60 % من اليهود الأميركيين يؤيدون قيام دولة فلسطينية

52 % مع حظر السلاح بسبب حرب غزة... وسيصوتون للرئيس بايدن

علم فلسطيني في خيمة الاحتجاج في جامعة تافتس بولاية ماساتشوستس أول مايو (أ.ف.ب)
علم فلسطيني في خيمة الاحتجاج في جامعة تافتس بولاية ماساتشوستس أول مايو (أ.ف.ب)
TT

60 % من اليهود الأميركيين يؤيدون قيام دولة فلسطينية

علم فلسطيني في خيمة الاحتجاج في جامعة تافتس بولاية ماساتشوستس أول مايو (أ.ف.ب)
علم فلسطيني في خيمة الاحتجاج في جامعة تافتس بولاية ماساتشوستس أول مايو (أ.ف.ب)

كشفت دراسة أجراها «مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة» في تل أبيب، عن أن اليهود الأميركيين يتأثرون بالخلافات المتفاقمة بين حكومتهم وإسرائيل، ويتخذون مواقف تختلف عن موقف الرأي العام الإسرائيلي، منها تأييد 52 في المائة منهم لفكرة معاقبة إسرائيل بوقف شحنات الأسلحة إليها، في حال دخلت في صدام سياسي مع البيت الأبيض.

وبحسب د. إسحاق مانسدورف، المبادر لهذا البحث الذي تولى رئاسة فريق الباحثين، فإن معطيات هذه الدراسة تشير إلى «زيادة كبيرة في دعم يهود الولايات المتحدة لوجهات النظر المتطرفة، المناهضة لإسرائيل»، بحسب توصيف الدراسة.

وقال إن «النتائج التي يُكشف عنها لأول مرة، تشير إلى ازدياد الدعم لقرار إدارة بايدن بوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل (52 في المائة)، والموافقة على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة (33 في المائة، بينهم 13 في المائة قالوا إنهم يوافقون جداً على هذا الاتهام)».

أضاف مانسدروف: «بعد دخول الجيش الإسرائيلي منطقة معبر رفح الحدودي، وفي ضوء إعلان الرئيس بايدن حظر الأسلحة إذا واصلت إسرائيل الهجوم على رفح، لاحظنا كثيراً من النشاط في وسائل الإعلام وفي الشوارع الأميركية».

يشار إلى أن الدراسة استهدفت «فحص آراء اليهود في الولايات المتحدة بشأن ما يحدث في إسرائيل وغزة، وعلى خلفية الاضطرابات في الجامعات».

وتشير النتائج إلى شعور عام بالخوف والقلق على مستقبل اليهود الأميركيين، ولكنها تؤكد أيضاً وجود موقف عام لدى جزء من السكان اليهود يسوده الشك والتشكيك فيما يتعلق بدولة إسرائيل وسلوك حكومتها بقيادة بنيامين نتنياهو.

أقارب المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» طالبوا بايدن بالتدخل للتسريع بصفقة خلال مظاهرة أمام السفارة الأميركية في تل أبيب مارس الماضي (أ.ف.ب)

يوضح مانسدورف: «رأينا أن المواقف الليبرالية التي تميز اليهود الأميركيين، لم تتضرر، بل تعززت قليلاً في ضوء الأحداث في إسرائيل والولايات المتحدة. ورغم أن ثلث المشاركين زادوا من دعمهم لإسرائيل؛ نتيجة المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات، فقد أشار رُبعهم إلى أن دعمهم لإسرائيل قد انخفض».

كما أعرب 28 في المائة منهم عن قلقهم الكبير على مستقبلهم أو مستقبل عائلاتهم بوصفهم يهوداً أميركيين، في ظل ما يحدث في الجامعات في الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، أبدى 13 في المائة قلقاً قليلاً، في حين أبدى 8 في المائة فقط عدم القلق على الإطلاق.

واهتمت الدراسة بمعرفة الموقف إزاء الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة، فرأى 26 في المائة أن الأحداث الأخيرة جعلتهم أقرب إلى الرئيس بايدن، بينما أشار 13 في المائة فقط إلى أنهم يبتعدون عن التصويت له. فعلى الرغم من حظر الأسلحة على إسرائيل، فإن بايدن ما زال يتقدم بشكل مطلق على المتنافسين الآخرين بين اليهود في الولايات المتحدة الأميركية.

