البروتين الحيواني أم النباتي... أيهما أفضل لإنقاص الوزن؟

البروتين الحيواني أم النباتي... أيهما أفضل لإنقاص الوزن؟
TT
20

البروتين الحيواني أم النباتي... أيهما أفضل لإنقاص الوزن؟

البروتين الحيواني أم النباتي... أيهما أفضل لإنقاص الوزن؟

غالبًا ما تحتوي خيارات البروتين النباتي على ألياف أكثر من البروتينات الحيوانية، ما قد يوفر فوائد صحية إضافية.

ويوصي الخبراء بالعمل على دمج بعض البروتينات النباتية على الأقل، مثل الفول في النظام الغذائي، بالإضافة إلى التركيز على البروتين الحيواني الخالي من الدهون مثل الأسماك أو الدجاج. إذ يمكن أن يلعب نوع البروتين الذي تتناوله دورًا مهمًا في التحكم بالوزن الصحي. والآن أكثر من أي وقت مضى، يركز الناس على تحقيق أهدافهم من البروتين. ولكن ليست كمية البروتين التي تحصل عليها هي المهمة فحسب، بل إن مصدرها هو المفتاح أيضًا.

والبروتين ضروري لكي يقوم الجسم بوظائفه؛ ويمكن العثور عليه في مجموعة واسعة من الأطعمة؛ بدءًا من منتجات الألبان قليلة الدسم وحتى التوفو.

وبشكل عام، يمكن للناس الحصول على البروتين من مصادر حيوانية؛ وهذا يشمل الدجاج والأسماك والبيض، أو يمكنهم الحصول على البروتين من مصادر نباتية، مثل المكسرات أو العدس أو الفول أو الحبوب الكاملة.

وعلى الرغم من أن الكثير من الناس يربطون البروتين باللحوم، إلا أن الخبراء يقولون إن الخيارات النباتية قد تكون الخيار الأكثر صحة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يتطلعون إلى فقدان الوزن أو التحكم فيه.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قالت أماندا فيلاسكيز مديرة طب السمنة في Cedars-Sinai «بدأت البيانات تثبت أكثر فأكثر أن البروتين النباتي فعال بنفس القدر من حيث توفير التغذية اللازمة لجسم الإنسان». مضيفة «مع البروتين النباتي، هناك فوائد أكثر ككل مقارنة بالبروتين الحيواني». وذلك وفق ما نشر موقع «health» الطبي المتخص.

وإليك كيفية مقارنة البروتين الحيواني بالنباتي عندما يتعلق الأمر بإنقاص الوزن، بالإضافة إلى كيفية تحديد أولويات البروتين في نظام غذائي متوازن.

كيف يلعب البروتين دورًا في فقدان الوزن؟

بغض النظر عن المصدر، يعد البروتين طريقة رائعة للمساعدة في فقدان الوزن الصحي أو التحكم فيه.

ونظرًا لأن البروتين يمكن أن يحسن عملية التمثيل الغذائي لدى الشخص، فإن تناول كميات أكبر من البروتين يمكن أن يؤدي إلى شعور أكبر بالامتلاء، كما تقول الدكتورة أمبر شيفر خبيرة التغذية السريرية بكلية مايو كلينك للطب والعلوم. مضيفة «ان البروتين لا يساعد الأشخاص على الشعور بالشبع فحسب، بل يمكن أن يساعدهم على الشعور بالشبع لفترات أطول من الوقت».

وترجع فيلاسكيز فتقول «ان كل المغذيات الكبيرة تؤثر على الجسم بشكل مختلف من حيث المدة التي تستغرقها عملية الهضم والمعالجة في الجهاز الهضمي. وبالنسبة للبروتين، فيستغرق تحلله وقتًا أطول، ونتيجة لذلك، يتطلب المزيد من الطاقة».

وبالإضافة إلى أن البروتين يساعد في إنقاص الوزن بحد ذاته، فهو أيضًا جزء حيوي للحفاظ على صحة الجسم بينما يخفض الأفراد السعرات الحرارية.

وبيّنت فيلاسكيز «سيفقد الفرد درجة ما من كتلة العضلات عن غير قصد عندما يفقد الوزن مع كتلة الدهون؛ لذلك، من أجل الحفاظ على تلك الكتلة العضلية، من المهم أن يتناول الشخص كميات كافية من البروتين لجسمه».

