رعشة اليدين: 7 نقاط حول أنواعها وأسبابها

أعلى أشكال اضطرابات الحركة اللاإرادية تتراوح بين الطبيعية والمَرَضية

رعشة اليدين: 7 نقاط حول أنواعها وأسبابها
TT
20

رعشة اليدين: 7 نقاط حول أنواعها وأسبابها

رعشة اليدين: 7 نقاط حول أنواعها وأسبابها

قد لا يكون بمقدورك منع ارتجاف يديك أو تهدّج صوتك في لحظات غضبك وانفعالك. ولكن حينما يكون القيام بالأنشطة البسيطة، مثل التقاط فنجان من القهوة، فعلٌ صعبٌ للغاية نتيجة الرعشة في اليدين (Tremor)، فإن الأمر محبط ومؤلم نفسياً في الوقت نفسه.

رعشة اليدين وممارسة الأعمال

والأمر لا يتعلق بفنجان القهوة ذلك، بل يمكن أن تؤثر رعشة يديك على طريقة ودقة قيامك بأداء مجموعة واسعة من الأنشطة اليومية الحساسة. وذلك بدءاً من ممارسة العمل الوظيفي والكتابة بالقلم واستخدام لوحة أزرار الكومبيوتر وقيادة السيارة، ناهيك باستخدام الجوال، ووصولاً إلى مجرد إتمام تناول الطعام وتنظيف أسنانك أو الحلاقة، أو استحمامك بطريقة صحيحة.

ومع زيادة وضوح الرعشة، يشعر كثير من الأشخاص بالقلق والحرج في المواقف الاجتماعية، ما يجعل الموقف عليهم أسوأ. وحينئذ قد يكون لهم من المغري للغاية الانسحاب من العائلة والأصدقاء، لتجنب هذه المواقف غير المريحة.

ولكن لا تفعل ذلك. بل عليك أن تعرف مزيداً من المعلومات الأساسية عن الرعشة، وتتعلم قدر المستطاع عن كيفية التعايش مع هذه الحالة. كما أن عليك أن تقوم بدور فعّال في مناقشة أعراضك وأسئلتك مع طبيبك. وكلما زادت معرفتك بحالتك وعلاجها، كان من الأسهل عليك التكيّف مع هذه الحالة، والحد من تدخلاتها المزعجة في أنشطة حياتك اليومية. وفي بعض الظروف، ربما عليك ببساطة وصدق أن تشرح حالتك للأشخاص المقربين الذين تعيش معهم أو تتعامل معهم. وهذا من شأنه أن يجنبك كلاً من ارتباكهم وإحراجك.

حركات لا إرادية

وإليك النقاط الـ7 التالية للتعرف عليها:

1. الرعشة هي تذبذب ميكانيكي لحركات لا إرادية وإيقاعية ومتكررة وغير مقصودة (Unintentional)، وغير قابلة للسيطرة (Uncontrollable)، تحصل في أحد الأطراف أو جزء من الجسم.

والرعشة هي أعلى أنواع اضطرابات الحركة اللاإرادية انتشاراً وشيوعاً. وهناك كثير من أنواع الرعشة، ولكل منها سمات مميزة. ومن المهم التعرف عليها وتشخيصها بدقة وثقة لإدارة معالجتها بنجاح إذا تطلب الأمر ذلك للمصاب. ومن المهم ملاحظة أن الرعشة تختلف عن التشنجات العضلية (Muscle Spasm) والارتعاشات العضلية (Muscle Twitch). فالتشنج العضلي هو انقباض لا إرادي للعضلة، وغالباً ما يكون مؤلماً، ويعيق أداء الحركة. والارتعاش العضلي هو حركة دقيقة متكررة لفترة زمنية قصيرة، وغير خاضعة للسيطرة، تعتري جزءاً صغيراً من عضلة أكبر، وربما يكون اهتزاز تلك الارتعاشات العضلية مرئياً تحت الجلد.

وتفيد المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة (NIH) قائلة: «يمكن أن تحدث الرعشة في أي جزء من الجسم، وتصبح مشكلة عندما تتداخل مع ممارسة الأنشطة اليومية». ويمكن أن تحدث الرعشة طوال الوقت أو في بعض الأحيان فقط. ويمكن أن تحدث أثناء الحركة، مثل الكتابة أو الوصول إلى شيء ما (رعشة الحركة Action Tremor)، أو أثناء استرخاء الشخص وجلوسه أو استلقائه (رعشة الراحة Rest Tremor).