ويوضح د.مانسدورف، أن معظم المشاركين في الاستطلاع، قالوا إنهم يشعرون بأن جيرانهم وأصدقاءهم وزملاءهم غير اليهود، يتصرفون بشكل سلبي تجاههم نتيجة الحرب والمظاهرات العامة. وبات كثيرون يشعرون بالقلق على مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم بوصفهم يهوداً أميركيين.

وعندما سُئلوا عمّا إذا كانوا سيؤيدون مرشحاً جمهورياً معتدلاً مؤيداً لإسرائيل على أعضاء «الفريق»، مثل رشيدة طليب أو إليهان عمر، قال نحو 26 في المائة من المشاركين إنهم يفضّلون التصويت لأعضاء «الفريق الديمقراطي».

علاوة على ذلك، يبدو أن الرئيس بايدن يتقدم تماماً على المتنافسين الآخرين (أكثر من 52 في المائة يعتزمون التصويت له، مقارنة بنحو 13 في المائة فقط يفضّلون اختيار الرئيس السابق دونالد ترمب).

رئيسة محكمة العدل الدولية جوان دونوغو وقضاة المحكمة قبل بدء جلسة الاستماع في قضية الإبادة التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في لاهاي يناير الماضي (إ.ب.أ)

وفي الوقت الذي يتراجع فيه تأييد الرأي العام الإسرائيلي لحل الدولتين وفكرة إنهاء الصراع بين الشعبين، على أساس إنشاء دولة فلسطينية، يتضح الارتفاع في نسبة التأييد في صفوف يهود الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن عدداً كبيراً من الذين شملهم الاستطلاع (أكثر من 90 في المائة)، يشعرون بأن غالبية الفلسطينيين يدعمون «حماس» التي يعدّونها إرهابية، قال نحو 60 في المائة إنهم يؤيدون قيام دولة فلسطينية.

تفصيل النتائج

نحو 12 في المائة يؤيدون دولة فلسطينية دون شروط، بينما يؤيدها نحو 24 في المائة إذا اعترفت بإسرائيل دولة يهودية و25 في المائة يؤيدون قيام دولة فلسطينية إذا كانت منزوعة السلاح. إلا أن نحو 5 في المائة فقط من المشاركين عارضوا قيام دولة فلسطينية أياً كان نوعها.

وقال 16 في المائة إنهم يؤيدون فكرة إقامة اتحاد فيدرالي بين إسرائيل وفلسطين، وقال 5 في المائة إنهم يؤيدون إقامة «دولة إمارات» فلسطينية، وقال 4 في المائة إنهم يؤيدون حل الدولة الواحدة التي يعيش فيها اليهود والفلسطينيون بمساواة كاملة.

ويخلص مانسدورف إلى القول: «يبدو أن اليهود الأميركيين، الذين يميلون إلى الليبرالية اليسارية، أقل دعماً لإسرائيل. وتعكس النتائج مزاجاً من عدم اليقين لدى المجتمع اليهودي، بحيث يدرك المجتمع أن الوضع قد تغيّر بعد الحرب. ويدركون أن الأمور لم تعد كما كانت من قبل، ولذلك يعبّرون عن قلقهم المتزايد في هذا الصدد».


مقالات ذات صلة

انتكاسة للديمقراطيين «التقدميين» في نيويورك بعد خسارة جمال بومان

الولايات المتحدة​ النائب التقدمي جمال بومان يتحدث بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية في نيويورك في 25 يونيو 2024 (رويترز)

انتكاسة للديمقراطيين «التقدميين» في نيويورك بعد خسارة جمال بومان

في ضربة موجعة للتقدميين خسر النائب الديمقراطي جمال بومان انتخابات حزبه التمهيدية في ولاية نيويورك أمام الديمقراطي المعتدل جورج لاتيمر

رنا أبتر (واشنطن)
شؤون إقليمية مبنى المحكمة العليا الأميركية في العاصمة واشنطن (رويترز)

