لقاح لمكافحة زيادة الوزن قد يصبح واقعاً... ما القصة؟

رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)
رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)
TT

لقاح لمكافحة زيادة الوزن قد يصبح واقعاً... ما القصة؟

رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)
رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

يحلم الكثير من الأشخاص حول العالم بتناول ما يريدون من المأكولات من دون أي زيادة بأوزانهم. وقد لا يكون الأمر بعيد المنال كما نظن.

اكتشف الباحثون في جامعة كولورادو بولدر الأميركية الآليات اللازمة لإنتاج لقاح رائد يمكن أن يساعد الناس في الحفاظ على وزنهم من خلال الاستفادة من قوة البكتيريا الصحية، بحسب صحيفة «نيويورك بوست».

وفي دراسة نشرت هذا الأسبوع في مجلة (Brain, Behavior, and Immunity)، فإن الفئران التي تم حقنها بكائن حي دقيق موجود في حليب البقر والتربة كانت محصنة بشكل أساسي ضد زيادة الوزن الناجمة عادة عن اتباع نظام غذائي عالي الدهون والسكر.

وقال كريستوفر لوري، أستاذ علم وظائف الأعضاء التكاملي والمؤلف الرئيسي للدراسة: «ما يثير الدهشة في هذه الدراسة هو أننا لاحظنا منعاً كاملاً لزيادة الوزن المرتبطة بالنظام الغذائي لدى هذه الحيوانات. ويشير ذلك إلى أن التعرض للبكتيريا المفيدة قد يحمينا من بعض النتائج الصحية السلبية للنظام الغذائي الغربي النموذجي».

ولم يكن لوري يهدف إلى ابتكار لقاح لفقدان الوزن.

في دراسات سابقة، اكتشف أن بكتيريا Mycobacterium vaccae (M. vaccae)، وهي كائنات دقيقة موجودة في التربة وحليب الأبقار، يمكن أن تقلل من الالتهاب الناجم عن الإجهاد لدى الفئران. وهذا دفعه إلى استكشاف فكرة «لقاح الإجهاد» المصنوع من البكتيريا التي تعيش في التربة.

في الدراسة الجديدة، اختبر لوري وفريقه ما إذا كانت بكتيريا Mycobacterium vaccae يمكن أن تساعد أيضاً في مكافحة التهاب الدماغ والقلق الذي يصاحب غالباً اتباع نظام غذائي سيئ.

تم تغذية مجموعة من الفئران المراهقة بنظام غذائي صحي، بينما تناولت المجموعة الأخرى مأكولات سريعة وبطاطس مقلية لمدة 10 أسابيع. كما تلقى نصف كل مجموعة حقناً أسبوعية من بكتيريا Mycobacterium vaccae.

بحلول نهاية الدراسة، اكتسبت المجموعة التي لم تتلقَ العلاج واعتمدت على الوجبات السريعة فقط وزناً أكبر بنسبة 16 في المائة من المجموعة التي تتناول الأطعمة الصحية.

كما تراكمت لديهم دهون أحشائية أكثر بشكل ملحوظ، وهي الدهون «السيئة» التي تلتف حول الأعضاء وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

ولكن المفاجأة الحقيقية هي أن المجموعة التي تناولت الوجبات السريعة والتي تلقت حقن M. vaccae لم تكتسب وزناً إضافياً. بل إن الدهون الحشوية لديها كانت أقل من المجموعة التي تتناول الأطعمة الصحية بحلول نهاية الدراسة.

وتُعد هذه الدراسة هي الأحدث في مجموعة متزايدة من الأدلة على فوائد الأشكال الصحية من بعض أنواع البكتيريا، والتي تطورت جنباً إلى جنب مع البشر، ولكنها اختفت في عالمنا الحديث الذي يهتم بالتعقيم.

قد تبدو فكرة اللقاح لمكافحة زيادة الوزن وكأنها خيال علمي، ولكن إذا نجح الأمر، فقد يكون ذلك بمثابة خطوة كبيرة مقبلة في عالم الطب.

هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لفهم كيف يمنع M. vaccae زيادة الوزن وما إذا كان من الممكن تكرار نفس التأثيرات لدى البشر. يشتبه الباحثون في أنه قد ينجح عن طريق تقليل الالتهاب وتحسين صحة الأنسجة الدهنية وتعزيز التمثيل الغذائي.