هل يجب أن أحقق هدفي من البروتين كل يوم؟

بشكل عام، يأتي البروتين النباتي في المقدمة فيما يتعلق بمصادر البروتين. حيث يتفق الخبراء على أن الخيارات النباتية تميل إلى أن تكون أكثر صحة للجسم ككل؛ فتميل مصادر البروتين النباتي إلى احتواء ألياف أكثر من البروتين الحيواني.

وحسب فيلاسكيز «عندما يتعلق الأمر بإنقاص الوزن، فمن المهم بشكل خاص ليس فقط تناول نسبة عالية من البروتين في النظام الغذائي، ولكن أيضًا اتباع نظام غذائي غني بالألياف. فلن يحتوي البروتين الحيواني على نسبة عالية من الألياف مثل البروتينات النباتية؛ على سبيل المثال، يحتوي كوب من الفاصوليا السوداء على حوالى 42 غرامًا من البروتين وحوالى 30 غرامًا من الألياف. فمثلا تحتوي نصف قطعة سمك مخلاة من العظم على حوالى 43 غرامًا من البروتين، ولكن لا تحتوي على ألياف».

ويمكن أن يؤدي تعزيز الألياف المرتبطة غالبًا بالبروتينات النباتية إلى تعزيز جوانب إضافية من الرفاهية.

وتؤكد شيفر «تحتوي البروتينات النباتية على الألياف بالطبع، ما يساعدنا أيضًا على الشعور بالشبع لفترة أطول ويساعد في صحة الأمعاء ويعزز حركات الأمعاء المنتظمة. وهذا في حد ذاته يمكن أن يساعد في إدارة الوزن».

وفي هذا الاطار، فان المنتجات النباتية تميل أيضًا إلى أن تكون أكثر صحة للجسم بشكل عام. لكن ذلك يعتمد على نوع البروتين المحدد وكيفية طهيه. ولكن بشكل عام، تحتوي البروتينات النباتية على دهون مشبعة أقل من البروتينات الحيوانية وفق شيفر. التي ذهبت الى القول «نحن نوصي بالابتعاد عن الخيارات المعالجة بشكل مفرط، لأن ذلك يمكن بالطبع أن يعطي سعرات حرارية إضافية من الدهون المشبعة؛ إذ ان الأطعمة المصنعة لاتحتوي على سعرات حرارية أكثر فحسب، بل إنها تستهلك أيضًا المزيد من السعرات الحرارية وتؤثر سلبًا على الجسم».

وتؤكد فيلاسكيز «ان اللحم في وجبة الغداء هو مثال جيد على ذلك، فهو غالبا ما تتم معالجته بالنيتريت، الذي يرتبط بسرطان القولون والمستقيم. وعلى نطاق أوسع، تم ربط استهلاك كميات كبيرة من اللحوم الحمراء (وخاصة المعالجة) بارتفاع معدلات الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والوفيات».

من أجل ذلك تقول شيفر «إذا أفرطنا في استهلاك المنتجات الحيوانية كافتراض أكل كميات كبيرة من شرائح اللحم؛ فبمرور الوقت قد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على الجسم».

هل تناول الطعام النباتي أفضل بالفعل لصحة القلب؟

الدراسة تقول نعم إن إعطاء الأولوية لنظام غذائي مغذٍ ومليء بالبروتين هو أمر أساسي.

وبشكل عام، فإن كمية البروتين التي يحتاجها البالغون يوميًا تتلخص في حوالى 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم؛ وهذا يعني أن الشخص الذي يبلغ وزنه 150 رطلاً يحتاج إلى حوالى 55 غرامًا من البروتين يوميًا. سواء كان الهدف إنقاص الوزن أو الحفاظ على الصحة فقط، يجب على الأشخاص محاولة الحصول على الكمية المناسبة من البروتين يوميًا.

قد يكون اختيار مكان الحصول على هذا البروتين أمرًا صعبًا. كما يمكن أن تكون المنتجات مثل مسحوق البروتين إضافات سهلة إلى روتين الشخص الذي يساعده على تحقيق أهدافه من البروتين؛ إلّا ان فيلاسكيز تستدرك مشددة «انه عنصر معالج، لذا يجب توخي الحذر الشديد وقراءة الملصق الغذائي فانه أمر أساسي عندما يتعلق الأمر بمساحيق البروتين. وإنني أشجع المنتجات النباتية؛ فبدل زيادة تناول البروتين عن طريق المساحيق، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو إضافة المزيد من البروتين الطبيعي مباشرة إلى نظامك الغذائي».

