كأس الخليج ... فكرة الفيصل التي تحولت إلى عرس رياضي دائم

البطولة العريقة تدخل عامها الـ55... و«الشرق الأوسط» تغوص في تاريخها

العرس الخليجي يدشن اليوم السبت في الكويت بنسخته الـ26 (الشرق الأوسط)
العرس الخليجي يدشن اليوم السبت في الكويت بنسخته الـ26 (الشرق الأوسط)
TT

كأس الخليج ... فكرة الفيصل التي تحولت إلى عرس رياضي دائم

العرس الخليجي يدشن اليوم السبت في الكويت بنسخته الـ26 (الشرق الأوسط)
العرس الخليجي يدشن اليوم السبت في الكويت بنسخته الـ26 (الشرق الأوسط)

تدخل بطولة كأس الخليج اليوم السبت عامها الخامس والخمسين مع تدشين الكويت للنسخة رقم 26 والتي تستمر حتى الثالث من يناير المقبل.

ومع كل نسخة يتجدد الحديث عن تاريخ البطولة وفكرتها ومصدر انطلاقة البطولة التي صمدت مع مضي السنين.

ويدين أبناء الخليج الرياضيون كثيراً للأمير الشاعر خالد الفيصل، الرجل الذي خط السطر الأول للبطولة التي جمعت الأشقاء الخليجين واستمرت صامدة رغم فترات طالب فيها كثيريون بإلغائها، لكنها ظلت مثار تنافس وموطن تجمع خليجي دائم.

الحديث عن قصة إنشاء البطولة وفكرتها، يعود للعام 1968 حينما كان الأمير خالد الفيصل (أمير منطقة مكة المكرمة) يشغل منصب مدير عام رعاية الشباب الذي تولاه عام 1967، إذ ألقى كلمة مرتجلة في لقاء بالعاصمة الرياض أشار فيه إلى رغبته ببطولة تجميع الخليجين سنوياً.

يقول المؤلف محمد القدادي في كتابه «قصيدة خالد الفيصل الأولى» في إشارة إلى أنه صاحب فكرة البطولة وأنها أشبه بقصيدته الأولى باعتباره شاعرا كبيرا على مستوى المنطقة إن كلمة «مرتجلة» في 14 أبريل (نيسان) من عام 1968 في الرياض بحضور الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة كانت سببا في ولادة البطولة إذ إن الأمير خالد الفيصل كانت تجيش في خاطره فكرة تجميع منتخبات الخليج في إطار بطولة تقام سنويا ولعل الخطابات الرسمية التي تلقاها الأمير خالد الفيصل في عام 1967 من الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وتضمنت طلب إرسال منتخبات سعودية إلى البحرين بغرض المواجهات الودية كانت سببا في تسريع وتيرة استخراج هذه الفكرة وتبلورها من قبل الأمير خالد الفيصل.

ويروي القدادي في ذات الكتاب أن الأمير خالد الفيصل ذهب في اليوم التالي لإحاطة الملك فيصل بما حدث وبما طرحه من أفكار في حفل العشاء حتى لا يصل الأمر إليه مشوها أو منحرفا أو يسمع به من أحد غيره بطريقة قد لا تكون دقيقة فيسيء إلى الفكرة الوليدة فلقي من الملك فيصل تشجيعا كبيرا قد أذهله بل طلب منه أن تكون البحرين هي البلد الأول لاستضافة البطولة باعتبار أن الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة هو المهتم باستقدام المنتخبات الخليجية والأندية في تلك الفترة إلى البحرين على صعيد لقاءات ودية فضلا عن المطامع والمطالبات التي كانت تحاك ضد هذا البلد من أطراف خارجية معروفة.

