مع انتشار بكتيريا الضمة في بحار العالم... هل يجب على السباحين القلق؟

يمكن العثور على الجراثيم في المياه النظيفة والمالحة بأنحاء العالم التي قد تدخل جسم الإنسان من خلال الجروح (د.ب.أ)
يمكن العثور على الجراثيم في المياه النظيفة والمالحة بأنحاء العالم التي قد تدخل جسم الإنسان من خلال الجروح (د.ب.أ)
TT

مع انتشار بكتيريا الضمة في بحار العالم... هل يجب على السباحين القلق؟

يمكن العثور على الجراثيم في المياه النظيفة والمالحة بأنحاء العالم التي قد تدخل جسم الإنسان من خلال الجروح (د.ب.أ)
يمكن العثور على الجراثيم في المياه النظيفة والمالحة بأنحاء العالم التي قد تدخل جسم الإنسان من خلال الجروح (د.ب.أ)

يتزايد انتشار بكتيريا الضمة في مياه البحار حول العالم، وذلك في ظل ارتفاع درجات حرارة المياه بسبب التغير المناخي، حسبما قالت وكالة معايير الغذاء الأوروبية. ومما يزيد الطين بلة، يتم رصد مقاومة متزايدة للمضادات الحيوية بوصفها ملاذاً أخيراً في بعض فصائل البكتيريا، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

ويحذر خبراء من معهد «روبرت كوخ» الألماني من أنه يمكن العثور على الجراثيم في المياه النظيفة والمالحة في أنحاء العالم، ويمكن أن تدخل جسم الإنسان من خلال الجروح، على سبيل المثال. وفي حالات نادرة، يمكن أن تسبب البكتيريا عدوى حادة وحتى مميتة.

ولكن إلى أي مدى يتعين على من يقضون العطلات في مناطق البحار أن يشعروا بالقلق؟

فيما يتعلق بمدى خطورة السباحة في المياه التي تم رصد بكتيريا الضمة فيها، يقول ماتياس جروندلينغ، الطبيب في وحدة رعاية مركزة ومدير وحدة الإنتان في مستشفى جرايفسفالد الجامعي: «لا يوجد سبب للذعر». وأضاف: «احتمالية الإصابة بالعدوى ما زالت منخفضة للغاية».

ويقول معهد «روبرت كوخ» إنه ما بين عامي 2002 و2019، تم تسجيل أقل من 20 حالة إصابة بالعدوى سنوياً على طول الساحل الألماني، خاصة خلال فصول الصيف الأكثر دفئاً.

من ناحية أخرى، في الساحل الشرقي لأميركا، ارتفعت حالات العدوى بواقع ثمانية أضعاف خلال عقدين حتى عام 2018، لترتفع الحالات إلى 80 حالة سنوياً، بحسب دراسة نشرتها دورية «ناتشر». ويبدو أن السابحين يواجهون خطورة أكبر خلال موجات الحرارة، وفقاً لدراسة المئات من حالات العدوى في المياه الدنماركية على مدار أربعة أعوام.

وتشمل الفئة المعرضة لخطورة أكبر، كبار السن، والذين يعانون من نقص المناعة ومن حالات صحية مثل السكرى، أو الذين يخضعون لعلاج إشعاعي للعلاج من السرطان.

وأوضح ماتياس جروندلينغ: «هناك حالتان يجب أن تتزامنا، ولكن يجب ألا تؤديا بالضرورة إلى حدوث عدوى». وأضاف: «أولاً، يجب أن تكون هناك نقطة دخول، على سبيل المثال جرح مفتوح. قد يكون ذلك لدغة بعوضة أو جرح في الساق. ثانياً، أشخاص عادة ما يعانون من نقص المناعة».

وأضاف معهد «روبرت كوخ» أن البالغين الشباب والأصحاء نادراً ما يكونون من ضمن حالات الإصابة التي يتم رصدها في أوروبا، كما أن حالتهم لا تكون خطيرة في حال أصيبوا بالعدوى.