2. قد تكون الرعشة أمراً طبيعياً، ولا تتداخل دائماً مع حياتك اليومية ولا تتطلب العلاج. وحينها تحدث الرعشة فقط عندما تكون تحت ضغط شديد، أو تعاني من القلق أو الخوف. وبمجرد أن يهدأ الشعور، تتوقف الرعشة. وفي الغالب، تتخذ الرعشة أوجهاً متعددة. حيث قد تبدو الرعشة على أحد الأشكال التالية:

- ارتعاش أو رجفة (خصوصاً في اليدين، ولكن يمكن أن تكون أيضاً في الذراعين أو الرأس أو الساقين أو الجذع).

- صوت مرتجف أو متهدج.

- صعوبة في أداء المهام الحركية الدقيقة (مثل الكتابة أو الرسم أو استخدام الأدوات أو تناول الطعام).

- قد تتفاقم هذه الأعراض مع الإجهاد أو التعب أو المشاعر القوية أو استهلاك الكافيين.

- كما تعدّ حركات صك وصرير أسنانك عندما تشعر بالبرد، ارتعاشاً.

وإذا كنت تشك في أن الرعشة التي تشعر بها علامة على حالة أكثر خطورة، أو أنها أحد الآثار الجانبية للأدوية التي تتناولها، فتحدث إلى الطبيب.

رعشة «غير طبيعية»

3. الرعشة «غير الطبيعية» هي نوع من اضطرابات الحركة التي تحدث عندما يكون هناك خلل في أجزاء الدماغ، أو أجزاء أخرى من الجهاز العصبي، التي مهمتها أن تتحكم في «ضبط» مواصفات إتمام القيام بالحركة بتناغم ودقة.

ويمكن أن تكون الرعشة حالة «أولية»، ما يعني أنها مشكلة طبية في حد ذاتها ناجمة عن خلل محدد في عمل الجهاز العصبي، أو أن تكون الرعشة «ثانوية» ناجمة عن أحد أعراض حالة مرضية أخرى، مثل مرض باركنسون أو السكتة الدماغية، أو التصلب المتعدد أو اضطراب تعاطي الكحول، أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو اضطرابات نفسية متعددة.

وتفيد المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة حول «كيف يتم تشخيص الرعشة؟»، قائلة إن من المهم للمرء الذي يُعاني من الرعشة، أن يتحدث مع الطبيب المقدم للرعاية الصحية له. ويقوم الطبيب بالسؤال عن التاريخ الطبي بالعموم للمرء، مثل الإصابات والأمراض المزمنة لديه والعمليات الجراحية السابقة وتلقي اللقاحات وغيره. وكذلك يطرح مزيداً من الأسئلة حول الأعراض ووصفها، أي تفاصيل الرعشة نفسها وأي أعراض أخرى مرافقة. وإضافة إلى إجراء فحص بدني عام وإجراء فحص عصبي أدق، قد يطلب الطبيب أيضاً إجراء فحوصات دم أو تصوير دماغي لتحديد أي أسباب كامنة.

أنواع الرعشات

4. لتوضيح التعقيدات التي يواجهها الطبيب أثناء التفريق في عملية تشخيص سبب وجود الارتعاش، هناك نوع يُسمى «ارتعاش الراحة» (Rest Tremor)، وهذا الارتعاش يكون واضحاً حال الراحة، أي حال راحة اليد وعدم القيام بتحريكها مثلاً. ولكن عندما يتم تحريك اليد، فإن الرعشة تضعف أو تختفي. وبالمقابل ثمة رعشة لا تحدث إلّا عند تحريك الطرف أو جزء الجسم، كاليد مثلاً، وتكون مختفية حال الراحة. وتسمى «رعشة الحركة» (Action Tremor).

وهناك نوع آخر يُسمى «رعشة القصد» (Intention Tremor)، وذلك حينما تزداد الرعشة سوءاً عندما يتم توجيه اليد مثلاً، للتحرك نحو جزء معين من الجسم. وكذلك ثمة نوع مختلف يُسمى «رعشة خاصة بمهمة» (Task Specific)، وهي رعشة تحدث فقط مع مهام أو أنشطة محددة. ومثال على ذلك رعشة الكتابة الأولية (Primary Writing Tremor)، التي تحدث بشكل أساسي أثناء الكتابة. كما يمكن أن يحدث بعض الرعشات بسبب أوضاع مختلفة للجسم أو مهام معينة يقوم بها المرء.

وللتوضيح، ثمة حالة تُسمى الرعشة الانتصابية (Orthostatic Tremor)، وهي حالة تتضمن حصول حركة عضلية إيقاعية متكررة وغير مقصودة، لجزء أو أكثر من أجزاء الجسم. وتحدث عادة عندما يقف الشخص منتصباً. ويُنظر إليها على أنها حالة متقدمة.