وبعد نقل الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة الفكرة من قبل الأمير خالد الفيصل إلى القيادة في البحرين تمت الموافقة عليها مباشرة وبدأ الترتيب لها بحيث يكون هناك اجتماعات متتالية لجعلها حقيقة على أرض الواقع ليكون أول اجتماع لها في 19 يونيو (حزيران) من عام 1969 إذ تم وضع أول نظام لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بعد سلسلة من الاجتماعات المتتالية التي أعقبت موافقة الملك فيصل ومباركته للبطولة فضلا عن مباركة البحرين عليها أيضا وترحيب دول الخليج لها كافة.وحضر الاجتماع الأول 4 دول فقط هي السعودية ومثلها إبراهيم الشامي والبحرين ومثلها الشيخ محمد بن خليفة وعبد الله شروقي وجميل جشي والكويت ومثلها أحمد السعدون وقطر ومثلها عبد العزيز بوزيري وأحمد الأنصاري فيما غابت الإمارات التي لم تكن قد توحدت بعد وعمان التي لم تكن قد انضمت بشكل رسمي للفيفا حينها.وتم الاتفاق خلال الاجتماع على أن تكون البطولة سنويا وتم المصادقة على النظام الأساسي لها وقررت الدول الـ4 حينها تقاسم تكاليف تصنيع أول كأس خليجية بلغت قيمتها 860 دينارا بحرينيا وتكفلت كل دولة بدفع 215 دينارا بحرينيا في وقتها وتم حث كافة الدول الخليجية على الانضمام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

لاعبو المنتخب السعودي لدى وصولهم إلى الكويت للمشاركة في البطولة (المنتخب السعودي)

وأطلت البطولة بنسختها الأولى عام 1970 وكانت البحرين المستضيف الأول بمشاركة أربعة دول فقط هي البحرين والسعودية وقطر والكويت، غابت عمان والإمارات عن المشاركة لعدم الانضمام إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".

واحتضنت السعودية النسخة الثانية للبطولة في 1972 وكانت الرياض موطنا للتجمع الخليجي بمشاركة إماراتية أولى فيما استمر غياب عمان، وفي 1974 استضافت الكويت البطولة وسط مشاركة منتخب عمان الذي انضم إلى الفيفا، وفي نسخة 1976 احتضنت العاصمة القطرية الدوحة البطولة بمشاركة العراق، في حين استضافة بغداد النسخة الخامسة عام 1979 ثم استضافة الإمارات النسخة السادسة 1982 قبل أن تستضيف مسقط نسخة 1984 ثم عادت البطولة بعد ذلك للبحرين مجدداً التي أصبحت أول دولة تستضيف البطولة للمرة الثانية في تاريخها وذلك في العام 1986، واحتضنت الرياض مجدداً نسخة 1988 وهي التي تزامنت مع افتتاح ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية.

ووسط التوقعات بمستقبل غامض للبطولة ومع غزو العراق للكويت عام 1990 إلا أن النسخة الـ11 أقيمت في الدوحة واستمرت البطولة من دون توقفات حتى هذه اللحظة وشهدت النسخة الـ17 عودة العراق من جديد فيما شهدت النسخة الـ16 في الكويت مشاركة اليمن للمرة الأولى.

ويتصدر منتخب الكويت السجل الذهبي للبطولة بتحقيق عشرة ألقاب، مقابل أربعة للعراق ثم المنتخب السعودي الذي يمتلك ثلاثة ألقاب إضافة إلى قطر، فيما تمتلك عمان والإمارات لقبين مقابل لقب وحيد لمنتخب البحرين ويبتعد منتخب اليمن عن تحقيق أي بطولة.

مضت السنين وظلت بطولة الخليج صامدة وموطن تجمع الخليجين رغم ما اعترض مشوراها عبر السنين من منغصات ساهم بانسحاب بعض المنتخبات مثل البحرين في 1972 اعتراضاً على التحكيم، وفعل ذلك المنتخب العراقي عام 1982 حينما انسحب بقرار من رئيس العراق آنذاك صدام حسين الذي قرر الانسحاب لمنح الكويت فرصة الفوز باللقب والاستعداد لكأس العالم 1982 في إسبانيا كما جاء في بيانه الشهير.

مرت البطولة الخليجية بظرف خطير في النسخة العاشرة 1990 كاد أن يوقفها نهائيا بعد انسحاب المنتخب السعودي ثم نظيره العراقي بسبب احتجاجات على التنظيم حينما استضافتها الكويت في تلك الفترة فيما احتج العراقيون على سوء التحكيم ليكون قرار الانسحاب.

اليوم تشهد بطولة الخليج اهتماما إعلاميا مختلفا، وحتى على صعيد المسؤولين والمنظمين، فهي موطن الخليجين الأول ويدين لها الكثيرين بالفضل في التطور، رغم السخط الذي تواجهه بين فترة وأخرى بدعوى انعدام فائدتها الفنية.


