شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي على ضرورة توحيد الصف لمواجهة التحديات التي تواجهها الشرعية، وفي مقدمها الاقتصاد والتنظيمات الإرهابية، وذلك غداة هجوم انتحاري في محافظة أبين أدى إلى مقتل 16 جندياً ونحو 18 جريحاً.
تصريحات العليمي جاءت، السبت، بعد عودته إلى مدينة عدن، حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، قادماً من السعودية؛ حيث أجرى فيها سلسلة لقاءات ومشاورات مع الفاعلين الإقليميين والدوليين.
وتطرقت اللقاءات - بحسب الإعلام الرسمي - إلى مستجدات الوضع اليمني، والتطورات في المنطقة، والدعم المطلوب للحكومة ومؤسسات الدولة للوفاء بالتزاماتها الخدمية، والمعيشية، والتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي فاقمتها الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية بدعم من النظام الإيراني.
وطبقاً لوكالة «سبأ» الرسمية، شدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لدى وصوله إلى العاصمة المؤقتة عدن على أهمية وحدة الصف، والعمل بروح الفريق الواحد، خصوصاً في ظل الظروف الاستثنائية التي يواجه فيها الشعب اليمني تحديات غير مسبوقة، وفي المقدم منها المشكلة الاقتصادية والتمويلية، والمحاولات المستميتة من جانب التنظيمات، والميليشيات الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة.
وجدّد العليمي تقديره لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، من أجل استعادة مؤسسات الدولة، وتماسكها، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في السلام والاستقرار والتنمية.
بصمات حوثية
عودة العليمي إلى عدن تزامنت مع تصريحات لوزير داخليته اللواء إبراهيم حيدان اتهم فيها الحوثيين بالضلوع في هجوم أبين الذي أدى إلى مقتل وجرح عشرات الجنود في مديرية مودية.
ونقل الإعلام الأمني اليمني عن الوزير حيدان قوله إن «العملية الإرهابية الآثمة والمدانة التي استُشهد على أثرها 16 فرداً وأُصيب آخرون من منتسبي (اللواء الثالث دعم وإسناد) في مودية بمحافظة أبين لن تزيد الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة إلا لُحمة وتماسكاً وإصراراً على استئصال شأفة الإرهاب وتنظيماته بمختلف أسمائها الحوثية والقاعدية والداعشية وعناصره المارقة».
وذكر الوزير حيدان أن الهجوم يحمل «بصمات ميليشيات الحوثي الإرهابية وبالتخادم مع تنظيم القاعدة الإرهابي». وأضاف أن العملية الإرهابية «لن تزيد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بكل تشكيلاتها إلا تماسكاً وإصراراً على اجتثاث الإرهاب».
وشدد وزير الداخلية اليمني على أهمية تماسك المجتمع اليمني إزاء الإرهاب، الذي قال إن مصدره إيران. ودعا المجتمع الإقليمي والدولي إلى إدانة كل أشكال الإرهاب التي تستهدف اليمن والوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية وتقديم كل الدعم للتخلص من هذه الآفة التي تستهدف المجتمع في البر والبحر، وفق تعبيره.
وكانت الحكومة اليمنية قد أكدت، في بيان سابق، أن الهجوم الذي استهدف موقعاً عسكرياً في مديرية مودية بمحافظة أبين، وخلف عدداً من القتلى والجرحى «لن ينال من عزيمة اليمنيين في معركتهم لاستكمال استعادة الدولة، وهزيمة التنظيمات الإجرامية، وعلى رأسها (القاعدة) و(داعش) المتخادمان مع الحوثيين المدعومين من إيران».
وأكد البيان أن الهجوم «يشير مجدداً إلى التخادم الواضح بين ميليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة».
وشددت الحكومة اليمنية على أهمية اليقظة العالية ورفع الجاهزية الأمنية وتعزيز جهود مواجهة ما وصفته بقوى «الإرهاب والظلام» وتكامل عمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية مع الرفض الاجتماعي والشعبي للحركات الإرهابية بطريقة تصب في مسار تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على عناصره الضالة.
وأكد البيان أن هجوم أبين «تذكير بأهمية مضاعفة الجهود لمكافحة التنظيمات الإرهابية بالتعاون مع شركاء اليمن في مكافحة الإرهاب، وعدم التهاون في مواجهة هذه الأعمال، باعتبار الإرهاب ظاهرة عالمية تستدعي تضافر جميع الجهود لاستئصالها والقضاء عليها».