5. حالات الرعشة ليست كلها غير طبيعية، بل إن كل شخص من الناس يعاني من ارتعاش بسيط في جسمه (الرعشة الفسيولوجية Physiologic Tremor). وهذه الرعشة الصغيرة، التي بالكاد يمكن ملاحظتها، هي نتيجة لعمليات طبيعية تحصل في الجسم. مثل ضربات القلب ونشاط العضلات. وتكون عادة دقيقة وصغيرة جداً، بحيث لا يمكنك رؤيتها، ولا تعيق الأنشطة اليومية. ولكن قد تتفاقم هذه الرعشة وتبدو أكثر وضوحاً نتيجة إجهاد العضلات أو التوتر أو القلق أو التقدم في العمر. وأيضاً قد تتفاقم المشكلة لدى بعض الأشخاص نتيجة تناول كثير من الكافيين أو انخفاض مستويات سكر الدم، أو تناول بعض أنواع الأدوية، أو تناول الكحول. ولذا، عادةً ما تختفي الرعشة الفسيولوجية إذا قمت بإزالة السبب. وعندما تصبح الرعشة أكثر وضوحاً أو تجعل المهام اليومية صعبة، فإن الأمر يتطلب مراجعة الطبيب.

اضطرابات الحركة غير الطبيعية قد تحدث نتيجة خلل في الدماغ او الجهاز العصبي

«الرعشة النفسية»

6. «الرعشة النفسية» (Psychogenic Tremor) أو «الرعشة الوظيفية» (Functional Tremor)، هي ارتعاش غير متحكم فيه لليد أو الطرف، لا علاقة له بأي خلل عصبي يمكن للطبيب اكتشافه. وهي عادة مزيج من رعشة الراحة أو رعشة اختلاف وضعية الجسم أو الرعشة المرتبطة بالقصد والنية.

وبخلاف الأنواع الأخرى من الرعشات، تتميز «الرعشة الوظيفية النفسية» بالبداية المفاجئة ثم الاختفاء ثم تكرار العودة. ولأنها مظهر لتفاعل نفسي وظيفي، وليست ناجمة عن اضطراب عضوي في أي من أجزاء الجهاز العصبي، فإن مواصفات الرعشة تتغير خلال النوبة، وقد تنتقل من جزء إلى آخر في الجسم، ولكن في الغالب لا تشمل الرعشة النفسية حركات الأصابع. والأهم أنها قد تخف أو تزول عند تشتيت انتباه ذهن المصاب بمهام أخرى، أو ربما تزيد مع زيادة الانفعال النفسي.

ولذا تفيد المصادر الطبية بأنه «غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالرعشة الوظيفية من اضطراب التحويل (حالة نفسية تنتج أعراضاً جسدية) أو حالة نفسية أخرى».

7. «الرُعاش مجهول السبب» (Essential Tremor) حالة تصيب الجهاز العصبي وتسبب الاهتزاز اللاإرادي والمنتظم. ويمكن أن تحدث الإصابة بالرُعاش مجهول السبب في أي مرحلة عمرية، ولكن تكون أكثر شيوعاً في سن 40 عاماً فأكثر. ويمكن أن يصيب هذا النوع من الرعاش أي جزء من الجسم، ولكن يحدث غالباً في اليدين، لا سيما عند أداء المهام البسيطة، مثل الشرب من الكوب أو عقد رباط الحذاء أو وضع مستحضرات التجميل أو الحلاقة. وقد يتأثر نطق الكلام، في حال إصابة الحنجرة أو اللسان. ويمكن أن تتضمن حركات بالرأس تشبه إيماءات «الموافقة» أو «الرفض». وقد تزداد الحالة سوءاً بسبب الضغط العاطفي أو الإجهاد، أو تناول الكافيين أو التعرض لدرجات الحرارة الحادة.

و«الرُعاش مجهول السبب» ليس في العادة حالة خطيرة؛ لكنه يتفاقم عادةً مع مرور الوقت، ويمكن أن يصبح حاداً لدى بعض الأفراد. ولا تسبب الحالات الأخرى الرُعاش مجهول السبب، إلا أنه أحياناً يحدث خلط بينه وبين مرض باركنسون. وللتوضيح، فإن رُعاش اليدين مجهول السبب يظهر عادةً عند استخدام اليدين، أما أعراض الرُعاش الناتج عن داء باركنسون، فتكون أكثر وضوحاً عند إسدال اليدين على جانبي الجسم أو إراحتهما في الحِجر.

* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

«أسبوع التحصين العالمي» يبرز دور اللقاحات في حماية المجتمعات ودعم الاقتصادات

عالم الاعمال «أسبوع التحصين العالمي» يبرز دور اللقاحات في حماية المجتمعات ودعم الاقتصادات

«أسبوع التحصين العالمي» يبرز دور اللقاحات في حماية المجتمعات ودعم الاقتصادات

يُعقد «أسبوع التحصين العالمي» هذا العام تحت شعار «يمكننا تحصين الجميع»، ويشدد هذا التجمع العالمي على أهمية اللقاحات ودورها الحيوي في حماية المجتمعات من الأمراض.

صحتك يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)

8 علامات تدل على فقدان السمع... لا تتجاهلها

هناك علامات مبكرة لفقدان السمع عليك ألا تتجاهلها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جل لمنع الحمل للرجال (أرشيفية/ رويترز)

«غرسة آدم»... مانع حمل للرجال يدوم لعامين

أثبتت تجارب حديثة على مانع حمل للرجال غير هرموني، وقابل للزرع، أنه قد يدوم لمدة عامين على الأقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هشاشة العظام... نظرة حديثة وشاملة

هشاشة العظام... نظرة حديثة وشاملة

تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود ارتباط وثيق بين اضطرابات الدهون في الدم وهشاشة العظام، مما يستدعي اتباع نهج تكاملي يجمع بين الوقاية، والتشخيص، والعلاج.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك العلاج النفسي المعرفي يخفف آلام البطن

العلاج النفسي المعرفي يخفف آلام البطن

كشفت أحدث دراسة نُشرت في مجلة «لانست لصحة الأطفال والمراهقين» عن احتمال أن يكون العلاج النفسي عن طريق التنويم المغناطيسي من أكثر الطرق فاعلية في علاج آلام البطن

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

8 علامات تدل على فقدان السمع... لا تتجاهلها

يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)
يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)
TT
20

8 علامات تدل على فقدان السمع... لا تتجاهلها

يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)
يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)

يعد فقدان السمع جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، لكن هذا لا يعني تجاهل كيفية تغير قدرتك على السمع مع مرور الوقت، خصوصاً أن هذا النوع من التراجع قد يظهر بطرق غير متوقعة.

تقول ليزلي سويلز، كبيرة اختصاصيي السمع في مركز «هيرنغ لايف» الأميركي: «لا يؤثر فقدان السمع غير المعالج على قدرتك على السمع فحسب، بل يؤثر أيضاً على كيفية معالجة دماغك للصوت، وقدرتك على التواصل بوضوح، وحتى على علاقاتك وصحتك النفسية»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «هاف بوست» الأميركية.

وتضيف: «كلما أسرعنا في تحديد فقدان السمع، زادت فاعلية العلاج، سواء من خلال المعينات السمعية، أو تعديلات نمط الحياة، أو حلول أخرى مُصممة خصيصاً لاحتياجاتك».

وفيما يلي بعض العلامات المبكرة لفقدان السمع:

شعورٌ بامتلاء إحدى الأذنين أو الإثنتين معاً

صرّحت بريا كولينز، المديرة المساعدة لممارسات السمع في الجمعية الأميركية لعلم النطق واللغة والسمع، قائلة: «لا أتجاهل الشعور بامتلاء إحدى الأذنين أو هما معاً، خصوصاً إذا كان ذلك مصحوباً بدوار أو عدم توازن».

وأوضحت أن امتلاء الأذن والدوار قد يكونان علامتين على وجود حالات كامنة تؤثر على الأذن الداخلية، مثل تراكم السوائل أو الالتهابات أو اضطرابات التوازن.

وأضافت كولينز: «يمكن أن تؤثر هذه الأعراض على التوازن والسمع وجودة الحياة بشكل عام، وفي بعض الحالات، قد تشير إلى مشاكل أكثر خطورة مثل الحالات العصبية».

الحاجة الزائدة لتكرار ما يقوله الآخرون

تقول سويلز: «من العلامات التي لا أتجاهلها أبداً الحاجة الزائدة لتكرار ما يقوله الآخرون، خصوصاً إذا كان ذلك يحدث بانتظام في المحادثات مع العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل. غالباً ما يبدأ هذا الأمر ببطء ودقة».

انتبه إذا وجدت نفسك تردد عبارات مثل «ماذا؟»، و«هل يمكنك تكرار ذلك؟» بشكل متكرر، وتشعر بأن الآخرين لا يتحدثون بوضوح.

