اللحوم الحمراء قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف

رجل يأكل لحماً مشوياً بمطعم في بوينس آيرس (رويترز)
رجل يأكل لحماً مشوياً بمطعم في بوينس آيرس (رويترز)
TT
20

اللحوم الحمراء قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف

رجل يأكل لحماً مشوياً بمطعم في بوينس آيرس (رويترز)
رجل يأكل لحماً مشوياً بمطعم في بوينس آيرس (رويترز)

رغم أن اللحوم الحمراء مصدر غني بالبروتين والحديد والعناصر الغذائية الأخرى، فقد ربطتها دراسة حديثة بزيادة خطر الإصابة بالخرف.

وجد باحثون من كلية هارفارد تي إتش تشان الأميركية للصحة العامة ومستشفى ماساتشوستس العام، أن الاستهلاك اليومي لكميات معينة من اللحوم الحمراء المصنعة يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 13 في المائة، وفقاً لبيان صحافي.

كما ارتبطت أيضاً بزيادة خطر الإصابة بالتدهور المعرفي الذاتي وشيخوخة الدماغ بشكل أسرع بنسبة 14 في المائة، وفقاً لما ذكره تقرير لموقع «فوكس نيوز» الأميركي.

وقال يوهان لي، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة في بوسطن: «النتائج لم تفاجئنا حقّاً».

وتابع: «إن النتائج تتوافق عموماً مع فرضيتنا؛ حيث تظهر أن تناول كميات أكبر من اللحوم الحمراء، خصوصاً المصنعة، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف وتدهور الإدراك».

وقد لوحظت زيادة الخطر لدى الأشخاص الذين تناولوا ربع حصة على الأقل من اللحوم المصنعة يومياً، وفقاً لمقال البحث، وهذا يعادل نحو قطعة «هوت دوغ» واحدة.

واقترح الباحثون أيضاً أن تناول حصة من المكسرات والبقوليات يومياً بدلاً من وجبة واحدة من اللحوم الحمراء المصنعة يُمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 19 في المائة، وأن تناول الأسماك بدلاً منها يمكن أن يقلل من الخطر بنسبة 28 في المائة.

وشملت الدراسة 133 ألفاً و771 فرداً، تلقى 11 ألفاً و173 منهم تشخيصاً بالخرف على مدى 4 عقود. جاءت البيانات من دراسة صحة الممرضات (NHS) ودراسة متابعة المهنيين الصحيين (HPFS)، التي تتبعت الخيارات الغذائية للمشاركين وحالتهم الصحية. وجرى تقديم النتائج لأول مرة في المؤتمر الدولي لجمعية ألزهايمر (AAIC) في وقت سابق من عام 2024.

وقال الدكتور مارك سيغل، أستاذ الطب السريري في جامعة نيويورك لانغون هيلث: «إن هناك عدداً من الأسباب للاعتقاد بأن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء مرتبط بالخرف».

وأضاف سيغل، الذي لم يُشارك في البحث الجديد: «في حالة اللحوم المصنعة، مثل اللحم المقدد، قد تؤدي المواد الكيميائية المضافة إلى الخرف من خلال الالتهابات، خصوصاً الالتهاب العصبي».

وحذّر الطبيب أيضاً من أن اللحوم الحمراء قد تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، ما قد يُسبب الالتهاب ومن ثم يزيد من خطر الإصابة بالخرف.

وأشار سيغل إلى أن «اللحوم الحمراء قد تؤدي أيضاً إلى أمراض القلب، ما يزيد من خطر الإصابة بالخرف».

وأوضحت تيريزا جنتيل، مختصة التغذية المسجلة والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية في نيويورك، أن الأبحاث السابقة وجدت ارتباطاً بين اللحوم الحمراء -خصوصاً الحمراء المصنعة- وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وكلاهما مرتبط بضعف الصحة الإدراكية.

واقترح بعض الخبراء أن الخطر مرتبط أكثر بالأطعمة فائقة المعالجة بشكل عام، وليس بأنواع محددة من اللحوم.

وينصح الخبراء بالحد من تناول اللحوم الحمراء المصنعة، مثل اللحم المقدد والنقانق والهوت دوغ ولحوم الدواجن المصنعة إلى أقل من ربع حصة في اليوم، والتفكير في بدائل بروتينية أكثر صحة، مثل الأسماك والمكسرات والبقول والدجاج.

وأوضحوا أن اتباع نظام غذائي متوازن مع الاعتدال من حيث مصادر البروتين وحجم الحصة هو المفتاح. فإذا كان نظامك الغذائي غنياً باللحوم الحمراء المصنعة، فحاول تناول حصة من الفاصوليا أو السمك أو الدجاج بدلاً منها.


