الموازية، وهيئة الرقابة الإدارية، وديوان المحاسبة، وهيئة مكافحة الفساد، والمجلس الأعلى للقضاء، والنائب العام، وكذلك محافظ مصرف ليبيا المركزي، بعدم الاعتداد بقرار تكالة، وأوضح أنه «حتى لو تم التشاور مع مجلس الدولة فيما يتعلق بتكليف رؤساء المناصب السيادية، فإن قرار التكليف يصدر من مجلس النواب، وليس من المجلس الاستشاري».

في غضون ذلك، جدد خالد المشري، الذي يتنازع على رئاسة «الأعلى للدولة»، اعترافه بخالد شكشك رئيساً شرعياً ووحيداً للديوان، وطلب من مؤسسات الدولة الرسمية كافة التقيد بذلك، إلى حين تكليف رئيسه الجديد بشكل دستوري سليم.

خالد المشري (متداولة)

وبعدما أكد على عدم صحة جميع القرارات والإجراءات، التي يتخذها تكالة، بصفته منتحل صفة رئيس مجلس الدولة، بموجب أحكام القضاء النافذة، حذّر المشري من خطورة التعدي على أحكام الإعلان الدستوري، أو اتخاذ إجراءات أحادية تزيد الانقسام بالمؤسسات السيادية، وتعمق الأزمة في البلاد.

في المقابل، سعى رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، الذي حصل، الأربعاء، على حكم من محكمة جنوب طرابلس بشرعية وضعه في نزاعه القضائي مع وكيل الديوان، عطية السعيطي، إلى تأكيد بقائه في ممارسة عمله، حيث ترأس اجتماعين متتالين.

وأدرج شكشك ترؤسه الاجتماع السنوي الأول لمديري الفروع للعام الحالي: «في إطار تعزيز التنسيق المؤسسي، ومتابعة الأداء الرقابي»، مشيراً إلى استعراض مدى التقدم في تنفيذ الخطة التشغيلية للعامين الماضي والحالي، ومناقشة مستوى الجاهزية لإعداد التقرير السنوي للديوان، وأبرز التحديات والصعوبات التي واجهت تنفيذ الخطة خلال العام الرقابي الماضي، بالإضافة إلى آليات تقييم الأداء المؤسسي وجودة العمل، ووضع آليات لإعلان نتائج التميز في أداء العمل خلال العام الماضي.

وأوضح شكشك أنه تم عرض الخطة التشغيلية المقترحة لعامي 2025 - 2026 من حيث الأهداف، والبرامج والأنشطة، بما يسهم في تعزيز كفاءة العمل، وتحقيق نتائج رقابية فعّالة.

وكان شكشك قد أكد خلال ترؤس اجتماع مماثل في طرابلس، على أهمية الاستثمار في الكفاءات الوظيفية وتطوير القدرات، وربط البرامج الرقابية بأهداف استراتيجية واضحة، بما يضمن رفع جودة المخرجات الرقابية، ويعزز من دور الديوان في حماية المال العام.

من جهة أخرى، بحث رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، في اجتماع مفاجئ، الأربعاء، مع محافظ المصرف المركزي ناجي عيسى، وبحضور بعض الوزراء، حل مشكلة سعر الصرف. كما بحث عيسى مع رئيس وأعضاء اللجنة المالية، وبعض أعضاء مجلس النواب، الوضع الاقتصادي والمالي العام للدولة، والتحديات والإصلاحات اللازمة للخروج من الأزمة.

مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة خلال اجتماعه مع تيتيه (مندوب ليبيا)

من جهته، قال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، طاهر السني، إنه بحث في نيويورك مع رئيسة بعثتها لدى ليبيا، هانا تيتيه، قبل إحاطة ستقدمها لمجلس الأمن الدولي، الخميس، نتائج اجتماعاتها الأخيرة في إطار مساعيها لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة الراهنة، مؤكداً أهمية دورها في إطار دعم القيادة والملكية الليبية للحل، مع ضرورة دعم المبادرات الوطنية لإنهاء المراحل الانتقالية وصولاً للانتخابات.

في شأن آخر، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات، مساء الثلاثاء، غلق منظومة سجل الناخبين للمرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية، مشيرة إلى أن عمل لجان إدخال بيانات الناخبين المسجلين في سجل الناخبين من فئة المقيمين غير المقيدين، شمل 62 بلدية.