وإذا ثبتت فاعليته، فإن لقاح M. vaccae يمكن أن يوفر حلاً جديداً لفقدان الوزن لأولئك الذين يعانون من أزمة السمنة في أميركا، والتي تؤثر على ما يقدر بنحو 40 في المائة من البالغين، و20 في المائة من الأطفال، وفقاً للبيانات الفيدرالية.


مقالات ذات صلة

«أكسيوس»: الدنمارك أرسلت رسائل خاصة لفريق ترمب بشأن غرينلاند

العالم رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن ورئيس وزراء غرينلاند موتي إيجيد خلال مؤتمر صحافي في كوبنهاغن (إ.ب.أ)

«أكسيوس»: الدنمارك أرسلت رسائل خاصة لفريق ترمب بشأن غرينلاند

نقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مصدرين قولهما إن الدنمارك بعثت برسائل خاصة إلى فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن غرينلاند.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شعار «تيك توك» يظهر على شاشة هاتف جوال أمام العلم الأميركي (رويترز)

حال حظره بأميركا... «تيك توك» يحذر من عواقب أوسع نطاقاً

قدم محامي «تيك توك» والشركة الأم للمنصة «بايت دانس» الصينية تحذيراً خلال مناقشات المحكمة العليا الأميركية بشأن قانون من شأنه أن يقضي ببيع التطبيق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رجل يرتدي قناعاً لحمايته من الدخان أثناء استعادة ملابس أطفاله من منزله الذي دمرته النيران في لوس أنجليس (أ.ب)

حرائق لوس أنجليس: مشاهير هوليوود يفتحون خزائن ملابسهم للمتضررين

تفاعل عدد من الممثلات مع مبادرة أطلقتها وكيلة العقارات الشهيرة جينا كوبر، على خلفية حرائق الغابات التي دمرت أجزاء من لوس أنجليس هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ منزل على طريق ساحل المحيط الهادئ في ماليبو مدمر بسبب حرائق لوس أنجليس (د.ب.أ)

تحقيق في احتمال ارتباط مرافق شركة «إديسون» بحريق لوس أنجليس

كشفت «ساذرن كاليفورنيا إديسون» أن أجهزة الإطفاء تحقق فيما إذا كان حريق اندلع بإحدى ضواحي لوس أنجليس راجعاً إلى مشكلة في البنية التحتية للمرافق التابعة للشركة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شخص يساعد مهاجرة مُرحَّلة على كرسي متحرك من الولايات المتحدة باتجاه المكسيك (رويترز)

أميركا تتيح لنحو مليون مهاجر من أربع دول البقاء لمدة 18 شهراً إضافية

أعلنت الإدارة الأميركية أمس (الجمعة) أنه سيتاح لنحو مليون مهاجر من السلفادور والسودان وأوكرانيا وفنزويلا البقاء بشكل قانوني في الولايات المتحدة لمدة 18 شهراً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

3 فوائد مذهلة للفاصولياء

الفاصولياء من أفضل بدائل اللحوم والألبان (جامعة لندن)
الفاصولياء من أفضل بدائل اللحوم والألبان (جامعة لندن)
TT

3 فوائد مذهلة للفاصولياء

الفاصولياء من أفضل بدائل اللحوم والألبان (جامعة لندن)
الفاصولياء من أفضل بدائل اللحوم والألبان (جامعة لندن)

ما نأكله يؤثر في صحتنا، ويمكن أن يغيّر طريقة عمل جيناتنا ويحمينا من الإصابة من الأمراض. ومن المعروف أنّ الألياف تشكّل جزءاً مهماً من النظام الغذائي الصحي. ومع ذلك، فإنّ نتائج الدراسات الحديثة تشير إلى أنّ الغالبية العظمى من البشر تتناول الحدّ الأدنى المُوصى به من الألياف.

ولعلّ نبات الفاصولياء يمثّل أحد أهم تلك النباتات الغنية جداً بالألياف الصحية والمفيدة للجسم، كما يتميّز بأنه مُتاح تقريباً في كل البلدان وبأسعار رخيصة غير مكلفة، ما دعا عدداً من الدراسات للإشارة إلى أهمية تضمينه نظامَنا الغذائي. وفيما يلي نشير إلى نتائج 3 من هذه الدراسات.

الحماية من البكتيريا الضارة

يرى باحثون من جامعة «كامبريدج» البريطانية، أنّ تناول مزيد من الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الخضراوات والحبوب الكاملة والفاصولياء في نظامنا الغذائي، يدعم نمو البكتيريا الجيدة، ويطرد الأخرى الضارّة، وبالتالي يقلّل خطر الإصابة بالأمراض بشكل كبير. وتشير نتائجهم المنشورة، الجمعة، في دورية «نيتشر ميكروبيولوجي» إلى أنّ «ما نأكله قد يكون مهماً جداً في التحكم باحتمالية الإصابة بمجموعة من أنواع البكتيريا الضارة والمفيدة أيضاً».

