العليمي: ملف السلام اليمني يراوح في مكانه بسبب تعنت الحوثيين

لجنة رئاسية للنظر بمطالب أبناء حضرموت

صورة جماعية للعليمي مع عدد من السفراء الجدد لدى اليمن (إكس)
صورة جماعية للعليمي مع عدد من السفراء الجدد لدى اليمن (إكس)
TT

العليمي: ملف السلام اليمني يراوح في مكانه بسبب تعنت الحوثيين

صورة جماعية للعليمي مع عدد من السفراء الجدد لدى اليمن (إكس)
صورة جماعية للعليمي مع عدد من السفراء الجدد لدى اليمن (إكس)

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، أن ملف السلام في بلاده «لا يزال يراوح في مكانه؛ بسبب تعنت الحوثيين وتغليبهم مصالح داعميهم» في إشارة إلى إيران، مشدداً على ضرورة الدعم الدولي للحكومة الشرعية بصفتها «الشريك الدولي الموثوق لحفظ الأمن في المنطقة».

تصريحات العليمي، التي جاءت من عدن خلال استقباله 8 سفراء جدد قدموا أوراق اعتمادهم، تزامنت مع تشكيله لجنة رئاسية مهمتها النظر في مطالب أبناء حضرموت عقب التوترات القبلية المسلحة التي أعاقت أخيراً استخراج النفط للاستخدام المحلي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وذكرت المصادر الرسمية أن العليمي تسلم في «قصر معاشيق» في عدن أوراق سفراء: الفلبين والهند والعراق وآيرلندا وإثيوبيا والنمسا والسويد وأنغولا، وأشاد خلال لقاءات منفصلة مع السفراء الجدد بـ«مواقف دولهم إلى جانب الشعب اليمني، وقيادته السياسية، وتطلعاته إلى استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني».

وأثنى رئيس مجلس الحكم اليمني على «الموقف الموحد للمجتمع الدولي الداعم للشرعية الدستورية، وسيادة اليمن واستقلاله، وسلامة أراضيه»، وتطرق إلى «الجهود المبذولة لإعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن على قاعدة الشراكة، وبناء السلام، وإنهاء الحرب» التي خلفت إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وقال العليمي: «رغم التحول الوطني المهم بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، والزخم الإقليمي والدولي لإحياء العملية السياسية، وما قدمته الحكومة من مبادرات دعماً لهذا المسار، فإن ملف السلام ظل يراوح في مكانه، بسبب تعنت الميليشيات، وتغليب مصالح داعميها على مصلحة الشعب اليمني».

وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني التأكيد على أن «الدولة الضامنة للحقوق والحريات، وسيادة إنفاذ القانون على أساس العدالة والمواطنة المتساوية، هي وحدها من ستجعل اليمن أكثر أمناً واستقراراً، وحضوراً في محيطه الإقليمي والدولي».

وشدد العليمي على أن «أي تراخٍ من جانب المجتمع الدولي في ردع التهديدات المحدقة بالأمن والسلم الدوليين، من شأنه أن يجعل من ممارسة القمع، والاعتداءات الممنهجة على الحريات العامة، والقرصنة على السفن التجارية، أسلوب ابتزاز ممنهجاً من جانب الميليشيات الحوثية».

دعم الشرعية

خلال لقاءات العليمي مع السفراء الجدد، أكد أن «السلام المستدام يجب أن يقوم على العدالة، والإنصاف، وعدم التمييز، ومعالجة آثار الماضي، وفي مقدمة ذلك (القضية الجنوبية)». وقال إن «الطريق الضامن لاستقرار المنطقة لا بد من أن يمر عبر دعم الحكومة الشرعية، وتعزيز قدرتها في بناء الاقتصاد، وتقديم الخدمات، وبسط نفوذها على كامل التراب الوطني».

العليمي يتسلم أوراق اعتماد السفيرة السويدية الجديدة لدى اليمن (سبأ)

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على أهمية الاعتماد على «الحكومة الشرعية شريكاً موثوقاً لضمان حرية الملاحة الدولية، ومكافحة التطرف والإرهاب والقرصنة». وأعرب عن أمله من المجتمع الدولي «الالتزام بقرار حظر الأسلحة المزعزعة لأمن واستقرار اليمن، والمنطقة برمتها».

ووضع العليمي السفراء الجدد، وفق وكالة «سبأ» الحكومية، أمام «مسار الإصلاحات الاقتصادية، والتحديات الماثلة أمامها في ضوء التداعيات الكارثية للهجمات الحوثية الإرهابية على المنشآت النفطية التي تسببت في خسارة نحو 70 في المائة من موارد الدولة».

وأشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتدخلات الإنمائية والإنسانية السعودية والإماراتية، قائلاً: «لولا هذا الدعم لكانت الحكومة اليوم عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها الأساسية؛ بما في ذلك عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين».

لجنة رئاسية لحضرموت

على وقع التوتر القبلي المسلح في حضرموت الذي أعاق استمرار استخراج النفط وتكريره للاستخدام المحلي، وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بتشكيل لجنة رئاسية للنظر في مطالب أبناء محافظة حضرموت، والرفع بمقترحات لتلبيتها وفقاً للقانون، «وذلك بناء على الالتزامات والتفاهمات المعلنة مع السلطة المحلية، والمكونات السياسية في المحافظة»، وفق ما ذكره الإعلام الرسمي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني قبل أيام من عودته إلى العاصمة المؤقتة عدن (سبأ)

وضمت اللجنة الرئاسية مسؤولين حكوميين سابقين وحاليين ووجهاء قبليين، وتكونت من سالم أحمد الخنبشي، والوزيرين سالم بن بريك وطارق العكبري، وصالح سالم العامري، وعبد الله صالح الكثيري، وعبد الرحيم أحمد عتيق، ومعروف بن عبد الله باعباد، وصالح بن عمر الشرفي، ومحمد سالم باهبري.

وأورد الإعلام الرسمي أن توجيهات العليمي بتشكيل اللجنة جاءت «بناء على التفاهمات المعلنة خلال زيارته الأخيرة إلى حضرموت، وتجسيداً للمسؤولية الوطنية، والرغبة بإشراك المكونات كافة في المساهمة في تجاوز تداعيات الأزمة التمويلية الراهنة في المحافظة، التي تسببت فيها هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية».


مقالات ذات صلة

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

العالم العربي مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال لتمويل احتفالاتها بما تسميه «جمعة رجب».

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

بعد مصادرة أرباح الودائع أطلقت الجماعة الحوثية وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين في البنوك على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال 17 عاماً

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي عنصر حوثي يحمل مجسماً لصاروخ وهمي في صنعاء خلال تجمع لأتباع الجماعة (أ.ف.ب)

الحوثيون يتبنون أولى هجمات السنة الجديدة باتجاه إسرائيل

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران أولى هجماتها في السنة الميلادية الجديدة باتجاه إسرائيل، الجمعة استمرارا لتصعيدها الذي تزعم أنه يأتي لمناصرة الفلسطينيين.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي اعتراض قارب يقل 130 مهاجراً في سواحل محافظة لحج اليمنية (إعلام حكومي)

مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

بدأ العام الجديد أيامه بتدفق المئات من المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي الذين وصلوا إلى سواحل اليمن على متن قوارب متهالكة استقلوها من سواحل جيبوتي والصومال.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

سكان صنعاء يتخوفون من انهيار معيشي جراء التصعيد مع إسرائيل

تزداد مخاوف السكان في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء يوماً بعد آخر من التدهور للأوضاع الإنسانية والمعيشية والأمنية جراء التصعيد الحوثي مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».