كيف تحمي نفسك؟

حول ماذا يتعين على السباحين مراعاته في أثناء السباحة، يقول جروندلينغ: «لا يمكن أن تحمي نفسك في أثناء السباحة». وتابع: «إذا كان لديك جرح مفتوح ودرجة حرارة المياه أعلى من 20 درجة، أوصي بعدم السباحة». وأوضح: «هذا لأن تسجيل درجة حرارة أعلى من هذه الدرجة، بالإضافة إلى مستويات الملح المعتدل، تجعل بكتيريا الضمة تتكاثر بصورة أكبر».

ووفقاً لمعهد «روبرت كوخ»، فإن هذه الأحوال حاضرة على طول مناطق بساحلي بحر الشمال وبحر البلطيق خلال فصول الصيف الدافئة. وهذا يعني أن هناك خطورة للإصابة بعدوى بكتيريا الضمة هناك.

الأعراض

يقول جروندلينغ بشأن الدلالات على الإصابة ببكتيريا الضمة: «الدلالات المعتادة تتضمن الألم، عادة في الساقين». ويصف معهد «روبرت كوخ» الألم بالموضعي الذي «يبدو أنه غير متناسب مع الجرح المرئي».

ويتطور الاحمرار، وينتشر سريعاً. ويوضح جروندلينغ: «هذا غالباً ما يصاحبه حمى وشعور بالقشعريرة وشعور عام بالتعب». ويمكن أن تصبح الحالات الخطيرة مميتة.

ويضيف: «في بعض الأحيان يعاني المرضى من بثور أسفل البثور ودلالات تقليدية على الإنتان مثل التنفس السريع وضربات القلب السريعة».

ومن خلال الإنتان، الذي يعرف أيضاً بتسمم الدم، فإن الجسد يلحق الضرر بالأعضاء والأنسجة خلال معركته ضد العدوى.

ويفسر جروندلينغ أنه في هذه الحالة، يتعين طلب سيارة الإسعاف على الفور؛ لأن هذا الوضع مهدد للحياة. ويتابع: «كلما تأخرنا في رؤية المرضى في العيادة، ازدادت صعوبة السيطرة على العدوى».

ويشير إلى أنه يجب تقديم العلاج على أساس كل مريض على حدة؛ لأنه «يجب تقديم المضادات الحيوية في أسرع وقت ممكن، وفي حال لزم الأمر، يجب أن يخضع مصدر العدوى للجراحة. ويجب علاج الإنتان المهدد للحياة الذي غالباً ما يصاحب بكتيريا الضمة في وحدة الرعاية المركزة».


مقالات ذات صلة

«الحلم المسبق»... تقنية معتمدة من الأطباء تساعدك على النوم بشكل أسرع

صحتك تقنية «الحلم المسبق» الذكية التي يستخدمها الجيش يمكن أن تساعدك على النوم بشكل أسرع ليلاً (رويترز)

«الحلم المسبق»... تقنية معتمدة من الأطباء تساعدك على النوم بشكل أسرع

يقول أحد أطباء طب النوم إن تقنية «الحلم المسبق» الذكية التي يستخدمها الجيش يمكن أن تساعدك على النوم بشكل أسرع ليلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الشوكولاته تحتوي على مستويات عالية من الفلافانولات (جامعة كنغستون)

تقرير: الإفراط في تناول الشوكولاته قد يسبب الوفاة

حذّرت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية من الإفراط في تناول الشوكولاته؛ لأنه يؤدي إلى زيادة الوزن وتسوس الأسنان، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أهم الإنجازات الطبية في عام 2024

أهم الإنجازات الطبية في عام 2024

في نهاية كل عام نستعرض أهم الأحداث الطبية التي أثّرت بالإيجاب في المنظومة الصحية في العالم كله سواء باكتشاف طرق جديدة للعلاج والتشخيص أو الوقاية من الأمراض،

صحتك ثورة في أبحاث القلب... خلال عام 2024

ثورة في أبحاث القلب... خلال عام 2024

في عالم الطب، تبقى أبحاث القلب دائماً في صدارة الابتكارات التي تسعى لإنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة. ومع كل عام جديد تتكشف إنجازات علمية وتقنيات مبتكرة

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك جهاز "ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر" لمرضى انقطاع النفس الانسدادي

7 معلومات عن انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم

يُعدّ «انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم» (Obstructive Sleep Apnea) تشخيصاً مهماً للغاية يجب على الأطباء وكذلك على المُصابين المُحتَملين، مراعاته. قلَّة…

د. عبير مبارك (الرياض)

تقرير: تحذيرات في بريطانيا من المخاطر الصحية للفطر «السحري»

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
TT

تقرير: تحذيرات في بريطانيا من المخاطر الصحية للفطر «السحري»

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)

ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن الخبراء حذروا من زيادة استخدام فطر السيلوسيبين الذي يعرف بالفطر «السحري»، الذي انتشر بعد تقارير عن أنه يمكن أن يساعد في علاج بعض الحالات الصحية العقلية.