مقالات ذات صلة

اختبار منزلي لحاسة الشم قد يكشف عن الإصابة بألزهايمر

صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

اختبار منزلي لحاسة الشم قد يكشف عن الإصابة بألزهايمر

طوّر باحثون أميركيون اختبار شم منزلياً مبتكراً للكشف عن مرض ألزهايمر، قبل سنوات من ظهور الأعراض التقليدية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك القيلولة خلال النهار قد تكون من الأعراض المبكرة للخرف (رويترز)

القيلولة خلال النهار من علامات إصابة النساء المسنَّات بالخرف

كشفت دراسة جديدة أن القيلولة خلال النهار قد تكون من الأعراض المبكرة للخرف لدى النساء المسنَّات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يمكن أن تؤثر بشرة الشخص على صحته (رويترز)

من ألزهايمر إلى الاكتئاب والسرطان... كيف تؤثر بشرتك على صحتك؟

يمكن أن تؤثر بشرة الشخص على صحته وتسبب إصابته بعدة أمراض ومشكلات صحية من ألزهايمر إلى السرطان والاكتئاب وذلك وفقاً لما أكده عدد من الخبراء لصحيفة «نيويورك بوست»

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك طبيب يشير إلى أدلة على مرض ألزهايمر في فحوص التصوير المقطعي (رويترز)

هذه العلامة المبكرة تنذر بخطر إصابتك بمرض ألزهايمر وباركنسون

تراجعُ حاسة الشم، الذي غالباً ما يُعدّ جزءاً طبيعياً من التقدم في العمر، قد يكون علامة مبكرة لأمراض التنكس العصبي مثل ألزهايمر وباركنسون.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك أعشاب إكليل الجبل تحتوي على مركب يمكن أن يساهم في علاج مرض ألزهايمر (أ.ف.ب)

أعشاب شهيرة قد تساعد في علاج ألزهايمر

كشفت دراسة جديدة أن أعشاب إكليل الجبل (الروزماري) الشائعة تحتوي على مركب يمكن أن يساهم في علاج مرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تطبيق شخصي يخفف إرهاق مرضى السرطان

الإرهاق يعد أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان (جامعة إيموري الأميركية)
الإرهاق يعد أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان (جامعة إيموري الأميركية)
TT
20

تطبيق شخصي يخفف إرهاق مرضى السرطان

الإرهاق يعد أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان (جامعة إيموري الأميركية)
الإرهاق يعد أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان (جامعة إيموري الأميركية)

طوّر باحثون أميركيون تطبيقاً ذكياً يتتبع الإيقاع البيولوجي الشخصي لمرضى السرطان، ويقدم توصيات مخصصة لتخفيف الإرهاق وتحسين جودة الحياة.

وأوضح الباحثون من مركز روجيل للسرطان بجامعة ميشيغان أن التطبيق يوفر خياراً سهل الاستخدام مقارنةً بالعلاجات الدوائية أو البرامج الرياضية، مما يجعله أكثر شمولية وقابلية للتطبيق على نطاق واسع، ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية «Cell Reports Medicine».

ويُعد الإرهاق أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي لدى مرضى السرطان، حيث يكون أكثر حدةً وصعوبة في التعامل معه مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالمرض، وقد يستمر لأسابيع أو حتى سنوات بعد انتهاء العلاج. وتعتمد الطرق التقليدية لعلاج الإرهاق المرتبط بالسرطان على الأدوية أو التمارين الرياضية أو تقنيات التأمل، لكن هذه الأساليب قد لا تناسب جميع المرضى، مما دفع الباحثين إلى تطوير وسيلة أكثر سهولة وإمكانية للوصول إلى الجميع.

وتتحكم الساعة البيولوجية للجسم في دورة النوم والاستيقاظ وتؤثر على عمليات أخرى مثل الهضم ودرجة حرارة الجسم. وأظهرت الدراسات أن أي اضطراب في هذا النظام قد يزيد من الإرهاق ويقلل جودة الحياة لدى مرضى السرطان، لكن العوامل الخارجية، مثل التعرض للضوء، يمكن أن تساعد في تعديل الإيقاع البيولوجي.

وطوّر الفريق تطبيقًا يُدعى «Arcasync»، يعتمد على تتبع أنماط النوم والاستيقاظ من خلال معدل ضربات القلب ومستويات النشاط البدني، ثم يستخدم نماذج رياضية لتقديم توصيات شخصية، مثل التعرض لضوء ساطع في أوقات معينة من اليوم، بهدف إعادة ضبط الإيقاع البيولوجي للمريض.

وشارك في التجربة 138 مريضاً يعانون من سرطان الثدي وسرطان البروستاتا وسرطانات الدم، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى استخدمت التطبيق، بينما كانت الثانية مجموعة ضابطة. وخلال 12 أسبوعاً، قام المشاركون بالإبلاغ عن مستويات الإرهاق، واضطرابات النوم، والقلق، والاكتئاب، وحالتهم الصحية العامة.

وأظهرت النتائج أن المرضى الذين استخدموا التطبيق شهدوا انخفاضاً ملحوظاً في مستويات الإرهاق اليومية والأسبوعية مقارنةً بالمجموعة الضابطة. كما تحسنت لديهم جودة النوم وانخفضت اضطراباته، إلى جانب تراجع مستويات القلق والاكتئاب، مما أدى إلى تحسن عام في جودة الحياة.

وخلص الباحثون إلى أن الدراسة تُبرز مقاربة جديدة لإدارة الإرهاق، حيث أثبتت أن التوصيات الشخصية المستندة إلى الإيقاع البيولوجي للمريض أكثر فاعلية من النهج التقليدي الذي يعتمد على التعرض العشوائي للضوء. ويعني ذلك أن المرضى يمكنهم ممارسة حياتهم اليومية بنشاط أكبر، مما ينعكس إيجابياً على حالتهم النفسية والاجتماعية.

وأضافوا أن التطبيق يمثل بديلاً رقمياً سهلاً ومتاحاً، كما أن استخدامه لا يتطلب تدخلاً طبياً معقداً، مما يسهل اعتماده كأداة يومية لتحسين الصحة العامة.