مقالات ذات صلة

«كأس الخليج تحت 23 عاماً»: السعودية تهزم البحرين بخماسية

رياضة سعودية فرحة سعودية بالفوز الكبير على البحرين (الاتحاد السعودي)

«كأس الخليج تحت 23 عاماً»: السعودية تهزم البحرين بخماسية

فاز المنتخب السعودي على نظيره البحريني 5 - صفر في المباراة التي جمعتهما، الجمعة، ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة الأولى ببطولة كأس الخليج تحت 23 عاماً.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عربية البرتغالي أرتور جورج مدرب فريق الريان القطري (نادي الريان)

جورج: الريان جاهز لمهمته الخليجية

أكد البرتغالي أرتور جورج مدرب فريق الريان القطري جاهزية فريقه التامة لمواجهة النهضة العماني الأربعاء على استاد مجمع السلطان قابوس.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
رياضة عربية الأخضر الصغير جاهز للنهائي الخليجي (المنتخب السعودي)

الجمعة... أخضر الناشئين يواجه الإمارات في نهائي كأس الخليج

يبحث المنتخب السعودي للناشئين تحت 17 عامًا عن التتويج بلقب بطولة كأس الخليج، عندما يلتقي الجمعة، نظيره الإماراتي في المباراة النهائية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة )
رياضة عربية لاعبو الأخضر يحتفلون بعد نهاية المباراة (المنتخب السعودي)

«الأخضر الصغير» يدشن مشواره الخليجي برباعية في البحرين

انطلقت السبت منافسات بطولة كأس الخليج تحت 17 عاما في قطر، وذلك على استاد حمد الكبير.

«الشرق الأوسط» (الدوحة )
رياضة عربية البطولة تنطلق في الفترة من 20 سبتمبر الجاري حتى 3 أكتوبر (اتحاد كأس الخليج العربي)

انطلاق مبيعات التذاكر لمباريات كأس الخليج للناشئين

أعلنت اللجنة المحلية المنظمة لكأس الخليج للناشئين، الاثنين، انطلاق مبيعات تذاكر المباريات، حيث ستتوفر جميعها على شكل تذاكر رقمية وبسعر 10 ريالات قطرية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

رينارد يغيب عن مؤتمر المغرب... وفترة حرة للاعبي «الأخضر»

جانب من التدريبات الاسترجاعية في النادي الصحي (المنتخب السعودي)
جانب من التدريبات الاسترجاعية في النادي الصحي (المنتخب السعودي)
TT

رينارد يغيب عن مؤتمر المغرب... وفترة حرة للاعبي «الأخضر»

جانب من التدريبات الاسترجاعية في النادي الصحي (المنتخب السعودي)
جانب من التدريبات الاسترجاعية في النادي الصحي (المنتخب السعودي)

استأنف المنتخب السعودي ظهر السبت برنامجه الإعدادي استعداداً لمواجهة منتخب المغرب بعد غدٍ الاثنين، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات لكأس العرب قطر 2025.

واكتفى لاعبو المنتخب السعودي بحصة تدريبية استرجاعية في النادي الصحي، فيما منح مساعد المدير الفني فرانسوا رودريغيز اللاعبين في الفترة المسائية راحةً عن التدريبات مع فترة حرة، على أن يكون التجمع مجدداً مساءً في المعسكر.

ويختتم «الأخضر» استعداداته بحصة تدريبية عند الساعة السابعة من مساء الأحد على ملاعب تدريب «أسباير»، وستكون متاحة لوسائل الإعلام خلال الربع ساعة الأولى.

من جانب آخر، يعقد مساعد المدير الفني للمنتخب السعودي فرانسوا رودريغيز عند الساعة 12:25 من مساء يوم غدٍ الأحد مؤتمراً صحافياً في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، للحديث عن مواجهة «الأخضر» أمام منتخب المغرب في الجولة الثالثة من دور المجموعات لكأس العرب قطر 2025، حيث يواصل الفرنسي هيرفي رينارد غيابه عن المؤتمر الصحافي بسبب رحلته لحضور مراسم قرعة كأس العالم 2026، وسيكون رينارد موجوداً في قيادة «الأخضر» أمام المغرب.