الولايات المتحدة تعاقب 50 كياناً مرتبطاً بالتمويل العسكري الإيراني

موقع وزارة الخزانة الأميركية: استهداف شبكة ظل مصرفية تنقل المليارات إلى القوات المسلحة بما في ذلك جهاز «الحرس الثوري».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير العدل الأميركي يدلي بإفادته أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب في 4 يونيو 2024 (رويترز)

مساعٍ جمهورية لـ«إلقاء القبض» على وزير العدل الأميركي

أعلنت النائبة الجمهورية أنا بولينا لونا، أنها سوف تفرض تصويتاً في مجلس النواب لإلقاء القبض على وزير العدل الأميركي، ميريك غارلاند، بتهمة «ازدراء الكونغرس».

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أعلنت حملة ترمب عن تأسيس تحالف «الأميركيون السود من أجل ترمب» في حدث انتخابي في ديترويت (رويترز)

صراع ترمب وبايدن على أصوات الأميركيين السود

يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، مدى نجاح هذه الجهود الجمهورية في تغيير المعادلة التقليدية والقضايا التي تهم الأميركيين السود.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يتوسط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير (المستقيل حالياً) بيني غانتس في صورة تعود إلى أكتوبر العام الماضي (أ.ب)

غالانت إلى واشنطن لمناقشة مبيعات الأسلحة وتهدئة الغضب من نتنياهو

يصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن الأحد للقاء كبار المسؤولين في مهمة تستهدف رأب الصدع بين البلدين

هبة القدسي (واشنطن)

انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الإيرانية

نساء إيرانيات يقفن انتظاراً للتصويت في مركز اقتراع بانتخابات رئاسية مبكرة لاختيار خليفة لإبراهيم رئيسي بعد وفاته في حادث تحطم مروحية في طهران بإيران - الصورة في 28 يونيو 2024 (رويترز)
نساء إيرانيات يقفن انتظاراً للتصويت في مركز اقتراع بانتخابات رئاسية مبكرة لاختيار خليفة لإبراهيم رئيسي بعد وفاته في حادث تحطم مروحية في طهران بإيران - الصورة في 28 يونيو 2024 (رويترز)
TT

انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الإيرانية

نساء إيرانيات يقفن انتظاراً للتصويت في مركز اقتراع بانتخابات رئاسية مبكرة لاختيار خليفة لإبراهيم رئيسي بعد وفاته في حادث تحطم مروحية في طهران بإيران - الصورة في 28 يونيو 2024 (رويترز)
نساء إيرانيات يقفن انتظاراً للتصويت في مركز اقتراع بانتخابات رئاسية مبكرة لاختيار خليفة لإبراهيم رئيسي بعد وفاته في حادث تحطم مروحية في طهران بإيران - الصورة في 28 يونيو 2024 (رويترز)

قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي إن الإيرانيين بدأوا، اليوم الجمعة، الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد بعد وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث تحطم هليكوبتر، وذلك وسط تزايد حالة السخط الشعبي، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

وتُجري إيران انتخابات رئاسية مبكرة يتنافس فيها 4 مرشحين، بعد 40 يوماً على مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية، وسط توقعات بالذهاب إلى جولة ثانية.

ودُعي نحو 61 مليون ناخب للتوجُّه إلى مراكز الاقتراع، في عملية تصويت يخيم عليها شبح المقاطعة، نتيجة الاستياء العام من الوضعين الاقتصادي والمعيشي.

وتتزامن الانتخابات هذه المرة مع تصاعد التوتر في المنطقة بسبب الحرب بين إسرائيل وكل من حليفتَي إيران، حركة «حماس» في غزة وجماعة «حزب الله» الموالية لإيران في لبنان، فضلاً عن زيادة الضغوط الغربية على طهران بشأن برنامجها النووي الذي يحقق تقدماً متسارعاً. ورغم استبعاد أن تؤدي الانتخابات إلى تحول كبير في سياسات إيران، فإن نتائجها قد تلقي بظلالها على اختيار خليفة المرشد الإيراني علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاماً، الذي يشغل المنصب منذ 1989.

