تتسبب في أمراض «قاتلة»... كيف تحمي نفسك من لدغات البعوض؟

هناك تزايد مستمر في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض (رويترز)
هناك تزايد مستمر في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض (رويترز)
TT

تتسبب في أمراض «قاتلة»... كيف تحمي نفسك من لدغات البعوض؟

هناك تزايد مستمر في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض (رويترز)
هناك تزايد مستمر في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض (رويترز)

رصدت الولايات المتحدة تزايداً مستمراً في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض، ففي الآونة الأخيرة، توفي أحد سكان نيوهامشير الأميركية بسبب مرض نادر ولكنه خطير ينقله البعوض، كما جرى نقل أشخاص آخرين إلى المستشفى بسبب الإصابة بفيروس «غرب النيل»، الذي ينتقل أيضاً عن طريق البعوض، وفق ما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.

وقد سلّطت هذه الحالات الأخيرة الضوء على المخاوف بشأن الأمراض التي ينقلها البعوض، ودفعت السلطات الصحية الأميركية إلى الحث على «مزيد من الاحتياطات» ضد لدغات البعوض.

توفي أحد سكان نيوهامشير بعد إصابته بـ«التهاب الدماغ الخيلي الشرقي»، وهو فيروس ينتقل في المقام الأول عن طريق البعوض المصاب، ويسبب التهاب الدماغ. وتنتشر حالات التهاب الدماغ الخيلي الشرقي في الولايات المجاورة، بما في ذلك ماساتشوستس وفيرمونت، وقد تسبب في إغلاق بعض الحدائق، وتقييد بعض الأنشطة الخارجية، وإعادة جدولة بعض الأحداث العامة.

ولكن اختيار مبيد الحشرات الذي يتم رشه على الجلد أو الملابس «ليس بالأمر السهل دائماً». وقد سألت صحيفة «واشنطن بوست» بعض المتخصصين عن أفضل الطرق لمنع لدغات البعوض.

استخدام مادة الـ«DEET»

يقول خبراء الصحة إن «الواقي الذهبي» لمنع لدغات الحشرات هو مادة الـ«DEET» أو «ثنائي أثيل تولواميد»، وهي مادة كيميائية طاردة، يرش بها الجلد أو الملابس، تم تطويرها منذ ما يقرب من 80 عاماً لمساعدة الجيش الأميركي على طرد الحشرات وإبعاد البعوض.

وتؤكد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن هذه المادة آمنة وفعّالة حتى للحوامل والمرضعات. وتوصي «الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال» الآباء باستخدام المادة «باعتدال» على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين.

ويمكن لأولئك الذين لا يشعرون بالراحة عند رش مادة الـ«DEET» مباشرة على بشرتهم رشّها على ملابسهم بدلاً من ذلك، مع ملاحظة أنها يُمكن أن تُتلف بعض المواد البلاستيكية والمواد الاصطناعية.

ما أفضل بديل لمادة الـ«DEET»؟

البيكاريدين، المعروف أيضاً باسم إيكاريدين، هو مركب كيميائي طارد للحشرات أيضاً يُشبه مركباً موجوداً في بعض نباتات الفلفل. وقد وجدت الدراسات أن تركيز 20 في المائة من مادة بيكاريدين فعّال -أو حتى أكثر فاعلية- في طرد البعوض من مادة الـ«DEET».

ووفق تقرير صادر عن مجلة «نيو إنغلاند» الطبية عام 2002 حول المدة التي تنشط فيها فاعلية بعض المنتجات الطاردة للبعوض، كان المنتج الذي يحتوي على تركيز 23.8 في المائة من مادة الـ«DEET» هو الأفضل، بمتوسط ​​وقت حماية يبلغ 5 ساعات.

وهناك بعض الأدلة على أن بعض الزيوت العطرية يمكن أن تحمي من البعوض، لكن لا توجد أبحاث كافية حول أوقات الحماية والتركيزات الآمنة والفعالة للاستخدام على الجلد. ووجدت إحدى الدراسات أن زيت القرنفل يعد الأكثر فاعلية ضد لدغات البعوض، مع وقت حماية يبلغ نحو ساعتين، في حين أن زيت القرفة يحمي لمدة 80 دقيقة.

ماذا يمكنني أن أفعل أيضاً؟

تأكد من سلامة نوافذ منزلك، وقم بإجراء فحوصات بانتظام للتأكد من عدم وجود مياه راكدة أو حطام حول البيت يمكن أن يكون بمثابة مأوى للبعوض. أيضاً حاول الحد من الأنشطة الخارجية أثناء الفجر والغسق عندما يكون البعوض أكثر نشاطاً.