وتخلص شيفر الى القول «ان البروتين النباتي قد يكون الخيار الأكثر صحة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الشخص يجب أن يصبح نباتيًا بين عشية وضحاها. وبدلا من ذلك، قم بإجراء مقايضة كلما كان ذلك ممكنا؛ ولذا؛ نوصي بتناول ثلاث حصص على الأقل من أحد أشكال البقوليات، سواء كان ذلك عدسًا أو حمصًا، أو فاصوليا إذا أردت. وربما مجرد تبديل اللحوم الحمراء من ذلك الأسبوع حتى تتمكن من تقليل كمية الدهون المشبعة التي تحصل عليها». مبينة «ان تقييد جميع البروتينات الحيوانية ليس ضروريًا لإنقاص الوزن أو الحفاظ على الصحة أيضًا؛ حيث إن النظام الغذائي المتوازن يمكن أن يشتمل على البروتينات الحيوانية والنباتية». وقالت ان «توصيتي النموذجية هي الحصول على مزيج من الاثنين؛ فبشكل عام، يجب على الناس أن يحاولوا الميل نحو البروتينات النباتية»،

من جانبه، تنوه فيلاسكيز بـان البروتينات الخالية من الدهون مثل الأسماك والمأكولات البحرية والدجاج والديك الرومي خيارات جيدة إذا أراد الناس الالتزام ببعض البروتين الحيواني؛ قائلة «الشيء المهم الذي يجب معرفته هو أن الجودة مهمة».


مقالات ذات صلة

لماذا يجب ألا تستحم أثناء العاصفة الرعدية؟

يوميات الشرق لماذا يجب ألا تستحم أثناء العاصفة الرعدية؟

لماذا يجب ألا تستحم أثناء العاصفة الرعدية؟

يؤكد الخبراء أن خطر الإصابة بصاعقة برق داخل المنزل، وإن كان منخفضاً، فإنه لا يمكن تجاهله، لا سيما عند التعامل مع المياه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خطر الإصابة بالكسور انخفض لدى الأشخاص الذين اتبعوا خيارات غذائية أفضل (رويترز)

كيف تتجنب الكسور وأمراض القلب في الستينات من عمرك؟

مع بلوغ الأشخاص منتصف العمر وتقدّمهم في السن، تزداد المخاوف بشأن الكسور وأمراض القلب. ويعاني كبار السن من ارتفاع معدل الوفيات نتيجة كسور الورك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك المضادات الحيوية تدمر ميكروبات أمعائنا التي تعد مهمة لجهازنا المناعي (رويترز)

المضادات الحيوية تدمر صحة الأمعاء... كيف نعيد ترميمها؟

الأمعاء السليمة هي سر الصحة، نادراً ما يمر أسبوع من دون دراسة جديدة أو خبير يُشيد بتوازن الميكروبيوم، وفق تقرير «تليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المراهقون الذين ينامون مبكراً يمتلكون مهارات عقلية أكثر حدة (أرشيفية - أ.ب)

نوم المراهقين مبكراً يعزز مهاراتهم العقلية

أفادت دراسة جديدة بأن المراهقين الذين ينامون مبكراً يمتلكون مهارات عقلية أكثر حدة ويحققون نتائج أفضل في الاختبارات الإدراكية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك حبات من الفراولة في كاليفورنيا (إ.ب.أ)

8 فواكه يُنصح بتناولها للمساعدة في الاسترخاء والنوم

إليك ثماني فواكه يمكنك إضافتها إلى نظامك الغذائي لتحسين نومك.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف تتجنب الكسور وأمراض القلب في الستينات من عمرك؟

خطر الإصابة بالكسور انخفض لدى الأشخاص الذين اتبعوا خيارات غذائية أفضل (رويترز)
خطر الإصابة بالكسور انخفض لدى الأشخاص الذين اتبعوا خيارات غذائية أفضل (رويترز)
TT
20

كيف تتجنب الكسور وأمراض القلب في الستينات من عمرك؟

خطر الإصابة بالكسور انخفض لدى الأشخاص الذين اتبعوا خيارات غذائية أفضل (رويترز)
خطر الإصابة بالكسور انخفض لدى الأشخاص الذين اتبعوا خيارات غذائية أفضل (رويترز)

مع بلوغ الأشخاص منتصف العمر وتقدّمهم في السن، تزداد المخاوف بشأن الكسور وأمراض القلب. ويعاني كبار السن من ارتفاع معدل الوفيات نتيجة كسور الورك، كما أن أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة لدى من تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر.