رودريغيز يكافئ لاعبي الأخضر بـ«جولة حرة»

فراس البريكان في بركة السباحة خلال الحصة الصباحية (المنتخب السعودي)
فراس البريكان في بركة السباحة خلال الحصة الصباحية (المنتخب السعودي)
TT

رودريغيز يكافئ لاعبي الأخضر بـ«جولة حرة»

فراس البريكان في بركة السباحة خلال الحصة الصباحية (المنتخب السعودي)
فراس البريكان في بركة السباحة خلال الحصة الصباحية (المنتخب السعودي)

استأنف الأخضر ظهر السبت برنامجه الإعدادي استعداداً لمواجهة المغرب الاثنين، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في كأس العرب.

واكتفى لاعبو الأخضر بحصة تدريبية استرجاعية في النادي الصحي، بينما منح مساعد المدير الفني فرانسوا رودريغيز اللاعبين راحة عن التدريبات مساء مع فترة حرة.

ويختتم الأخضر استعداداته بحصة تدريبية الأحد على ملاعب تدريب أسباير، وستكون متاحة لوسائل الإعلام خلال الربع ساعة الأولى.


الصحافة العالمية تُحذّر إسبانيا وأوروغواي: منتخب السعودية «خصم مزعج»

سحب بطاقة السعودية في قرعة المونديال بواشنطن (إ.ب.أ)
سحب بطاقة السعودية في قرعة المونديال بواشنطن (إ.ب.أ)
TT

الصحافة العالمية تُحذّر إسبانيا وأوروغواي: منتخب السعودية «خصم مزعج»

سحب بطاقة السعودية في قرعة المونديال بواشنطن (إ.ب.أ)
سحب بطاقة السعودية في قرعة المونديال بواشنطن (إ.ب.أ)

بمجرد الإعلان عن نتائج قرعة كأس العالم 2026، خطف منتخب السعودية الأضواء داخل المجموعة الثامنة، التي تجمعه بكل من إسبانيا وأوروغواي وكاب فيردي، ليُصبح «الأخضر» محور التحليلات والأحاديث في الصحافة الرياضية العالمية، والتي أجمعت على أنه خصم لا يمكن التعامل معه بالثقة المفرطة أو الاستهانة.

من الصحافة الإسبانية، أشارت صحيفة «آس» إلى أن المجموعة جاءت معقدة وفقاً للمعايير الفنية، مؤكدة أن مواجهة السعودية ليست أقل صعوبة من مواجهة أي منتخب أوروبي قوي.

وتحدّثت الصحيفة عن تطور ملحوظ في أداء المنتخب السعودي خلال السنوات الأخيرة، وقدرته على فرض نفسه بتماسك دفاعي وسرعة في التحول الهجومي، ما يجعل أي مباراة معه اختباراً جادّاً لمدى جاهزية «لاروخا».

أما «ماركا» فذهبت إلى تحذير منافسي السعودية، مؤكدة أن المنتخب العربي إذا لعب بثقة وانضباط سيكون خصماً مزعجاً يُخلط حسابات المجموعة.

وتوقعت الصحيفة أن المشهد لن يكون أحادي الاتجاه، فإسبانيا ذات الخبرة، وأوروغواي صاحبة التاريخ، والسعودية الطموحة، وكاب فيردي المتحفزة... جميعها عناصر تصنع مجموعة لا مجال فيها للتكهن المبكر.

ومن أميركا الجنوبية، خصّ موقع «إل أوبزيرفادور» الأوروغواياني المنتخب السعودي بالإشارة إلى أنه «الورقة الخفية» داخل المجموعة؛ فريق قد يقلب الموازين اعتماداً على خبرته المتراكمة من مشاركاته الدولية، ما يفرض على أوروغواي الحذر والتعامل بجدية تامة إن أرادت ضمان مقعد في الدور التالي.

أما في كاب فيردي، فقد غلبت نبرة التفاؤل في الصحافة المحلية، إذ عدّت صحيفة «ناتشوا» أن وجود السعودية مع منتخبات بحجم إسبانيا وأوروغواي يُشكل فرصة ذهبية للظهور التاريخي، مع إشادة بروح اللاعبين في مواجهة خصوم يسبقونهم خبرة وحضوراً عالمياً.

في المحصلة، بدا واضحاً أن المنتخب السعودي تجاوز مرحلة المشاركة الشرفية، وأصبح رقماً صعباً يسترعي انتباه الإعلام والمحللين في مختلف القارات. المجموعة الثامنة لم تعد مجرد مجموعة عادية، بل ساحة ينتظرها الجميع لمعرفة حجم تأثير «الأخضر» وقدرته على خلط أوراق الكبار وصناعة المفاجآت.