وكشفت دراستهم عن أنّ 172 نوعاً من ميكروبات الأمعاء يمكن أن تتعايش مع البكتيريا المعوية المسبِّبة للأمراض، فهي تحتاج إلى العناصر الغذائية عينها للبقاء على قيد الحياة؛ لذا سيكون من المفيد تغيير بيئة الأمعاء من خلال النظام الغذائي لتقليل خطر الإصابة بالبكتيريا الممرضة.

وقال الباحث في قسم الطب البيطري بجامعة «كامبريدج»، المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ألكسندر ألميدا: «من خلال تناول الألياف الموجودة في الأطعمة، مثل: الخضراوات والفاصولياء والحبوب الكاملة، يمكننا توفير المواد الخام لبكتيريا أمعائنا لإنتاج المركبات التي يمكن أن تحمينا من البكتيريا المسبِّبة للأمراض».

وأضاف، في بيان: «مع ارتفاع معدلات مقاومة المضادات الحيوية، ثمة عدد أقل من خيارات العلاج المُتاحة لنا. وأفضل نهج الآن هو منع حدوث العدوى في المقام الأول، ويمكننا القيام بذلك من خلال تقليل فرص ازدهار هذه البكتيريا المسبِّبة للأمراض في أمعائنا من خلال نظامنا الغذائي».

بديل جيّد للحوم والألبان

«الفاصولياء والبازلاء من أفضل بدائل اللحوم والألبان على مستوى التغذية والصحة والبيئة والتكلفة الاقتصادية أيضاً»، وفق نتائج دراسة أجراها فريق مشترك من الباحثين من جامعتَي «لندن» و«أكسفورد» البريطانيتين.

ووجدت الدراسة المنشورة في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس»، في 3 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنّ البقوليات، مثل: فول الصويا والبازلاء والفاصولياء، تفوّقت على المنتجات المصنَّعة مثل: البرغر النباتي والألبان المشتقَّة من مصادر نباتية.

كما أظهرت النتائج أنّ اللحوم المزروعة في المختبر هي «البديل الأسوأ»، بسبب نقص الفوائد الصحية والتكاليف المرتفعة لعمليات الإنتاج، حتى بعد احتساب تخفيضات التكلفة المُحتملة وعوائد الاستثمار.

وكانت الدراسة التي قادها الدكتور ماركو سبرينغمان من «معهد الصحة العالمية» في جامعة «لندن»، قد جمعت بين تقويمات التغذية والصحة والبيئة والتكلفة لمقارنة تأثيرات اللحوم والألبان مع المنتجات البديلة.

قال سبرينغمان، في بيان صاحبَ إعلان الدراسة: «البقوليات غير المُعالَجة، مثل: البازلاء والفاصولياء، كانت الفائزة بشكل واضح في تقويمنا. فقد حقّقت أداءً جيداً على جميع المستويات».

الوقاية من السرطان

على الرغم من من عدم وجود طريقة مضمونة للوقاية من السرطان من خلال النظام الغذائي وحده، فإنه قد ثبُت علمياً أنّ عادات الأكل التي ترتكز في المقام الأول على الأطعمة النباتية، بما فيها مجموعة متنوّعة من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والفاصولياء، يمكن أن تقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة.

حدَّد البحث، الذي نُشر في دورية «نيتشر ميتابوليزم» في 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، التأثيرات الجينية المباشرة لمنتجين ثانويين شائعين لهضم الألياف، ووجد أن بعض التغييرات في التعبير الجيني لها تأثيرات مضادة للسرطان.

ووجد الباحثون تغيرات جينية مباشرة في جينات محدَّدة تنظّم تكاثر الخلايا وتمايزها، جنباً إلى جنب مع التحكُّم في عمليات موت الخلايا المُبرمَج مسبقاً؛ وكلها مهمّة لتعطيل أو التحكم في نمو الخلايا غير المنضبط الذي يكمن وراء السرطان.

وهو ما علَّق عليه الدكتور مايكل سنايدر، أستاذ علم الوراثة في جامعة «ستانفورد دبليو آشيرمان»، زميل الكلية الأميركية للجراحين: «وجدنا رابطاً مباشراً بين تناول الألياف وتعديل وظيفة الجينات التي لها تأثيرات مضادة للسرطان».