مقالات ذات صلة

وفاة 11 سودانياً في صحراء الكفرة الليبية بسبب العطش

شمال افريقيا مقتل عدد من السودانيين بالصحراء الليبية جنوب الكفرة أغسطس الماضي (جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي)

وفاة 11 سودانياً في صحراء الكفرة الليبية بسبب العطش

وسط الصحراء الشاسعة بين ليبيا والسودان، لقي كثير من الفارّين من الحرب بالدولة المجاورة مصيراً غامضاً، بينما مات آخرون في حوادث متفرقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع لجنة «الهدنة» المكونة من المجلس الرئاسي الليبي وبعثة الأمم المتحدة (رئاسة أركان قوات الوحدة)

​البعثة الأممية و«الرئاسي» الليبي لمنع عودة الاشتباكات إلى طرابلس

قالت رئاسة الأركان التابعة لحكومة «الوحدة» الليبية إن لجنة مراقبة «الهدنة» تعمل على تهدئة الأوضاع ومنع عودة النزاع المُسلّح في طرابلس والمناطق المُحيطة بها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
خاص هانيبال القذافي خلال احتفال في الذكرى الـ40 لـ«الثورة الليبية» في 2 سبتمبر 2009 (أ.ف.ب)

خاص ليبيا تطلب مجدداً من لبنان تسليمها هانيبال القذافي أو ترحيله إلى بلد ثالث

عاد ملفّ هانيبال معمّر القذافي الموقوف في لبنان منذ 10 أعوام إلى الواجهة، مع مطالبة السلطات الليبية مجدداً تسليمها إياه بشكل سريع.

يوسف دياب (بيروت)
شمال افريقيا الدبيبة خلال استقباله وفداً من محفظي القرآن والخطباء والأئمة (حكومة «الوحدة»)

بسلاح «سحب الاعتراف»... دائرة المعارضين تضيق على حكومة «الوحدة» الليبية

أعلن أعضاء من مجلسَي النواب و«الدولة»، بالإضافة إلى عمداء بلديات غرب طرابلس، والمنطقة الغربية، «سحب الاعتراف» من حكومة «الوحدة»، بالتزامن مع دعوات للتظاهر ضدها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا زيارة خوري لبلدية الزنتان (البلدية)

مطالب أميركية لليبيين بالتحقيق في «انتهاكات» خلال اشتباكات طرابلس

أكد بيان لـ«دعم الاستقرار» التابع للمجلس الرئاسي، أن ما وصفه بـ«مؤامرة اغتيال الككلي»، حُبكت قبل أيام من الحادث دون تدخل دولي.

خالد محمود (القاهرة )

الأمم المتحدة تحذّر من تدهور الوضع الإنساني في السودان

نازحون في ولاية جنوب كردفان - السودان 22 يونيو 2024 (رويترز)
نازحون في ولاية جنوب كردفان - السودان 22 يونيو 2024 (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تحذّر من تدهور الوضع الإنساني في السودان

نازحون في ولاية جنوب كردفان - السودان 22 يونيو 2024 (رويترز)
نازحون في ولاية جنوب كردفان - السودان 22 يونيو 2024 (رويترز)

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن تصاعد القتال في مناطق مختلفة عبر السودان يدفع المدنيين إلى الفرار من منازلهم إلى الملاجئ.

وأضاف المتحدث، نقلاً عن «المنظمة الدولية للهجرة»، أنه في ولاية غرب كردفان، أجبر تزايد انعدام الأمن ما يقرب من 47 ألف شخص على النزوح من بلدتي الخوي والنهود هذا الشهر، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

وأشار دوجاريك إلى أن العديد من هؤلاء الأشخاص كانوا بالفعل نازحين داخلياً، ويُجبَرون الآن على التنقل للمرة الثانية.

وفي ولاية شمال دارفور، نزح نحو ألف شخص من مخيم أبو شوك ومدينة الفاشر، في الأسبوع الماضي وحده، مما رفع العدد الإجمالي للنازحين من هذين المكانين هذا الشهر إلى 6 آلاف شخص. وقال المتحدث إن شمال دارفور تستضيف ما يُقدَّر بأكثر من 1.7 مليون نازح إجمالاً.

ويؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى تعميق الأزمة.

وأعرب المتحدث عن قلق الأمم المتحدة من تصاعد حالات الكوليرا في بعض المناطق بولاية الخرطوم.

وقال: «على الرغم من أن العاملين في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة المحتاجين، فإننا نكرر الحاجة الملحّة لمزيد من الوصول والتمويل المرن»، مشيراً إلى أنه، حتى الآن، لم يتم تلقّي سوى 552 مليون دولار أميركي من التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام، التي تتطلب 4.2 مليار دولار.