وأضافت أن فطر السيلوسيبين شهد نمواً سريعاً في شعبيته، مما أثار «نهضة» في المخدرات حيث أصبح الناس أكثر اهتماماً بفوائده على الصحة العقلية، لكن الخبراء حذروا من أن استخدامه الترفيهي يخاطر بإحداث ضرر أكثر من نفعه.

وأدت التجارب التي تستكشف السيلوسيبين كعلاج إلى انتشار شركات له في البلدان التي يكون فيها استخدامه قانونياً.

وتظهر أحدث بيانات مكتب الإحصاء الوطني ببريطانيا أن السيلوسيبين كان المخدر غير القانوني الوحيد الذي زادت شعبيته في عام 2024، حيث زاد بنسبة 37.5 في المائة ليصل إلى 1.1 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 59 عاماً، وهو ما يمثل نحو 300000 شخص ويجعل المخدر شائعاً تقريباً مثل الإكستاسي.

وقال الخبراء إنه في حين أظهرت التجارب السريرية نتائج واعدة، فإن الأدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتناولون السيلوسيبين خارج هذه الظروف يمكن أن يتعرضوا للأذى، بما في ذلك القلق والصدمات والأرق والتشوهات البصرية.

وأضاف الخبراء أن الأطباء العامين والأطباء النفسيين والمعالجين يفتقرون إلى المعرفة اللازمة لعلاج هذا الأمر وأحياناً يخطئون في تشخيص المرضى بالذهان أو الهوس.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد انتشار الأشخاص الذين يواجهون أضرار ما بعد الإدمان على المواد المخدرة، فقد وجدت الأبحاث الحديثة أن 8.9 في المائة من المستجيبين الذين استخدموا المواد المخدرة بانتظام طوال حياتهم أفادوا بضعف يستمر لأكثر من يوم واحد.

وقال توميسلاف ماجيتش، وهو طبيب نفسي، إن الناس لديهم تجارب سيئة مع الأطباء الذين لم يكونوا على دراية بـ«التأثيرات والمخاطر والمضاعفات للمواد المخدرة».

وأضاف أن «معظم المرضى يستخدمونها علاجاً ذاتياً ويحتاجون إلى دعم نفسي، على الرغم من أن البعض يحتاجون إلى مساعدة نفسية».

شخص يدخن (أرشيفية - جامعة آرهوس)

وقال: «لقد حدثت زيادة في المشاكل المتعلقة بالسيلوسيبين والمواد المخدرة التقليدية الأخرى، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الشعبية المتزايدة والتصوير المفرط لهذه المواد في وسائل الإعلام، وفي بعض الحالات، في الخطاب العلمي، وإحصائياً، كانت هناك زيادة في حالات المواد المخدرة في أقسام الطوارئ في بعض البلدان».

وذكر ريت زوي، الأستاذ المشارك في أبحاث المواد المخدرة في إمبريال كوليدج لندن، أن «نقطة الضعف في المواد المخدرة هي أن التجارب يمكن أن تكون أشبه بالأحلام وتشعر بأنها حقيقية للغاية، ويستنتجون خطأً أنهم يجب أن يستخدموها لفهم أنفسهم وعلاقاتهم وصعوباتهم».

وقال: «نحن بحاجة إلى المزيد من الاستراتيجيات لإعلام الناس بهذه الظواهر وتقديم الدعم عندما يحدث هذا»، مضيفاً أن حقيقة أن الاستخدام الترفيهي أصبح الآن «شائعاً للغاية» تشير إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يجب أن يتلقوا توجيهات لمعالجة هذه الظاهرة.