وقالت جين شوماخر، اختصاصية السمع في «ري ساوند»: «يمكن لأي شخص أن يخطئ في سماع الأشياء من وقت لآخر، ولكن إذا كنت تطلب تكرار ما يقوله باستمرار، فقد يكون ذلك علامة على أنك تفتقر إلى بعض الأصوات اللازمة لمعالجة الكلام بشكل صحيح».

الإرهاق بعد التواصل الاجتماعي

تقول جين: «من الطبيعي أن تشعر ببعض التعب بعد يوم طويل من التواصل مع العائلة أو الأصدقاء، ولكن إذا كنت تشعر أنت أو أحد أحبائك بالإرهاق والتعب بعد التحدث مع الآخرين، فقد يكون هناك ما هو أكثر من مجرد الحاجة إلى نوم هادئ».

وأوضحت أنه عندما لا يسمع الشخص جميع أصوات الكلام، يتعين على الدماغ ملء الفراغات للمساعدة في فهم ما يقوله الآخرون.

وأضافت: «هذا يتطلب تركيزاً إضافياً كبيراً ويجعل الدماغ يعمل بجهد أكبر لمعالجة ما يحدث في موقف مزدحم، مما يؤدي إلى إرهاق شديد بعد ذلك».

طنين الأذن المستمر

صرحت باتريشيا غافني، رئيسة الأكاديمية الأميركية لعلم السمع، قائلة: «هناك أمرٌ لا يجب تجاهله وهو طنين الأذن المستمر. قد يكون سبب طنين الأذن المستمر نتيجة فقدان سمع كامن».

يشير طنين الأذن إلى ظاهرة يسمع فيها الناس رنيناً أو أزيزاً لا يستطيع الآخرون إدراكه، ولا يمكن تفسيره بأي صوت خارجي. إذا كنت تعاني من هذه الحالة في حياتك اليومية لأسابيع أو أشهر، فعليك الخضوع لتقييم لفقدان السمع.

انخفاض مفاجئ للسمع في أذن واحدة

قالت الدكتورة مورا كوسيتي، مديرة معهد الأذن في مستشفى نيويورك للعيون والأذن: «إذا عانى شخص ما من فقدان سمع مفاجئ وغير مبرر في أذن واحدة فقط، فعليه مراجعة الطبيب فوراً». وأضافت: «تشمل التفاصيل المهمة حدوث فقدان سمع مفاجئ في أذن واحدة فقط. قد يصعب أحياناً تحديد ذلك، ولكن إحدى الطرق السهلة هي عدم القدرة على سماع صوت الجوال أو سماعات الرأس في أذن معينة».

وأوضحت أن هذا الانخفاض قد يكون علامة على فقدان السمع الحسي العصبي المفاجئ، الذي يتطلب علاجاً فورياً.

الاستماع إلى التلفزيون بصوت عالٍ

تقول جين: «قد يصعب على ضعاف السمع متابعة البرامج التلفزيونية ذات الحوارات السريعة أو ذات الضوضاء العالية في الخلفية، إذ غالباً ما تطغى على الحوارات المهمة».

في هذه الحالات، يميل الناس إلى رفع مستوى الصوت. وينطبق الأمر نفسه على مستوى صوت جوالك.

الشكوى من التمتمة

انتبه لتكرار شكواك من تمتمة الناس وعدم وضوح كلامهم.

تقول جين شوماخر: «غالباً ما يعجز الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع عن سماع ترددات الكلام عالية النبرة، التي غالباً ما تُعطي وضوحاً ومعنى للكلمة، مما يجعلهم يشعرون وكأنهم يسمعون الصوت لكنهم لا يفهمونه تماماً».

بالطبع، يتمتم بعض الناس، ولكن إذا تكررت هذه الحالة بشكل زائد، فقد تكون تعاني من فقدان السمع.

صعوبة متابعة المحادثات مع وجود ضوضاء في الخلفية

تقول سويلز: «قد تلاحظ أن متابعة المحادثات في التجمعات أو البيئات الصاخبة، مثل المطاعم أو الاجتماعات، تصبح أكثر صعوبة». وأضاف: «يُرجع كثيرون ذلك إلى عوامل التشتيت أو الضوضاء في الخلفية، ولكن هذا قد يكون مؤشراً مبكراً رئيساً على فقدان السمع».

كما هي الحال مع الشعور بأن الجميع يتمتمون، فإن صعوبة السمع مع وجود ضوضاء في الخلفية قد تشير إلى تراجع القدرة على سماع الأصوات ذات النغمات العالية.