وانطلاقاً من هذا، نشر باحثون من جامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة دراسةً بمجلة «Frontiers in Aging»، بيّنوا فيها نتائجهم بشأن العلاقة بين الخيارات الغذائية والكسور ووفيات أمراض القلب لدى كبار السن، وفقاً لموقع «ميديكال نيوز توداي».

بعد عقدين من مراقبة مجموعة من المشاركين، اكتشف العلماء أن الأشخاص الذين اتبعوا خيارات غذائية أكبر «حذراً»، كانوا أقل عرضة للمخاطر في هذه المجالات.

ما النظام الغذائي «الحكيم»؟

يمنح مُقدمو الرعاية الصحية نصائح لمرضاهم بشأن التدابير الوقائية، مثل كيفية الوقاية من هشاشة العظام وأمراض القلب، خصوصاً لدى كبار السن. وتُسبب هشاشة العظام زيادة في الكسور.

وبما أن الخيارات الغذائية جانب مهم من جوانب الحفاظ على الصحة، فغالباً ما يبحث الأطباء فيما إذا كانت التوصيات الحالية لا تزال مناسبة، ويُعدّلونها عند ظهور أدلة جديدة.

بحثت الدراسة الجديدة في كيفية تأثير النظام الغذائي الحكيم وتناول الكالسيوم في مسألة كسور العظام والوفيات الناجمة عن أمراض القلب على المدى الطويل لدى كبار السن. يرتبط الكالسيوم بصحة العظام، ويمكن لاتباع نظام غذائي صحي أن يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

وصف الباحثون النظام الغذائي الحكيم بأنه «يتميز باستهلاك كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والأسماك الزيتية، مع خفض استهلاك الخبز الأبيض ورقائق البطاطس والسكر ومنتجات الألبان كاملة الدسم».

انضم نحو 3 آلاف من كبار السن إلى الدراسة: 47 في المائة منهم من النساء، و53 في المائة من الرجال.

ووافقوا على الزيارات المنزلية وفي العيادات، وأطلعوا الباحثين على سجلاتهم الصحية لمتابعة حالاتهم. كما ملأوا استبيانات بشأن خياراتهم الغذائية ونمط حياتهم.

تناول الكالسيوم والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية

في نهاية مدة المتابعة التي استمرت 20 عاماً، وُجد أن اثنين في المائة من الرجال، و5 في المائة من النساء، أصيبوا بكسر في الورك خلال مدة الدراسة؛ بينما أصيب 22 في المائة من النساء، و9 في المائة من الرجال، بأي نوع من الكسور. أما بالنسبة إلى وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية، فقد حدث هذا لدى 11 في المائة من الرجال، و5 في المائة من النساء.

وبشأن الخيارات الغذائية الحكيمة وكسور الورك، وجد الباحثون ارتباطاً بينهما. عموماً؛ انخفض خطر الإصابة بهذا النوع من الكسور لدى الأشخاص الذين اتبعوا خيارات غذائية أفضل.

عند النظر تحديداً إلى الكالسيوم الغذائي، لم يرتبط هذا بانخفاض خطر الإصابة بكسر الورك، لكن الباحثين لاحظوا ارتباطه بفائدة وقائية فيما يتعلق بوفيات أمراض القلب والأوعية الدموية.

وجد الباحثون أيضاً أن المشاركين الذين اتبعوا أنظمة غذائية أعلى حرصاً، كانت لديهم فرصة أكبر لزيادة مستويات النشاط البدني، وكانوا أقل عرضة للتدخين.

أما المشاركون الذين أبلغوا عن مستويات أقل من النشاط البدني ولديهم تاريخ من التدخين، فقد ازدادت لديهم مخاطر الإصابة بالكسور وأمراض القلب والأوعية الدموية.

تؤكد الدراسة أهمية التثقيف الصحي العام بشأن الخيارات الغذائية ونمط الحياة، لا سيما مع بلوغ منتصف العمر. كما أن اتخاذ تدابير لتحسين صحة العظام، مثل التركيز على الكالسيوم في النظام الغذائي، قد يوفر فوائد وقائية للقلب.