عندما تكون بالخارج، قم بتغطية نفسك جيداً، ويُفضل ارتداء قمصان بأكمام طويلة وسراويل طويلة للحماية من البعوض والحشرات الأخرى.


مقالات ذات صلة

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

صحتك يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

أظهر مسح شمل 1563 شخصاً بالغاً أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)

الضوضاء قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية

حذر أطباء من أضرار الضوضاء على صحة الإنسان حيث إنها قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية بحسب وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» الأميركية للأنباء

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك 	المحور الجرثومي المعوي العصبي يربط بين الجهاز العصبي المركزي والأمعاء

ميكروبات الأمعاء وتأثيراتها على الصحة العقلية

تعدّ ميكروبات الأمعاء جزءاً أساسياً من النظام البيئي البشري إذ يوجد في الجهاز الهضمي ما يزيد على 1000 نوع من البكتيريا.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
يوميات الشرق الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد بالرأس (جامعة كاليفورنيا)

دواء لإيقاف الصداع النصفي قبل بدء الألم

أظهرت دراسة أميركية، أن تناول دواء يسمى «أوبروجيبانت» (Ubrogepant) عند ظهور العلامات الأولى للصداع النصفي، يمكنه إيقاف الصداع قبل بدء ألم الرأس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: النوم في عطلة نهاية الأسبوع قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)

دراسة: النوم نهاية الأسبوع قد يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب

كشفت دراسة حديثة أن الحصول على ساعات نوم إضافية خلال عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يسهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
TT

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

أظهر مسح جديد شمل 1563 شخصاً بالغاً، ونشر نتائجه موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

ويحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات مثل حل الكلمات المتقاطعة وتناول المكملات الغذائية لتجنب «الخرف» – وهو مصطلح يُطلق على مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية – لكن هل تأتي هذه الأساليب والاستراتيجيات بنتيجة؟

تُظهر الأبحاث أنه من الممكن منع أو تأخير 45 في المائة من حالات الخرف من خلال سلسلة من التغييرات الشخصية والمجتمعية، وفق «سيكولوجي توداي».

ويسلط تقرير جديد في مجلة «لانسيت» العلمية، نشر بتاريخ 31 يوليو (تموز) 2024، الضوء على عاملين جديدين «قابلين للتعديل» من عوامل الخطر التي قد تسبب الخرف، وهما فقدان البصر وارتفاع نسبة الكوليسترول، ما يرفع إجمالي عوامل الخطر المعروفة إلى 14.

ووفقاً لتقرير عام 2024، الذي أعدته «لجنة لانسيت للخرف»، والذي يسلط الضوء عوامل الخطر المتعلقة بالخرف وكيفية الوقاية منها، فإن العوامل الـ14 هي: «قلة التعليم، وحدوث إصابة في الرأس، وقلة النشاط البدني، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول، وارتفاع ضغط الدم، والسِمنة، والإصابة بمرض السكري، وفقدان السمع، والاكتئاب، وقلة التواصل الاجتماعي، وتلوث الهواء، وفقدان البصر، وارتفاع نسبة الكوليسترول».

ووفق «سيكولوجي توداي»، فإن ضبط وتعديل جميع عوامل الخطر الـ14 من شأنهما أن يؤخرا أو يمنعا 45 في المائة من حالات الخرف، سواء كان الشخص يحمل جين «ألزهايمر» أم لا.

وتوصي «لجنة لانسيت» بعدة ممارسات للوقاية من الخرف أو تأخيره، مثل: «ضمان توفير التعليم الجيد للجميع، وتشجيع الأنشطة المحفزة للإدراك في منتصف العمر لحماية الإدراك، وجعل الأدوات المُعينة على السمع في متناول الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع، وتقليل التعرض للضوضاء الضارة، وعلاج الاكتئاب بشكل فعال، وتشجيع استخدام الخوذات، وحماية الرأس في الرياضات وعند استخدام الدراجة، وتشجيع ممارسة الرياضة، والحد من التدخين، والحفاظ على وزن صحي وعلاج السمنة، وجعل الفحص والعلاج لأمراض ضعف البصر متاحين للجميع، والحد من التعرض لتلوث الهواء».

وتوصي اللجنة بأنه يجب على الأشخاص وضع اعتبار جاد حيال الاهتمام بالوقاية من عوامل الخطر بدءاً من وقت مبكر من الحياة، وأن يظل هذا الانتباه مستمراً معنا طوال الحياة.