ودعا خامنئي إلى إقبال كبير على التصويت لتبديد الأزمة التي تواجه شرعية النظام بسبب السخط الشعبي إزاء الصعوبات الاقتصادية وتقييد الحريات السياسية والاجتماعية. وتراجعت نسبة إقبال الناخبين على مدى السنوات الماضية، وسط استياء السكان الذين يشكل الشباب أغلبيتهم إزاء القيود السياسية والاجتماعية. وبالنظر إلى أنه يتم فرز بطاقات الاقتراع يدوياً، فمن المتوقَّع إعلان النتيجة النهائية خلال يومين مع إمكانية توافر مؤشرات أولية في وقت أقرب. وإذا لم يحصل أي مرشح على ما لا يقل عن 50 في المائة، بالإضافة إلى صوت واحد من جميع بطاقات الاقتراع، بما في ذلك البطاقات الفارغة، فسيتم إجراء جولة ثانية بين المرشَحين الأعلى في النتائج في أول يوم جمعة بعد إعلان نتيجة الانتخابات. وثلاثة من المرشحين هم من غلاة المحافظين، فيما يُعد الأخير معتدلاً نسبياً ويدعمه الفصيل الإصلاحي الذي تم تهميشه إلى حد كبير في إيران خلال السنوات القليلة الماضية. ويقول منتقدو النظام في إيران إن نسبة المشاركة المنخفضة، التي تراجعت في الانتخابات السابقة، تظهر تآكل شرعية النظام، حسب تقرير وكالة «رويترز».

وشارك 48 في المائة فقط من الناخبين في انتخابات 2021 التي أوصلت إبراهيم رئيسي إلى السلطة فيما وصلت نسبة المشاركة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 41 في المائة في الانتخابات البرلمانية قبل ثلاثة أشهر. ومن غير المتوقَّع أن يحدث الرئيس المقبل فارقاً كبيراً في سياسة إيران بشأن البرنامج النووي أو دعم الجماعات المسلحة في أنحاء الشرق الأوسط، إذ إن خامنئي هو من يمسك بخيوط الشؤون العليا للدولة ويتخذ القرارات الخاصة بها. إلا أن الرئيس هو مَن يدير المهام اليومية للحكومة، ويمكن أن يكون له تأثير على أسلوب بلاده فيما يتعلق بالسياستين الخارجية والداخلية. واعتمد مجلس صيانة الدستور الذي يتألف من 6 من رجال الدين و6 من رجال القانون موالين لخامنئي قائمة مرشحين تضم 6 أشخاص من إجمالي 80 متقدماً للترشح. وانسحب بعد ذلك مرشحان. ومن بين غلاة المحافظين المتبقين محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان القائد السابق بالحرس الثوري، وسعيد جليلي المفاوض النووي السابق الذي عمل لـ4 سنوات في مكتب خامنئي.

أما المعتدل نسبياً الوحيد فهو مسعود بزشكيان. وبزشكيان وفيّ للحكم في إيران، لكنه يدعو إلى الانفراج في العلاقات مع الغرب والإصلاح الاقتصادي والتحرر الاجتماعي والتعددية السياسية. وتتوقف حظوظه على إثارة حماسة الناخبين أصحاب التوجهات الإصلاحية الذين أحجموا إلى حد كبير عن الإدلاء بأصواتهم على مدار السنوات الأربع الماضية، بعدما لم يحقق الرؤساء البراغماتيون السابقون تغيُّراً يُذكر. كما أنه قد يستفيد من فشل منافسيه في توحيد أصوات المحافظين. وتعهد المرشحون الـ4 ببث الروح من جديد في الاقتصاد المتعثر الذي يعاني تحت وطأة سوء الإدارة والفساد والعقوبات التي أُعيد فرضها منذ عام 2018، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015 مع 6 قوى عالمية. وتداول الإيرانيون على نطاق واسع وسم (هاشتاغ) #سيرك_الانتخابات على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسط دعوات من نشطاء في الداخل والخارج إلى مقاطعة التصويت، قائلين إن من شأن نسبة المشاركة العالية أن تضفي شرعية على النظام في إيران.