نظام غذائي يعزّز مكافحة سرطان البنكرياس

النظام الغذائي الكيتوني نمط غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون (جامعة باث)
النظام الغذائي الكيتوني نمط غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون (جامعة باث)
TT

نظام غذائي يعزّز مكافحة سرطان البنكرياس

النظام الغذائي الكيتوني نمط غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون (جامعة باث)
النظام الغذائي الكيتوني نمط غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون (جامعة باث)

كشفت دراسة أميركية أن اتباع نظام غذائي كيتوني يمكن أن يعزز فاعلية علاج سرطان البنكرياس، الذي يعدّ من أكثر أنواع السرطانات فتكاً.

وتوصل الباحثون في جامعة كاليفورنيا إلى أن دمج النظام الغذائي الكيتوني مع عقار للسرطان أدى إلى تقليص الأورام بشكل ملحوظ في نماذج حيوانية، حسب النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية «نيتشر».

وينشأ سرطان البنكرياس في أنسجة البنكرياس، وهو عضو يساعد في الهضم وتنظيم نسبة السكر في الدم. ويُعدّ هذا السرطان من بين أكثر الأنواع فتكاً، نظراً لصعوبة اكتشافه في المراحل المبكرة، وغالباً ما يُشخصّ في مراحل متقدمة.

وتعتمد الخلايا السرطانية عادةً على الغلوكوز والكربوهيدرات بصفتهما مصدرين للطاقة، ولكن عند اتباع نظامٍ غذائي كيتوني، تُجبَر الأورام على استهلاك الدهون المصدر الوحيد للوقود.

والنظام الغذائي الكيتوني هو نمط غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون يهدف لتحويل مصدر الطاقة الأساسي في الجسم من الغلوكوز إلى الكيتونات، وهي مركبات تُنتج من حرق الدهون في الكبد.

وفي هذا النظام، يتم تقليل استهلاك الكربوهيدرات بشكل كبير، ما يدفع الجسم إلى الدخول في حالة تُعرف بالكيتوزية، حين يعتمد على الدهون المُخزّنة للحصول على الطاقة بدلاً من الغلوكوز.

ويعدّ هذا النظام شائعاً لفقدان الوزن وتحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم، ويُدرّس حالياً لاكتشاف فوائده المحتملة في علاج حالات صحية معينة مثل الصرع، ومرض السكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطانات.

وخلال الدراسة، أعطى العلماء الفئران المصابة بسرطان البنكرياس دواء «eFT508» التجريبي الذي يخضع حالياً لتقييم سلامته وفعاليته في تجارب سريرية على البشر لعلاج السرطان.

ويعمل الدواء عن طريق منع بروتين يسمى «eIF4E» المسؤول عن تنظيم التمثيل الغذائي للدهون.

وعندما جمع الباحثون بين النظام الغذائي الكيتوني والدواء تضوّرت الخلايا السرطانية جوعاً، بعدما قُطع مصدر الوقود الوحيد عنها، ما أدى إلى توقف الأورام عن النمو وتقلصها.

وقال الدكتور ديفيد روجيرو، الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة كاليفورنيا: «إن النتائج التي توصّلنا إليها تمثّل نقطة ضعف جديدة لدى الأورام السرطانية يمكن استغلالها في العلاج».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن «لدى الفريق الآن دليلاً قاطعاً على أن النظام الغذائي الكيتوني يمكن أن يُستخدم بجانب علاجات السرطان الحالية لاستهداف أورام سرطان البنكرياس بدقة أكبر»، مشيراً إلى أن «هذه الاستراتيجية قد تفتح آفاقاً جديدة لعلاج أنواع أخرى من السرطانات من خلال استهداف نقاط ضعف مختلفة».

ويأمل الباحثون أن يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام استخدام تركيبات علاجية جديدة تعتمد على التفاعل بين النظام الغذائي والعلاجات التقليدية، ما قد يؤدي لتحسين نتائج علاج السرطان بشكل كبير في المستقبل.


مقالات ذات صلة

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد الاضطرابات النفسية

كشفت دراسة بريطانية أن الأفراد الذين يعانون تدهور صحتهم النفسية يميلون إلى تصفح محتوى سلبي عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
TT

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

وجدت دراسة حديثة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد غالباً في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

وحسب الدراسة التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) ونُشرت في المجلة الدولية للسرطان، أنه كلما زاد انتشار دهون «أوميغا 3» و«أوميغا 6» بدم المشاركين في الدراسة، انخفض احتمال إصابتهم بالسرطان بشكل عام، فيما أشارت جمعية السرطان الأميركية إلى 14 نوعاً مختلفاً من السرطان، بما في ذلك القولون والمعدة والرئة والدماغ والمثانة، وغيرها.

وأوضح مؤلف الدراسة، الدكتور كايكسونغ كالفين يي، من قسم علم الوراثة بجامعة جورجيا الأميركية، أن هذه النتائج تؤكد ما أشارت إليه الدراسات السابقة، وقال: «كانت هناك تقارير سابقة حول الفوائد المحتملة للأحماض الدهنية (أوميغا 3) و(أوميغا 6) في الحد من الإصابة بالسرطان والوفيات»، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

ومع ذلك، أعلن يي أن البحث الجديد حاول تجنب بعض القيود التي فرضتها الدراسات السابقة، مثل الاعتماد على البيانات المبلغ عنها ذاتياً، واستخدام أحجام عينات صغيرة، والحد من عدد أنواع السرطان التي تم فحصها.

وأشار يي إلى أن «الأحماض الدهنية (أوميغا 3) تسهم بشكل أكبر في نمو الدماغ، والوظائف الإدراكية، وصحة القلب والأوعية الدموية»، أما «(أوميغا 6) فتسهم بشكل أكبر في وظائف المناعة وصحة الجلد».

ونظراً لأن الجسم لا ينتج دهون «أوميغا 3» و«أوميغا 6» بشكل طبيعي، فلا يمكنك الحصول عليها إلا من مصدر خارجي مثل الطعام.

وتشمل قائمة الأطعمة الغنية بـ«أوميغا 3»: سمك السلمون، الأنشوجة، السردين، الجوز، بذور الشيا، بذور الكتان وفول الصويا.

فيما تشمل الأطعمة الغنية بـ«أوميغا 6»: زيت عباد الشمس، الجوز، بذور اليقطين، بذور عباد الشمس، صفار البيض واللوز.